أطلقت مؤسّسة الفكر العربي مشروع المحتوى الرقمي العربي على الإنترنت، في احتفال خاص أقيم الخميس الماضي ببيروت، بحضور رؤساء تحرير صحف عربية وأكاديميين ومثقفين وخبراء ومتخصّصين في المعلوماتية. وتضمن الحفل إطلاق المرصد الإحصائي للمحتوى الرقمي العربي «مأرب»، وكذا إطلاق التقرير التأسيسي للمحتوى الرقمي العربي (الواقع- الدلالات- التحديات)، واستعراض مختلف جوانب المشروع. ويعتمد المرصد الإحصائي على عيّنة قوامها 20 مليوناً و451 ألفاً و84 وحدة معلوماتية، ويُغطي الفترة الواقعة ما بين العام 1995 و2011. وسيتم تحديث المحتوى لاحقاً بصورة دورية كلّ ستة أشهر، ويُقصد بالمحتوى الذي يغطيه المرصد كلّ ما هو مكتوب بحروفٍ عربية على شبكة الإنترنت، أو ما هو مسجّل بأصوات عربية، أو مصوّر بشكل يُستَدلّ به على مصدره العربي. المعطيات المرتبطة بالمغرب تكشف وجود «محتشم ل»المحتوى الرقمي المغربي» باللغة العربي بالشبكة العنكبوتية، واحتل المغرب المرتبة الثامنة من حيث حجم المنشورات بمختلف مواقع النشر، كما احتل المرتبة العاشرة بخصوص أقوى العائدات السنوية العربية للمحتوى الرقمي العربي. أول مشروع معرفي شامل يحاول ردم الفجوة الرقمية يعتبر المشروع ثمرة سنتين من العمل على عينة غير مسبوقة، بلغت 20 مليون و451 ألفاً و84 وحدة معلوماتية نشرت بين سنوات 1990 و2011، وتعتبر من أكبر العينات المستخدمة في تحليل المحتوى الرقمي بصفة عامة، والمحتوى الرقمي العربي بصفة خاصة، كما تتعلق ب22 دولة عربية و66 دولة أجنبية وسيتم تحديثه كل 6 أشهر، وتغطي الوحدات المعلوماتية ثمان مجالات، (الاجتماعي والإنساني، الإعلام والاتصال، والثقافة والفكر، السياسي والقانوني، الاقتصاد والخدمات، التربية والتعليم، العلوم والبحث الأمني والعسكري). قاعدة البيانات الإحصائية للمحتوى الرقمي العربي على شبكة الإنترنت، مشروع تم خلاله جمع وتصنيف وتحليل المحتوى العربي على شبكة الإنترنت، وهو من المشروعات والنظم الرائدة التي تتبع وترصد محاولات إثراء المحتوى العربي والمحتوى الإلكتروني من مختلف الدول العربية والأجنبية، وتقدم نتائجه من خلال قاعدة البيانات الإحصائية للمحتوى الرقمي العربي التي تضم التصنيف الموضوعي، وتنتج قوائم الموضوعات والقضايا التي يناقشها المحتوى العربي، بما يجعل تصنيف هذا المحتوى حقيقة واقعة وليس أهدافاً يتم السعي لتحقيقها، بخاصة أن التصنيف والفهرسة والتحليل من خلال قاعدة البيانات الإحصائية، يشمل جميع مسارات نشر المحتوى العربي على الإنترنت، فهو يتضمن الشبكات الاجتماعية مثل «فايسبوك» و»تويتر» و»غوغل» والمنتديات والقوائم البريدية، و»يوتوب» و»فليكر» والمدونات، التي تقدم لها قاعدة البيانات إطاراً يدخل فيه المدونون العرب وسائر أشكال التدوين باللغة العربية. وتقدم قاعدة البيانات الإحصائية للمحتوى الرقمي العربي، صورة واصفة وكاشفة ومفصلة لحالة المحتوى العربي «كما هو»، من دون انطلاق من أية فرضيات أو تحيزات أو أحكام مسبقة، وقد تم تحري أكبر قدر من الدقة في كل خطوة من خطوات بناء القاعدة وتشغيلها لضمان أن كل نتيجة يعرضها النظام، تستند إلى أرض صلبة من البيانات والإحصائيات. وتطلب ذلك أن تمر كل عمليات السحب والتصنيف والتحليل بدورات متكررة من تطويرٍ لآليات العمل، وتدقيق للأرقام، واختبار للنتائج حتى تصل منظومة العمل كلها إلى مستوى من النضج يمكن معه الاطمئنان لسلامة المنظومة من الناحية العلمية نظرياً وإجرائياً. تقدم القاعدة بصورتها الراهنة خدمات رائدة وغير مسبوقة للباحثين والعاملين في حقل دراسات المحتوى العربي، وللمخططين وراسمي السياسات المتعلقة بالإنترنت في الوطن العربي، ومن خلال ما