سكوري : المغرب استطاع بناء نموذج للحوار الاجتماعي حظي بإشادة دولية    ميارة يجري مباحثات مع رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا    وزارة الفلاحة: عدد رؤوس المواشي المعدة للذبح خلال عيد الأضحى المقبل يبلغ 3 ملايين رأس    مطار الصويرة موكادور: ارتفاع بنسبة 38 في المائة في حركة النقل الجوي خلال الربع الأول من 2024    الجيش الملكي يرد على شكاية الرجاء: محاولة للتشويش وإخفاء إخفاقاته التسييرية    إسبانيا تُطارد مغربيا متهما في جريمة قتل ضابطين بالحرس المدني    مشروبات تساعد في تقليل آلام المفاصل والعضلات    خمري ل"الأيام24″: الإستقلال مطالب بإيجاد صيغة جديدة للتنافس الديمقراطي بين تياراته    احتفاء بموظفي مؤسسة السجن في أزيلال    الزمالك المصري يتلقى ضربة قوية قبل مواجهة نهضة بركان    تحديات تواجه نستله.. لهذا تقرر سحب مياه "البيرييه" من الاسواق    بلينكن: التطبيع الإسرائيلي السعودي قرب يكتمل والرياض ربطاتو بوضع مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية    أمن فاس يلقي القبض على قاتل تلميذة    المحكمة تدين صاحب أغنية "شر كبي أتاي" بالسجن لهذه المدة    مجلس النواب يطلق الدورة الرابعة لجائزة الصحافة البرلمانية    برواية "قناع بلون السماء".. أسير فلسطيني يظفر بجائزة البوكر العربية 2024    عملية جراحية لبرقوق بعد تعرضه لاعتداء خطير قد ينهي مستقبله الكروي    رسميا.. عادل رمزي مدربا جديدا للمنتخب الهولندي لأقل من 18 سنة    المديرية العامة للأمن الوطني تنظم ندوة حول "مكافحة الجرائم الماسة بالمجال الغابوي"    الإيسيسكو تحتضن ندوة ثقافية حول مكانة المرأة في الحضارة اليمنية    "التنسيق الميداني للتعليم" يؤجل احتجاجاته    هذا هو موعد مباراة المنتخب المغربي ونظيره الجزائري    الشرطة الفرنسية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لفلسطين بجامعة "السوربون"    غامبيا جددات دعمها الكامل للوحدة الترابية للمغرب وأكدات أهمية المبادرة الملكية الأطلسية    الملك يهنئ بركة على "ثقة الاستقلاليين"    تحرير ما معدله 12 ألف محضر بشأن الجرائم الغابوية سنويا    الرئاسيات الأمريكية.. ترامب يواصل تصدر استطلاعات الرأي في مواجهة بايدن    يوسف يتنحى من رئاسة حكومة اسكتلندا    الدورة السادسة من "ربيعيات أصيلة".. مشغل فني بديع لصقل المواهب والاحتكاك بألمع رواد الريشة الثقافة والإعلام    اتفاق بين الحكومة والنقابات.. زيادة في الأجور وتخفيض الضريبة على الدخل والرفع من الحد الأدنى للأجور        توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    الفنان الجزائري عبد القادر السيكتور.. لهذا نحن "خاوة" والناظور تغير بشكل جذري    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    المكتب الوطني للسياحة يضع كرة القدم في قلب إستراتيجيته الترويجية لوجهة المغرب    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    وزارة الفلاحة…الدورة ال 16 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب تكللت بنجاح كبير    إدارة السجن المحلي بوجدة تنفي ما نقل عن والدة سجين بخصوص وجود آثار ضرب وجرح على وجهه    فيلم أنوال…عمل سينمائي كبير نحو مصير مجهول !    المغرب التطواني يتعادل مع ضيفه يوسفية برشيد    رسمياً.. رئيس الحكومة الإسبانية يعلن عن قراره بعد توجيه اتهامات بالفساد لزوجته    غزة تسجل سقوط 34 قتيلا في يوم واحد    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولات الإثنين بأداء إيجابي    أسعار الذهب تتراجع اليوم الإثنين    إليسا متهمة ب"الافتراء والكذب"    رئيس ريال مدريد يهاتف مبابي عقب التتويج بالدوري الفرنسي        المفاوضات بشأن اتفاق الاستعداد للجوائح بمنظمة الصحة العالمية تدخل مرحلتها الأخيرة    المنتخب المغربي يتأهل إلى نهائي البطولة العربية على حساب تونس    حكواتيون من جامع الفنا يروون التاريخ المشترك بين المغرب وبريطانيا    "عشر دقائق فقط، لو تأخرت لما تمكنت من إخباركم قصتي اليوم" مراسل بي بي سي في غزة    بعد كورونا .. جائحة جديدة تهدد العالم في المستقبل القريب    دراسة: الكرياتين يحفز الدماغ عند الحرمان من النوم    هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأثم فاعله!    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (8)    الأمثال العامية بتطوان... (584)    الأمثال العامية بتطوان... (583)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أ?ادير: من سوس العالمة إلى المدينة العاهرة
نشر في التجديد يوم 04 - 10 - 2002

أحيانا قد يصاب المرء بالذهول من جراء اكتشافه لظاهرة أو قضية يستعصي على العقل قبولها بله الإقرار بها، اللهم إذا كان الأمر يتعلق بالخيال. واقع الدعارة أو الجنس أو النخاسة البيضاء أو سمه ما شئت يستبطن أشياء قد لا يعلم حقيقتها إلا الله والراسخون في علم "البورنوشيك" الفاسدون المفسدون الساهرون على تخريب قيم المجتمع مقابل مغريات وأرباح خيالية.
