كيف أصبح رامافوزا "مضطرا" إلى تقاسم السلطة في جنوب أفريقيا؟    دورتموند فى مواجهة نارية مع ريال مدريد بنهائي دوري أبطال أوروبا الليلة    عملية احتيال غير مسبوقة قُبيل نهائي دوري أبطال أوروبا!!    أمن طنجة يوقف ستة مروجين للمخدرات والمؤثرات العقلية    المغرب يتهم الجزائر باستغلال فترة ولايتها بمجلس الأمن لدعم "البوليساريو"    بخلاف التكهنات بإقالتها... الملك يزكي مقترحات بنعلي لتعيين مدراء مؤسستين كبيرتين    الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يتوج الكعبي أفضل لاعب في دوري المؤتمر الأوروبي    الملك محمد السادس يترأس مجلسا وزاريا.. وهذه أبرز التعيينات    أجندة المجلس الوزاري تعقد مجلسا استثنائيا للحكومة اليوم السبت    الخارجية الإسرائيلية توضح خطأ الخريطة.. تأكيد على اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على صحرائه    رصيف الصحافة: "الموت المفاجئ" في الملاعب يسائل العناية بصحة الرياضيين    الفلامينغو يمتع جمهور "باب الماكينة"    بلقيس تصور كليب لخامس أغنية لها باللهجة المغربية بتطوان    مستشارون برلمانيون يدعون رئيس الحكومة للتدخل من أجل حل ملف طلبة الطب    رقم معاملات مكتب السكك الحديدية يتجاوز 1,02 مليار درهم في متم مارس 2024    فاطمة الزهراء قنبوع تكشف رغبتها بتعلم الريفية: "كنحماق على الريافة، وكنموت على الريف"    الإعلان عن هزة أرضية بإقليم تطوان    توقعات لهبات رياح قوية نوعا ما بمنطقة طنجة    ثلاثة مواطنين مغاربة يعودون من محنة الاختطاف في ميانمار    "السجلات الإلكترونية" تتوج مديرية الأمن بجائزة التميز الرقمي    مزور تكشف إبرام صفقات تجارية لجذب استثمارات رقمية    جدل عيد الأضحى.. ما الحكم الشرعي لشراء أضحية العيد بالوزن أو الكيل؟    المديرية العامة للأمن الوطني تحوز على جائزة "ريادة" للحكومة الإلكترونية    المغرب واليابان عازمان على تعزيز علاقاتهما "الودية تاريخيا والقائمة على روابط الصداقة بين الأسرتين الإمبراطورية والملكية"    محامي "الشيبي" ينفي وجود مساع للصلح مع "الشحات"    ليموري يبرز بالعيون أهمية العمل على تعزيز الموارد الذاتية للجماعات    "حماس" ترصد 95 قتيلا في 24 ساعة    تحالف "أوبك+" يعقد اجتماع يونيو حضوريا في الرياض    مخاوف صحية تؤجل صعود بول وتايسون إلى حلبة الملاكمة    جمعية أنصار الجيش الملكي تدعوا السلطات التطوانية للسماح بتنقل الجماهير العسكرية    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولات الأسبوع على وقع الإنخفاض    وفاة ماريون روبنسون عن 86 عاما تحزن أسرة أوباما    تحكي جزءا من قصتها.. دنيا بطمة تصدر أغنية "مطلقة"    كاب درعة بطانطان: اختتام تمرين "الأسد الافريقي 2024"    المغرب يستعد لإعلان صفقة بناء محطة عائمة للغاز الطبيعي المسال في الناظور    طنجة.. خمسيني يضع حدا لحياته شنقا    ارتفاع أسعار التذاكر نحو طنجة يفسد فرحة الجالية المغربية    مراكش.. الأمن يتفاعل مع شريط فيديو لسيدة تتهم طليقها الأجنبي بالجاسوسية    هل يحسم المغرب التطواني والوداد صراع اللقب بين الجيش والرجاء؟    