قال رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران إنه درس بالمدرسة المحمدية للمهندسين ثلاث سنوات من دون أن يفلح في التخرج مهندسا. وفي الوقت الذي تحاشى فيه الحديث عن التخصص العلمي الذي كان يدرسه بالمدرسة المحمدية إن كان تخصصا، يدخل في الهندسة الكهربائية أو المعدنية أو الصناعية أو المدنية أو الميكانيكية وما إلى ذلك من تخصصات، أكد عبد الإله بنكيران بالقول "إنه تخلى عن دراسة الهندسة في المدرسة المحمدية لأنه لم يعط لهذه الدراسة حقها من الوقت الضروري لها". ومن دون أن يذكر ما هي المآرب التي كانت تشغله أنذاك وكانت سببا مباشرا في "فشله" في التخرج مهندسا، اكتفى بنكيران في معرض حديثه بالتشديد على أنه لم يكن على قدر كبير من القوة والقدرة الكافيين اللذين تتطلبهما الدراسة في هذه المدرسة. وشنف رئيس الحكومة، صباح أول أمس السبت، بمقر المدرسة الحسنية للمهندسين وهو يلقي كلمته بمناسبة انعقاد مؤتمر جمعية مهندسي المدرسة، (شنف) مسامع الحاضرين بوابل من القفشات التي تدخل في إطار شعبويته الممزوجة بالبهلوانيات و"النكت" التي ألف إطلاق العنان للسانه لقولها، كلما تعلق الأمر بتجمع أو منتدى ينتظر فيه الحاضرون من رئيس الحكومة إلقاء الحلول الممكنة والبدائل اللازمة للخروج بالبلاد إلى بر الأمان من النكسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتتالية عوض خلق مناخ للكوميديا المُقرفة. وزاد عبد الإله بنكيران في كمِّ قفشاته البهلوانية ليشد إليه الحضور الوازن عددا وقيمة ولينجح في الهروب من مواجهة الحقائق السلبية التي تعيش على إيقاعها المدرسة المحمدية للمهندسين، وهي الحقائق التي رصدها ربيع لخليع رئيس الجمعية، في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر المذكور، بالتفصيل والتدقيق وهمّت تاريخ المدرسة ومستقبلها. وبينما وقف ربيع لخليع على الضائقات المالية التي تعاني منها المدرسة المحمدية للمهندسين مقارنة بباقي المعاهد والمدارس العليا، حيث أكد أن الميزانية المخصصة لطالب واحد بهذه المدرسة تقل ثلاثة مرات عن الميزانية المخصصة لطالب واحد في معهد من باقي المعاهد أو المدارس العليا بالمغرب، برع رئيس الحكومة في الرد على هذا المعطى، في لكنة مليئة بالتهريج، بالقول إن المدرسة المحمدية حين درس بها كانت تعيش على قدر كبير من الأريحية وأنها لم تعش على إيقاع إضرابات لطلبتها. والأكثر من ذلك، يضيف بنكيران متبجحا، أنه استطاع خلال مدة دراسته بالمدرسة المحمدية "اكتساب" ثقة الطلبة في الفصل ليصوت عليه نسبة 67 في المائة منهم في انتخابات تحمل إثرها المسؤولية عن الطلبة في الحقل الدراسي. وزاد متبجحا أنه طوال تحمله هذه المسؤولية عن الطلبة لم تعرف المدرسة المحمدية ولو يوما واحدا من الإضراب. وإضافة إلى منصب "المسؤول" عن الطلبة قال بنكيران إنه مارس في المدرسة المحمدية أنشطة مختلفة من دون أن يذكر نوعيتها أو يحددها، ووقف بالقول إنه غنى أغنية في نشاط طلابي يستحيي أن يذكر كلماتها أمام الحضور، يؤكد بنكيران في جو من المرح. وعوض أن يتحدث عن إثارة الآليات الممكنة لجعل المدرسة المحمدية للمهندسين في صلب الاهتمامات المستقبلية للحكومة بهدف إخراجها (المدرسة) من الضائقات المالية واللوجيستية والبشرية التي تعاني منها هذه المدرسة، التي وقف عليها ربيع الخليع وقبله مدير المدرسة في كلمتيهما، مارس عبد الإله بنكيران سياسة الهروب راميا بالكرة عند باقي المسؤولين من الحضور الوازن الذي كان ضمنه أكثر من وزير وأكثر من مدير عام لمرفق اقتصادي حساس إضافة إلى رئيسة الباطرونا وآخرين، إذ عرف بنكيران كيف يتملص هو وأعضاء الحكومة التي يترأسها من مسؤولية المآل الذي تعيشه هذه المدرسة في الوقت الراهن مع صعوبة تحمل هذه المسؤولية لجعل هذه المدرسة نموذجا للمستقبل، وفق "الّتيمة" التي كانت موضوع مؤتمر جمعية المهندسين، حيث قال بنكيران إن مسؤولية المدرسة المحمدية للمهندسين هي مسؤولية أبناء المدرسة المحمدية وخريجيها وأطرها.