جزء من حقيقة هذا العالم يضمه هذا الاستطلاع الذي أنجزناه بمدينة أضحى رقم معاملاتها في تجارة اللحوم الأنثوية الرقم الأول في الفوضى الجنسية بامتياز، استطلاع يكشف هول الكارثة الأخلاقية التي ينتعش في كنفها قطاع عريض من أبناء هذا الوطن، وهذه المدينة بالذات التي اقترن اسمها إلى عهد قريب بسوس العالمة قبل أن تصبح مركز الدعارة والنخاسة.
1 الدعارة بين الاحترافية والهواية
إذا كانت الدعارة أقدم "مهنة" في التاريخ وثالث تجارة بعد السلاح والمخدرات، فيمكن القول إن هذه المهنة واحدة من المهن الوضيعة النشيطة بمدينة أ?ادير والتي تتعدد أشكالها وأساليبها بشكل يستعصي تحديد مداخيلها القارة، فمن خلال الاستقراء لواقع هذه الظاهرة وجمع المعطيات المرتبطة بها اتضح أنها تنقسم إلى صنفين وكل صنف تندرج تحته أنواع أخرى.
أ الدعارة الاحترافية: وتصنف إلى ثلاثة أنواع هي:
الدعارة الراقية
وهي أعلى وأغلى وأخطر الأنواع على الإطلاق، زعماؤها من أكابر المافايات الجنسية وشبكات الدعارة التي لا يكتسي بعضها صبغة المحلية بل تتعداه إلى الدولية، ونذكر كنموذج لها الشبكة التي تم تفكيكها بالمدينة والتي تقوم بجلب فتيات قاصرات بواسطة استوديو للتصوير الفوتوغرافي، فيتم تصويرهن عاريات، وترسل تلك الصور إلى دولة سويسرا لتعرض على الكبريات هناك، واللواتي يتم اختيارهن تمنح لهن تأشيرة باسم "فنانة"، ويرحلن إلى هناك للمساهمة في تنشيط السياحة الجنسية. والقريب من هذه الحادثة واقعة أخرى تم ضبطها هذه الأيام من طرف الشرطة القضائية بإحدى المنازل ببلوك 901 بحي الشرف. هذا المنزل أعدته امرأة وتستخدمه للقوادة منذ زواخر الستينات، وطورته لتقوم بدور الوساطة في البغاء مستعملة تقنية الطلب قبل العرض، حيث تأتي إليها طلبات سواء من الداخل أو الخار ج وخاصة السعودية فتقوم بإعداد المومسات المطلوبة، وحين تكون الطلبات كثيرة تستجلب مومسات أخريات من الضواحي. ومن الشبكات من طورت خدماتها مستعملة تقنيات الإعلام والاتصال الحديثة حيث إن منها من تعقد (صفقاتها الجنسية) عبر الأنترنيت وتقدم للزبناء خدماتها من خلال صور وأرقام
ومراحل تحقيق المبتغى الجنسي البهيمي.
سيارات بخدمات جنسية:
نوع آخر يندرج تحت هذا النوع من الدعارة الاحترافية الراقية، وهو ما يطلق عليه دعارة "الصيد بالسيارات" والتي تقودها محترفات يعرفن غالبا بلباسهن المكشوف والمخل بالحياء ويحترفن فن صيد القاصرات خاصة تلك اللواتي يتميزن بنسبة من الجمال مع إبداء مفاتن أجسادهن: مجال تنشيطهن يتحدد بشكل خاض في المدار السياحي وشارع الحسن الثاني ومن جهة أخرى يتقن فن جلب أو صيد الزبناء بالمعاكسات سواء بالسيارة أو بالضحك والابتسامة والإيحاء المباشر، خصوصا من يظهر أنهم يمتلكون ثروة مالية هامة. وكم يكون السباق محموما بينهن حين يتعلق الأمر "بالحوالة" وهو المصطلح الذي يطلق على الخليجيين الذين يأتون إلى أ?ادير لهذا الغرض بالذات.
وحسب مصدر أمني، فإن هذا النوع من المومسات غالبا ما يتقن فن النصب والسرقة بطرق احتيالية خطيرة وكمثال على ذلك حادثة القتل التي تعرض لها عابد لشهوته سقط في حبال عاهرة من هذا النوع وهي في الآن نفسه عضو في عصابة إجرامية، ساقته إلى مكان قصي على متن سيارته الخاصة، وما أن بدأ هذا الزاني في ممارسته البهيمية في ذات السيارة حتى انقض عليه باقي أعضاء العصابة الإجرامية باتفاق مسبق مع العاهرة وانهالوا عليه بالضرب المبرح وتلقى ضربة قوية في رأسه أردته قتيلا، ولاذ المجرمون بالفرار سارقين كل ما بحوزته من أموال وممتلكات ثمينة.
