سجل مشاركون في ندوة فكرية نظمتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، يوم الثلاثاء 30 يونيو 2015، ما اعتبروه تراجعا في واقع الحقوق والحريات بالمغرب بعد أربع سنوات على دستور 2011، معتبرين أن عددا من المكتسبات التي وردت في الوثيقة الدستورية الجديدة تضرب بها الدولة عرض الحائط. وانتقد المتدخلون في الندوة التي نظمت بمناسبة الذكرى 36 لتأسيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والذكرى الرابعة للدستور يوليوز 2011 الذي أعقب الحراك الشعبي لاحتجاجات 20 فبراير ، ما قالوا إنه "تناقض السلطة بين الشعار والممارسة". ففي الوقت الذي يتضمن الدستور اعترافا نظريا بالحقوق يتم التضييق على المناضلين والمدافعين عن حقوق الإنسان. المعطي منجب، أستاذ التاريخ السياسي بجامعة محمد الخامس بالرباط، أبرز أن السنوات الأربع بعد الدستور الجديد يمكن تقسيمها إلى 3 فترات، الأولى كان فيها النظام في موقف دفاع واستمرت إلى لحظة التعديل الحكومي الأول، ثم انتقل الوضع إلى مرحلة التوازن في كل الاتجاهات سنة 2013 بين المعارضة والسلطة، ثم انتقل إلى مرحلة الهجوم على الحقوق والحريات حسب تعبيره سنتي 2014 و 2015 مستفيدا من اللاستقرار التي تعيشه دول المنطقة وثورات الردة الديمقراطية. واعتبر منجب أن الدستور الجديد "حذر جدا" و "انتظاري" ويتضمن في بعض بنوده مؤشرات عودة السلطوية، ويتعلق الأمر بتلك البنود والمواد الغير الدقيقة التي تحتمل التأويل على أوجه مختلفة بحيث يمكن تأويلها في اتجاه الديمقراطية وعكسها وذلك حسب موازين القوى، مشيرا إلى أن الدولة تتوفر على وسائل قوة مستمرة ماليا إداريا واقتصاديا وهو الأمر الذي تفتقده القوة الشعبية. وانتقد أستاذ التاريخ السياسي ما اعتبرها "وسائل ذميمة" لإحجام المناضلين ونشطاء حقوق الإنسان، منها استئجار مواقع إخبارية إلكترونية تصرف عليها ميزانية من الدولة لفضح أعراض الناس وتشويه صورتهم أمام المجتمع، وأيضا التشهير بأشخاص مغمورين عبر الإعلام العمومي كما هو الحال مع المدعو أبو النعيم. كما رفض بشدة التشهير بالناس بسبب انحرافهم الأخلاقي أو الفكري التي قال إنها تؤدي بالدولة إلى الانحراف عن الأخلاق العامة. وأكد المعطي منجب أن القوة الأساسية للدولة تتمثل في قوة الأخلاق وإذا غابت هذه القوة فإنها تهدد كيان الدولة. من ناحية أخرى توقع المتحدث أن يؤدي هذا الوضع المسدود، حسب قوله، إذا ما استمر على هذا الحال إلى ضغط شعبي يجمع من جديد مختلف الاتجاهات الديمقراطية إسلامية وعلمانية، للنضال المشترك من أجل مطلب الحق والعدل. Text-to-speech function is limited to 100 characters Options : History : Help : Feedback