«باب الحكمة» بتطوان تصدر «حكاية مشاء» للكاتب محمد لغويبي    ريال مدريد تخدم مصالح نصير مزراوي    السعوية.. أمطار غزيرة وسيول تتسبب في إغلاق المدارس بأنحاء المملكة    بركة يحصي مكاسب الاتفاق الاجتماعي ويقدم روايته حول "أزمة اللجنة التنفيذية"    آثار جانبية مميتة للقاح "أسترازينيكا".. فما هي أعراض الإصابة؟    عبد اللطيف حموشي يستقبل سفير جمهورية باكستان الإسلامية بالرباط    أشهر عازف كمان بالمغرب.. المايسترو أحمد هبيشة يغادر إلى دار البقاء    السفير محمد لخصاصي، القيادي الاتحادي وقيدوم المناضلين الاتحاديين .. أنوه بالمكتسبات ذات الطابع الاستراتيجي التي يسير حزبنا على هديها    لقجع "مطلوب" في مصر بسبب الشيبي    اختتام الوحدة الثالثة للدورة التكوينية للمدربين لنيل دبلوم "كاف برو"    الوداد يغلق باب الانخراط ببلوغه لرقم قياسي    ال"كاف" يقر بهزيمة اتحاد العاصمة الجزائري إيابا بثلاثية وتأهل نهضة بركان إلى النهائي لمواجهة الزمالك    نور الدين مفتاح يكتب: فن العيش بجوار الانتحاريين    إسطنبول.. وفد برلماني يؤكد موقف المغرب الراسخ من عدالة القضية الفلسطينية    صحف أمريكية تقاضي "مايكروسوفت" و"أوبن إيه آي" بتهمة انتهاك حقوق الملكية    ميارة يثني على مخرجات الاتفاق الاجتماعي ويرفض اتهام الحكومة ب"شراء النقابات "    مسيرات نقابية في مختلف المدن المغربية لإحياء يوم العمال العالمي    الداخلة .. قطب تجاري ولوجستي لا محيد عنه في القارة الإفريقية    الإعلامي حميد سعدني يحل ضيفا على كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك    توافد 3,3 مليون سائح برسم الفصل الأول من سنة 2024    صفعة جديدة لتونس قيس سعيّد.. عقوبات ثقيلة من الوكالة العالمية للمنشطات على تونس    حكيمي يواجه فريقه السابق بروسيا دورتموند في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    دراسات مرتقبة لربط تطوان وطنجة بخط سككي لتعزيز المواصلات بالشمال    إدارة السجن المحلي بالناظور تنفي مزاعم تسبب التعنيف والإهمال في وفاة سجينين    حريق بمحل لبيع المفروشات بسوق كاسبراطا بطنجة يثير هلع التجار    تفاصيل البحث في تصوير تلميذة عارية بوزان    طائرة مغربية بطنجة تتعرض لحادث تصادم مع سرب طيور        الحكومة تعلن عن مشروع لصناعة أول طائرة مغربية بالكامل    منيب: "لا مانع من إلغاء عيد الأضحى بسبب الأوضاع الاقتصادية للمواطنين    بنسعيد: اختيار طنجة لإقامة اليوم العالمي للجاز يجسد قدرة وجودة المغرب على تنظيم التظاهرات الدولية الكبرى    فوزي الصقلي : المغرب بلد منفتح على العالمية    ارتفاع الحصيلة في قطاع غزة إلى 34568 قتيلا منذ اندلاع الحرب    فاتح ماي فكازا. بركان حاضرة بتونيها عند موخاريق وفلسطين جامعاهم مع نقابة الاموي والريسوني والراضي ما غابوش وضربة اخنوش ما خلاتش العمال يخرجو    مجلس المنافسة يرصد احتمال وجود تواطؤ في تحديد أسعار السردين ويحقق في الموضوع    الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع وسط ترقب قرار للمركزي الأمريكي    النفط يتراجع ليوم ثالث بضغط من تزايد آمال التوصل لتهدئة في الشرق الأوسط    إسطنبول تشهد توقيفات في "عيد العمال"    "داعش" تتبنى مهاجمة مسجد بأفغانستان    وفاة بول أوستر مؤلف "ثلاثية نيويورك" عن 77 عاما    "الاتحاد المغربي للشغل": مكاسب الاتفاق الاجتماعي مقبولة ولن نقبل "الثالوث الملعون"    هل تستطيع فئران التجارب التلاعب بنتائج الاختبارات العلمية؟    