وزير التربية يكشف عن العقوبات المتخذة ضد الأساتذة الموقوفين    تصفيات المونديال.. تحديد موعد مباراتي "أسود الأطلس" ضد زامبيا والكونغو    الفرنسي أوليفيي جيرو يعلن رسميا رحيله عن ميلان إلى "الدوري الأمريكي"    توسيع شبكة "مؤسسات الريادة" لتشمل 230 إعدادية خلال الموسم الدراسي المقبل    الأمثال العامية بتطوان... (597)    جائزة أحسن لاعب إفريقي في "الليغ 1" تعاكس المغاربة    جماهري يكتب: هذه الحكومة لا بد لها من درس في الليبرالية...!    الملك يهنئ الرئيس الجديد لجمهورية تشاد    "أطلنطاسند" تطلق منتوجا جديدا يستهدف المقاولات الصغرى والمهن الحرة    لطيفة رأفت أمام قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء    تنظيم الدورة ال23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية التقليدية "التبوريدة"    الجمعية المهنية تكشف عدد مبيعات الإسمنت خلال أبريل    اليابان عازمة على مواصلة العمل من أجل تعاون "أوثق" مع المغرب    سائق سيارة يدهس مواطنين في أكادير    الدرهم يرتفع بنسبة 0.85 % مقابل اليورو    أحزاب الأغلبية ترشح التويمي لخلافة بودريقة في رئاسة "مرس السلطان"    الاتحاد الأوروبي يرضخ لمطالب المزارعين ويقر تعديلات على السياسة الفلاحية المشتركة    أضواء قطبية ساحرة تلون السماء لليوم الثالث بعد عاصفة شمسية تضرب الأرض    أمن ميناء طنجة يحبط تهريب الآلاف من الأقراص الطبية    "التسمم القاتل".. ابتدائية مراكش تؤجل المحاكمة وترفض السراح المؤقت للمتهمين    المركز الثقافي بتطوان يستضيف عرض مسرحية "أنا مرا"    النيابة العامة التونسية تمدد التحفظ على إعلاميَين بارزَين والمحامون يضربون    أوكرانيا تقر بالنجاح التكتيكي لروسيا    المندوبية العامة لإدارة السجون تنفي وجود تجاوزات بالسجن المحلي "تولال 2" بمكناس    صحيفة "ماركا" الإسبانية: إبراهيم دياز قطعة أساسية في تشيكلة ريال مدريد    المغرب يحتفي بالذكرى ال68 لتأسيس القوات المسلحة الملكية    طقس الثلاثاء.. عودة التساقطات المطرية بعدد من الأقاليم    رشيد الطالبي العلمي في زيارة عمل برلمانية لجمهورية الصين الشعبية    شح الوقود يهدد خدمات الصحة بغزة    هام لتلاميذ البكالوريا بالناظور.. هذه هي تواريخ الامتحانات والإعلان عن نتائجها    الطلب والدولار يخفضان أسعار النفط    المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة يحتفي بالسينما المالية    الزمالك يشهر ورقة المعاملة بالمثل في وجه بركان    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    سي مهدي يثور في وجه بنسعيد    إضراب وطني يفرغ المستشفيات من الأطباء والممرضين.. والنقابات تدعو لإنزال وطني    الارتفاع يطبع تداولات بورصة الدار البيضاء    الأساطير التي نحيا بها    الدرس الكبير    السينما في الهوامش والقرى تشغل النقاد والأكاديميين بالمعرض الدولي للكتاب    هل انفصلت فاطمة الزهراء لحرش عن زوجها؟    مصر تُهدد بإنهاء "كامب ديفيد" إذا لم تنسحب إسرائيل من رفح    الاشتراكيون يفوزون في انتخابات إقليم كتالونيا الإسباني    فيلم الحساب يتوج بالجائزة الكبرى في برنامج Ciné Café    تراجع صرف الدولار واليورو بموسكو    نقابة تُطالب بفتح تحقيق بعد مصرع عامل في مصنع لتصبير السمك بآسفي وتُندد بظروف العمل المأساوية    لماذا قرر حزب بهاراتيا جاناتا الهندي الحاكم أن لا يخوض الانتخابات في إقليم كشمير؟    "إغلاق المعبر يعني أن أفقد قدمي الثانية" شهادات لبي بي سي من مرضى ومصابين في رفح    ما الذي قاله مدرب نهضة بركان بعد الانتصار على الزمالك المصري؟    إبراهيم صلاح ينقذ "رين" من خسارة    وفاة أول مريض يخضع لزرع كلية خنزير معدل وراثيا    مركز متخصص في التغذية يحذر من تتناول البطاطس في هذه الحالات    العنف الغضبي وتأجيجه بين العوامل النفسية والشيطانية!!!    الأمثال العامية بتطوان... (596)    القضاء المغربي يصدر اول حكم لصالح مواطنة اصيبت بمضاعفات صحية بسبب لقاح كورونا    المغرب..بلد عريق لا يبالي بالاستفزازات الرخيصة    بتعليمات ملكية.. تنظيم حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية لحج موسم 1445 ه    هل يجوز الاقتراض لاقتناء أضحية العيد؟.. بنحمزة يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معلمة القواعد الفقهية من الفكرة إلى التنفيذ العملي
نشر في التجديد يوم 29 - 06 - 2012

تعد "معلمة زايد للقواعد الفقهية والأصولية" عملا علميا موسوعيا، الغرض منه استخراج أقصى ما يمكن من القواعد والضوابط الفقهية والأصولية والمقاصدية، المبثوثة في التراث العلمي لمختلف المذاهب الإسلامية، مع شرح تلك القواعد وبيان أهميتها وأدلتها وتطبيقاتها قديما وحديثا. كما تعد هذه المعلمة ثمرة جهد واشتغال جيش من العلماء والمتخصصين من مختلف بقاع الأرض، بالإضافة إلى ما تم رصده من مبالغ مالية ضخمة. وفي كلمة جامعة، قال المشرفون على إعداد الموسوعة، إنها ضمت بين دفتيها أصول الشريعة وفروع الشريعة ومقاصد الشريعة. بانتهاء العمل على الموسوعة، يكون عقد اشتغال الدكتور أحمد الريسوني قد انتهى، ومن المرتقب أن يدخل الريسوني، العالم المقاصدي والخبير في مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة، إلى المغرب بصفة نهائية في نهاية هذا الصيف.
***
كانت الخطوة الأولى نحو تحقيق مشروع كبير من حجم معلمة زايد للقواعد الفقهية والأصولية، هي القرار الذي اتخذه مجمع الفقه الإسلامي الدولي في مؤتمره الثالث في عَمان (صفر 1407ه / أكتوبر 1986م) بالعمل على إصدار (معلمة القواعد الفقهية).
وتبع ذلك قرارُ مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية عام 1994م، بالموافقة على تبني المشروع وتمويله ورعايته. وتم بعد ذلك إبرامُ اتفاقية بين المؤسسة والمجمع وفقاً لميزانية مفصلة. كما تم إنشاء لجنة مشتركة للإشراف العام على تنفيذ المشروع. وفي الاجتماع الأول للجنة المشتركة في 24 و 25 يوليو 2002م، تمت دراسة واعتماد الخطوات العلمية والعملية للمشروع، وما يتطلبه ذلك من إجراءات تنظيمية (مالية وإدارية ومحاسبية). وكان من ضمن قرارات اللجنة اعتماد عقد ندوة علمية استشارية مع عدد من العلماء المتخصصين في الموضوع، لمراجعة المنهج والأعمال التي تم إنجازها، وتبادل الرأي حول الخطوات والمراحل القادمة للمشروع. وقد عقدت الندوة المذكورة في جدة 26-28 شعبان 1423ه الموافق 1-3 نوفمبر 2002م، حيث شارك فيها نخبة من العلماء ينتمون إلى العديد من البلدان الإسلامية ويمثلون مختلف المذاهب والمدارس الفقهية الإسلامية. وانتهت الندوة إلى عدد من التوصيات بخصوص صيغ استكتاب العلماء في استخراج وشرح القواعد الفقهية ومراجعتها، واختيار كتب المذاهب الفقهية وتصنيفها إلى فئات، وكذلك الكتب المتخصصة في القواعد الفقهية للمذاهب الثمانية، ونظام ترتيب وتصنيف المعلمة والتقدير الزمني لإنجازها.