يحتويه من مؤشرات ومعايير قياس يقدم إسهامات غير مسبوقة للمستثمرين والراغبين في التعرف إلى فرص العمل بالمحتوى العربي، فضلاً عن تقديم مؤشرات مهمة للمهتمين بالإعلان والترويج والتسويق على الإنترنت، وكذلك المهتمين بأعمال التجارة والأعمال الإلكترونية. وترسي القاعدة بمختلف جوانبها، الأسس والبيانات الأولية اللازمة لبناء مرصد لحظوي أو شبه لحظوي لحالة المحتوى الرقمي العربي على الإنترنت من مختلف جوانبه، ثم الانتقال بعد ذلك من مرحلة البحث والعرض الإحصائي، إلى البحث والعرض في المحتوى نفسه بنصوصه ومختلف أشكاله، الأمر الذي يضع نواة أول محرك بحث عربي عملاق بكل ما في الكلمة من معنى. المسارات الخمس لرصد المحتوى تتخصص القاعدة بصورة أساسية في البحث في المعلومات الإحصائية الخاصة بالمحتوى الرقمي العربي واسترجاعها في صورة ترسيمات وجداول إحصائية، ويتم البحث والاسترجاع من خلال خمسة مسارات يمكن استخدام أي منها بصورة منفردة، أو استخدام أي منها كنقطة انطلاق للبحث والآخرين كمعايير فرعية للاسترجاع، والمسارات الخمس هي: 1 المسار التاريخي يعرض هذا المسار البيانات التاريخية الخاصة بمواد المحتوى العربي المنشورة على الإنترنت وقنوات نشرها، منذ بدايات ظهوره في العام 1995 وحتى 31 ديسمبر من العام 2011. 2 المسار الجغرافي يعرض البيانات الخاصة بالموقع الجغرافي الذي نشأت فيه قناة النشر المستخدمة مع وحدات المحتوى وقنوات نشره، وذلك على مستوى الدولة التي يعلن صاحب المحتوى أنه ينتمي إليها، داخل الوطن العربي وخارجه، فضلاً عن المحتوى الذي لم يذكر اسم الدولة التي أنتجته. 3 المسار الموضوعي تمّ فيه تصنيف مواد أو وحدات المحتوى العربي طبقاً لشجرة تصنيف موضوعي تضم 439 تصنيفاً فرعياً ، موزعة على 8 فئات رئيسة، هي: التعليم، البحث العلمي، السياسة والقانون، الثقافة، الاقتصاد، القضايا الإنسانية الاجتماعية، الإعلام ووسائل الاتصال، والقضايا الأمنية العسكرية. 4 المسار التقني تم فيه تجميع البيانات الواصفة للحالة التقنية لوحدات المحتوى الرقمي العربي، والتي تغطي البيانات الواصفة لجودة المحتوى، وحجمه وجماهيريتيه والبنية التحتية التي تعمل عليها قناة نشره. 5 مسار النشر تم فيه تجميع بيانات عن قناة النشر التي يتم من خلالها بث ونشر وحدات المحتوى الرقمي العربي على الإنترنت، وهي المدونات والمواقع والمنتديات والقوائم البريدية و»الفايسبوك» ونظرائه و»تويتر» وشبكات الصور وشبكات الفيديو. ● العائد السنوي بلغ العائد السنوي للمحتوى الرقمي المغربي باللغة العربية بالإنترنيت، ما مجموعه 26 مليون و124 ألف و669 دولار، واحتل بذلك المرتبة العاشرة عربيا من حيث أقوى العائدات السنوية، وشكل العائد السنوي المغربي 1.83 بالمائة من مجموع العائد السنوي العربي للمحتوى الرقمي العربي، الذي بلغ مليارا و429 مليونا و498 ألفا و353 دولارا، تحققها 111 مدونّة و11 ألفاً و985 موقعاً، منها 339 مليون و808 ألف و932 دولار لدول غير عربية، و242 مليون و569 ألف و92 دولار غير معروفة، بينما تبلغ العائدات السنوية لعشرين دولة عربية 847 مليونا و120 ألف و329 دولار. وتوجد المملكة العربية السعودية، على رأس قائمة الدولة العربية التي حققت أكبر العائدات السنوية من محتواها الرقمي العربي بالإنترنيت، وحققت السعودية ما مجموعه 207 مليونا و708 ألفا و710 دولارا، بما يمثل 14.53 بالمائة من مجموع العائد السنوي للمحتوى العربي بالإنترنيت، وجاءت في المرتبة الثانية جمهورية مصر ب201 مليون و754 ألف و832 دولار، بحوالي 14.11 من مجموع العائد السنوي الكلي، ثم ثالثا العراق ب4.59 بالمائة، متبوعة بتونس ثم الجزائر وسوريا ولبنان وقطر