خروجي من مدينة تطوان وخطواتي الأولى على درب الشهرة الحلقة 6 جريدة بيان اليوم تفتح أوراقا من ذاكرة فنان كبير، يعتبر من الرواد الأوائل والمؤسسين للمشهد الغنائي في المغرب، أمثال عبد القادر الراشدي، أحمد البيضاوي، المعطي بنقاسم، وغيرهم ... في هذا اللقاء مع الفنان عبد الواحد التطواني، الذي غاب عن الساحة الفنية وأضواءها لسنوات قبل أن يعود مرة أخرى بداية الألفية الثانية، حبا في الفن وفي الأغنية المغربية، اختارت جريدة بيان اليوم تتتبع مساره الفني الذي يؤرخ لزمن الأغنية الجميل لزمن مغربي آخر ولمسار فني امتد لما يزيد عن نصف قرن من الزمن. مرة أخرى بمدينة تطوان، في سنة 1958 ثم تنقيل والدي إلى مدينة بن سليمان، وكانت مدينة صغيرة قليلة العمران، محل إقامتنا كان تحده غابة رائعة من ناحية الشمال لهذا كنت أعدو داخلها دائما وأمارس السباحة كذلك في المسبح البلدي القريب ساعدني على اكتساب بنية جسدية، وتنفس جيد، كما أن مدينة ابن سليمان ساعدتني على التخلص من اللكنة الشمالية، و اكتساب نطق سليم للدارجة السائدة في ذلك الوقت ونطق فصيح أيضا أهلني لأكون مطربا فيما بعد. في سنة 1959 ألحق والدي مرة أخرى بمدينة الرباط، وانتقلنا للسكن بحي المحيط حي رائع ومازاد في روعته كثرة الإسبان المقيمين بهذا الحي، فأخدت أستعيد تدريجيا لغتي الإسبانية التي تعلمتها بمدينة تطوان أو بالمدرسة على حد سواء، بعد توقفي عن الدراسة في مرحلة الثانوي أمام إصرار والدي بأن أتعلم حرفة فاخترت حرفة الخياطة، ثم انتقلت بعد ذلك للإشتغال في مكتب محامي فرنسي، دون أن أنسى ولعي بالموسيقى وطموحي كي التقي بموسيقيين اخرين. طرقت باب الإذاعة والتلفزة المغربية، وطلبت مقابلة المدير الراحل المهدي المنجرة الذي استقبلني بالفعل وكلف الفنان محمد بن عبد السلام، رئيس الجوق الناشئ التابع للإذاعة والتلفزة المغربية باختباري في العمارة المقابلة للإذاعة بالطابق الثالث، وتعرفت انذاك على المجموعة الموسيقية، المكونة من الطاهر الرابولي، أحمد القصباوي، أحمد ميسور، محمد الحجوي كعازفين على الة الكمان، سيدي عبدالله دربوكة، عبد الوهاب الدكالي ومحمد العربي العوامي كورال،حبيب الشراف الة التيلو، علي عاكف الة الناي، بلعيد السوسي كونترباص، وغيرهم. ورغم انني أبليت البلاء الحسن في الإختبار لكنني لم استطع التعرف على ميزان سماعي على الوحدة كما انه لم يمنح لي فرصة الغناء، خرجت باكيا من قاعة الإمتحان، لحق بي الفنان الطاهر الرابولي، والفنان الحبيب الشراف واخذاني إلى مقهى الكتبية القريب من الإذاعة هناك لأول مرة سألتقي بالراحل الكبير محمد السقاط الذي كان لطيفا جدا معي و قال لي انه ليس عيبا أن أرسب في الإمتحان فقط يجب التعلم والفرص دائما في الأمام، هذه الجلسة الفنية الإنسانية أعطتني شحنة أخرى ومكنتني ايضا من التعامل مع الفنان الطاهر الرابولي و الحبيب الشراف في حفلات الأعراس واستطعت ربط علاقات مع موسيقيين اخرين أمثال الفنان الشعبي الكبير بن عمر الزياني وأحمد ولد زهرة بلال، الذي كان يرأس الجوق التابع للشبيبة العاملة للإتحاد المغربي للشغل والذي ضمني إلى الفرقة فكنت عازفا على الإيقاع ومغني في نفس الوقت وقمنا بجولات ببعض المدن المغربية. في الحلقة القادمة: عن مشاركتي في حفل افتتاح دار الاذاعة والتلفزة المغربية