فرنسا.. أوامر حكومية بإتلاف مليوني عبوة مياه معدنية لتلوثها ببكتيريا "برازية"    طقس الثلاثاء.. أمطار الخير بهذه المناطق من المملكة    الأمن المغربي والإسباني يفككان خيوط "مافيا الحشيش"    ميارة يستقبل رئيس الجمعية البرلمانية لأوروبا    السجن المحلي بتطوان يحتفل بالذكرى ال16 لتأسيس المندوبية    أسماء المدير تُشارك في تقييم أفلام فئة "نظرة ما" بمهرجان كان    وزارة الفلاحة: عدد رؤوس المواشي المعدة للذبح خلال عيد الأضحى المقبل يبلغ 3 ملايين رأس    مطار الصويرة موكادور: ارتفاع بنسبة 38 في المائة في حركة النقل الجوي خلال الربع الأول من 2024    الجيش الملكي يرد على شكاية الرجاء: محاولة للتشويش وإخفاء إخفاقاته التسييرية    سكوري : المغرب استطاع بناء نموذج للحوار الاجتماعي حظي بإشادة دولية    مشروبات تساعد في تقليل آلام المفاصل والعضلات    خمري ل"الأيام24″: الإستقلال مطالب بإيجاد صيغة جديدة للتنافس الديمقراطي بين تياراته    الزمالك المصري يتلقى ضربة قوية قبل مواجهة نهضة بركان    تحديات تواجه نستله.. لهذا تقرر سحب مياه "البيرييه" من الاسواق    أمن فاس يلقي القبض على قاتل تلميذة    بلينكن: التطبيع الإسرائيلي السعودي قرب يكتمل والرياض ربطاتو بوضع مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية    عملية جراحية لبرقوق بعد تعرضه لاعتداء خطير قد ينهي مستقبله الكروي    مجلس النواب يطلق الدورة الرابعة لجائزة الصحافة البرلمانية    برواية "قناع بلون السماء".. أسير فلسطيني يظفر بجائزة البوكر العربية 2024    رسميا.. عادل رمزي مدربا جديدا للمنتخب الهولندي لأقل من 18 سنة    المحكمة تدين صاحب أغنية "شر كبي أتاي" بالسجن لهذه المدة    هذا هو موعد مباراة المنتخب المغربي ونظيره الجزائري    الشرطة الفرنسية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لفلسطين بجامعة "السوربون"    غامبيا جددات دعمها الكامل للوحدة الترابية للمغرب وأكدات أهمية المبادرة الملكية الأطلسية    الملك يهنئ بركة على "ثقة الاستقلاليين"    تحرير ما معدله 12 ألف محضر بشأن الجرائم الغابوية سنويا    "التنسيق الميداني للتعليم" يؤجل احتجاجاته    نيروبي.. وزيرة الاقتصاد والمالية تمثل جلالة الملك في قمة رؤساء دول إفريقيا للمؤسسة الدولية للتنمية    الرئاسيات الأمريكية.. ترامب يواصل تصدر استطلاعات الرأي في مواجهة بايدن    يوسف يتنحى من رئاسة حكومة اسكتلندا    الدورة السادسة من "ربيعيات أصيلة".. مشغل فني بديع لصقل المواهب والاحتكاك بألمع رواد الريشة الثقافة والإعلام    المكتب الوطني للسياحة يضع كرة القدم في قلب إستراتيجيته الترويجية لوجهة المغرب    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    الفنان الجزائري عبد القادر السيكتور.. لهذا نحن "خاوة" والناظور تغير بشكل جذري        اتفاق بين الحكومة والنقابات.. زيادة في الأجور وتخفيض الضريبة على الدخل والرفع من الحد الأدنى للأجور    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    وزارة الفلاحة…الدورة ال 16 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب تكللت بنجاح كبير    إدارة السجن المحلي بوجدة تنفي ما نقل عن والدة سجين بخصوص وجود آثار ضرب وجرح على وجهه    فيلم أنوال…عمل سينمائي كبير نحو مصير مجهول !    المغرب التطواني يتعادل مع ضيفه يوسفية برشيد    رسمياً.. رئيس الحكومة الإسبانية يعلن عن قراره بعد توجيه اتهامات بالفساد لزوجته    أسعار الذهب تتراجع اليوم الإثنين        إليسا متهمة ب"الافتراء والكذب"    غزة تسجل سقوط 34 قتيلا في يوم واحد    رئيس ريال مدريد يهاتف مبابي عقب التتويج بالدوري الفرنسي    المفاوضات بشأن اتفاق الاستعداد للجوائح بمنظمة الصحة العالمية تدخل مرحلتها الأخيرة    المنتخب المغربي يتأهل إلى نهائي البطولة العربية على حساب تونس    حكواتيون من جامع الفنا يروون التاريخ المشترك بين المغرب وبريطانيا    "عشر دقائق فقط، لو تأخرت لما تمكنت من إخباركم قصتي اليوم" مراسل بي بي سي في غزة    بعد كورونا .. جائحة جديدة تهدد العالم في المستقبل القريب    دراسة: الكرياتين يحفز الدماغ عند الحرمان من النوم    هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأثم فاعله!    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (8)    الأمثال العامية بتطوان... (584)    الأمثال العامية بتطوان... (583)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحقيق :أغبالة نايت سخمان ...وتستمر المعاناة


إهداء :
إلى كل الأصدقاء وزملائي الأعزاء في مهنة المتاعب وإخوتي الأحبة في منبر الأغلبية الصامتة بوابة بني ملال وكل الغيورين من أبناء المناطق النائية المقصية من مغربنا الحبيب بلد الحق والقانون والمواطنة النزيهة .....أهديكم هذا التحقيق وكلي أمل أن يطيل الله العمر وتتاح لي الفرصة حتى أوافيكم بحقائق جسام أكثر خطورة وكارثية في جعبتي الكثير من ما يجب فضحه والتحدث عنه ...الأقلام تجف والصحف لن تكفينا لسرد كل شيء وعيون المخبرين يقظة فليكن الجميع مرتاحا الحقيقة ستقال أحب من أحب وكره من كره ولجرأتنا امتدادات تعبر حدود ومنطق لوبيات ورؤوس الفساد القليل سوف نقوله الآن والبقية تأتي ..............
