في الاونة الاخيرة ، اختلط الحابل بالنابل سياسيا ، و لم تصف سماء الناخبين و المرشحين على حد سواء من تباذل الاتهامات ، و الانتقاذات ، بل وصلت الى حد القذف .ّ. حيث تحركت الادرع الاعلامية للبعض ضد الاخر ، و تحركت الاقلام و الافواه . لكن ابرز ما اثار انتباهي تهمة خطيرة و هي : تهمة المتاجرة بالدين التي دائما ما يتهم بها حزب المصباح ؟ و اتساءل في قرارة نفسي الا يحق لهذا الحزب وضع خلفية اسلامية؟ ، كما يحق للاحزاب الاخرى ذلك. ، ام ان خطاب هذا الحزب خطاب شعبوي ديني يرمي لاستمالة المواطن عاطفيا ؟ ان اغلب الاحزاب تعتنق او تتاسس على معتقدات و مذاهب فكرية فلسفية و توجهات اقتصادية تسطر بها اهذافا ترمي الى تحقيق الازدهار لما فيه الخير للبلاد و العباد ، فهناك من يعتنق توجهات اصلية في علاقتها بماضينا او ديننا. و هناك من لها توجهات لا تمت لنا بصلة تاريخيا و لا حضاريا او حتى جغرافيا.. فاغلب او جميع الاحزاب تستفيذ من خلفيتين في ان واحد -لان الاسلام كلخفية لا يسقط عن اي تيار سياسي - و لا احد يتهم اي حزب باي تهمة ، بل في بعض الاحيان تكون الخلفيتين متناقضتين فيما يخص بعض العوارض او النقط الحساسة، و لا احد يتكلم او ينتقذ ، فالشيوعية و الاشتراكية ، الليبرالية... كلها تيارات دخيلة على العالم العربي ، و هي بذلك تثري الساحة السياسية باختلافاتها و تنوع مصادرها و. لا نسمع بتهم ضدها ، لكن تهمة المتاجرة بالدين تبقى تهمة خطيرة ، و ذات حساسية في استعمالها ضد هذا الحزب او ذاك ، لاننا لو لاحظنا التجربة التركية للحزب ذا الخلفية الاسلامية. و التي اكدت نجاعتها في النهوض بالاقتصاد و العمل الوطني .. لتركنا مثل هذه الاتهامات جانبا ، لنعترف انه يحق لاي حزب ان يحظى بمثل هذه المرجعيات و يبقى شانه في ذلك شان اي حزب اخر لانه لا يتميز باي شئ اخر ، فلعلها فرصة للنهوض بالفكر الديني الوسطي الحديث ، الذي تتبناه المملكة الشريفة و الاستفاذة منه سياسيا لمواصلة حركة الاصلاح و التنمية تحت راية امير المؤمنين نصره الله، و الا فإن كل طرف سيرمي بورقة الدين في مستنقع الاتهامات بين :1 - انت تسيس الدين و خصمه 2 -انت تتاجر بالدين ..ّ فكلنا مغاربة ، ابناء ارض واحدة . عبدالرحيم الصاغيري