الصفقات المشبوهة التي حصلت عليها شركات في تابعة لعائلة جوردي بوجول، رئيس حكومة كتالونيا سابقا، في المملكة بوساطة من بعض المقربين من القصر الملكي الإسباني، تعود إلى الواجهة من جديد. أخر المعطيات تفيد ان هذه التسريبات، من شأنها إن تكشف أسرار جديدة بخصوص الصفقات التي استفادت منها الشركات التابعة له بالمملكة، وكذلك الأموال التي استفادت منها بوجول نفسه بالتدخل لشركات إسبانية عملاقة مثل " Isolux " التي تنشط بالمملكة والمتهمة بالفساد واستغلال النفوذ بالجزائر. هذه الأرشيفات قد تكشف، كذلك، أسماء شخصيات مغربية متواطئة مع رجل الأعمال الإسباني الشهير، وجول. في هذا الصدد، كشف صحيفة "لاراثون"، ان وحدة الجرائم المالية والاقتصادية في القيادة العام للشرطة القضائية الإسبانية عثرت على "حامل إلكتروني"، جديد مخبأ في احد مكاتب عائلة بوجول التي أمر القضاء الإسباني بتفتيشها، مبينة ان "الحامل الكتروني" من نوع 8 جيغا يتكون من 868 أرشيف حول "مشاريع ووساطات بوجول في الغابون وغانا والأرجنتين والمغرب والمكسيك وجمايكا وتركيا". وأضاف إن تم تسليم "الحامل الالكتروني"، في 6 فبراير الجاري، للقاضي في المحكمة الوطنية بمدريد، خوسي دي لا ماتا، لتعزيز لائحة الاتهامات الموجهة للعائلة الكتالونية. بدورها، أكدت صحيفة "آ ب س" الخبر، مبينة أن الأمر يتعلق بأرشيفات غنية بالمعلومات بخصوص مشاريع جوردي بوجول في "الغابون والمكسيك وتركيا والمغرب". المصدران يشيران، إلى أن القاضي الإسباني قام يوم الثلاثاء الماضي بفتح "قرص الكتروني"، آخر يحتوي، كذلك، على 1804 أرشيف بخصوص بعض المشاريع المشبوهة لبوجول في بعض الدول منها المغرب. الأرشيفات الجديدة تتضمن كذلك معلومات جديدة حول مجموعة "Isolux" العالمية للهندسة والبناء وصيانة البنيات التحتية، وتنشط في 35 بلد من بينها المغرب، والتي يعتقد أنها دفعت ل"بوجول" العديد من ملايين الأوروهات مقابل وساطته لها في هذه البلدان. وتشير التقارير الإسبانية، إلى أن المكتب الوطني للكهرباء كلف الشركتين الإسبانيتين " Isolux " و"Indra" بإعادة التأهيل وتحديث وتزويد بالنظام الأتوماتيكي، في كل محطات الطاقة الكهرمائية في المملكة تقريبا، كاشفة ان الشركتين حصلت مثلا على صفقة تحديث وتزويد محطتي فاس وأفرور بالجهة الشرقية بالنظام الاتوماتيكي بقيمة مالية بلغت 29 مليار سنتيم. المثير للجدل، حسب الصحافة الإسبانية، هي ان شركة "Isolux"، التي يُتهم بوجول بالتوسط لها سبق وأصدر القضاء الجزائري في حقها، في ماي 2015.. حكما يقضي بدفعها للدولة الجزائرية مبلغ 45 ألف أورو، بتهمتي الفساد واستغلال النفوذ في الاسفادة من صفقات بناء الطرقات السيارة وبعض محطات الكهرومائية. وكانت قبل أسابيع كشف تقرير للشرطة القضائية الإسبانية أن جوردي بوجول لجأ إلى صديق قريب من الملك الإسباني السابق خوان كارلوس، ليتوسط له في المغرب بهدف الحصول سنة 2000 على صفقة تجديد خطط السكك الحديدية بين القنيطرة وسيدي قاسم بقمة 9 ملايير سنتيم. وأضافت ان وجول دفع عمولة إلى صديقة الملك في حسابه ببنك سويسير قدره 55 مليون سنتيم كتسبيق على خدمة الوساطة في صفقة السكك الحديدية بالمملكة.