النخاسون المنعشون للدعارة الاحترافية:
إذا كانت الدعارة الاحترافية بمفهومها الراقي قد لا تتراءى للعيان في أغلب الأحيان، فإن هناك منعشين لها، ولكن في الظل فقط، نذكر منها بعض وكالات الأسفار وكراء السيارات التي تلعب دور الوساطة النخاسية حيث تقوم على سبيل التمثيل لا الحصر على إعداد بيوت مفروشة وشقق مجهزة خاصة بحي الشرف وحي الداخلة. وتستخدم فقط لأغراض الضيافة الشهوانية ومتوفرة على كل مستلزمات الكرم الجنسي وبأثمان خيالية يؤديها بكل طواعية السياح الأجانب القادمين بالخصوص من ألمانيا وفرنسا من جهة، ومن بعض الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية.
ومن السياقة ما فسد
بعض سائقي سيارات الأجرة الصغيرة خصوصا، يساهمون بدورهم في إنعاش هذا القطاع، يحكي لنا أحد العارفين بعالم السياقة الجنسية قائلا: "هناك من السائقين من يعمل فقط من الساعة 01 ليلا إلى حدود 6 صباحا، لكن مع زبناء معدودين ومعلومين، إنهم "المومسات" حيث يكتفي بالإتيان بهن من منازلهن إلى حيث وجهت لهن دعوة المآثم الأنثوية والذي يكون غالبا فندقا أو شقة مفروشة، ثم يرجعونهن بعد ممارسة الطقوس الشيطانية مقابل مبالغ مالية تصل أحيانا إلى أكثر من 006 درهم، وذلك حسب الأرباح المستخلصة من طرف العاهرة في الليلة إن لم أقل في السويعة الواحدة، بل أكثر من هذا، هناك من السائقين من عنده ألبوما يتضمن صور فتيات عاريات يوظف لعرضه على الراكب/ الزبون وكم تكون فرحته كبيرة عندما يكون خليجيا فيختار الفتاة التي يود الزنا بها، ومباشرة يتصل بها السائق بواسطة الهاتف النقال الذي هو بالمناسبة وسيلة تواصل ساهمت بشكل كبير في تسهيل مأمورية المفسدين ليخبرها بإعداد نفسها لأنه "طاح فواحد الفكتيم" أو "الحولي"
مخادع هاتف ومطاعم تسهل لكم الحياة الجنسية:
إذا كان الهاتف يسهل الحياة، فإن بعضا من مستخدمات هذه المخادع شأنهن في ذلك شأن بعض النادلات في المطاعم يسهلن عملية لم يشمل بائعات الهوى مع بعض الوحوش الآدمية من خلال تحديد المواعيد وأماكن اللقاء الذي يكون في الغالب مخدع هاتف (...) أو مطعم (...)
وفنادق بمثابة إصطبلات للفساد:
بعض الفنادق تنعت بأوكار الفساد، مداخيلها تنتعش فقط من السياحة الجنسية، تضم أفواجا من العاهرات من كل الأطياف والألوان، الراغبة في قضاء مآربها الشهوانية يلتجئ إليها بالليل فقط إلى الثلث الأخير منه في جو من الغنى الفاحش والرقص الفاجر والخمر الآسف لينتهي اللقاء الصاخب بممارسة جنسية تكون في الغالب من طينة حيوانية، في غرف من الفندق نفسه أ عدت لهذا الغرض ولا شيء غيره. ومن الفنادق من تجد فيه مسابح تسبح فيها من لا يميزه عن الحيوان إلا العقل وتمييز الكلام، بأجساد عارية ومختلطة ولا حياء في ذلك.
صالونات للحلاقة واسطات في الدعارة
بعض صالونات للحلاقة، شأن بعض متاجر بيع ملابس النساء، تساهم هي الأخرى في "تنظيم" الحياة الجنسية بالمدينة من خلال مساهمتها الفعلية في إعداد الأجساد الأنثوية إعدادا أنيقا محلقا ومعطرا وفق "الماركوتينغ" الجنسي الذي يغري المشتري على اقتناء البضاعة البشرية التي طلبها مسبقا ليأتي إلى الصالون ويأخذها شخصيا على متن سيارته الخاصة أو تسلم له عبر وسيلة النقل الخاصة بالعاهرات، أو بواسطة سيارة الأجرة الصغيرة. في إطار خدمات ما بعد البيع والتي سيسددها لاحقا عبر الفاتورة الضخمة.
وإذا سألت عن أثمنة الدعارة الراقية فلا تستغرب!
ربما قد يلجأ بعض من ليس في قلبه ذرة من الكرامة إلى التعاطي لهذا النوع من التجارة الخسيسة، حين يعلم أن عاهرة، وفي ظرف ليلة واحدة حصلت من وحش خليجي افترس عرضها على سيارة فارهة ومبلغ مالي مهم جدا مع أداء السومة الكرائية لفيلا بحي الشرف. وفي كل مرة يأتي هذا الخليجي إلى أ?ادير يأتي معه بحلي وأشياء أخرى ثمينة يغدق بها على فريسته/ محبوبته، التي تفرسه من جهة ويفرسها من جهة أخرى. لكن مع مفارقة بين الافتراسين. ومن هذا النوع من العاهرات من تقوم فقط بجلب الفتيات القاصرات خاصة تلميذات الثانوي والإعدادي، وتوصلهن إلى الرحش المفترس، فيقوم بفض بكراتهن مقابل مبالغ خيالية لينصرفن بعد ذلك إلى حال سبيل الدعارة المحترفة.