جمعية طبية تنبه إلى التهاب قناة الأذن .. الأسباب والحلول    تطورات جديدة في مشروع الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا    في مواجهة الحتمية الجيوسياسية.. الاتحاد الأوروبي يختار التوسع    المنتخب المغربي يتوج بلقب البطولة العربية لكرة اليد للشباب    بعد 24 عاما على طرحها.. أغنية لعمرو دياب تفوز بجائزة "الأفضل" في القرن ال21    الشرطة تعتقل عشرات المحتجين المؤيدين لفلسطين في مداهمة لجامعة كولومبيا بنيويورك    رئيس جامعة عبد المالك السعدي يشارك بروما في فعاليات المنتدى الأكاديمي والعلمي    تساقطات مطرية في العديد من مناطق المملكة اليوم الأربعاء    حارة نجيب محفوظ .. معرض أبوظبي للكتاب يحتفي ب"عميد الرواية العربية"    بماذا اعترفت أسترازينيكا بشأن لقاحها المضاد لكورونا؟    الأمثال العامية بتطوان... (586)    حمى الضنك بالبرازيل خلال 2024 ..الإصابات تتجاوز 4 ملايين حالة والوفيات تفوق 1900 شخص    هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأثم فاعله!    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (8)    الأمثال العامية بتطوان... (584)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد طلابي يكتب :الخوف مـن الإسلام وتحديات العلاقة مع الغـرب
نشر في التجديد يوم 17 - 03 - 2008


أقصد بمصطلح (الإسلاموفوبيا) ذلك المعتقد المرضي المنتشر وسط المجتمع الغربي، معتقد الخوف من الإسلام و المسلمين. مرض يعتبر الإسلام و المسلمين و العرب عدواً لدوداً للغرب ولحضارة الغرب. دون تمييز بين الإسلام الحق والأمة الإسلامية الحقيقية ، إسلام الوسطية و أمة الوسط من جهة ، وبين الفرق الإسلامية المنحرفة عن الخط الإسلامي المستقيم خط الوسطية من جهة ثانية.إذ الكل في سلة واحدة. فهل من نصيب من الصحة لهذا الخوف الغربي أم أنه باطل كامل؟ و كيف تم زرع هذا الخوف من الإسلام لدرجة الحقد في عقول و قلوب جل الغربيين؟ إن كراهية الغربيين للإسلام و المسلمين عمارة شيدت طوابقها خلال حقبة تاريخية طويلة، تعود بداياتها لمرحلة الحروب الصليبية. و هذه أهم محطات بناء الخوف من الإسلام و المسلمين عند المجتمعات الغربية: الحروب الصليبية المحطة الأولى الحروب الصليبية: تشكلت البذرة الأولى في خوف و عداء الغرب للإسلام و المسلمين بمدينة (كليرمونت) الفرنسية سنة 1095 للميلاد.لقد نثرها البابا (أوربان الثاني) بخطابه الحماسي المجلجل على آلاف الحضور من المسيحيين و الفرسان.خطاب أعلن فيه رسمياً بداية الحروب الصليبية على المشرق العربي المسلم. لقد دعا كل المسيحيين إلى الانخراط وبحماس في هذه الحرب ضد الذين عبثوا بقبر المسيح و كنيسة القيامة كما زعم كاذباً. و نعث الإسلام بأنه دين وثني وبان المسلمين عبدة أوثان. بل نعث المسلمين بأنهم قوم متعطشون للدم، و نشروا دينهم بل فرضوه على الشعوب تحت حد السيف كما زعم.