تحولت احتجاجات سكان جماعة ملوسة، ضواحي مدينة طنجة، ضد "محاولات منعش سياحي يمتلك فندقاً بالمنطقة، من الاستفادة من خدمات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الموجهة للفئات الهشة من المواطنين، إلى ملاحقات قضائية ضد البعض في ردهات المحاكم". وتحولت شكاية مرفوقة بعرائض توقيعات أزيد من 80 شخصاً من سكان المنطقة، موجهة إلى عامل عمالة إقليم «فحص أنجرة»، بتاريخ سابع أبريل الجاري، إلى متابعة بعض المواطنين أمام القضاء، بينهم مستشارة جماعية بجماعة ملوسة، والتي استمع إليها وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية، بعد أن رفع المنعش السياحي دعوى ضدها لدى الضابطة القضائية للدرك الملكي. وجاء في الشكاية الموجهة إلى عامل إقليم أنجرة، عبد الخالق المرزوقي، ما وصفته ب "تحركات حثيثة يقوم بها أشخاص نافذون بالمنطقة، بهدف ربط فندق سياحي بالماء الصالح للشرب، من شبكة الربط العمومي لمنازل السكان، والذي تم إنجازها بتمويل من برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والذي استهدف مجموعة من المداشر القروية، بجماعة ملوسة، ما بين سنتي 2013 و 2015". ويقول الموقعون على الشكاية المرفوعة لعامل الإقليم، والتي يتوفر "اليوم 24" على نسخ منها، إن "استفادة صاحب المشروع السياحي من شبكة الماء المنجزة من طرف «INDH»، سيؤدي إلى خفض منسوب الصبيب المائي في منازل السكان، ويهدد بحرمانهم من التزود بهذه المادة الحيوية، لكون الصبيب المائي يعاني من ندرة وتوقف مؤقت يصل بعض الأحيان إلى ثلاثة أيام". من ناحية أخرى، كشفت مصادر مأذونة، أن المكتب الوطني للماء والكهرباء، أعد دراسة حول تكلفة المشروع وسلمها لصاحب الفندق السياحي المثير للجدل، غير أنه "رفض أداء المبلغ المحدد في 20 مليون سنتيم من أجل الاستفادة خدمة الماء والتطهير السائل، كما رفض عروضاً أخرى في إطار التفاوض على تخفيض سقف المبلغ المذكور، وتمكينه من تسهيلات في الأداء". ويعاني سكان المنطقة حسب شهادات استقاها "اليوم 24" من عين المكان، من أضرار مادية كثيرة من المشروع الفندقي المذكور، بسبب عدم توفره على قنوات التطهير السائل، وهو ما يجعل مياه الصرف الصحي، تصب مباشرة في الجانب الخلفي للفندق، وتتجه السيول مباشرة نحو منازل السكان وحدائقهم، مخلفاً روائح كريهة تزكم الأنوف، وحول المكان إلى مستنقع للحشرات الضارة. وأضاف المتضررون، أن "صاحب الفندق يهتم كثيرا بمشروعه السياحي، ويمنع حتى القطط من المرور بجانبه، بينما يتهجم على أملاك الخواص، ويتسبب في إلحاق الأذى بهم وبأطفالهم بسبب مخلفات مياه الصرف الصحي، ومحاولته ربط مشروعه بالقوة من شبكة الماء المخصصة للاستعمال المنزلي".