يزور كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء، من جديد المنطقة، وكان قد افتتح هذه الجولة بزيارة الجزائر حيث استقبله رئيسها الغائب عن شعبه منذ شهور. معظم الملاحظين مقتنعون بخلو جعبة الدبلوماسي الأمريكي من أي جديد، وبكون زيارته هذه لن تختلف عن سابقاتها ولن يصدر عنها سوى الاستمرار في التشاور مع الأطراف وبقية المعجم الدبلوماسي المألوف . في محطة الجزائر نقل عن مبعوث بان كي مون أن كبير النظام الجزائري شجعه وجدد له دعم بلاده "للمسار الأممي الرامي إلى إيجاد حل للنزاع في الصحراء وفقا للوائح مجلس الأمن الأممي"، والحال أن حاكم المرادية نفسه كان قد أعد لاستقبال روس بلقاء دعائي مع قيادة الجبهة الانفصالية لم يخل من ترديد نفس الأسطوانة المشروخة والمعروفة منذ عقود، والتي تفضح زيف الحياد المزعوم من طرف النظام العسكري الجزائري. المغرب، من جهته، يستقبل زيارة روس ضمن سياق يمتلك عنوانا كبيرا كرسه الخطاب الملكي الأخير، وهو أن السقف محدود في مقترح الحكم الذاتي وألا شيء آخر يمكن للمملكة أن تقدمه عدا ذلك. لقد منح المغرب فرصا عديدة للمسار الأممي كي يصل إلى حل نهائي للنزاع المفتعل، وشهدت عديد عواصم عبر العالم والأممالمتحدة بجدية ومصداقية مبادراته بهذا الخصوص، لكن الطرف الآخر لم يتحرك قيد أنملة إلى الأمام وبقي جامدا ومتكلسا، ولا يمكن الاستمرار في هذا العبث إلى ما لا نهاية. من جهة ثانية يفرض السياق الإقليمي والدولي نفسه على مجريات الوقائع، وفي الوقت الذي يشيد العالم كله بجهود المغرب وتميز نموذجه الديمقراطي والتنموي على صعيد كامل المنطقة، وأيضا بدوره في محاربة الإرهاب والتطرف، فإن بلدا واحدا في المنطقة لا يبالي بكل هذا ويواصل شروده وأيضا احتجازه لساكنة بريئة ورفضه حتى إحصاءها، وبالتالي استمراره في تهديد استقرار وأمن المنطقة، وهنا أيضا لا يمكن للمجتمع الدولي الاستمرار في الصمت وتفادي تحديد المسؤوليات بوضوح. فشل المبعوثين الأمميين كان دائما بسبب تعنت النظام العسكري الجزائري ورفضه التقدم ولو بخطوة إلى الأمام، وهذا ما يجب أن تسجله الأممالمتحدة بشجاعة ووضوح، لأنه بدون ذلك سيتواصل التيه واللف ضمن حلقة مفرغة، كما يحدث بالذات اليوم مع مهمة كريستوفر روس الذي يرفض الإقرار بالحقائق كما هي. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته