لم يعد من المفاجئ أن يسقط فريق الرجاء البيضاوي في حالة عدم الاستقرار، إلى درجة يتخيل للمتتبع أن الفريق الأخضر لا يمكنه أن يعيش بدون مشاكل ولا أزمات، بل تعود على التعايش معها، ومع الضغط المرافق لعدم الاستقرار، خاصة على المستوى التقني. خلال الموسم الماضي، وبالضبط بعد مرور ثلاث دورات من عمر البطولة الوطنية، استغنت إدارة الرجاء عن المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة، وعوضته بالبرتغالي جوزي روماو، ليبدأ المسلسل السنوي الذي انتهى بعودة فتحي جمال "متطوعا" لاستكمال حلقات الموسم، بعد عجز المدرب البرتغالي عن تحقيق نفس النتائج السابقة التي توج من خلالها مع الرجاء بلقب البطولة سنة 2008. هذا الموسم وبعد مرور أربع دورات عادت الأمور للتفجر داخل البيت الأخضر، وبعدما اعتقد مسؤولو الفريق أنهم أنهوا المهمة المطلوبة منهم، بالتقاعد مع الهولندي رود كرول، والتقاعد مع مجموعة كبيرة من اللاعبين، سرعان ما وجدوا أنفسهم من جديد في مرحلة البداية، يبحثون عن مدرب جديد للإشراف على الأمور التقنية، خلفا للمدرب الهولندي. سيناريو مشابه إذن لما سبق، وهذه الحالة تكاد تتكرر كل موسم، ومعها تتكرر نفس الأخطاء التي تقود حتما إلى نفس النتائج. وحين نتحدث عن الأخطاء، فإننا في حالة الرجاء نشعر وأننا نكرر نفس الأفكار والآراء، إذ نجزم دائما بأن السبب يعود إلى إصرار المسؤولين على الفريق على اتخاذ قرارات في مواضيع لا يفقهون فيها شيئا، ومع ذلك يواصلون العناد، متحدين منطق الأشياء، والنتيجة هي -كما تعرفون- غياب الاستقرار مع ما يرافق ذلك من إخفاق في تحقيق آمال الجمهور الرجاوي العريض. نعتقد دائما بأن الرجاء قادرة على إحداث تغيير إيجابي على منظومتها التقنية، شريطة إرساء قواعد إدارة قارة متعددة المهام من أبناء الفريق ولما لا حتى من كفاءات وطنية أخرى أو من الخارج، المهم أن تتوفر الكفاءة المؤهلة لاتخاذ القرارات التي تراها مناسبة لفريق الرجاء بطابعه وتاريخه ومدرسته، سواء من حيث المدربين أو اللاعبين، إدارة تقنية بهذا المستوى والصلاحيات لا يمكنها إلا أن تصل بالفريق إلى استقرار تقني مطلوب وضروري في مسيرة أي ناد كيفما كان حجمه، والرجاء بطموحاته الكبيرة في حاجة إلى تصحيح هذا المسار التقني الذي تحول بفعل الاختراقات والتطاول إلى لغز محير، مع أن الحل "واضح وباين". سواء أسندت الأمور التقنية للمدرب عزيز العامري أو رشيد الطاوسي أو بقي كرول، فإن الأمر لا يستقيم بدون إرساء قواعد إدارة تقنية مؤهلة، وفق دفتر تحملات يحدد العلاقة والصلاحيات. وإلى أن يتخذ مسؤولو الفريق قرارا " شجاعا" بالابتعاد عن الأمور التقنية، عليهم فهم مسألة واحدة فقط، ألا وهي أن الرجاء لم تعد قادرة على تحمل كل هذا العبث ... والله حرام ... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته