بعد بضعة أشهر من الانتظار أصدرت، اليوم الثلاثاء، المحكمة الإدارية بمدينة باليرمو في إيطاليا حكمها في قضية طالب مغربي قررت الشرطة سحب رخصة إقامته وعدم تجديدها بسبب زرعه الرعب وسط الطلاب باقامة جامعية بالمدينة الصقلية. وقضت المحكمة بإلغاء قرار الشرطة، ومطالبتها بتجديد رخصة الطالب لأنه يعاني من اضطرابات نفسية، وبسبب حالته الصحية. وكان الطالب المغربي قد نشر الرعب وسط جامعة باليرمو، مساء يوم 13 أبريل الماضي، حين بدأ يصرخ وسط الحي الجامعي، ويطلب من الطلبة "المسيحيين والمسلمين واليهود الخروج من المكان"، لأنه يريد "قتل الشياطين" بحسب قوله. واستنفر الحادث السلطات في المدينة، بعدما أن ظن الجميع، أنه يريد تنفيذ "عمل إرهابي" لاسيما أنه كان يحمل حقيبة على ظهره. غير أنه عند القبض عليه وتفتيشه، لم يتم العثور بحوزته على شيء يثير الشك. وجلب له سلوكه متاعب كبيرة ، إذ طُرد من الحي الجامعي وسُحبت منه المنحة، كما صادر الأمن رخصة إقامته ورفض تجديدها له، وتم نقله إلى "مركز الإيواء والطرد" بمدينة كالتانيسيتا لترحيله إلى المغرب. على أن معاملته بهذه الطريقة، رغم إصابته بأمراض نفسية أكدها ملفه الطبي، حرّكت الجمعيات والمجتمع المدني بمدينة باليرمو، التي نظمت لدعمه عدة وقفات احتجاجية، مطالبة بوضعه بالمستشفى وليس الزج به في مركز كالسجن. وبعد عدة وقفات احتجاجية وضغط المجتمع المدني قررت المحكمة إطلاق سراحه ووضعه في مركز اجتماعي للعلاج، كما ألغت نفس المحكمة قرار الترحيل الذي أصدره الأمن حينها، قبل أن تقرر المحكمة الإدارية اليوم تصحيح الوضع والحكم بحصوله على وثائق إقامته بشكل قانوني. وحظيت حالة الشاب المغربي بمتابعة من طرف جمعيات حقوق الإنسان، وبمجرد صدور الحكم الذي أنصفه، عبر محاميه عن ارتياحه لهذا الحكم، كما احتفت به هيئات سياسية، حقوقية ونقابية بمدينة باليرمو.