واشنطن تؤكد أهمية دعم المغرب لمقترح بايدن وتشيد بجهود الملك محمد السادس    الدبلوماسية ‬المغربية ‬تتفوق ‬في ‬انفتاحها ‬على ‬آفاق ‬آسيوية ‬واعدة    الحكومة ‬الفرنسية ‬تشدد ‬الخناق ‬على ‬المستفيدين ‬من ‬المعاش ‬خارج ‬فرنسا‮    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الثلاثاء    مندوبية التخطيط.. هذه وضعية الاقتصاد لسنة 2023    في صفقة تاريخية.. المغرب يقترب من تعزيز دفاعه بشراء 131 طائرة جديدة صنف F-16 من الولايات المتحدة    "كاف" يكشف النظام الجديد لدوري أبطال إفريقيا وكأس الكاف    وليد الركراكي يعقد الخميس ندوة صحفية قبيل مواجهة زامبيا    بطولة إيطاليا.. ماروتا رئيساً جديداً لإنتر    توقيف المتورطين في وفاة ثلاثة أشخاص بسيدي علال التازي    واشنطن تعرب عن امتنانها للملك محمد السادس على المساعدات الإنسانية لغزة وتؤكد على أهمية دعم المغرب لمبادرة بايدن    المغرب تؤكد على أهمية المقترحات التي تقدم بها بايدن لوقف الحرب في غزة    زلزال قوي يضرب هذه الدولة    شرطة سان فرانسيسكو تحتجز 70 محتجا أمام القنصلية الإسرائيلية    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أربع من رهائنه في غزة    النفط يواصل هبوطه بسبب مخاوف وفرة المعروض    حزب الاستقلال يفوز بمقعد "حومة الحمام" بجماعة الساحل إقليم العرائش    المغرب مقتنع بأن الشراكة الإفريقية-الكورية تشكل إضافة أساسية لجهود تقدم القارة    أول تعليق لمبابي بعد انضمامه الرسمي إلى ريال مدريد    كيوسك الثلاثاء | المغرب يدخل عالم تصنيع الأسلحة    حرائق كبيرة في إسرائيل إثر هجمات حزب الله والجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أربع رهائن إسرائيليين في قطاع غزة    توقعات أحوال الطقس اليوم الثلاثاء    رحلة لتركيا مع برنامج رائع وثمن مغري مع وكالة الأسفار والسياحة موركو ترافل بتطوان وطنجة    وزان: استفادة أزيد من 130 شخصا من حملة في طب العيون    فضيحة السلامة تلاحق سيارات تويوتا .. والشركة توقف بيع كورولا وياريس    صفقة التدبير المفوض لقطاع النظافة بالجديدة.. حذار من تكرار نفس الأخطاء    بلينكن يهاتف بوريطة بشأن مقترح وقف إطلاق النار في غزة    زيلينسكي يحذر من فوز ترامب بالرئاسة وتخليه عن أوكرانيا- الغارديان    المغرب يعزز دفاعه بإنشاء مناطق للصناعة العسكرية    العثور على جثة شخص في بداية التحلل داخل "كراج" بطنجة    مودريتش يتمسك بالبقاء مع ريال مدريد ويرفض عروض خليجية بقيمة خيالية    تنصيب المدير العام الجديد للمكتب الوطني للمطارات    سيارة تدهس شخصا من ذوي الاحتياجات الخاصة ضواحي طنجة    طواف المغرب للدراجات : الفرنسي جيرار داميان يفوز بالمرحلة الرابعة ومواطنه بول كونيي يحافظ على القميص الأصفر    نايف أكرد يقترب من أتلتيكو مدريد.. فرصة للتألق المحلي والأوروبي        1.1 مليون كتاب بيع في معرض الرباط بينما رقم المعاملات تجاوز 120 مليون درهما وفق وزير الثقافة    رسميا.. كيليان مبابي ينضم إلى صفوف ريال مدريد    الأمثال العامية بتطوان... (615)    الأنثربولوجيا التاريخية    المغرب يجني قرابة 32 مليار درهم من عائدات السياحة بالعملة الصعبة    موسم طانطان.. 20 عاما من الصون والتنمية البشرية    وصفتها ب"الأجنبية".. تونس تمنع فنانة مغربية من المشاركة في تكريم "ذكرى"    «البوطا» تلهب الجيوب وتحرق القلوب!    القبايل بين خيار الحكم الذاتي أو الاستقلال !؟    وزان تحتضن الدورة الأولى من الأيام السينمائية    "بوحمرون" يستمر في حصد الأرواح نواحي تنغير.. والحصيلة ترتفع إلى 7 وفيات    أهمية صناعة السينما والمحتوى البصري بفعاليات اليوم الأول لمهرجان روتردام للفيلم العربي    جمع عام استثنائي بالدار البيضاء للغرفة الوطنية للمنتجين السينمائيين    أفلام وحكام مهرجان "الرباط كوميدي" الخامس: مسابقة الأفلام الكوميدية القصيرة.    الأمثال العامية بتطوان... (613)    المغرب يسجل 47 إصابة جديدة ب"كوفيد"    جهة الرباط تتصدر إصابات "كورونا" الجديدة    توديع فوج حجاج إقليم تاوريرت المتوجهين إلى بيت الله الحرام    وصول أولى طلائع الحجاج المغاربة إلى المدينة المنورة يتقدمهم حجاج الأقاليم الجنوبية    4 فوائد صحية محتملة للقهوة "رغم أضرارها"    "العلم" تواكب عمل البعثة الطبية المغربية لتقريب خدماتها من الحجاج في مكة والمدينة    عامل المضيق الفنيدق يستقبل الحجاج المتوجهين للديار المقدسة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاصلاح على الطريقة التونسية!!- بقلم ذ.ياسر الزعاترة
نشر في التجديد يوم 02 - 04 - 2004

بالعودة إلى موضوع تأجيل القمة العربية، لا بد من القول إن من حق الدولة العبرية أن تحتفى بما جرى في تونس، فهو يمنح نبوءة رئيس الأركان موشيه يعلون بعض المصداقية. ألم يتحدث قبل شهور عن موت الأمة العربية؟!