علي بوعا
من أعالي جبال الأطلس في مناطق معروفة بقسوة المناخ ووعورة التضاريس وانتشار البؤس والأمية والفقر والتخلف حيث رواسب ومخلفات عصور سنوات الجمر والرصاص وكذا ما أسفرت عليه السياسات التي كان هدف لوبياتها ولا يزال حتى الآن تكريس التمييز والانقسام بين شرائح وفئات المجتمع المغربي والذي كان خير دليل عليه نية أهل فاس عندما وجهوا أبنائهم لقيادة ركب الريادة بالدراسة في الخارج لنيل شهادات تخول لهم الحصول على أعلى المراتب في البلاد , بينما حمل أبناء أغبالة نايت سخمان والقبائل المجاورة لها السلاح بواقعة تازيزاوت ومرامان وغيرها... وخاضوا معارك الكفاح المسلح لتحرير البلاد ,كما نادى بذالك الزعيم السياسي على حد قول أهل العاصمة العلمية المرحوم علال الفاسي .
إنها سياسة تقسم المغرب إلى نافع وغير نافع كما أشار إليها أكثر من محلل وباحث وبالرغم من أن أبناء منطقة أغبالة نايت سخمان نفوسهم أبية وذوي نخوة ويرفضون الذل والهوان إلا أن الواقع المزري الذي يعيشون عليه اليوم واقع : عبودية وتشرد وانعزال تام , حيث اللا معنى بمفهومها المحض .
صراحة تخونني الكلمات كلما حاولت التعبير عن ما تعيشه هذه القرية التي تتجاوز ساكنتها 15 ألف نسمة نضرا للبؤس والمعاناة الكبيرين الذين تتخبط فيهما
أغبالة نايت سخمان إن صح التعبير : مستنقع من الوحل سبحت فيه عمامات مجموعة من الرجال الصناديد الذين يحملون في قلوبهم وطنية كبيرة للغاية فغيرتهم عن المغرب منقطعة النضير ووفائهم للشعار الخالد: الله -الوطن -الملك متجذر من أعماق قلوبهم الرافضة لأي مساومة كيف ما كان نوعها , ومع بالغ الحسرة والتأسف أبت الأقدار إلا أن تجري رياحهم بما لا تشتهيه السفن فكان أن تمرغت عماماتهم في الوحل داخل مستنقع اسمه مركز أغبالة نايت سخمان
تسائل البعض منهم : هل هذا جزاء لنا لأننا حملنا السلاح وذدنا عن حوزة الوطن في واقعة تازيزاوت ؟؟؟؟ وغض البعض الآخر الطرف وفي النفس حزازة ولم يستطيعوا الكلام
واليوم بفضل من الله ومنة تدخلنا كإعلاميين وصحفيين مهمتهم تنوير الرأي العام بحقيقة ما يحدث وما هو معيش ببعض المناطق في مغربنا الحبيب وحيث أننا ندق الأبواب الموصدة ونتطرق للحديث عن المسكوت عنه من قبل الغير اخترنا اليوم أغبالة حتى نعكس حقيقة الأمور و كارثية الأوضاع التي تهتز لفجاعتها الأفئدة
قد يتسائل البعض ممن لا يعلمون بوجود مثل هاته القرى المنكوبة فوق الرقعة الجغرافية للمغرب خصوصا وأن واجهة البلاد شفافة للغاية فالمطارات بالمدن والأزقة المزركشة بأنواع الزخارف بفاس وسقاياتها المذهبة وعيش أهلها الرغد والمترف في النعيم يعطي لزائر المغرب انطباعا على كون البلد قمة في الروعة والجمالية والرخاء فليس من المعقول يضم بلد كالمغرب في ثناياه أسواق رفيعة من الدرجة الأولى كالموروكومول ومجموعة مرجان وترسانة أسيما وغيرها من الأسواق المصنفة والغير المصنفة والتي تعبر عن مظاهر متقدمة من الحداثة والتكنولوجية والتطور ليس من المعقول أن يضم في شقه الثاني أو في كواليسه إن صدق القول قرية مهمشة ومنسية كأغبالة نايت سخمان التي رسم العبث على وجنات ساكنتها المقهورة أبشع صور اللا مبالاة والمعانات المستمرة
كل هذه الثنائيات وغيرها تأكد مصداقية مقولة المغرب النافع والمغرب الغير النافع ولتداعيات هذه المقولة تبعات خطيرة للغاية سنوردها إن شاء الله بالدرس والتحليل حتى نلامس جميع جوانبها
دعوني أولا أدق ناقوس الخطر وأفضح الحقائق المغلوطة والمزيفة أما البقية فتأتي في سطور .....
أغبالة نايت سخمان ....كفاح وأمجاد
أول ما لفت انتباهي ونحن داخلون إلى مركز قرية أغبالة كان هو تلك العلامة الطرقية التي تشير إلى دخول القرية فكان مكتوبا إلى جانب ما تشير له العلامة الطرقية عبارة : كفاح و أمجاد
ولعل المتأمل في هذه العبارة ليستفيد بجلاء من خلالها حقيقة تاريخ هذه القرية المجاهدة حيث أن واقعة معركة تازيزاوت ليست من الهاهنا ببعيدة هذه الواقعة التي لم يحكي عنها التاريخ المغربي الشيء الكثير بالرغم من إنها كانت إحدى المقابر التي قضت مضجع سلطات الحماية الفرنسية إبان فترة المقاومة المسلحة لها دفاعا عن حرية المغرب والتي اعترفت بها السلطات الفرنسية من أعالي منابرها حيث قدمت
شهادات تقدير لساكنة المنطقة على بطوليتها في المقاومة واستماتتها حتى آخر طلقة وآخر رجل
فكان من المفاجئ لنا أن وجدنا حال هذه القرية مزريا للغاية حيث الغبار مندثر في كل مكان فلا أزقة معبدة ولا مرافق حيوية أما أغلبية المنازل فبنايتها عتيقة للغاية فكان أن عجبت لها لا تزال تقاوم رغم هشاشتها صعوبة المناخ في سهول هذه الجبال الشاهقة الارتفاع
لكن بعد تجولنا بالقرية ومسائلة أهلها تبين أنهم بدورهم يقاومون أكثر وأكثر بصبرهم على العيش في مثل هذه الظروف التي تنعدم فيها أبسط متطلبات الحياة والتي تغيب معها معالم المدنية ناهيك عن وكالة بنكية وأخرى بريدية ومقر للجماعة القروية والقيادة أما مركز الدرك الملكي وبناية المحكمة حيث القاضي المقيم فتعتبر من مخلفات إرث الحماية بالمنطقة حيث لا تزال أطلال هاتين البنايتين شاهدة على معالم المعمار الفرنسي وللإشارة فهذه المحكمة من حيث الشكل بناية تاريخية عتيقة صممت بشكل جيد يتلاءم مع مناخ المنطقة ولم يتم ترميمها ،وذكر في الأثر أن احد الضباط الفرنسيين الذي كان حاكما بالمركز عاد بعد الاستقلال في جولة تفقدية ليجد البناية أكثر سوءا فعبر عن سخطه العميق من عدم الحفاظ على رونقها صراحة كان من الأجدر بجمعيات الحفاظ على التراث وضع لافتة أمام هذه المحكمة تبين انتمائها إلى التراث العالمي العريق ....مقاعد وأرشيفات قديمة أكثر ما توحي به كون الزائر لها يكاد يصدق أنه داخل قلعة رومانية أو أمام تراث تاريخي من أثارات بيزنطا الشهيرة ساحة كالإسطبل وربما الإسطبلات أشرف منها بكثير يقف فيها الناس وهم ينتظرون دورهم في ولوج قاعة الحكم في صورة كاريكاتورية تعكس بحق واقع ساكنة هذه المناطق الأليم و تسيء أيما إساءة إلى سمعة القضاء بالمغرب