بعد كل هذه الخطوات، جاءت مرحلة الإنجاز الفعلي والذي مر بدوره بعدة مراحل، فقد تم التركيز في البداية على استخراج القواعد من مظانها المختلفة ومراجعتها ثم تمحيصها وتصنيفها ما بين قواعد فقهية وضوابط فقهية وقواعد أصولية، وقواعد مقاصدية. ثم جاءت بعد ذلك مرحلة الصياغة والتحرير للقواعد المعتمدة. وقد شارك فيها عدد من الباحثين الداخليين، والمستكتبين الخارجيين، تحت إشراف الخبراء المتخصصين. ثم جاءت مرحلة المراجعة - الداخلية والخارجية - لكل المادة العلمية، وما تقتضيه من تعديلات وتصحيحات. وهي المراجعة التي كانت تتوج بالعرض على "اللجنة العلمية" برئاسة أمين مجمع الفقه الإسلامي، لإبداء ملاحظاتها واعتماد المادة العلمية في صيغتها
النهائية أو شبه النهائية. والمرحلة ما قبل الأخيرة من هذا المشروع (وهي الجارية الآن)، هي إعداده للطباعة والنشر، بما في ذلك إعداد فهارسه، أما مرحلته الأخيرة - وقد بدأت بالفعل - فهي الإشراف على إخراج الطبعة الورقية، وإتمام الإعداد العلمي والتقني لنسخته الإلكترونية، التي ستتيح الاستفادة الميسرة من المشروع والبحثَ في مضامينه على نطاق واسع جدا.
مميزات المعلمة الموسوعة
تضمن العرض الذي قدمه الدكتور أحمد الريسوني، المدير المشرف على إعداد الموسوعة، العديد من المميزات التي تتوفر عليها هذه المعلمة دون غيرها، وقد كثفها في أربع سيمات أساسية، أولها كون الموسوعة تتعلق بقواعد الفقه وأصوله وضوابطه لا بالفقه وفروعه. فالفقه والتفريع الفقهي في هذه الموسوعة يشرح الريسوني "يأتي تبعا، وأما المقصود بالقصد الأول فهو التقعيد والقواعد. وللقواعد الفقهية والأصولية آثار وفوائد علمية وعملية ومنهجية بالغة الأهمية، سواء في مجال الدراسات الفقهية والاجتهاد الفقهي، أو في مجال التقنين والتطبيق لأحكام الفقه الإسلامي، أو في مجال الدراسات القانونية المقارنة، أو بإتاحة مادة مرجعية نفيسة للمؤسسات التشريعية والقضائية الدولية. وبالإضافة إلى القواعد والضوابط الفقهية، التي هي الموضوع الأصلي والعمود الفقري لهذه الموسوعة، فقد ضُم إليها قسمان جديدان من القواعد ذات الطبيعة التكاملية مع القواعد الفقهية، وهما: قسم القواعد الأصولية، وقسم القواعد المقاصدية. وإذا كانت القواعد الأصولية لم تحظ من قبل إلا بنزر يسير من العناية ومن الذكر العرضي لها، فإنها في هذه الموسوعة قد حظيت بعناية واسعة ومكانة بارزة تليق بأهميتها ووظيفتها. وأما القواعد المقاصدية في هذه المعلمة ففتح لها باب غير مسبوق في مجال التأصيل والتقعيد للفقه الإسلامي. وبهذا يمكن القول: إن هذه الموسوعة ستجمع - إن شاء الله - بين دفتيها مجمل قواعد التفقه والدراية، بعد أن قام علماء الحديث في القرون الأولى، بجمع نصوص الرواية وقواعد الرواية".