وهذا النوع من التجارة كان منتشر إلى عهد قريب بحي الشرف قبل أن تتدخل السلطات المحلية كراء المنازل والفيلات على الخليجيين في هذا الحي، أما باقي المومسات فتختلف مداخيلهن حسب العرض والطلب من جهة، وحسب مكانة الزدبون من جهة ثانية. حيث إن المومسات من تقضي ليلتها مقابل 0001 درهم وأخريات مقابل 0051 ويمكن أن يرتفع المبلغ إلى 0005 درهم. وفي أسوإ الأحوال يصل إلى 005 درهم، ناهيك بالطبع عن مصاريف الأكل والخمر والمخدرات.
تجنيد البغايا في النخاسة البيضاء
الحديث عن المافيا في عالم الجنس أمر مسلم به، ذلك أن من الباطرونا الجنسية من يحجز فتيات في ريعان شبابهن في دور خاصة للدعارة ويمنع أغلبهن من الخروج. مهمتهن تتلخص في تقديم الخدمات الجنسية المرغوب فيها مقابل أجر زهيد وأحيانا بدون أجر. كما تستخدم هذه المافيات ممثلين وممثلات لهم. مهمتهم تتحدد في استقطاب الفتيات من المدن الأخرى كالبيضاء وآسفي ومراكش، لاستخدامهن في مراكز البغاء المعروفة أو في الفنادق معلومة. وقد اغتنت هذه المافيات غنى فاحشا وفي ظرف قياسي جدا، حيث كان منهم من لا يملك إلى عهد قريب حتى قوت يومه ليصبح بين عشية وضحاها من أثرياء المدينة وما أكثرهم.
الدعارة المتوسطة:
النوع الثاني من الدعارة الاحترافية هو ما يمكن أن نطلق عليه الدعارة المتوسطة يتولى تنشيطها ما يسمى في الأدبيات الجنسية بعاهرات الرصيف "الطروطوار" ويلقبن "بالشالوطيات" وهن فتيات باغيات معدل أعمار هن يتراوح في الغالب ما بين 16 و 30 سنة. أغلبهن وافدات على المدينة خصيصا لامتهان هذه المهنة الخسيسة من مدن البيضاء، آسفي، الرباط، الجديدة، خريب?ة..هذه الفئة من الباغيات تسكن في الغالب إما في منازل مكتراة خصوصا بأحياء "الخيام"، "الموظفين"، "بوركان"، "المسيرة"...أو في الفنادق الصغرى بحي تالبرجت. وعن فترة (عملهن) تتحدد فقط في الفترة المسائية مباشرة بعد غروب الشمس، حيث يخرجن إلى بعض المناطق المعروفة . وفي مقدمتها المدار السياحي (la Cote)، زنقة مراكش 29 فبراير، في صور مخدشة للحياء، حيث يلبسن لباسا مكشوفا وملتصقا بأجسادهن، كدلالة على عرض سلعهن/ أجسادهن الأنثوية بالتقسيط لمن يرغب في الشراء بطريقة الغمز واللمز أو المعاكسة فالمحادثة فاللقاء الذي ينتهي بالأداء المحدد ثمنه في الغالب ما بين 150 درهم و 500درهم لليلة الواحدة.
(ن، س) واحدة من رائدات هذا النموذج من الدعارة تحكي لنا عن تجربتها في هذا الميدان قائلة: "أنا قادمة من مدينة آسفي، من أسرة فقيرة، أول ما قدمت إلى أ?ادير كان سنة 1998، والذي دفعني إلى المجيء إليها هي إحدى صديقاتي التي كانت تعمل سابقا في إحدى معامل تصبير السمك، ثم تحولت لممارسة الدعارة بعد ذلك، صراحة تأثرت كثيرا بمظهرها الأنيق ولباسها الرائع، وامتلاكها لأموال مهمة والتي تتزايد سنة بعد أخرى، ناهيك عن مساعدتها المستمرة لأسرتها الفقيرة. ذات يوم اقترحت علي الذهاب معها إلى أ?ادير الجميلة قصد العمل، لأن من شأن ذلك أن يخرجني من ضائقتي وفقر أسرتي المدقع، وفعلا بعد موافقة أسرتي، سافرت مع زميلتي، ولما وصلنا، استرحنا بالنهار، وفي الليل اقترحت علي الخروج معها للتنزه في هذه المدينة الجميلة التي أعجبت بها غاية الإعجاب، ومنحتني بعض ألبستها الأنيقة. وخرجنا معا ليستقر بنا الحال بإحدى المقاهي أمام البحر، وبعد هنيهة إذا بشابان وسيمان يبدو على محياهما أمارة الغنى، وعلى وجهيهما بسمة جذابة تناسب رائحة عطرهما السجي، جلسا معنا بعد الاستئذان والترحيب من طرف زميلتي. ومع الاسترسال في الحديث بدأت أشعر
بالاستغراب الذي لم أستسغه في بداية الأمر، لكن شيئا فشيئا تزال عني غشاوة الاستغراب المهم، بعد ذلك ركبنا على متن سيارة أحدهما إلى أحد المنازل، هناك مكثنا إلي الصباح في جو لم أر مثله قط ثم تسلمنا 500 درهم، خلاصة الأمر، إن هذه الليلة كانت بداية دخولي إلى عالم الدعارة، والذي مهدتني إليه زميلتي خصوصا بعد أن أقنعتني بفكرة مفادها التمييز بين العمل في معمل تصبير السمك في حالة يرثى لها وبأجر زهيد ليلا ونهارا، أو العمل كعاهرة أنيقة مهتمة بمظهرها ومحافظة على رشاقتها مقابل أجر مهم، فاقتنعت بالاختيار الثاني وسلكت مسلكه إلى الآن..."
أسر تتاجر بأعراض بناتها:
صدق من قال: "كاد الفقر أن يكون كفرا"، البعض قد لا يصدق هذا الخبر، لكنه خبر صادق. ذلكم أن بعضا من الأسر تأتي إلى مدينة أ?ادير ليس بغرض الاستجمام، ولكن بغرض الاستبغاء. (ر ب) فندقي يشرح ذلك قائلا: كثيرة هي الأسر التي تتاجر بأعرض بناتها بسبب الفقر المدقع، سأحكي لك نموذجا حيا نزل عندنا في الفندق هذه الأيام، وهي سيدة أتت ببنتين لها، وهي تنام في الفندق باستمرار وتؤدي صلواتها بشكل دائم، أما بنتاها فغالبا ما لا يرجعن إلى الفندق إلا في الصباح، ولما بحثت في الأمر اكتشفت أن مجيئها إلى أ?ادير كان خصيصا بهدف المتاجرة بأغراض بنتيها واستخدام جسديهما بغرض جمع النقود...ومثل هذه الأمور أصبحت عندنا عادية..."
استغربت لهذا الأمر، وقلت في نفسي يجب أن أتأكد من الأمر/ الفضيحة التي ما سمعت نظيرا لها، فاتجهت عند صديق لي وهو فندقي كذلك وما أن حكيت له الواقعة حتى انهال ضحكا وقال: الله اجيبك على خير!! وصرح بأعلى صوته: "آمولاي، هناك أكثر من ذلك، فهناك أسر تبعث بناتها إلى هنا إجباريا حينا وطواعية أحيانا أخرى، وتقول لهن: سيروا دبروا على ريوسكم أو جيبونا لفلوس..." ويأتين إلى هنا يكترين غرفا في الفنادق الصغيرة والمتوسطة، وفي كل ليلة يخرجن (باش ادبروا) في الفنادق الكبرى المعروفة بالدعارة وكذا المطاعم، ويسهرن إلى آخر وقت من الليل وأحيانا إلى الصباح (...) وهذا لا يعني أن هؤلاء البغايا يصطدن فريستهن كل يوم، بل في بعض الأحيان يرجعن خاويات الوفاض لكن كثيرا ما يعوض ذلك في ليلة واحدة. فبعضهن مثلا لا تؤدي ثمن كراء غرفتها بالفندق مدة أسبوع أحيانا، لكن تأتي في ليلة واحدة وتؤدي هذا المبلغ كله بالمرة الواحدة، خاصة عندما يسقط في حبالها أحد السعوديين (الحاولي)...وباختصار مكانة الفتاة الباغية تكون كبيرة في وسط أسرتها كلما ازدادت المبالغ المحصل عليها بغض النظر عن كيفية الحصول عليها، والغريب في الأمر أن هاته الأموال
غالبا ما تقترن بالرضى حيث تقول الأم لابنتها العاهرة عندما تغدق عليها بأموال هامة: "سير ابتي اعطيك الرضى"...
الدعارة الاحترافية السفلى:
الدرك الأسفل من الدعارة الاحترافية يضم مومسات من الطبقة السفلى، مواصفاتهن، في الغالب، في الكبر في السن، والنقص في الجمال، أغلبهن خرج إلى ميدان الداعرة بسبب المشكال الأسرية وفي مقدمتها الطلاق، مراكز تجمعهن معروفة، تتجه إليها فئات اجتماعية متوسطة وفقيرة كالعمال والبنائين والمستخدمين. أهم هذه المراكز هي: أمام محطة الحافلات بتالبرجت، قرب مركز البريد بالحي الصناعي المحطة المركزية للطاكسيات. أمام مسجد السنة بالخيام. قرب معامل تصبير السمك...عن امتهانها لهذه المهنة الخسيسة يقول عائشة: "طلقني زوجي بعد فترة قصيرة من الزواج بسبب اقترافي لجريمة الزنا مع أحد أقاربه. ومن بيته هربت إلي أ?ادير مباشرة لأنني أعلم مسبقا بأن عائلتي سترفضني أو ربما سيقتلني أبي. هنا أخذت في ممارسة البغاء بمعية مجموعة من العاهرات. ومنذ سنوات أعيش في هذه المهنة بخير...!! ثمن ممارسة الجنس مع هذا الصنف من الباغيات ثمن بخس حين يتراوح في الغالب ما بين 20 و 100 درهم، وأقل من ذلك، حيث صادفنا حالة شاب أروى نهمه الجنسي مقابل 5 سجائر.
التسول الجنسي بصبغة فنية عالية:
فئة أخرى من الباغيات اللواتي يحترفن الدعارة بطريقة فنية وهي التسول بالأوراق، حيث يعمدن الذهاب إلى بعض المقاهي ويقمن بتوزيع صنفين من الأوراق، حسب الأشخاص، صنف من الأوراق يتضمن سردا لحالتهن الاجتماعية، وبالتالي يطلبن المساعدة وتعطى غالبا للذين يبدو على محياهم الوقار والاحترام. وصنف ثان عبارة عن طلب عروض (عقد صفقة) جنسية، وتوزع على من يبدو على ظاهره أنه يرغب في ممارسة الجنس، وهذه الأوراق (العقود فيها أثمنة كل نوع من الممارسة الجنسية).