تحدث إلي أحد موظفي المحكمة بأغبالة عندما سألته عن قاعة الحفظ فأشار إلى سقف منشق يكاد يهوي فوق رؤوس الموظفين فقال نحن لا نكاد نحفظ حتى أنفسنا من الخطر الذي يداهمنا طيلة اليوم من جراء الخوف من سقوط هذا السقف فما بالك أن نحفظ الملفات... التمست له العذر فوجدت كلام الرجل على صواب فكيف يبالي من يخاطر بحياته طيلة اليوم بملفات وقضايا الناس فكرت لو أنهم اقتنوا خوذات واقية يضعونها فوق رؤوسهم حتى تكتمل الصورة
أمور تثير الضحك فعلا لكن المتأمل فيها بعمق سوف يبكي عوض الدموع دما على ما آلت إليه أمور الناس في سفوح هذه الجبال المنسية
فهل عجزت يا ترى صناديق الجهات المعنية على ترميم بناية المحكمة وتحديث مرافقها حتى تتوفر فيها شروط وظروف الاشتغال الملائمين ؟؟؟
إن كان الجواب بنعم فلماذا نجد بنيات محاكم أخرى طور التحديث والإصلاح وتحت المراقبة الشديدة لأشغال الصيانة هل تنتمي تلك المحاكم إلى جهة وصية غير التي تنتمي لها محكمة أغبالة نايت سخمان؟؟؟؟
أم أن هذه الأخيرة أريد لها أن تبقى كما هي انتقاما ونقمة من المنطقة وأهلها لأنهم أغضبوا الله في عدم أداء فرض من فروض الولاء و الطاعة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إن سلمنا بهذه الفرضية وهي المصيبة الكبرى والخطب الجلل فسنقول كون الله عز وجل غفور رحيم بالعباد
فإلى متى يا ترى ترفع النقمة عن أغبالة ويحتضنها وطنها بصدر رحب قائلا إن الوطن غفور رحيم كما يقولها دائما للقادمين من الصحراء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
صراحة ولا أخونكم القول فكرت ذات مرة أن أقترح على أناس المنطقة أن يقدموا على المغرب من جهة الصحراء لعل أبواب السماء تفتح في وجوههم فيسهل الله سبيل خلاصهم المنشود ,
ربما يكون هذا حلا ناجعا بعد أن فقد الأمل قطعا ومطلقا في العفو والسماح ...فماذا كانت خطيئة هؤلاء فقد أدوا الثمن مضاعفا فكفانا إذن من تعذيبهم وتمديد فصول معاناتهم لأكثر مما هي عليه ولنجلس بعقل السديد الذي يراعي ظروف المرحلة لنفتح مصالحة جذرية لأن ضرورة المرحلة تلح على ذالك ,فأخشى ما نخشاه أن ينفجر هؤلاء الناس لأن كثرة الضغط تولد الانفجار فإن كانت بلاد المغرب العربي عرفت فترة الربيع على غرار ما شاهدناه في مصر وسوريا وليبيا وتونس...فإننا نخشى على المغرب صيفا يحرق لهيبه الحار الأخضر واليابس وهو ما نعوذ بالله منه لأن المغرب ليس أهل لذلك فرابطة البيعة بين العرش والشعب متينة ومقدسة ولا نقبل المساس بها البتة لأن جذورنا راسخة في تراب المغرب الذي نحبه وتلك الجذور طالما غذاها الإخلاص للشعار الخالد والذي نؤمن به دائما : الله _ الوطن _ الملك
ومهما كان لدعاة الفتنة من محاولات فلن تنجح أبدا كل ما يقلق كاهل الشعب المغربي هو بعض المفسدين من ( مسامر الميدة ) إن صح التعبير من عائلة فلان وزمرة فرتلان الذين سيطروا على معظم خيرات البلاد فتركوا الأغلبية الصامتة مقهورة و مطأطأة الرأس لا حول لها ولا قوة كما أنهم يفرضون نفوذهم وسيطرتهم حتى على أكثر الأجهزة استقلالية في البلاد ألا وهو جهاز القضاء وهي المهزلة الكبيرة التي تحمل أكثر من عنوان
عندما سائلنا مجموعة من أهل أغبالة تجلت لنا رموز اللوحة الغامضة واقتربنا أكثر وأكثر من حقيقة ما يحدث ومن طبيعة الأمور حينها علمت أن لمعاناة أغبالة امتدادات أخرى فبدأت بالتحري والبحث عن خيوط تقودني إلى فك أهلة كانت لا تزال مجهولة الملامح فكان أن ذهبت بي الأولويات إلى مشكل الطريق الموصلة لأغبالة والتي قيل عن حكايتها أنها من نوع آخر : كل مستعملي هاته الطريق يعانون الأمرين من حالتها المزرية فمنذ سنين وسنين وحفرها تزداد اتساعا وانتشارا إلى درجة أصبح السير من خلالها مغامرة من المغامرات التي لا بد منها والتي تستهوي بسحرها زوار هذه المناطق من مغربنا الحبيب التي أريد لها أن تعيش حياة البؤس واللا معنى التي لا تنتهي
قرية أغبالة نايت سخمان تعاني من حصار خانق من حيث الطريق الموصلة إليها فمعبر القصيبة مرورا بناوور - بونوال وتيزي نيسلي ثم وصولا إلى أغبالة شبه مقطوع ويستعصى على السيارات العادية العبور من خلاله فأصبحنا لا نرى من جملة العابرين سوى أرباب الشاحنات المحملة بالبضائع أو قوافل السياح الأجانب بدراجاتهم النارية وسياراتهم الرباعية الدفع والتي تجعل من غبار هذه الطرقات سحب داكنة اللون لا تنتهي أبدا أما منفذ ملوية مرورا عبر سيدي يحيى وسعد فليس عن نضيره ببعيد ونظرا للضرورة الملحة نجد العابرين يتحاملون على هذا المنفذ باعتباره المسلك الوحيد لهم بالرغم من حالته الكارثية والتي لا تسمح بتاتا باستعماله كطريق إلا أن المثل دعا بضرورة الصبر على المصاب فتعاطا له المارة من غير قناعة مما يدل على استمرارية المعاناة .