أما الميزة الثانية لهذه الموسوعة فهي: الاستقصاء والاستيعاب وقد سبق لعلمائنا، قديما وحديثا، يوضح الريسوني، أن ألفوا كتبا خاصة في القواعد الفقهية، ومنها مؤلفات رائدة، "ولكن هذه المؤلفات ظلت في حدود ما تسمح به القدرات والمجهودات الفردية. ولذلك كان من أهم ما سعى إليه هذا المشروع المؤسسي الجماعي، هو الاستقصاء والاستيعاب للقواعد بأقصى وأوسع ما يمكن. وهكذا تم استكتاب عدد كبير من العلماء والباحثين، ليقوموا بالتنقيب على القواعد واستخراجها واستخراج بياناتها المطلوبة، من مئات المصنفات، في مختلف تخصصات التراث الإسلامي، ومن كل مدارسه ومذاهبه الفقهية. وقد تم استخراج بيانات القواعد والضوابط من أكثر من 730 كتابًا، مجموع مجلداتها 2546 مجلدًا، وتم ذلك بواسطة 133 عالمًا وباحثًا، على مدى أربع سنوات من 2002 حتى 2006، حيث بدأت الصياغة النهائية. كما زودت مكتبة المشروع في مقره بمدينة جدة، بما يزيد عن ألف كتاب، وبمكتبات إلكترونية تحتوي على عشرات الآلاف من الكتب، يرجع إليها الخبراء والباحثون القائمون بالصياغة، لمزيد من الاستخراج للقواعد، أو لمزيد من التحقيق والتوثيق وإعداد الشروح والأمثلة التطبيقية".
أما الميزة الثالثة لهذه الموسوعة حسب عرض الريسوني دائما، فهي: إعطاء تصور متكامل لموضوع القاعدة وعلاقاتها، ويتم ذلك من خلال منظومة القواعد والصيغ التي تدور في محيطها، وذلك بربط القواعد بعضها ببعض بشكل مطَّرِد، وهو من أهم الخصائص التي تنفرد بها المعلمة، حيث إن من منهج الصياغة في المعلمة ذكر الصيغ المطابقة والقواعد ذات العلاقة بالقاعدة المشروحة، مع الإشارة إلى نوع العلاقة، وتوضيح ذلك في ثنايا الشرح. إلى جانب هذه الميزات الثلاث، تحضر ميزة رابعة وهي المتعلقة بمقدمات نظرية عن القواعد. ويضم هذا القسم عددا من الدراسات العامة لمختلف القضايا المتعلقة بالقواعد والضوابط الفقهية والأصولية والمقاصدية. منها ما سبق بحثه والكتابة فيه، ومنها ما يطرق ويدرس للمرة الأولى، في مقدمات هذا المشروع.
الصيغة النهائية للموسوعة: أزيد من أربعين مجلدا ونسخة إلكترونية
قام المشرفون على الموسوعة بوضع خطة المعلمة على أساس إصدارها في صورتين، إحداهما مطبوعة في عدد من المجلدات يتجاوز عددها الأربعين مجلدًا، والنسخة الثانية إلكترونية، يمكن إصدارها في قرص مدمج قابل للنشر والتداول، ويمكن وضعها على الشبكة العنكبوتية(الإنترنت). وقد استقرت الصورة النهائية للموسوعة ومحتوياتها على ستة أقسام، القسم الأول خصص للمقدمات النظرية العامة عن القواعد، وهي أربعة عشر مقدمة. والقسم الثاني للقواعد المقاصدية والمبادئ العامة للشريعة الإسلامية، وفيه نحو من 150قاعدة. والقسم الثالث للقواعد الفقهية، وفيه ما يزيد عن ألف قاعدة، ثم القسم الرابع للضوابط الفقهية، وفيه نحو ستمائة ضابط. فالقسم الخامس للقواعد الأصولية، وفيه أزيد من خمسمائة قاعدة، ثم قسم الفهارس ويتضمن فهارس الآيات والأحاديث والآثار والقواعد (فهرس ألفبائي، وفهرس على جذور الألفاظ)، الفهرس والمذاهب والمسائل الفقهية والمصطلحات، والمصادر والمراجع، والفهرس الموضوعي.