والكويت ثم المغرب عاشرا، وفي آخر الترتيب نجد عمان ثم موريتانا والصومل. ويقول الخبراء الذي أعدوا الدراسة أن حجم العائدات جد متواضع، وهو ما فسروه بكون 20 بالمئة فقط من المضمون أصيل وغير مكرّر، وأن معظم ما يُنشر على مواقع التواصل شخصي وخاص. ● التصنيف الموضوعاتي كشفت معطيات الدراسة الإحصائية على أن المحتوى الفكري والثقافي والأدبي للمؤسسات العمومية المغربية بالمواقع الإلكترونية تأتي في المرتبة الأولى بنحو 400 ألف وحدة معلوماتية، ويأتي المحتوى السياسي القانوني في المرتبة الثانية ب178 وحدة معلوماتية، ثم ثالثا محتوى العلوم الاجتماعية والإنسانية ب192 ألف وحدة معلوماتية، وفي المرتبة الرابعة والخامسة المحتوى الاقتصادي ثم المحتوى العلمي البحثي، وبينما احتل المحتوى المتعلق بالإعلام والاتصال المرتبة السادسة، جاء في المرتبة ما قبل الأخيرة المحتوى التعليمي ب99 ألف وحدة معلوماتية، ثم أخير المحتوى العسكري والأمني ب42 ألف وحدة معلوماتية. على المستوى العربي، ومن مجموع 20 مليون و450 ألف و900 وحدة معلوماتية، احتل المحتوى الثقافي المرتبة الأولى من مجموع ما تم نشره سواء من طرف المؤسسات العامة أو الخاصة أو الأفراد، وبمختلف قنوات النشر من مواقع ومدونات وشبكات اجتماعية..، وبلغ حجم المحتوى الثقافي المنشور ثمانية ملايين و322 ألف و253 وحدة معلوماتية، وجاء ثانيا محتوى العلوم الاجتماعية وثالثا المحتوى القانوني ورابعا المحتوى العلمي، وخامسا المحتوى الاقتصادي وسادسا المحتوى المتعلق بالإعلام والاتصال، وسابعا المحتوى التعليمي، وأخيرا المحتوى العسكري. مرتبة المغربي عربيا احتل المغرب المرتبة الثامنة من بين 20 دولة عربية، وبلغ المحتوى المغربي بالانترنيت 326 ألف و790 من مجموع عينة البحث التي بلغت 20 مليون و451 ألف و84 وحدة معلوماتية، تغطي الفترة ما بين سنوات 1995 و2011، ويشكل المحتوى المغربي 1.6 بالمائة فقط من مجموع المحتوى العربي بالإنترنيت. الدراسة كشفت أن من بين مجموع العينة المرصودة، توجد نحو ثمانية ملايين و185 ألف و585 وحدة معلوماتية غير معروفة، مقابل وجود مليون و616 ألف و47 وحدة معلوماتية لدول غير عربية. وشمل التصنيف عشرين دولة عربية، واحتلت السعودية المرتبة الأولى عربيا بثلاث ملايين و201 ألف و306 وحدة معلوماتية، بما نسبته 15.65 بالمائة من مجموع المحتوى العربي، وجاءت مصر ثانية بمليونين و739 ألفا و853 وحدة معلوماتية «13.4 بالمائة»، تلتها الكويت ثم سوريا رابعة، واحتلت السودان المرتبة 18 وموريتانيا المرتبة ما قبل الأخيرة، والصومال في المرتبة 20 لتكون بذلك الأقل تواجدا بالشبكة العنكبوتية، من حيث المحتوى المعلوماتي. ● المواقع أهم قنوات نشر المحتوى الرقمي شكلت المواقع أهم قنوات النشر للمحتوى الرقمي المغربي، وتشير الدراسة إلى أنه من مجموع المحتوى المغربي بالانترنيت الذي يبلغ 326 ألف و790 وحدة معلوماتية، تنشر المواقع ما مجموعه 145 ألف و416 وحدة معلوماتية، وتأتي المنتديات في المرتبة الثانية ب74 ألف و325 وحدة معلوماتية ثم ثالثا المدونات ب55 ألف و590 وحدة معلوماتية، تليها الشبكات الاجتماعية ب15975 وحدة معلوماتية ثم شبكات الفيديو ب2035 وحدة معلوماتية، وأخيرا تويتر ثم القوائم البريدية. أما في العلاقة بالمحتوى العربي برمته، والمتعلق بالدول العربية والأجنبية وكذا الوحدات غير المعروفة المصدر، تشكل المواقع قناة النشر الأولى بنحو ستة ملايين و215 ألف و713 وحدة معلوماتية من أصل 20 مليون و451 ألف و84 وحدة معلوماتية، تليها الشبكات الاجتماعية بأزيد من خمسة ملايين وحدة معلوماتية ثم ثالثا المنتديات بأزيد من ثلاثة ملايين وحدة معلوماتية.