ولعل المصاب كان أكثر فظاعة حيث لم تكن حالة الطريق وظاهر القرية وحدهما الدليل على كارثية الأوضاع بل ما خفي كان أعظم ,فصحيح أن ما أصاب هذه القرية المجاهدة لم يكن لعنة أو انتقاما إلهي بل عادت خلفياته كما قلنا لسياسات سنوات مضت من تاريخ مغربنا الحبيب كما كان كذالك لتدخل مصالح أعيان المنطقة الشيئ الكثير في واقعها المزري . فقد كشفت لنا كواليس مجموعة من الإدارات العمومية أسرارا خطيرة للغاية حيث كان الفضل قد عاد بالدرجة الأولى للكثير منها في رسم معالم الاضطهاد على ملامح على هذه المنطقة الوعرة المسالك .
أغبالة نايت سخمان : الواقع المر
كما سبقت الإشارة فمعالم الحضارة والمدنية شبه منعدمة : وكالة بنكية يتيمة للقرض الفلاحي وأخرى بريدية يشتغل بها موظف وحيد ويشغل في آن واحد جميع المراكز بالوكالة .
عندما تسائلنا عن السبب أجاب كون الخصاص عام على مستوى وكالات بريد المغرب وأضاف أنه خلال كل 5سنوات يتم تعيين موظف جديد لكل وكالة إلا أن وكالة البريد بنك بأغبالة لم تستفد من هذا التعين خلال الفترة الماضية فكان أن اعتمدوا على الموظف الحالي الذي يشغل جميع المناصب في آن واحد فهو رئيس الوكالة والقابض والمسئول عن إرسال الحوالات ,,,يضطلع بكل الأنشطة والخدمات التي يوفرها البريد لزبنائه الأوفياء من غير ملل ولا كلل فكان أن أستحق منا تحية إجلال على صموده وتفانيه الكبيرين
وإلى جانب هاتين الإدارتين هناك مركز للدرك الملكي ومقر المحكمة المركزية الذين يعود بناءهما إلى مخلفات معمار الحماية الفرنسية بالمغرب ولعل هندستهما خير دليل يوحي بذالك
لنتساءل هنا هل إلى حد الساعة لم يفكر مسؤولونا الأوفياء في الاعتناء المحلي بالشأن أم أن هناك لعنة تطارد هذه القرية منذ الأزل وهي المسئولة عن ما آلت إليه من تهميش وإهمال ؟
ولعل المصاب الفظيع يتضح جليا من خلال مردود هاتين الإدارتين على ساكنة أغبالة فالدرك الملكي بالقرية سيد المقررين حيث يرجع الأمر لعناصره من قبل ومن بعد فلا كلمة تعلوا فوق كلمتهم وليس لهم من رقيب ولا حسيب فمكانتهم في مثل هذه المراكز النائية مضمونة وتصل في بعض الأحيان إلى درجة التقديس
أما ما كان يدور في دهاليز محكمة القاضي المقيم فقد ند له الجبين خصوصا بعد أن أصبحت المحكمة المركزية بأغبالة ذائعة السيت إلى درجت كانت تشد إليها الرحال من كل بقاع المغرب نظرا لبركتها وكراماتها الغير المسبوقة في علاج عدة أمراض مستعصية : فكان زواج القاصرات والطلاق الغيابي والزيادة في عدد سنين الأعمار من جملة معجزات هاته المحكمة التي كان منطقها تعامليا نقديا محضا حسب تصريحات المعنيين بالأمر والذين راجع البعض منهم القضاء بشكايات ضد القاضي المقيم . أتذكر أنه حكا لي أحد ساكنة أغبالة كيف تمت مساومته هناك داخل دهليز المحكمة المركزية بمبلغ 1000 درهم مقابل أن يصلح له تاريخ الازدياد لأحد أبنائه فكان أن تساوم الفلاح المسكين في _ مزايدة جنونية _ إلى أن رسا المبلغ على 400 درهم دفعها الفلاح كعربون مودة كما توعد بأن يذبح جديا على المحكمة المباركة كل سنة نذرا _ إلا قضى الله الغرض _ ولعل جملة من انتفاضات ساكنة أغبالة ضد سلوكات هذه المحكمة والمطالبة برحيل القاضي المقيم بها آنذاك خير دليل على صحة ما نقول .
ولولا لطف الأقدار وجرأة رجال مسئولين في القضاء وقفوا وراء الحركة الانتقالية للقاضي المشتكى به لكانت للمهزلة فصولا أخرى ولكن والحمد لله لا تزال بلدنا الحبيبة بخير ما دامت تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده ومدام للقضاء رجال مواقف يسهرون على النزاهة والديمقراطية المنشودة ولعل ما نشيد به ونستحسنه أكثر وأكثر هو الجيل الصاعد من شباب القضاة . هذه الترسانة الفتية التي تسهر على تطبيق القانون وتتميز بنزاهتها وحيادها التام وتكتسي أحكامها المصداقية لتحقق بذالك الشعار الرامي إلى جعل القضاء في خدمة المواطن بكل شفافية ونزاهة ومصداقية
وهو الشيء الذي لامسناه مؤخرا بالمحكمة المركزية لأغبالة وبني ملال على غرار جل محاكم المملكة وهي ثمار السياسة الرشيدة للعاهل المغربي في إطار مخططات إصلاح القضاء .
وبمنأى عن هذه الإدارات هناك مقر للقيادة وآخر للجماعة القروية هاته الأخيرة التي لم تبين عن أي شيء
طيلة فترتها الرئاسية التي جاورت على الانتهاء فأغبالة نايت سخمان لم تعرف أي تغيير
'فمؤسسة البريد والطريق التي قلنا عنها أنها لم تعد صالحة كلها منجزات تحققت في ما مضى على يد مجموعة من رجالات أغبالة الصناديد الذين كان من جملة أبطالهم المرحوم : حدو أوعلي نايت إخلف _ سيدي أحمد المهاوشي _ إخلف نوتاوحانوت _ الحاج علي وحيد... وآخرون هؤلاء الرجال الذين صدقوا ما عاهدو الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا يرجع لهم الفضل في انجاز ما تم إنجازه بأغبالة أما في الوقت الحالي فلم نلمس البتة أي تغيير ناهيك عن جملة من المشاكل التي أصبحت القرية تتخبط فيها والتي تتعدد مظاهرها من نموذج لآخر والذي سنكتفي بالتطرق إلى البعض منها على سبيل المثال لا الحصر .