وفي ما يخص النسخة الإلكترونية للموسوعة وحسب المعلومات التي قدمها المدير المشرف على المعلمة، فتجري الآن المراحل الأخيرة في إعداد البرنامج الإلكتروني الخاص بها، وسيشتمل على العديد من الإمكانيات التي تيسر على الباحثين والعلماء الاستفادة الكاملة من الموسوعة. ومن أهم هذه الإمكانيات، إمكانية الدخول إلي القواعد ومادة الموسوعة من عدة مداخل، مثل عناوين القواعد، التقسيم الموضوعي، البحث، الفهارس...إلخ. والربط بين القواعد مما يتيح إمكانية مقارنة القواعد المتشابهة والمتداخلة وذات العلاقة، والوصول إليها بسهولة. وكذا البحث في المعلمة ويشتمل على العديد من الإمكانيات والخيارات، من أهمها البحث المطابق والبحث باللواصق والبحث الصرفي والبحث المركب والبحث بالفهارس ... إلخ، وإمكانية البحث في مجالات محددة من المعلمة سواء في جميع المعلمة أو في قسم منها أو فصل أو باب أو ... حتى في الصفحة الواحدة. كما ستتيح الموسوعة أيضا إمكانية الدخول إلى مادة المعلمة من خلال الفهارس العلمية، فمن خلال عدة فهارس، يمكن للباحث أن يصل إلى الموضع المراد في الموسوعة. واستكشاف القواعد وهي خدمة جديدة ينفرد بها تطبيق المعلمة، فالبرنامج يتيح للمستخدم استخراج القواعد الموجودة في الكتب المختلفة التي على ملفات "وورد" وذلك من خلال شاشة تخريج القواعد التي تمكن المستخدم من اختيار أي ملف "وورد" لكتاب أو لرسالة علمية أو غير ذلك، ويطلب تخريج ما بها من قواعد فقهية أو أصولية أو مقاصدية أو ضوابط، وسيعطيه البرنامج تقريرا وافيا عن جميع القواعد المذكورة في الملف موضحا تصنيفها موضوعيا ومواضعها في الملف وفي المعلمة وفي المصادر الأخرى. مع العديد من الإمكانيات والخيارات الأخرى التي تعين الباحث على بحثه وتُؤَمِّن أكبر فائدة ممكنة من قواعد المعلمة.
الريسوني في سطور
ولد الدكتور أحمد الريسوني، سنة 1953م بناحية مدينة القصر الكبير، بالمملكة المغربية، وبهذه المدينة تابع تعليمه الابتدائي والثانوي. وحصل على الإجازة في الشريعة من جامعة القرويين بفاس سنة 1978م. و أتم دراسته العليا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية "جامعة محمد الخامس" بالرباط، فحصل منها على: شهادة الدراسات الجامعية العليا سنة 1986م. - دبلوم الدراسات العليا (ماجستير) سنة 1989م. ثم دكتوراه الدولة سنة 1992م.
عمل الريسوني عدة سنوات بوزارة العدل "1973 1978"، ثم أستاذا بالتعليم الثانوي الأصيل "1978 1984"، ثم أستاذا لعلم أصول الفقه ومقاصد الشريعة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس، وبدار الحديث الحسنية بالرباط ، " 1986 إلى سنة 2006"، ثم بعد ذلك خبيرا أول لدى مجمع الفقه الاسلامي بجدة "معلمة القواعد الفقهية ".
