في آخر حلقاته ليلة أمس الأحد، أنجز الصحافي لويجي بيلاتسا لبرنامج "لي ييني Le Iene" على القناة الخامسة لشبكة "ميدياسيت"، تحقيقاً تلفزياً تناول فيه "سهولة الحصول على وثائق تعريف مزورة بميلانو بمساعدة مهاجرين مغاربة رغم الأخطار الإرهابية التي تتهدد البلد وكل الدول الأوربية". وكما هو معمول به في أغلب تحقيقاته، بعث الصحافي أحد المشتغلين معه، وهو مغربي، كي يبحث عن شخص يمكّنه من الحصول على رخصة إقامة مزورة حتى ينتقل بها إلى فرنسا. وفي وقتٍ وجيز عثر على مواطن مغربي في الخمسينيات من عمره عرض عليه أن يأتي له برخصة إقامة غير محدودة الصلاحية، ومزورة بدقة عالية، مقابل مبلغ مالي قدره 700 أورو وصورتين. غير أن المغربي اختفى، فظل يترصده حتى عثر عليه وأرسل له من جديد مواطن من مسلمي كوسوفو، حتى لا يثير شكوكه، هذا الأخير تمكن من كسب ثقته فاتفق معه على ثمن 400 أورو مقابل رخصة إقامة. وفي غضون أيام حضرها له بعدما قدمها له مغربي آخرالتقطته بدوره الكاميرا، واتفق معه على أن يأتيه بصديق له مهاجر، سري بدوره، كي يسدي له نفس الخدمة بنفس السعر ونفس الشروط. وعندما حل الموعد المحدد، حضر الصحافي بدلاً عن المهاجر السري المفترض، فباغث المغربي الذي ظهر مرتبكاً ولم يستطع نفي التهمة عنه، وبدا عليه الخوف لدرجة لا يقوى فيها على المشي بسبب علمه بالمتابعات القضائية التي ستترتب عن ظهوره في البرنامج التلفزي الذي لم يحجب وجهه. وكان الصحافي الإيطالي قد أثار جدلاً كبيراً في المغرب بعد إنجازه لتحقيق تلفزي حول "دعارة القاصرين" بمدينة مراكش، حيث استطاع في وقت وجيز وبواسطة كاميرا خفية أن يجمع شهادات توثق لهذه الظاهرة في المدينة الحمراء،وعرض التحقيق رغم ايقافه وترحيله من طرف وزارة الداخلية المغربية. وأثار تحقيقه جدلاً كبيراً في المغرب، كما تسبب في متابعة عدد من الأشخاص الذين ظهروا في التحقيق، ودانت محكمة مراكش اثنين منهما بالسجن، ويتعلق الأمر بمخضبة الحناء (نقاشة) و"قواد" آخر ظهر في الشريط.