افتتاح المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني بتطوان    سوء التغذية يواصل الفتك بأطفال غزة    بونو يُتوج بجائزة "أفضل لاعب" في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين    إحياء لأعمال محمد عبد الوهاب ووردة بدار الأوبرا المصرية    افتتاح معرض ضخم للرسم على الجدران وسط موسكو    بايدن يعرض خطة إسرائيلية جديدة لهدنة في غزة ويدعو حماس لقبولها    تمديد آجال الترشح لجائزة الصحافة البرلمانية برسم سنة 2024    "المهرجان الدولي لفن السيرك وفنون الشارع" بتونس    الأمثال العامية بتطوان... (613)    المغرب يسجل 47 إصابة جديدة ب"كوفيد"    جهة الرباط تتصدر إصابات "كورونا" الجديدة    من العاصمة : حكومة أفلاطون    توديع فوج حجاج إقليم تاوريرت المتوجهين إلى بيت الله الحرام    وصول أولى طلائع الحجاج المغاربة إلى المدينة المنورة يتقدمهم حجاج الأقاليم الجنوبية    4 فوائد صحية محتملة للقهوة "رغم أضرارها"    "العلم" تواكب عمل البعثة الطبية المغربية لتقريب خدماتها من الحجاج في مكة والمدينة    عامل المضيق الفنيدق يستقبل الحجاج المتوجهين للديار المقدسة    «الموسوم الوجيه بأعلام آل الشبيه» : كتاب يتتبع مسار العائلة والزاوية الإدريسية لثلاثة قرون    أول مغربية تقاضي أسترازينيكا تصف الحكم القضائي بالتعويض المالي بالمنصف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ابكين يا مسلمات!
نشر في التجديد يوم 05 - 12 - 2005

وضعية النساء المسلمات أصبحت تقض مضجع الغرب. ليس ذلك الغرب المستشرق الذي كان قديما مفتونا بخبايا الشرق، والذي كان يحشر أنفه في وسط حريمه متلصصا على أطراف قدميه؛ ولكنه غرب ما بعد الحادي عشر من شتنبر ,2001 الذي أصبح مقتنعا بأن الله يبغض المرأة(حاشا لله). وهكذا أصبحت دور النشر الفرنسية، على الخصوص؛ فاتحة أبوابها للبكائيات والاعترافات التي باتت موضة.
هل هناك من عناوين يمكن اعتبارها نماذج؟ نعم ! محروقة حية للكاتبة سعاد و مُمَثل بها للكاتبة كاَدِي تم تزويجها بالقوة للكاتبة ليلى، و(الكتب الثلاث صادرة عن دار النشر(وُ ! ، المرأة التي رجمت ل فريدون صاحبجاه (منشوراتغراسي)، ومشوهة ل رانيا الباز(منشورات ميشيل لافون)، وحياتي في العبودية ل مند نازير (منشورات لا رشيبيل) و... هذا ليس متحفا للفزع والرعب، ولكنه مصير المسلمات كما تهيؤه للقراءة منشورات زمننا هذا. و هل تعلمون من الذي ينقذ دائما وبشكل حتمي هؤلاء النسوة؟ إنه الغرب. فبمجرد وضع أقدامهن في أوروبا أو أمريكا (التي تسهَّل لهن تأشيراتها بقدرة قادر) حيث يحملن معهن قسوة ماضيهن، كما يطلب ذلك السادة الجدد، تصبحن حُرَّات، شجاعات، منشرحات ومنفتحات. وتتحولن إلى ناطقات باسم بنات دينهن كلهن كما لو أن نفس القضية ليست موجودة في العالم الإسلامي مرفوقات في غالب الأحيان بمساعدين بيض البشرة يحملون لهن بنفس اليد القلم للكتابة والمنديل لتجفيف الدموع.
