في أحد روبورتاجاتها حول الشبان الإيطاليين الذي يغادرون البلد للاستثمار، ولو بإمكانيات بسيطة خارج البلد، تناولت جريدة إل فاطو كوتيديانو بإيطاليا في عددها ليوم أمس قصة "كوبل" فتح محلبة بمدينة الصويرة المغربية. وتحدث الإيطاليين فرانشيسكا كوبيلوطي (37 سنة) و صديقها ماوريسيو بينتو(38 سنة)، عن حياتهما الجديدة بالمغرب الذي انتقلا للعيش فيه منذ ثلاث سنوات، وقالا أنهما يعيشان فيه حياةً جميلة وبسيطة مستمتعين بأشعة الشمس طيلة أيام السنة. ولم يخفيا أن أصدقاءهما لم يشاطرانهما أول الأمر قرارهما الذهاب للمغرب للاشتغال به بسبب كونه "بلد ما يزال في طور النمو ولا يزال الأشخاص يهربون منه للالتحاق بأوربا"، لكنهما تحديا كل هذه الانتقادات. وفتح "الكوبل" الإيطالي محلبة متخصصة في المنتوجات والأطعمة الطبيعية (BIO) بمدينة الصويرة، أطلقا عليها اسم Yoo Essaouira،وهي الوحيدة من هذا النوع في المدينة السياحية المغربية. وعن حياتهما الجديدة مقارنة بنظيرتها بإيطاليا، أكد الصديقين أن عيشهما بالمغرب لو بإمكانيات بسيطة وقليلة مكنهما من التخلص من ضغط الحياة بالمدن الإيطالية ومن تعقيدات الحياة على النمط الغربي. وعن عودة محتملة في المستقبل إلى بلدهما الأصلي إيطاليا قالت فرانشيسكا وماوريسيو :" لقد كان هدفنا في البداية هو الاشتغال لأعوام هنا بالصويرة ثم نعود لإيطاليا، لكن مع مرور الوقت بدأنا نستبعد ذلك بسبب غياب الأفق في بلدنا.. لقد اكتشفنا هنا أنه يمكن العيش ولو بقليل وبإمكانيات بسيطة.." ورغم اسهابهما في الحديث عن الحياة الجميلة بالمغرب لم يفوت المتحدثان في الآن ذاته الفرصة للتطرق للجانب "المخيف" للعيش بالمغرب، ومن بين الأمور التي تحدثا عنها والتي تؤرقهما الواقع الصحي بالبلد وغلاء المعيشة. وكإيطاليين مرتبطين بتقاليد غذائية رافقتهم من بلدهم الأصلي اشتكيا من غلاء "السباغيتي" التي يفوق ثمنها 18 درهماً لنصف كيلوغرام، والتي تشكل منتوجاً أساسياً يجب أن يحضر في موائد الإيطاليين بشكل يومي.إضافة إلى غلاء الفواكه. وتمنى الكوبل الإيطالي أن لا ينتهي بهما الأمر "في المستعجلات يوماً ما في المستشفى الوحيد بالصويرة "، وذلك بسبب إدراكهما الحالة المزرية للواقع الصحي ليس بالمدينة فحسب بل بكل المغرب. وعن امنيتهما ومشاريعهما المستقبلية تحدث المستجوَبان عن ان كل ما يبحثان عنه هو "حياة هادئة" وجداها في الصويرة "المدينة التي تتعايش فيها بشكل سلمي أنماط حياة مختلفة، وديانات وتقاليد متباينة.."، بحسب االمتحدثين اللذين دعيا الإيطاليين إلى "تفادي إطلاق الأحكام المسبقة على المغرب، لأنه بلد جميل وليس وسخ وخطير ومتخلف كما يتخيله أغلبهم".