و أن لا بديل للمسلمين في هذه الحرب المقدسة إلا اعتناق النصرانية أو الموت كما تؤكد ذلك وثائقهم نفسها. وقد وعدهم بالغفران من الذنوب مقابل انخراطهم في الحرب المقدسة. هذه الصورة المنحطة والمخيفة على الإسلام والمسلمين والتي قدمها البابا أوربان الثاني للحضور المتحمس، أصبحت مع الأسف الشديد هي المادة الدعائية المكثفة في كل أنحاء العالم المسيحي، وعند كل الرهبان و القساوسة المسيحيين الكاثوليك والبروتستانت، وفي كل العصور التاريخية مند الوسيط إلى الآن. الاستشراق المحطة الثانية ميلاد (علم) الاستشراق: تزعم الغالبية الساحقة من المستشرقين الغربيين أن الاستشراق علم يدرس حضارات الشرق عموماً وحضارة الإسلام على الخصوص. وأول بوادره تعود إلى عهد الراهب الفرنسي جربرت الذي انتُخِب بابا للكنيسة سنة 999م ، والذي تعلم مع غيره في الأندلس علوم العرب و ثقافة الإسلام .و عادوا لنشرها من خلال معاهد خاصة باللسان العربي و ثقافته. لكن ازدهار الاستشراق الإسلامي لم يحدث إلا في القرن 18م . و عقد أول مؤتمر له سنة 1873 م.و توسع نطاقه مع قيام المعسكر الاشتراكي بغرض تسهيل إدماج المجتمعات المسلمة في العقيدة الشيوعية. إن الدوافع الكبرى لمنشأ هذا العلم/الأيديولوجية كانت هي : الرغبة في تنصير المسلمين واحتلال دار الإسلام. فكان معظم الباحثين من علماء الاستشراق من رجال الكهنوت المسيحي الكاثوليكي البروتستانتي. والرغبة في إخراج المسلمين من عقيدتهم . وهو هدف مشترك بين مدرسة الاستشراق اليهودية و الشيوعية و المدرسة النصرانية بعد فشل هذه في تنصير المسلمين.بدفع المسلين نحو اعتناق النزعات المادية الإلحادية. و العودة إلى النعرات القومية و العرقية لما قبل الإسلام لتمزيق وحدة الدار و تفكيك هوية الأمة.و الرغبة المشتركة عندهم في بث مثلث الدونية و المغلوبية و الوهن في روع المسلم كمدخل للتمكين للغرب في بلاد المسلمين. إن تحقيق مثل هذا الأمر الجلل ألزمهم توظيف مناهج بحث مدمرة ،مدعومة بسلطة العلم و الموضوعية والنزاهة الفكرية المزعومة.إن قناع العلم و الموضوعية فخ ذكي للغاية مكن المستشرقين من إشاعة تلك الصورة المنحطة و المخيفة و المظلمة على الدين الإسلامي و المسلمين وحضارة الإسلام الزاهرة.إشاعتها وسط أبناء المجتمع الغربي ووسط أبناء المجتمع الإسلامي. كانت تمرتها المرة اعتقال99% من عقول النخبة المثقفة العلمانية من أبناء دار الإسلام و التغرير بهم ثقافياً و حضارياً بما فيهم كبار المثقفين من أمثال طه حسين و سلامة موسى في المشرق العربي و محمد أركَون وعبد الله العروي في المغرب العربي. نخبة معادية لدينها أو مهملة له أو مقاومة لأي حضور له في إدارة الشأن العام تحت شعار العلمنة.بل أصبحت هذه النخبة من المسلمين العلمانيين مدافعة عن أطروحات الاستشراق و منتجة له حتى الآن.ومن داخل المجتمعات الإسلامية.و انتشر مرض الخوف من الإسلام و الصحوة الإسلامية انتشارا كبيرا هذه الأيام الأخيرة.