يتم سنويا في المغرب تشخيص حوالي ألفي حالة إصابة بسرطان الغدد اللمفاوية (لمفوم) الذي يظل خفيا خلال مراحل تطوره الأولى ويصبح فتاكا وعصيا على المقاومة إذا غابت الرعاية المبكرة والمناسبة. ويشير رئيس الجمعية المغربية لأمراض الدم، البروفيسور سعيد بنشقرون، إلى أن جميع الأدوية والعلاجات الخاصة بهذا المرض موجودة بالمغرب وأنه قابل للعلاج، أكثر من باقي السرطانات، إذا توفرت الرعاية المناسبة في الوقت المناسب.وأوضح رئيس الجمعية في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن نسب الشفاء من "اللمفوم" تتراوح ما بين 40 و95 في المائة حسب نوع الورم وتموقعه ومدى انتشاره وفقا لحالة كل مريض على حدة. وحسب نفس المصدر شدد البروفيسور بنشقرون، في هذا الصدد، على أهمية ألا يخطئ المريض الطريق في العلاج وأن يخضع منذ البداية للمعالجة على يد اختصاصي في أمراض الدم، للرفع من فعالية التعافي الذي يرتكز أساسا على العلاج الكيميائي وفي بعض الحالات يتم اعتماد علاج مناعي خاص. وتكمن خطورة المرض في كونه مجهولا عند العامة ويصعب التعرف عليه، لأن أعراضه الأولى قد يفسرها المصاب بشكل خاطئ على أنها أعراض الزكام أو التهاب اللوزتين أو يتجاهلها كليا، مما يؤدي لتطوره بشكل صامت، وقد يؤدي إلى الموت في بعض حالاته في غضون ستة أشهر في غياب العلاج. وتتمثل الأعراض الأولى للمرض في الإحساس بنوع من الإعياء وقد يظهر انتفاخ في العنق، إلى جانب التعرق أثناء الليل مع أو دون ارتفاع درجة الحرارة وتناقص الوزن وصعوبة التنفس وقشعريرة في جميع أنحاء الجسم. وتستقبل مصلحة أمراض الدم وسرطان الأطفال بمستشفى 20 غشت التابع للمركز الاستشفائي الجامعي إبن رشد بالدار البيضاء سنويا ما بين 250 و300 حالة إصابة بسرطان الغدد اللمفاوية، حسب رئيسها البروفيسور بنشقرون، الذي يؤكد على أهمية الدعم الذي تقدمه جمعيات آباء وأصدقاء مرضى السرطان في تحفيز وطمأنة المرضى للتفاعل إيجابيا مع المرض والعلاج. يذكر أنه، نظرا للوتيرة المتزايدة للإصابة بهذا السرطان عبر العالم، ثالث أنواع السرطان الأكثر انتشارا بين صفوف الأطفال، بادرت شبكة "ليمفوما كواليشن" العالمية لإرساء تقليد الاحتفال باليوم العالمي لسرطان الغدد اللمفاوية في 15 شتنبر من كل سنة.