أغبالة نايت سخمان : العنوان العريض للحقوق المهضومة
كلمة أغبالة بالامازيغية قريبة في شكلها إلى كلمة أغبالو التي تعني عين الماء العذب وكل منطقة سميت بهذا الاسم تضم ينابيع و أنهار مما يدل على وفرة هذه المادة الحيوية فيها ، فالزائر لأغبالة يحسد أهله على نعمة من نعم الله التي حباها لساكنته تلك العين الجميلة بالقرب من مركز السوق الأسبوعي ، أما النقمة التي ابتلوا بها فتتجلى في عملية تفويت تزويدهم بالماء الشروب إلى المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، نعم كانت هناك مشاكل مرتبطة بجودة مياه العين وتعرضها للثلوث والخصاص ، وتحت هذه الذريعة قام مدبرو الشأن المحلي الذين يحتاجون بدورهم لحركة تصحيحية على غرار زملائهم، قاموا إذن بإبرام صفقة مهداة إلى المكتب المذكور بحكم انه لم يكلفه التنقيب عن المياه أي عناء مقارنة مع جهات أخرى، ومع صدور أولى الفواتير، فوجئت بعض الأسر بمبالغ خيالة مع العلم أنها لازالت لم ترتبط بالشبكة ولم تستفد بعد ( العداد كان يقيس كمية الهواء على حد تفسيرات البعض) ومع مرور الوقت بدأت ساكنة أغبالة تشكو ارتفاع فواتير الماء وعدم ضبط الكمية المستهلكة .
للإشارة عرفت أغبالة عدة احتجاجات على هذا المشكل لكن لم تجد آذان صاغية .
عمي باسو المنحدر من ضواحي إملشيل متقاعد عسكري يصرف راتبه الشهري الهزيل في فاتورتي الماء والكهرباء أما حطب التدفئة الذي أثقل كاهل العباد في موسم البرد فعنائه وسمة عار أخرى تنحني لها رؤوس ساكنة المنطقة، يستيقظ عمي باسو باكرا وعلى متن دابته يتوجه إلى الغابة المجاورة ليعود بعد الزوال حاملا ما يكفيه من الحطب ليومين، بدأ الرجل يفكر في الاستغناء عن خدمات المكتب الوطني للماء الشروب الذي أثقل كاهله و الرجوع إلى الطرق التقليدية بجلب ماء العين على متن دابته
على العكس تشرف في كل من تيزي نسلي وبوتفردة على الماء الشروب جمعيات مدنية تحاول جاهدة مراعاة الأوضاع الاجتماعية للسكان بالرغم من إمكاناتها المحدودة على غرار (جمعية تايمات وجمعية اوجيال) فهي تجربة جيدة بفعل تضحيات جسيمة لمسؤولي هذه الجمعيات وصمودهم ، ففي بوتفردة مثلا قامت جمعية أوجيال بتغييرجزء كبير من الشبكة بعدما تم الكشف عن غش المقاول الذي أنجز المشروع، أما في تيزي نسلي فالجمعية توفر مناصب شغل لبعض الشبان وأنجزت عدة أوراش كما جعلت من واجبات الاشتراك مبالغ مالية جد متواضعة و في متناول الجميع في حين يلاحظ تقاعس المجالس الجماعية في تقديم الدعم لهذه الجمعيات الفتية
تفتقر أغبالة لأبسط متطلبات الحياة المدنية فبغض النظر عن موسم البرد القارص والأهوال التي تلاقيها ساكنة هاته المناطق خلال هذه الفصول القاسية من السنة ناهيك عن انعدام أي مرافق من شأنها الرفع بمستوى وقيمة البلدة وأهلها أما مشكل انعدام الطريق وكارثية أوضاعه فحدث ولا حرج الشيء الذي يطرح أكثر من سؤال على المسئولين بالمنطقة في مختلف المكاتب و الإدارات العمومية التي تعرف ركوضا منقطع النظير على مستوى آلياتها الشيء الذي له انعكاسات سلبية على حياة المواطنين بهذه المنطقة وأشير فقط أن مصطلح : مواطنين هنا يجب أن نضع بين أربعة أقواس وليس إثنين لأن ساكنة أغبالة لا يتمتعون حتى بحقوق التي تضفر بها الحيوانات في بلدان مثلنا ترفع هي الأخرى شعارات من قبيل النزاهة والمواطنة والشفافية ......... ولعل النموذج الذي سأسوقه لكم لخير دليل وصورة معبرة بحق على كارثية الأوضاع فالحقوق مهضومة والإنسان محقر و بئيس و المسئولون غضوا الطرف عن ما يحدث وانهمكوا في جمع الأموال وشراء وضيعات التفاح وقضاء مصالحهم الشخصية والخاصة على حساب أموال الشعب .....الخطب عظيم والمصاب جلل والمستضعفون معذبون وكل من حاول أن ينتقد أو يتكلم فجزائه معروف : النقمة والملاحقة حتى توريطه واتهامه زورا وهنا تنطبق علينا الحكمة المصرية الرامية إلى القول : يا ما في السجن مظاليم
الخيوط تتعقد وتقودنا شيئا فشيئا إلى الكشف عن مافيات أخطبوطية ذات مصالح مشتركة تسيطر على البلاد والعباد فكانت النتيجة أبشع ملامح هذر حقوق الإنسان وهو ما سنلامسه في سطور ................
في بيت من الطين، آيل للسقوط ،تقطن امرأة معاقة في السابعة والثلاثين من عمرها رفقة أبنائها الخمسة .هذه السيدة المعاقة على مستوى بصرها اسمها عائشة نيرو أنا أعلم أنه لا أحد يعرفها أو يعلم بوجودها فوق هذه البسيطة ولا أحد يكترث إلى معاناتها ...