و ازداد الحديث عن الإسلاموفووبيا وسطهم. إن تشكيل أمة في دار الإسلام يجثم على نفسيتها الدونية و المغلوبية و الوهن الحضاري، باعتباره هدفاً مركزياً عند أيديولوجية الاستشراق تمهيداً لاحتوائها و تمزيقها، غير ممكن بدون تجفيف مصادر تدفق الطاقة الحضارية عند المسلمين.أي تجفيف منابع التدين الإسلامي ، و منابع الذاكرة التاريخية المجاهدة للأمة.و عملية التجفيف هذه تطلبت من المستشرقين صياغة مناهج للبحث ظاهرها علم نقدي و باطنها حقد تاريخي على الإسلام .إن المستشرقين الذين كان غرضهم حقاً البحث العلمي الجاد و النزيه لتاريخ الإسلام و عقيدته قليل جداً. و قد أدت، ببعضهم، تلك الروح العلمية الموضوعية و النزيهة إلى اعتناق الإسلام كدين. لقد شملت موضوعات البحث الاستشراقي كل ميادين العمران الإسلامي : فشملت دراسة القرآن الكريم و السنة النبوية و روايتها و السيرة النبوية .و العقيدة الإسلامية و القانون و الشريعة ، و النظام السياسي، الفلسفة الإسلامية ،و التاريخ و الجغرافية ،واللغة و الأدب و العلوم و الفن العربي الإسلامي و الحياة الاجتماعية. و جل الدراسات الاستشراقية كانت تنطلق من فكرة مسبقة أي فرضية مبيتة خبيثة حول موضوع البحث، و جلها أجمع على تكرار الحديث عن أخطر وسائل الغزو الفكري و هي: التشكيك ، إلقاء الشبهات ، دس المغالطات، نشر الأكاذيب و الأباطيل (العلمية) و البحث عن حوادث التاريخ الإسلامي الهامشية أو لَيِّ عنق الوقائع لتلاءم أهدافهم المبيتة. على سبيل المثال لا الحسر اعتبر الاستشراق الشيوعي ثورة القرامطة في الخليج في العصر العباسي ثورة اشتراكية ، قد دعت إلى مشاعة وسائل الإنتاج بين طبقات المجتمع و مشاعة المرأة بين الرجال . لقد شكك الاستشراق في نبوة محمد (ص) و ألقوا بالشبهات حول شخصه الكريم ، و شككوا في كون القرآن وحي من العليم الحكيم و ألقوا بشبهات تأليف آياته ، و طعنوا في صحة الحديث الصحيح و دسوا المغالطات حوله . و علمتنا مقررات التاريخ في بلادنا أن الخليفة العباسي هارون الرشيد كان خليفة مجون و غلمان و جواري ، وهو من اتقى الخلفاء. لكن ذلك الباطل أصبح حقيقة تاريخية ما دام تاريخ الاستشراق قال بذلك معتمداً رواية شيعية حاقدة. و شككوا في أصالة الفقه الإسلامي و اعتبروه مستمداً من القانون الروماني الغربي. كما شككوا في قدرة اللسان العربي على مسايرة التطور العلمي والتقني. وطعنوا في الجهود العلمية والتقنية عند علماء الإسلام فاعتبروا تراثنا الإسلامي نسخاً للتراث اليوناني والروماني ليس إلا. أنه التعصب و ليس البحث العلمي كما يزعمون. لكن هذا التعصب المسمى علماً نجح في تأكيد خطاب البابا أوربان الثاني حول الإسلام و المسلمين. بل تم ترسيم تلك الصورة المُخَوِّفَة للإسلام في المقررات الدراسية بالغرب حتى اليوم. ونجح الاستشراق في تشكيك المثقفين من أبناء دار الإسلام في ذاتهم وعقيدتهم وتاريخهم المجيد . والغرض طبعاً هو إحداث شقوق في صخرة العقيدة الإسلامية وصخرة الذاكرة التاريخية الإسلامية. وكما تعلمون فإن تفتت الصخرة الصماء أوله شق. فشريحة هامة من أبناء دارنا إلى اليوم ما زالوا على ضلال ثقافي و تاريخي. يعتبرون الإسلام دين ظلام و كبت للحرية و الاجتهاد و العلم ، و يشككون في نبوة محمد (ص) بل هناك من ينفها. و يشككون في المساهمة الحضارية العملاقة للإسلام والمسلمين في الماضي،و يرفضون إمكانية مساهمته مستقبلا في نهضة الأمة.