أحمد الريسوني هو أيضا عضو مؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو سابق بمجلس أمنائه، وعضو المجلس التنفيذي للملتقى العالمي للعلماء المسلمين برابطة العالم الإسلامي. كما أنه- مستشار أكاديمي لدى المعهد العالمي للفكر الإسلامي. وعضو برابطة علماء المغرب " قبل حلها سنة 2006 "، وقد شارك إلى جانب كل هذا في تأسيس وتسيير عدد من الجمعيات العلمية والثقافية. وكان أيضا أمينا عاما سابقا لجمعية خريجي الدراسات الإسلامية العليا.
و كان الريسوني رئيسا لرابطة المستقبل الإسلامي بالمغرب بين سنتي "1994و1996". ورئيسا لحركة التوحيد والإصلاح منذ 1996 إلى سنة 2003. ثم مديرا مسؤولا لجريدة " التجديد " في الفترة "20002004". وبالنسبة للعمل العلمي، فقد درس أصول الفقه ومقاصد الشريعة منذ سنة 1986. وأشرف على أكثر من خمسين أطروحة جامعية، أكثرها يندرج في إطار مشروع متكامل وشامل في مجال مقاصد الشريعة والفكر المقاصدي. والمشاركة في التقويم والمناقشة لأكثر من مائة رسالة وأطروحة "ماجستير ودكتوراه "، وانتج في المجال العلمي كتاب " نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي"، ترجم إلى الفارسية، والأردية والإنجليزية وكتاب " نظرية التقريب والتغليب وتطبيقاتها في العلوم الإسلامية". وكتاب "من أعلام الفكر المقاصدي". ثم كتاب "مدخل إلى مقاصد الشريعة". وأيضا كتاب " الفكر المقاصدي قواعده وفوائده". فا" الاجتهاد: النص والمصلحة والواقع "ضمن سلسلة حوارات لقرن جديد"، ثم كتاب " الأمة هي الأصل" "مجموعة مقالات" إلى جانب كتاب " الوقف الإسلامي، مجالاته وأبعاده" نشرته منظمة الإيسيسكو وترجم إلى الإنجليزية والفرنسية، ثم كتاب "الشورى في معركة البناء".
ثم " الكليات الأساسية للشريعة الإسلامية". وبعد كل هذا نجد آخر كتابين المطروحين مؤخرا في السوق الأول تحت عنوان "فقه الثورة" والثاني بعنوان "علال الفاسي عالما ومفكرا"، هذا كله إلى جانب بحوث كثيرة منشورة في المجلات العلمية وضمن أعمال الندوات، ويتوفر الريسوني على موقع خاص به، يضم مقالاته والعديد من أعماله وعناصر أخرى.
***
نص كلمة أحمد الريسوني مدير مشروع "المعلمة" ألقاها في الحفل الختامي المقام يوم 25 يونيو الجاري 2
"المعلمة"جمعت: أصول الشريعة، وفروع الشريعة، ومقاصد الشريعة
بسم الله الرحمن الرحيم وبه، نستعين.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه الطيبين الطاهرين.
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات.
معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، البروفسور أكمل الدين أحسن أوغلو
سماحة أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي ورئيس اللجنة العلمية لمشروع المعلمة، الأستاذ الدكتور أحمد خالد بابكر.
سعادة المدير العام لمؤسسة الشيخ زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، الأستاذ أحمد شبيب الظاهري.
سعادة رئيس اللجنة المشتركة لمعلمة زايد للقواعد الفقهية والأصولية، الأستاذ حمد بن سعيد الشامسي.
أصحاب الفضيلة العلماء الأجلاء.
حضرات الضيوف الكرام جميعا.
السلام عليكم ورحمة الله وبعد،
إنه ليشرفني عظيمَ الشرف ويسعدني غاية السعادة أن أشهد معكم هذه اللحظة التاريخية التي انتظرناها طويلا وتطلعنا إليها بشوق وشغف، فها نحن قد وصلنا إليها بفضل الله تعالى وتوفيقه.
نجتمع اليوم بصفة عامة للاحتفاء والتكريم الرمزي للعلم والعملِ العلمي، ولكننا نحتفل ونحتفي بصفة خاصة بإنجاز مشروع علمي فريد في بابه، نرجو أن يكون له ما بعده في فقه الشريعة وعلومها.