خادمات البيوت في خدمات جنسية
مدخل حي الشرف يضم تجمعا إن لم أقل تجمعات لخادمات البيوت، منهن من تأتي حقيقة لهذا المكان قصد الحصول على لقمة عيش وكان الله في عونها. لكن هناك أصناف من هذه الخادمات بمثابة باغيات يتسترن وراء "الخدمة في البيوت" لممارسة البغاء، ومنهن من تحترف النصب والسرقة، وهذا ما دفع بالسلطات الأمنية إلى القيام بحملات تمشيطية بين الفينة والأخرى قصد إجلائهن من تلك المنطقة.
الدعارة الهاوية:
إذا كانت الدعارة بمفهومها الاحترافي تتباين أسبابها بين الفقر والحاجة، الغرور والتغرير، الطموحات المادية، والتشجيع من طرف الأطراف الممارسة وغيرها...، فإن الدعارة بمفهومها الهاوي نعني بها ممارسة الجنس بالطرق غير الشرعية لأسباب تعود بالدرجة الأولى إلى الحاجة إلى الإرواء الجنسي بدون مقابل مادي.
التدريس، الدعارة أية علاقة؟؟
تأتي تلميذات الإعدادي والثانوي والمؤسسات الخاصة وطالبات الجامعات في مقدمة المنشطات للدعارة الهاوية، دليل ذلك بالملموس ما تعرفه أبواب بعض هذه المؤسسات التعليمية من المعاكسة وضرب مواعيد اللقاءات الجنسية، بل إن بعض هذه المؤسسات والشوارع المتاخمة لها أضحت سوقا للنخاسة البيضاء يقصدها المهووسون بافتراس اللحوم الأنثوية الطرية من شباب طائشة بركوب الدراجات النارية الكبرى (السكوتر) أو سيارات فارهة، ومن شيوخ اشتعلت رؤوسهم شيبا لكن لا يتذوق في الجنس إلا شبابا في عمر بنات بناته، وأذكر من هذه المؤسسات: إعدادية سوس العالمة، الشيخ السعدي، وثانويات: الزرقطوني، يوسف بن تاشفين، للا مريم... أما عن الحي الجامعي الخاص بالطالبات فيتحول مساء أيام الجمعة، السبت والأحد بشكل خاص إلى ما يشبه مستودعا للسيارات. وما أشد الحسرة والألم الذي ينتاب من في قلبه ذرة غيرة على من سيتولى تسيير مقاليد هذه البلاد حين يرى طالبات شبه عاريات ينسلن إلى السيارات المصطفة كالفئران بقرض الذهاب للتعاطي لألوان الفاحشة المقيتة. والذي يحز في القلب حقيقة هو تأثير الطالبات العاهرات على العفيفات حيث يحاولن جلبهن إلى مستنقع الرذيلة بدعوى
الاستمتاع و "القصارة" و "النشاط". وأحيانا بدافع كسب النقود لشراء ما جد من الملابس والعطور، أو السقوط في فارس أحلام...وما أكثر من سقطن في حبال الدعارة بعدما كن في صف العفة والطهارة وانقلبن من عالم التدريس إلى عالم البغاء.
ومن المتزوجات عاهرات مفسدات
صنف ثان يتعاطى للدعارة الهاوية إنهن النساء المتزوجات، ولعل السبب الذي يدفعهن إلى ذلك يتحدد في ثلاثة أسباب مركزية هي: غياب الأزواج، الخيانة، وحب الانتقام، فإذا كان بعض المهاجرين وبعض الجنود يغيبون عن نسائهم مدة أطول، مما يفسحهن المجال للتعاطي للدعارة أمام ضغط الغريزة الجنسية وغياب الوازع الديني. فإن ظاهرة الخيانة الزوجية أضحت من الظواهر المستشرية بشكل صاروخي في أ?ادير، سواء في البيوت أو الفنادق التي تستقبل في عطل نهاية الأسبوع الصيفية بعض النساء المتزوجات برغبة ممارسة الجنس، يقول (ح ب) مستقبل فندقي: "ذات ليلة نزلت عندنا امرأة متزوجة، كبيرة نسبيا، مهنتها سكرتيرة، فبعدما قمت بالإجراءات اللازمة لكراء غرفة لها، طلبت مني أن أطلع عندها إلى الغرفة قصد تسليم مبلغ كراء الغرفة، وفعلا، بعد دقائق معدودة، أتيت إليها، فأذنت لي بالدخول ولما دخلت وجدتها عرية من كل شيء، وأخذت تراودني بكلام أنثوي الهدف منه معلوم طبعا، فخرجت للتو إلي حال سبيلي.." من جهته (ل ب ) فهو فندقي يضيف قائلا: "تنزل عندنا بين الفينة والأخرى نساء موظفات أغلبهن متزوجات يقدمن إلى أ?ادير خصيصا لممارسة البغاء، وسأحكي لك نموذجا واحدا وهي
امرأة معلمة متزوجة من رجل طيب يعمل مرضا تأتي هنا إلى الفندق أحيانا يومي السبت والأحد، وأحيانا في العطل المدرسية والسبب معلوم بالفعل، وعندما سألتها عن السبب قالت زوجي فيه سلبيات، والسلبيات تقصد بالطبع الضعف الجنسي. وهناك عبارة متداولة بين هؤلاء النساء الباغيات يقلن "زوجي ماشي راجل" كدلالة على ضعفه الجنسي، وبالتالي رغبتها في ممارسة الجنس".