فاستعاضوا عنه بفخ العلمانية المدمر و فخ الخط الغربي للتنمية الوهمي.الخلاصة أن علم الاستشراق أضاف لبنة في تعميق ظاهرة الخوف من الإسلام في نفوس الغربيين، بل و زرع الخوف منه في نفوس شريحة مهمة من المثقفين المسلمين ذوي التوجه العلماني في بلاد المسلمين. الفتح الإسلامي المحطة الثالثة الفتح الإسلامي عند كبار المثقفين الغربيين اليوم:أقصد بكبار المثقفين الغربيين المفكرون الذين نجد لأطروحاتهم النظرية بصمات في قرارات صناع القرار السياسي في أجهزة الدول الغربية.من أمثال هنري كيسنجر و ريتشارد نيكسون و صمويل هنتنغتون و فرانسيس فوكوياما و جيري فالويل و بيل غراهام و غيرهم كثير. فكيسنجر اعتبر قبل سقوط العالم الشيوعي أن الخطر الأخضر أي الإسلام أخطر على الغرب من الخطر الأحمر أي الشيوعية. و أكد المقولة هذه الأمين العام للحلف الأطلسي السابق من بلجيكا.بل إن تقرير مؤسسة راند لشهر مارس 2007 تؤكد ذلك . لقد تراجعت هذه المؤسسة المؤثرة في صناعة القرار الأمريكي عن تقرير سابق بعنوان الإسلام الديمقراطي، و الذي دعت فيه إلى خطة إستراتيجية للفصل بين الإسلام التقليدي و الإسلام الحركي، مع تشجيع الإسلام التقليدي. ففي التقرير الجديد تعتبر كل المسلمين المؤمنين بالشريعة الإسلامية خصوم و أعداء للغرب كيف ما كان مشربهم الفكري و المذهبي.أما المفكر الاستراتيجي صمويل هنتغنتون فينَظِّر لمسالة العداء و الخوف من الإسلام في كتابه الضخم ( صدام الحضارات ).لقد رسم فيه خريطة الحضارات الكبرى في العالم اليوم ، و أحصاها في ثمانية. و تحدث على أن التعايش بل و التحالف بين الحضارة الغربية وهذه الحضارات ممكن، إلا مع واحدة فإن حدودها معها دموية و هي حضارة الإسلام. لكن صمويل لم يطرح السؤال المركزي و هو من المسؤول عن الدم المسفوك عند حدود الحضارة الإسلامية في الشيشان و الصومال و البوسنة و الهرسك و في فلسطين و العراق و أفغانستان؟؟؟هل هم المسلمون و عقيدة المسلمين أم العدوان على المسلمين و على حدودهم الحضارية؟؟ و ينَظِّر لأخطر من هذا حينما يخلص إلى أن صراع الغرب مع الإسلام هو صراع وجود لا صراع حدود.مستنداً على حجج من التاريخ كما يزعم.فيتحدث على أن الإسلام هدد وجود الهوية الغربية في العصر الحديث مرتين على الأقل، حينما حاصر الجيش العثماني العاصمة فيينا مرتين خلال القرن السابع عشر ميلادية.و يزعم هنتنغتون أنه لو سقطت فيينا في يد العثمانيين لكان إعلاناً على سقوط الغرب و حضارة الغرب إلى الأبد. بمعنى آخر أن قوة الإسلام تهدد وجود الغرب لا حدود الغرب حسب صمويل.؟؟؟ و هناك من المثقفين الغربيين من يعتبر أن سقوط القسطنطينية سنة 1453 ميلادية كان تهديداً كبيرا لوجود الغرب. و هناك من اعتبر أن هزيمة المسلمين في معركة يواتيه في القرن الثامن الميلادي جنوب فرنسا قد أنقدت اختفاء محققاً لهوية الغرب. و لكن أليس أن فتح المسلمين لبعض البلاد الغربية كالأندلس على سبيل المثال ساعد الغربيين على الخروج من عصر الانحطاط و الظلمات إلى عصر النور و الترقي الحضاري في العصر الحديث؟ لما السكوت على أن الفتح الإسلامي و ما أنتجه من عمران حضاري و إنتاج علمي كان الأساس لنهضة الغرب الحديثة؟ ألم يساعد الإسلام و حضارة الإسلام في انبعاث الغرب لا موته كما يزعمون؟ فمثل هذه الأطروحات النظرية من كبار المفكرين الغربيين لا يمكن إلا أن تؤجج حالة الخوف و الرعب من الإسلام في عقول و قلوب الغربيين اليوم. خوارج عصر العولمة المحطة الرابعة: ميلاد خوارج عصر العولمة:نؤكد في بداية هذا الموضوع أن أحداث 11 شتنبر 2001 ،و تفجيرات الرياض و عمان بالأردن و تفجيرات16 ماي 2003 بالدار البيضاء ، و تفجيرات مدريد و لندن عمل إرهابي خالص بالمفهوم الحديث للكلمة و ( حِرَاَبة )خالصة بالمفهوم الإسلامي الشرعي للكلمة، كما أكد عليه علماء المجمعيْن الفقهييْن بالسعودية و مصر في أحداث مماثلة لها. و هي أعمال تساهم اليوم بقوة في تغذية الخوف و الرعب من الإسلام و المسلمين في عقول و قلوب الغربيين و غير الغربيين. إنها تجدد و تنعش مرض الإسلاموفوبيا بقوة اليوم. بل و تعطي لهنتنغتون حجة جديدة تؤكد أطروحته في صدام الحضارات. قال تعالى:(( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا. أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ .أَوْ يُنفَوْا مِنْ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا. وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ(33)) المائدة. سميت هذه الآية من سورة المائدة بسورة المحاربة . و قد نزلت في ناس من ( عرينة ) قدموا إلى الرسول (ص) بالمدينة فأسلموا. لكن مكوثهم بالمدينة عرضهم للمرض و الضيق ، فأمرهم رسول الله (ص) بالخروج مع راعي الإبل فيشربون من ألبانها و بولها للشفاء إن شاء الله. ففعلوا. لكن هؤلاء القوم قاموا بقتل الراعي و استولوا على الإبل . فلما وصل الخبر رسول الله (ص) أمر بالقبض عليهم و تقديمهم بين يديه ففعلوا . فأمر بقطع أيديهم و أرجلهم من خلاف و رميهم في الحر حتى ماتوا عطشاً. فنزلت الآية. فهي آية كما ترون تعتبر من يروِّع الناس الآمنين و يقطع أعناقهم بغير حق و أرزاقهم محاربين ليس في سبيل الله بل لله و رسوله. و حتى المنتحر في شرع الله فهو محارب لله و رسوله ، لأنه قتلَ نفسه بغير حق. و بميزان الفقه و مقاصد الشريعة أو المصالح المرسلة فإنها مفسدة عظيمة ولم تحقق للمسلمين و الإسلام أية مصلحة تذكر.بل سمحت هذه الحرابة بتمرير قانون خطير و هو قانون محاربة الإرهاب في معظم الدول الغربية و العربية. فأصبح سيفاً مسلطاً على رقاب الدعاة و الجماعات الإسلامية .