ولا أريد أن أنجر إلى الحديث التفصيلي عن هذا المشروع وإضافاته العلمية ومزاياه المنهجية، لأن طرفا من ذلك سيقدم لكم الآن في عرض الأخ الأستاذ أشرف برعي، كما ستجدون نبذة أخرى عنه في الكتاب التعريفي الذي سيوزع عليكم بعد حين. وأما التفاصيل الموفية فلا يتسع لها المقام.
ومع ذلك يمكنني أن ألخص لكم محتوى هذه المعلمة وخصوصيتها في كلمات ثلاث، وهي أنها جمعت: أصول الشريعة، وفروع الشريعة، ومقاصد الشريعة.
- فأما أصول الشريعة فتوجد في القواعد الفقهية والأصولية وبعض الضوابط الكبرى.
- وأما فروع الشريعة فتوجد في الضوابط وتطبيقات القواعد كلها.
- وأما مقاصد الشريعة فتوجد في قواعد المقاصد.
حضرات السادةِ الحضورِ الكرام
لقد قدمتم جميعكم وجوها متعددة من المشاركة المباشرة أو غير المباشرة في هذا المشروع، فلكم جزيلَ الشكر والتقدير والثناء، وأدعو الله تعالى أن يحسن الله إليكم، ويتقبل منكم، ويعظم جزاءكم.
ومعلوم أن الذين حملوا أعباء هذا الإنجاز - علميا وماليا وإداريا، تخطيطا وتوجيها وتنفيذا ورعاية ومساندة - كثيرون لا يتسع المقام لذكر أسمائهم وإسهاماتهم، سواء من الحاضرين أو من الغائبين؛ ولكنْ حَسْبُهم جميعا أن الله تعالى العليمَ الخبير، قد علمهم وأحصى أعمالهم وإسهاماتهم، صغيرَها وكبيرها، ظاهرها وخفيها، وهو جازيهم عنها يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا.
وإذا كان ذكر الأسماء يطول، أو يتعذر، فإني على الأقل أذكر بعض أقطاب هذا المشروع من غير الحاضرين، وخاصة أولئك الراحلين إلى جوار ربهم، المشمولون - إن شاء الله - برحمته تعالى وعفوه وكرمه: يتقدمهم رائدُ الفضل والبر والإحسان عبر العالم، الشيخُ زايد بن سلطان آل نهيان. وثانيهم العلامة الفقيه المجتهد بكر أبو زيد، أول رئيس لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، وأول من دعا إلى مشروع معلمة القواعد. وثالثهم المؤسس الأول للمجمع والمعلمة معا، العلامة الجليل محمد الحبيب بن الخوجة. ورابعهم هو ذلك الفارس الجامع بين العلم والعمل والحكمة، الدكتور عز الدين إبراهيم. فرحمهم الله جميعا وجعلهم في أعلى عليين آمين.
ونتذكر في هذا المقام أيضا مهندسَ المعلمة ومديرَها الأولَ، أستاذَنا الدكتور جمال الدين عطية، حفظه الله وبارك في عمره وعطائه.
وأما إخواني وزملائي العاملين المتفرغين في هذا المشروع، من خبراء وباحثين وإداريين، فلو أطلقت لنفسي العنان في شكرهم والثناء عليهم والإشادة بخصالهم وتضحياتهم، لقلتم متى ينتهي؟ ولما وفيتهم مع ذلك حقهم. فحسبنا ما في علم الله، وحسبنا ما ربحناه من محبة ومن رابطة أخوية صادقة متينة. ولكني في الحقيقة ذكرتهم لأعتذر لهم أو لأي واحد منهم، عن كل ما قد يستوجب اعتذاري، مما علمته ومما غفلت عنه، من إساءة أو تقصير في حقهم.
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أحمد الريسوني
جدة في5شعبان1433ه/25يونيو2012م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.