أواني متسخة ،وعلى الأرض حصير بالي ،أفرشة و أغطية جد رثة ومتعفنة ،مبعثرة هنا وهناك تنام عليها امرأة شديدة البياض قصيرة بعينين جاحظتين وبجانبها صغارها الخمسة ثلاثة أطفال وطفلتان معاقتان مثلها
الزوج كان يشتغل في إحدى الغابات بجبل بونحاس بأغبالة ويقطن هناك ببراكة،وأخذ معه زوجته عائشة ، و أنجب منها طفلين سويين وبنت معاقة على مستوى بصرها هي الكبرى لأمها وعمرها الآن حوالي أربعة عشر أو خمسة عشرة سنة. بعدما كبر الزوج ولم يعد قادرا على العمل، احترف التسول لتوفير القوت لأسرته إلى أن توفي في الغابة، وعادت عائشة مع أطفالها الثلاثة
- الذين لايتوفرون على أية وثيقة تحدد هويتهم كما لا تتوفر هي الأخرى على أية وثيقة لتحديد هويتها بمافيها البطاقة الوطنية للتعريف -
واستقرت في منزل آيل للسقوط تنعدم فيه أبسط شروط السلامة ،بدون سقف حيث أن جزئا منه مغطى بالقصدير وبعض الأخشاب : إنها المحنة في أبها صورها المعبرة
وبدأت المرأة تتسول بأطفالها أمام المسجد
بيد أن حالة الضعف التي توجد عليها وانعدام الأمن بأغبالة ،جعلت المتسكعين والسكارى بالمنطقة ،يجدون فيها فريسة مكسورة الجناح لإرواء نزواتهم مستغلين إعاقتها وصغر أبنائها؛ فبما أن البيت لا يتوفر على سقف،والأبواب شبه منعدمة ففي كل مساء،تؤكد عائشة وبعض جيرانها وربيباتها. يقفز المتسكعون بعدما يتأكدوا أن الأطفال ناموا،ويهجمون عليها داخل الغرفة ويغتصبونها ما أدى إلى حملها وإنجابها لطفل غير شرعي،فتوجهت إلى مركز الدرك الملكي بالمنطقة لترفع مظلمتها وعوض أن ينصفها ،تؤكد ربيبتها، في تصريح مسجل لطاقم الجريدة فقد نهرها أحد أفراد الدرك قائلا ( واش باقيا عزبا ،واش باقيا صغيرة سيري ت........) ونلتمس له العذر صراحة لأنه بدون ضمير فلو فكر لوهلة وتأمل قليلا فتخيل لو أن والدته أو إحدى أخواته هي من كانت في ذالك الموقف الرهيب لعلم أنه كان سيقول العكس تماما لكن هيهات , الرعية في هذه المناطق النائية مقهورة مطأطأة الرأس تعيش حياة الذل واللا معنى ...
علم أحد ذوي النفوس الأبية من جيران عائشة نيرو بهذا فتقدم بشكاية إلى السيد وكيل الملك بابتدائية تادلة لكن دون جدوى
اعتقدت عائشة أنها بعد إنجابها سوف لن يعود المتسكعون للهجوم عليها ، لكن ظنها خاب إذ سرعان ماعادوا لعادتهم يقفزون من السطح ويغتصبونها ويفرون، والكارثة أنها حملت مرة ثانية وأنجبت بنت أخرى معاقة.ولم تجد مرة أخرى من ينصفها ، ولازال المتسكعون بأغبالة والسكارى يقفزون من حائطها المهدد بالسقوط،ويفرون، ولازالت معرضة للحمل وإنجاب معاقين آخرين
ومن هذا المنبر أوجه الشكر للجمعيات الحقوقية بالمنطقة على مجهوداتها في الحفاظ على حقوق الإنسان وصيانة كرامة المرأة كما يدعون والتي تتلقى مختلف هذه الجمعيات من أجله الدعم من الدولة وهي من لا تعلم ولو حتى مجرد العلم بوجود هذا النموذج البشع الذي نتحدث عنه
صراحة الأمور كارثية وتحتاج إلى تدخل سريع لأن السيل قد بلغ الزبى ولم يعد هناك مجال للسكوت أكثر عن مثل هاته الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في المغرب وإلا فدعونا من اليوم فساعدا لا نتحدث عن النزاهة والشفافية والديمقراطية وغيرها من الشعارات المزيفة التي لا تمت إلى الواقع المعيش بأي صلة ...
حفيظة ربيبتها وشقيقة أبنائها وهي مطلقة بطفل ولا تتلقى عنه أي واجبات وتقطن في بيت للكراء ،صرحت للجريدة أنها "ذهبت في رمضان الأخير عند قائد أغبالة واستعطفته وترجته أن يمنح الإعانات الرمضانية لأشقائها من أبيها لأنهم يستحقونها، فلم تمنح لهم إلا بمشقة الأنفس في حين أنها كانت توزع بالمحسوبية والزبونية على آخرين، فيكفي أن تكون احد أقرباء المقدم فلان أو الشيخ علان أو من عائلة زوجة الشيخ أو المقدم لتحصل على الإعانات الممنوحة للمعوزين ضحايا البرد والفقر والمجاعة ولعل الوقفات الاحتجاجية المعبرة التي قام بها ساكنة ناوور على غرار أخرى بتيزي نسلي وأغبالة وغيرها والتي حملت في طياتها أكثر من رسالة معبرة بحق , لكن هيهات فلا حياة لمن تنادي ......
