حافظت السينما المغربية على موقعها المتميز في إفريقيا والعالم العربي، للسنة الخامسة على التوالي، باحتلالها المركز الثاني في العالم العربي من حيث غزارة إنتاج الأفلام، حسب كتاب أصدره مهرجان القاهرة السينمائي، الذي اختتمت دورته السادسة والثلاثون أخيرا، بفوز الفيلم المغربي "الصوت الخفي" لمخرجه كمال كمال بجائزة الإسهام الفني التي تعرف باسم "سعد الدين وهبة". وسجل كتاب "أحوال السينما العربية 2013 – 2104" للناقد المصري محمود قاسم، أن مصر واصلت تصدر الدول العربية في عدد من الأفلام السينمائية المنتجة بنحو 60 فيلما، رغم أن أغلبها تجارية. وحل المغرب ثانيا من حيث عدد الأفلام بأزيد من 30 فيلما من أبرزها "هم الكلاب" لهشام العسري و"الصوت الخفي" لكمال كمال و"ووداعا كارمن" لمحمد أمين بنعمراوي. وحل العراق في المركز الثالث برصيد 24 فيلما، وأشار الكتاب إلى أن أغلب أفلام العراق التي شاركت في مهرجانات دولية أخرجها فنانون أكراد بإسهام جهات أجنبية. وذكر الكتاب أن أبرز سمات السينما المصرية والعربية في السنوات الأخيرة "هي ضياع هيبة المخرج مقابل صعود مكانة الممثل والمنتج"، ولكنه سجل أن السينما المصرية "واحدة من القلائل في سينما العالم التي توجد بها مهنة كاتب السيناريو، مثلما يحدث في السينما الأمريكية والهندية" في حين يسود السينما في كثير من الدول ما يطلق عليه "سينما المؤلف". وفي سياق متصل، تمكنت الأفلام المغربية، من منافسة أشهر الأفلام الأمريكية والمصرية، المعروضة بالقاعات السينمائية الوطنية، وباتت تخلف أصداء واسعة في مختلف المهرجانات والمحافل السينمائية الدولية، بانتزاعها جوائز مهمة، سواء داخل المغرب أو خارجه، وتشير آخر إحصائيات المركز السينمائي المغربي إلى تتويج المغرب ب 55 جائزة من 143 مهرجانا سنة 2013. كما حافظ المغرب على جاذبيته للاستثمارات السينمائية الأجنبية، التي وصلت إلى حوالي 25 مليون دولار أميركي السنة الماضية، من خلال تصوير أزيد من 500 عمل بالمغرب. وحسب تقرير للمركز السينمائي المغربي، حظيت الأفلام المغربية باهتمام 40 في المائة من المشاهدين، الذين اقتنوا 722 ألفا و633 تذكرة، خلال السنة المنصرمة، بينما حظيت السينما الأمريكية بنسبة 35 في المائة من المتفرجين، الذين بلغ عددهم 642 ألفا و227 مشاهدا. وكشف التقرير أن إيرادت القاعات السينمائية بلغت السنة المنصرمة 74 مليونا و850 ألفا و832 درهما، مقابل 69 مليون درهم سنة 2012، محققة تطورا ملموسا بفضل تجديد بعض القاعات ورقمنتها، حسب تصريح لنورالدين الصايل.