والدرس المستخلص هو: ابكين، ابكين يامسلمات، والغرب سيستمع لكن. اشهدن بأنكن مقموعات من طرف أزواجكن الملتحين، وتوفر لكن كل مزايا المقروئية لما تكتبن، راهنن على الفضائح وتربحن الشهرة. ولكن لا تفكرن في الدفاع عن الإسلام وإلا فسوف تعتبرن متطرفات حتى وإن كنتن ملحدات، لا فرق. ساومن بذكاء ثمن إنكار أهلكن وأصلكن، وإلا سوف ترمين في غيابات الإهمال والاحتقار. ذلك لأن الجمهور حسيب ما يقولونه لنا يحب من يؤثر فيه وليس من يثقفه، إنه يفضل الوثائق الصادمة حتى وإن كانت لا تدوم إلا زمن ذرف دمعة، ويجد لنفسه تعويضا في مآسي المسلمات، كما لو كانت نساء الديانات الأخرى قد عشن على طول الزمن في جنة من الحرية والانفتاح.
صحيح أنه لا أحد يمكن ان يدعي بأن العيش في بلاد المسلمين هو دائما عيش رغيد، ولا أن حقوق النساء في هذه البلاد تعتبر من الأولويات.كما أنه لا يمكن أن يخفى على أحد بأن متحف الفزع والرعب هذا هو علامة تجارية تدر الربح الوفير على دور النشر. والمثير في هذه المنشورات هو أنها جميعا تلتئم حول نفس القاسم المشترك: الإسلام. ولها نفس الهدف: إثبات أن هذا الدين هو عدو النساء. هل الطريقة المثلى لتفنيد صراع الثقافات هي تخصيص النساء المسلمات بدور البطولة كمعذَّبات وتخصيص إخوتهن وأزواجهن بأدوار البطولة كمعذِّبين مهووسين بختان النساء واستعبادهن؟
ولنا أن نتساءل: متى نقرأ من منشورات الغرب عن إحدى بنات الإسلام التي تعيش حياتها؛ تتسلى وتحب وتتزوج تخاصم وتصالح أهلها، دون الإلقاء بدين بأكمله وبمعتنقيه إلى الجحيم؟ متى نعثر على دار نشر تحمل إسم إلى السعادة يامسلمات؟ طبعا سوف نتلقى جوابا واحدا: مثل الصحفيين؛ فالناشرون لا يهتمون إلا بالمصائر الفاشلة... ولماذا إذن ينسون المتطلبات الأدبية بمجرد أن يكون الأمر متعلقا بالكتابة عن شهادات تُورط الإسلام؟
في الظروف الحالية؛ فالأولوية أمام الدول الإسلامية، صحيح أنها هي الانكباب الحقيقي على هذه القضية المتمثلة في وضعية النساء والإقرار بأن لا مشروع للتنمية يمكن أن يجد له ترجمة على أرض الواقع بدون تحررهن. ولكن من المهم أيضا بالنسبة للغرب المعروف بعقلانيته أن يتوقف عن الانزلاق نحو الهستيريا بمجرد أن يتعلق الأمر بالإسلام وأن يعود إلى عقليته التعددية تجاه هذا الدين: فالمسلمات لسن المعذبات في الأرض. إنهن لسن الضحايا الوحيدات للتمييز وللعنف، وهذا لا يمثل عذرا لجلاديهن. يجب عدم الركون نهائيا إلى المظاهر، لأنه إذا كانت هؤلاء النساء لا تبدو عليهن دائما العلامات الظاهرة للتحرر كما يتصوره الغرب، فإنهن مع ذلك حُرَّات ويمتلكن مواهب في العيش وأهلية هائلة للسعادة.
وللتدليل على ذلك، اقرؤوا اللوزة لنجمة (من منشورات بلون،2003) وهو عبارة عن حكاية مبهجة تروي عن قمة الفضيحة، دون السقوط في أي لحظة في الفضيحة، تقدم نقدا صارما للعرب دون التوقف عن حبهم. وآخر الأخبار تؤكد أن اللوزة من الكتب الأكثر بيعا عبر جميع أنحاء العالم، إلا في فرنسا التي لازالت تفضل عليه كيف كيف دومان وشكايات منظمات لا عاهرات ولا خاضعات.
وطبعا فإن هذه الرواية هي ممنوعة في البلاد العربية التي يتم تداولها فيها بالتخفي من يد ليد. وهذا المنع كذلك أمر لن يتوانوا عن تعريفنا بحدوثه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.