بل الأكثر من ذلك عندما بدأت المنازل الطينية بأغبالة تنهار ،تضيف حفيظة، بدأ القائد يطوف بالأزقة على قاطنيها ويأمرهم بالإفراغ وبناء خيام من البلاستيك ،علما أن مستوى علو الثلج هنا بأغبالة بلغ حوالي أزيد من متر تقريبا ،وقد أمر زوجة أبي وأبنائها الخمسة بالإفراغ فرفضت الخروج لأنهم لا يتوفرون على مكان آخر يذهبون إليه إلا الله
ورغم أن أطفال عائشة تجاوزوا سن دخول المدرسة، فلم يلتحقوا لأنهم لا يتوفرون على أي وثيقة تثبت هويتهم وهم الآن يدرسون محو الأمية منذ رمضان الأخير لدى جمعية للمعاقين رغم أنهم ليسوا كلهم معاقين
ربما أكتفي بهذا لانتقل بكم إلى صورة أبشع من الأولى لنماذج من الحقوق المهضومة في بلد يزعم بشعارات زائفة تبني مسميات من قبيل دولة الحق والقانون ,,,فعن أي حق نتحدث وعن أي قانون نقول ونحن أمام أبشع صور الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان : اللهم إن هذا لمنكر كلمة تكفينا للكف عن الحديث عن هذا النموذج وفي النفس حزازة حتى ننتقل إلى آخر أكثر تعبيرا وكارثية الحلقات متسلسلة والمعاناة مستمرة
هذه المرة أورد لكم النموذج من تيزي نيسلي ليست عن أغبالة ببعيدة هي الأخرى جماعة قروية تعاني ما تعانيه أغبالة وربما أكثر ومن جملة المشاكل التي استفحلت في المنطقة كون أغلبية الساكنة لم تكن تتوفر على البطاقة الوطنية للتعريف ونهجا لسياسة القرب وتقريب الإدارة من المواطنين قامت مديرية الأمن الوطني مشكورة بإيفاد خلايا متحركة من شرطة بطاقة التعريف الوطنية إلى المنطقة قصد تسهيل المأمورية على الساكنة وتجنب الإكتضاض الذي تعرفه المؤسسة الأمنية بقصبة تادلة بهذه المناسبة الفكرة استحسنها الجميع ونفرح بل نكاد نطير من البهجة والسرور عندما نحس أننا نحظى ولو بجزء بسيط من الاهتمام من قبل مسئولينا الأوفياء لكن تلك الفرحة لم تدم طويلا إذ سرعان ما بدأ أفراد من الشرطة الموفودة لمتابعة مهمة تسجيل الساكنة في لوائح البطاقة الوطني للتعريف بالتحرش على بعض النسوة وهو الشيء الذي لم يتقبله أحد رجال التعليم بالمنطقة فتقدم بشكاية في النازلة إلى السيد القائد بتيزي نيسلي هذا الأخير الذي تهكم على الأستاذ وأهانه متسترا على أحد عناصر الشرطة الذي حاول التغرير بزوجة الأستاذ والتحرش بها عندما كانت بصدد وضع بصماتها في إجراءات البطاقة الوطنية للتعريف الشيء الذي أشعل فتيل الاحتجاجات بالمنطقة من قبل أسرة التعليم الذين خرجوا في وقفات منددة بالسلوكات المشينة لعناصر المخزن وما أدراك ما المخزن تلك الأجهزة الموكول لها رعاية مصالح الناس وحمايتهم والسهر على أمنهم نجدهم هم الذئاب التي ترعى القطيع ....إلى هنا تتعقد الأمور أكثر فننتقل للحديث عن الراعي الذي يجب أن يتدخل لحماية رعيته ومن هذا المنبر أقولها بصريح العبارة وأنا المشرف على هذا التحقيق نرجو ونلتمس ونطلب تدخلا ملكيا ساميا سريعا لرد الاعتبار إلى هذه المناطق النائية من مغربنا الحبيب والتي يحمل لكم ساكنتها في قلوبهم يا مولاي أقوى مشاعر الحب والمودة والإخلاص_ نبلغكم من هذا المنبر أن ساكنة هاته المناطق النائية المنكوبة تستنجد بكم وبرعايتكم لأنها عانت الأمرين مع رؤوس الفساد المتسلطة الموكول لها مهمة رعاية الأمن بهذه المناطق والسهر على تطبيق القانون فيها .
نماذج المعاناة التي لا تنتهي تكثر وتتنوع وتزيد يوما تلو الآخر والحزم في مثل هذه الأمور ضروري ومؤكد
فالضرورة المرحلية ترخي بسدول ثقلها على الناس ...الاستنكار والشجب عنوانان في عنوان واحد لموقفنا إزاء مثل هذه الخروقات الشنيعة لحقوق الإنسان ولأن الصحافة من واجبها التكلم بنزاهة وموضوعية وصدق خدمة لأمانة نقل المعلومة المقدسة فسوف لن أكتفي بهذا الحد وإنما سأدق أبواب مسئولين كبار بالمنطقة ومن عمالة بني ملال نستشف أولى الحقائق التي أعدكم أنها لن تروق الكثيرين من مسئولينا الأوفياء .... دعونا أولا نقوم بما يمليه علينا الواجب أما ما سيكون فعلمه عند ربي في كتاب لا يضل ربي و لا ينسى
الزمان : 30 دجنبر من سنة 2010
المكان : مركز أغبالة نايت سخمان
الحدث : انتفاضة شعبية على شكل مسيرة احتجاجية ضمت زهاء 700 شخص مثلت جل أطياف المجتمع المدني لأغبالة
النقطة التي أفاضت الكأس : صدور الجريدة الرسمية عدد 5892 الصادرة بتاريخ 18 أكتوبر 2010 والمتضمنة بالمرسوم رقم 2.10.365 الصادر ب25 أكتوبر 2010 والمتعلقة بإنشاء مقر دائرة أغبالة ضمن نفوذ الجماعة القروية لأغبالة كما أشار إليه نص المرسوم
ماذا حدث أمر السيد محمد الدردوري الوالي السابق لولاية تادلة أزيلال عمالة إقليم بني ملال ببناء مقر دائرة أغبالة في النفوذ التابع جغرافيا لجماعة تيزي نيسلي فأوفد لهذا الغرض لجنة إقليمية يوم 23 دجنبر 2010 إلى مركز تيزي نسلي من أجل اقتناء الأرض لإقامة مقر هذه الدائرة مع العلم أن نص المرسوم المشار إلى مراجعه أعلاه صريح ولا يحتاج إلى تأويل ويرمي إلى إنشاء مقر الدائرة في النفوذ الجغرافي لجماعة أغبالة وليس تيزي نيسلي وكان من المقرر تخصيص مقر القيادة الحالية بأغبالة لإنشاء مقر الدائرة إلا أن الأوامر الدردورية جاءت بعكس ما كان مقررا ومتنافية والمرسوم المقرر لهذه الغاية
ساكنة أغبالة بعد علمها بما حدث لم يرقها الأمر البتة وعلمت أنها مستهدفة حتى من المسؤولين الوصيين على رعاية مصالحها فانتفض الناس في مسيرة
احتجاجية يوم 30 دجنبر 2010، عرفت مشاركة أكثر من 700 شخص من مختلف الفئات نحو مدينة خنيفرة، ولولا تدخل عامل هذه الأخيرة الذي حاول جاهدا ثني عزيمة المواطنين على مواصلة المسيرة ، لكانت واصلت طريقها إلى عاصمة المغرب الرباط. كيف لا وجميع الوعود قد أعطيت لهم بإنشاء مقر هذه الدائرة في منطقتهم، وبالضبط في بناية القيادة السابقة لأغبالة، فإذا بكل الموازين تنقلب رأسا على عقب
هذا الأمر استنكرته ساكنة أغبالة ونددت به أيما تنديد.دون التطرق للجذور التاريخية والعريقة لجماعة أغبالة وأحقيتها بإنشاء هذه الدائرة ضمن نفوذها.
إثر علم السيد الوالي بأمر هذه المسيرة الاحتجاجية، سخر لوبياته الضاغطة ورعاياه الأوفياء في جماعة تيزي نسلي مدعومة بفرع جمعية حقوق الإنسان ببني ملال من أجل القيام بمسيرة مناهضة ومنددة بمسيرة ساكنة أغبالة.