بل حتى على الديمقراطيين الحقيقيين من التيار العلماني. و الإرهاب (الإسلامي) المرفوض ليس هو المقاومة الإسلامية المشروعة. والعامل التاريخي لظهور مذهب الخوارج هو ما حدث من فتن بعد مقتل ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان رضي الله عنه، و نشوب النزاع المسلح بين علي بن أبي طالب و معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما. فعند قبول علي للتحكيم و انتهى التحكيم بتثبيت معاوية من طرف صاحبه في الحكم و نزع علي من طرف صاحبه من الحكم. فانشقت فرقة من أنصار علي عليه. و طالبوه بالتوبة لقبوله التحكيم و إلا فهو كافر. باعتبار الحكم لله وحده . ولما رفض علي ذلك باعتبار أنهم كانوا من الداعين إلى التحكيم ، و كون التحكيم أمر شرعي عمل به الرسول ،كفروه هو و معاوية بن أبي سفيان. على إثرها كان ميلاد خوارج الفتنة الكبرى مدرسة التكفير والإرهاب بامتياز. و مند ذلك الحين انقسم المسلمون إلى مذاهب: أهل السنة ، مذهب الخوارج ، مذهب الشيعة ، و فرقة المرجئة و فرقة المعتزلة. و الذي يعنينا في هذا المقام موقف هذه الفرق من مسألتي الكفر و الإيمان. لأنهما القضيتين المطروحتين بإلحاح على جدول أعمال المسلمين اليوم سواء كانوا سنة أو شيعة أو خوارج جدد. فحقيقة الإيمان عند أهل السنة انه(( قول و عمل يزيد وينقص)). و القول عند المؤمن خطاب بالقلب و خطاب باللسان. و العمل هو فعل بالقلب و فعل بالجوارح. الخطاب بالقلب هو التصديق الجازم بالغيب بالله و ملائكته و كتبه المنزلة و رسله و اليوم الآخر و قضاؤه و قدره]. أما الخطاب باللسان فهو قول الشهادتين.والفعل بالقلب هو حب الله تعالى و تعظيمه و خشيته و الإخلاص له، و حب و تعظيم محمد رسول الله (ص). أما الفعل بالجوارح فهو ممارسة الفرائض و الأوامر و الكف عن ارتكاب النواهي أو المعاصي. والعمل في عقيدة أهل السنة شرط في كمال الإيمان أو نقصانه و ليس شرطاً للإيمان. فكثير من العمل الصالح و قليل من المعاصي و الآثام يعني مزيد من الإيمان و قليل من العمل الصالح و مزيد من المعاصي يعني قليل من الإيمان. بعكس الإيمان عند الخوارج والمعتزلة ، فهو قول كامل بالقلب و اللسان و عمل كامل بالقلب و الجوارح . فالعمل شرط للإيمان و ليس شرطاً لكمال الإيمان كما هو عند عقيدة أهل السنة . فعند الخوارج و المعتزلة إذا صدقت بقلبك و أقررت بلسانك و قمت بجميع الواجبات بلا نقصان. و اجتنبت كل الكبائر و المعاصي بلا نقصان، فأنت مؤمن. و إلا فأنت لست من أهل الإيمان و لو ارتكبت معصية واحدة، و إنك مخلد في النار مع الكفار. واختلفت المعتزلة مع الخوارج في تسميته . هل هو كافر و يُسْتحلُّ دمه و ماله في الدنيا أم لا؟ المعتزلة قالوا بالمنزلة بين المنزلتين و لا يستحل ماله و دمه في الدنيا. و الخوارج قالوا عكسها فهو كافر و يستحل ماله ودمه في الدنيا. وفي الاتجاه المعاكس للخوارج و المعتزلة قالت المرجئة : الإيمان هو الإقرار باللسان و الاعتقاد بقلب دون العمل. و يرجأ الحكم في العمل إلى الله عز وجل. و صحيح القول في الإيمان و الكفر هو قول أهل السنة و ا لجماعة. فمذاهب: الخوارج و الشيعة الغلاة و المعتزلة تطرف و انحراف على صراط الله المستقيم الذي يمثله مذهب أهل الوسطية و الاعتدال ، أهل السنة و الجماعة الذين يمثلون اليوم أكثر من مليار مسلم على سطح الكرة الأرضية. فالإيمان عندهم هو التوحيد بالقول و العمل في أربع مستويات تزيد و تنقص و هي: توحيد الربوبية ، توحيد الألوهية أو توحيد العبودية و توحيد الحاكمية .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.