ومن المتزوجات من تتعاطى للدعارة بدافع الانتقام من زوجها الذي يخونها فتلجأ هي الأخرى إلى خيانته. وكثيرا ما يعلم كل منهما بفعل الآخر. قريبا من هذه الحالة هناك من الأزواج وخاصة من الطبقات الراقية من يقوم بتبادل زوجاتهم مع أصدقائهم وممارسة ألوان من الجنس معهن، وما أتعسها تلك الحياة الزوجية المبنية على الزنا.
أساليب شيطانية لممارسة دعارة هاوية:
لنرحل إلى عالم آخر تحكمه طقوس شيطانية خفية لا تكشف إلا نادرا، إنه عالم فتيات المنازل، وهن اللواتي يمكثن مدة أطول في منازل أسرهن، إما لأن المجال لم يفسح لهن للدراسة، أو انقطعن عنها لسبب من الأسباب، هذه الفئة هي الأخرى تخلق لها من الحيل ما يسمح لها بامتهان أنثوتها سجودا لشيطان الجنس والهوى. من هذه الحيل نذكر نموذجين اثنين لأسرتهن تسكنان بحي الخيام اكتشفناهما بقدرة قادر، الأول: إعطاء فتاة مراهقة لمنوم في المشروبات لآبائها باستمرار، مما يدفعهم إلى النوم باكرا، وبعد نومهما تخرج الفتاة وفي يدها مفاتيح المنزل لتمارس الجنس الهاوي مع أخذانها وهذا هو الإحسان للوالدين وإلا فلا.
النموذج الثاني: يتعلق بأختين مراهقتين ابتكرتا حيلة شيطانية لممارسة البغاء دون علم أسرتيهما، تتلخص هذه الحيلة في خروج واحدة منهن ليلة واحدة على أساس أن تخرج شقيقتها في الليلة الموالية، وعندما تعود الخارجة في وقت متأخر من الليل تقوم بضرب نافذة غرفة نومهما بحصى أو حجرة صغيرة. فتقوم القائمة في المنزل بفتح الباب بهدوء حتى لا يستيقظ الأبوان.
الشذوذ الجنسي ودعارة الأطفال :
تنامت في الآونة الأخيرة وبشكل علني ظاهرة الشواذ جنسيا، حت> أضحت مدينة أ?ادير المدينة التي تحتضنهم بامتياز هذه النماذج البشرية تصول وتجول في مناطق سياحية وبشكل أدق أمام حديقة "وادي الطيور" حيث يظهرون بلباس وحركات شبه أنثوية، ومادمنا بصدد الحديث عن هذا النوع من الدعارة، أود أن أشير إلى أن هناك انتعاشة كبرى لدعارة جديدة وهي الخاصة بالأطفال. واحد من خبراء هذا الميدان، يقدم لنا تفاصيل ما يجري في هذا المجال قائلا: "هناك من النصارى خاصة الألمان من يأتي لأ?ادير لإرواء غريزته الجنسية ليس مع فتاة أو امرأة، بل كل من يجد لذته معهم هم الأطفال، تصور معي أن أحدهم ذات مرة قام بمصاحبة أحد ماسحي الأحذية معه وهو في حالة وسخة يرثى لها، وأخذه معه في سيارته إلى شاطئ "تغزوت" وهناك مارس معه الجنس رغم حالته المتعفنة ومنحه بعد ذلك مبلغا ماليا مهما، فهؤلاء الحيوانات إنما يجدون لذتهم فقط مع الأطفال ولا أحد غيرهم.
هيئات من المجتمع المدني تندد بالظاهرة!
في الضفة الأخرى ومن جانب المعارضة والشجب هذه المرة، تقدم عدد من المتضررين برسائل الشجب والاستنكار، وجمعت عرائض التنديد من طرف جمعيات مختصة، من بينها "ودادية الخيام1" التجديد كانت في لقاء مع الرئيس السابق لهذه الودادية "ذ. مصطفى بوتيزوى" وقال: بأن حي الخيام 1 واحد من الأحياء التي تكتوي بنار هذه الفتنة/ الدعارة. مما دفع بسكان هذا الحي/ مركز الدعارة الأول بالمدينة إلى جمع 064 توقيعا وهو أعلى عدد من التوقيعات يجمع في المغرب تنديدا بهذه الظاهرة وذلك بسبب توالد دور الدعارة بشكل مهول، مما خلق آثارا سلبية على ساكنة وأبناء الحي، حيث أن مجموعة من فتيات هذه المنطقة أخذن في التعاطي للدعارة بعد تطبيع العلاقت مع الباغيات خصوصا إذا علمنا أن عالم البغاء عالم مربح، والحي ذو طبيعة شعبية. وهذا ما يجعل ظاهرة المعاكسات منتشرة بقوة، حتى أن التمييز بين الإنسانة الباغية والإنسانة العفيفة أضحى أمرا مستبعدا وهنا أود أن أشير إلى طريفة واقعية وقعت بالحي، وهي أن أحد الرجال تبع امرأة متزوجة ظانا أنها باغية حتى دخلت منزلها مما دفع بزوجها إلى ضربه بنصف ياجورة كادت أن تودي بحياته لولا هروبه ناجيا.