من جانب آخر كان من حق الولايات المتحدة أن تبادر إلى نفي تورطها في الدفع باتجاه التأجيل، الأمر الذي ذكرنا بالمثل القائل: "يكاد المريب يقول خذوني". وإلا فهل وجه أحد لها الاتهام كي تعلن براءتها على ذلك النحو؟!
بالمقابل، يمكن القول إن البلاغة التونسية التي تجلت في البيان الرسمي الذي صدر لتبرير تأجيل القمة لم تكن كافية لرد شبهة الجريمة التي وقعت في وضح النهار ومن دون مقدمات ولا مبررات تملك الحد الأدنى من القدرة على الإقناع.
حسب البيان المذكور فقد أكدت تونس "على ضرورة التنصيص على تمسك العرب بقيم التسامح والتفاهم وبمبدأ الحوار بين الحضارات وتأكيد رفضهم المطلق للتطرف والإرهاب وحرصهم على التصدي لهذه الظواهر في إطار التعاون والتضامن الدوليين للقضاء على أسبابها".
كما أشار البيان إلى "الإصلاح الشامل في البلاد العربية في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية وخصوصاً تعزيز الديمقراطية إلى جانب حرية التعبير ودعم دور المجتمع المدني ورعاية حقوق الإنسان". أما الأهم فهو إشارته إلى "التجربة التونسية في التغيير والإصلاح"، والتي اثبتت "مدى نجاعة الالتزام بتلك المبادئ والعمل بها".
كل هذه المواعظ في الديمقراطية وحقوق الإنسان تأتي من دولة يفوز فيها الحزب الحاكم ب 99% من الأصوات في أية عملية انتخابية، حتى لو كانت على جمعية لرعاية حقوق الحمير. كما تأتي من دولة تسيطر كاملة على وسائل الإعلام. هل تصدقون أن ذكر إسم أية منظمة إسلامية في فلسطين أو حتى في الواق واق ممنوع في التلفزيون التونسي؟!
كما تأتي من دولة تزدحم سجونها بالمعارضين السياسيين، في ذات الوقت الذي يمنع فيها الحجاب بسطوة البوليس والقانون في دوائر الدولة، كما يحارب الدين تحت عنوان "تجفيف ينابيع التدين" في طول البلاد وعرضها.
هل تريد تونس نقل نموذجها الرائع هذا إلى ما تبقى من الدول العربية لكي تكون "القمة ناجحة" وجديرة بالانعقاد في عاصمتها؟!
إن خلاصة ما قدمته الحكومة التونسية للمجتمعين العرب هو الخطاب الأمريكي بتعبيرات جديدة، بل إن بعض العبارات هي ذاتها الواردة في "مشروع الشرق الأوسط الكبير" والذي لا يفهم منه إلا عبارة واحدة، هي: "كن تابعاً ومطبّعاً مع الدولة العبرية وافعل بشعبك ما تشاء"، ولكن تحملنا إذا وجهنا لك انتقاداً عابراً ذات يوم من أجل الصورة الخارجية للمشروع!!
في الفقرة الأولى التي أوردناها من البيان ذكر للإرهاب والعنف. ومعلوم أن تونس في مشروعها كانت تسعى إلى إخراج البيان بعيداً عن النهج العربي التقليدي في التفريق بين الإرهاب والمقاومة المشروعة.
عندما فشلت دولة الاجتماع الموقرة في فرض أجندتها الأمريكية على القمة كان التأجيل، في سابقة لم تحدث من قبل، ولا بد من رد عربي سريع عليها بعقد الاجتماع في القاهرة، لأن الجامعة العربية على هزالها لا بد أن تبقى وإلا فإن شطبها لن يغيظ الأعداء بل سيفرحهم وهم الذين يريدون مزيداً من تقسيم هذه الأمة وشطب هويتها.
بقي أن نقول، إن الجماهير العربية تريد إصلاحاً حقيقياً، لكنه إصلاح لن يأتي بسطوة الولايات المتحدة، كما لا يتوقع أن يتنزل من دون مجهود شعبي قد يطول.
ياسر الزعاترة - كاتب فلسطيني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.