وعن التأثير السلبي لهذه الظاهرة نجد الإخلال العلني بالحياء خصوصا في شارع محمد إقبال ومحمد بن الحسن الوزاني وأمام مسجد السنة، حيث تتجمهر البغايا اللواتي يأخذن الموعد أمام بيت الرحمان على مرأى من الناس المصلين، حتى أن هذا المكان أصبح يعرف "بالزاوية" يمينا بمنطقة الزاوية/مركز البغاء بهوارة. أما عن هتك الأعراض فلا تسأل، فمنذ أيام فقط خرجت عاهرة مخمورة إلى الشارع عارية كما خلقها ربها. كما أن التلفظ بالكلام البذيء والفاحش والتراشق بالحجارة أضحت من الأمور التي طبع عليها أبناء الحي، من جهة أخرى.
وأمام تزايد الظاهرة، آثر عدد من السكان الأصليين الشرفاء، بيع منازلهم والرحيل بعيدا عن الحي وللأسف، فإن تلك المنازل يتم شراؤها من طرف الأجانب، ويتم كراؤها للباغيات، وكل منزل يضم ما بين 03 و 53 باغية. أما عن الإجراءات التي قامت بها الودادية للحد من الفتنة، أشار "مصطفى" إلى أنها قامت بجمع عدة عرائض جمعت فيها توقيعات السكان استنكارا لما يعرفه هذا الحي من فساد وهتك للأعراض مطالبين الجهات المسؤولة بضرورة اتخاذ جميع الإجراءات والتدابير المسطرية لمتابعة منتهكي قواعد الأخلاق العامة والضوب على أيديهم جبرا للضرر اللاحق بالسكان جراء تشويه سمعتهم وانتهاك حرمتهم. ولعل آخر عريضة جمع فيها ما يناهز 064 توقيعا. كما تم تقديم شكاية في الموضوع إلى كل من وكيل الملك ورئيس المنطقة الحضرية الثانية، وعميد الأمن الإقليمي، وعميد الضابطة القضائية لأجل البحث والترصد والتقديم، لكن للأسف لم تضبط حالة التلبس بالليل، تأبى الشرطة القيام بالتدخل، لأنها محكومة بالقانون المشؤوم الذي يمنع اقتحام المنازل ابتداء من الساعة 9 ليلا إلى حدود 5 صباحا، وهذا في حد ذاته بمثابة نوع من التشجيع على الفساد. وبالمناسبة نأمل مراجعة هذا
القانون، لأن تلك الفترة الليلية هي التي ينشط فيها الفساد بامتياز، وتسهيلا من الساكنة لمأمورية السلطات المحلية، سلمت لها لائحة بأسماء وعناوين الدور المكتراة للبغايا على أمل فتح تحقيق في الموضوع ووعدت بالقايم بالإجراءات الضرورية وما زلنا ننتظر!!
السلطات المحلية تحدد مجال تدخلها
من جهتهت السلطات المحلية وارتباطا بالظاهرة، تحدد مجال تدخلها في الموضوع على مستويين:
1 الشارع: حيث يتم ضبط المتلبسين بتهمة التحريض على الفساد من خلال علامات كاللباس المكشوف أو الضحك للسيارات
2 الدور والمنازل: من التوصل بشكايات من السكان أو الولاية أو النيابة العامة. فتقوم السلطات الأمنية بالتدخلات القانونية لضبط المتلبسين، وحسب مصدر قضائي، فإن الضابطة القضائية تمكنت من ضبط 2368 شخصا وجهت لهم تهمة المس بالأخلاق العامة، و 93 قضية تهم المس بالأسرة، وذلك من فاتح يناير 2002 إلى غاية 13 يوليوز 2002 والجدول أسفله يوضح عدد القضايا والأشخاص الذين ضبطتهم الشرطة القضائية والتي وجهت لهم التهم المرتبطة بموضوع هذا الاستطلاع/ الدعارة طيلة الفترة المذكورة:
1 التحريض على الفساد 245 قضية تقدم فيها 519 شخصا
2 القوادة 56 قضية تقدم فيها 343 شخصا
3 الشذوذ الجنسي 30 قضية تقدم فيها 302 شخصا
4 الخيانة الزوجية + العلاقات الجنسية غير الشرعية) 36 قضية تقدم فيها 93 شخصا
إذا كانت المعطيات الواردة في هذا الجدول توضح بجلاء بعضا من مجهودات السلطات الأمنية بأ?ادير والتي قامت بانتفاضة على الفساد خصوصا مع تعيين رئيس الأمن الإقليمي الجديد، مما أثار استحسان السكان لهذه البادرة/ الانتفاضة، وأشادت بها عدد من الصحف ومنها جريدة التجديد فإن هذه الثورة الأخلاقية تم قبرها من طرف لوبيات الجنس ومافيا الفساد والتي يتزعمها بعض أرباب الفنادق والمطاعم والكباريات والملاهي اليلية الذين اغتنوا غنى فاحشا بأعراض منهوكة ولحوم معروضة، لتبقى أ?ادير أو هكذا يراد لها أن تبقى رائدة التجارة الجنسية بامتياز ولننتظر بكل ألم وأسى ما ستجنيه هذه المصيبة على أجيال مدينة العلم والحياء عفوا الفساد والبغاء الذي نخر وينخر كيانها، وصدقت يا من قلت: "المجتمعات كالفاكهة الدود يختفي في قلبها".
إنجاز: أحمد الزاهدي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.