وبالفعل تم ذلك بتاريخ 3 يناير2011،حيث أقدم سكان تيزي نسلي بدورهم بمسيرة احتجاجية تضم زهاء 600 شخصا بعدما صدقوا أن الدائرة ستقوم في تراب جماعتهم .
هذا ما وقع بالضبط، لكن ما يشغلنا كإعلاميين وكرأي عام محلي هو :
ما هي النوايا وما الأسباب الكامنة وراء هذا التغير والطعن في مرسوم يوضح ضمن أسطره إنشاء مقر دائرة أغبالة في نفس المنطقة ؟؟؟؟؟؟
بعد بحثنا المعمق في كواليس الأحداث وتحاورنا مع ناس فضلوا أن يتركوا الأقنعة على وجوههم حفاظا على مراكز عملهم كما صرح لنا بذلك أكثر من شخص حيث أكدوا لنا وهم من المصادر المطلعة والمقربة لدائرة صنع القرار على مستوى صعيد عمالة إقليم بني ملال أن الإشارة تجدر هنا إلى ثلاثة أمور مهمة:
- الأول : تدخل المسئول الإقليمي للوقاية المدنية بإقناع السيد الوالي من أجل تحويل هذا المقر إلى تيزي نسلي وهو ما جهلنا سببه نظرا لبعد جهاز الوقاية المدنية بالإقليم عن كل هذه الأمور
- الثاني : هو أن كل المغاربة وبفعل حنكتهم السياسية والاقتصادية، يعرفون تبعات اقتناء أراضي من أجل بناء مقرات إدارية وما يتبعها من نهب لأموال الدولة التي هي أموال دافعي الضرائب وما هم إلا مواطنو هذه المنطقة, فعلى سبيل التذكير، يحتسبون المتر المربع بضعف ثمن اقتناءه على الأقل من صاحب العقار... وبالتالي وإن أجمعنا على صحة هذا الاحتمال فسوف يلزمنا الكثير من الوقت من أجل احتساب الثروة التي سيجنيها السيد الوالي من أمر كهذا ونحن من لا نسلم بمثل هذه الاقتناعات
- ثالتا : ما دخل جمعية حقوق الإنسان في طرح مثل هذا؟؟؟؟
أليس الأحرى بها أن تقف على مثل حالة عائشة نيرو التي أوردناها والتي يتمزق لها الفؤاد ألما وحزنا عوض الإقدام على تدعيم ملف تيزي نسلي والدخول في شؤون لا تخصها البثة ؟
أم هي أياد خفية هي التي حركتها وجعلتها في قلب هذه المعمعة؟
هذا التحقيق أرضية للنقاش و الحوار على أساس قاعدة الخبر مقدس و التعليق حر
نفسح المجال أمام قرائنا الكرام ومعهم كل من يهمه الأمر في تقديم الإجابة الشافية على أكثر من سؤال وسوف أنتظر ردودكم كما جرت العادة على موقع بوابة بني ملال الإلكتروني حتى نسمع صوتكم بدورنا للجهات المختصة في صنع القرار
واقع أغبالة أكثر مرارة من كل ما سبق ذكره فكل ما تطرقنا إليه ليس سوى جزئ بسيط من كم معقد ومؤلم يجسد واقع أغلبية صامتة ضربت عليها الذلة والمسكنة وباءت بغضب من صناع القرار في بلدنا الحبيبة
يا جماعة الحال خلاف هذا ومن هذا المنبر أدعوكم لفتح أبواب للحوار والتواصل ولخلق مصالحة مع هذه الفئة المحرومة المقصية فكيف ما كان الحال فهم مغاربة يحملون دماء طالما غدت أشجار الحرية في ربوع هذه البلاد يحملون الجنسية المغربية وينتمون لتربة هذا الوطن باللغة والدين والعرق فلا بد إذن من جبر للضرر, كفانا إقصاء وتهميشا ولنفتح صفحات جديدة يكون عنوانها بحق : إن الوطن غفور رحيم
يا صناع القرار في المغرب ويا أيها المسئولون : ساكنة هذه المناطق النائية من ربوع المغرب يريدون أن يعيشوا مقولة إن الوطن غفور رحيم حقيقة ملموسة على أرض الواقع وليس مجرد شعارات وبهرجة وخطب
ساكنة هاته المناطق تطالب بحقوقها في وطنها المغرب فهي تؤدي الواجبات المفروضة عليها كما ينبغي .
إذن فهي تطالب بحقها في وطنها
عفوا تطالب فقط بالحق الذي تتمتع به الحيوانات في بلدان مثلنا ترفع هي الأخرى شعارات من قبيل النزاهة والمواطنة والكرامة و المصداقية ...وحقوق الإنسان ولا أضن أن هناك أقل من ذالك حقا
إن لفصول معاناة الناس في هذه المنطقة المنكوبة امتدادات واسعة فكل يوم من أيام الله يعيش المواطن السخماني ونضع كلمة المواطن بين قوسين فصلا من فصول المعاناة والحرمان والمهانة
وعلى سبيل المثال لا الحصر ننتقل هذه المرة إلى إدارة المياه والغابات حتى نقف على بعض جوانبها وكيفية تعاملها مع الناس .....
أغبالة منطقة غابوية بامتياز حيث أشجار الأرز والبلوط بوفرة ونظرا للحاجة الماسة لحطب التدفئة وكذا لبعض المواد الأولية التي تتركز عليها صناعة الخشب من أبواب وموائد وغيرها مما تتطلبه حاجة الإنسان من هذه المادة الحيوية فما نلبث بين الحين والآخر ما نجد عناصر المياه والغابات تضبط مخالفين فتعمد إلى تطبيق القانون معهم وذالك بتحرير مخالفات زجرية في حقهم ... الأمر لا يختلف عليه اثنان فلا أحد يعترض على تطبيق القانون لكن المشكل هنا يكمن في كون القانون يطبق على الضعفاء فقط يطبق على أولائك الذين لا حول لهم ولا قوة يطبق على صاحب عربة يد أو عربة مجرورة عندما يضبط مخالفا للقانون في قطع الأخشاب
لكن العصابات الليلية التي تأتي بشاحناتها المجهزة بأحدث وسائل قطع الخشب والتي تستنزف الغطاء الغابوي بالمنطقة فلا حسيب ولا رقيب عليهم طبعا فتلك المافيات تعتبر نفسها فوق القانون وبما أننا نعيش عصر القوة وسيادة قانون الغاب فلا حسيب لهم ولا رقيب ليؤدي المستضعفون في الأرض الثمن بذلا من هؤلاء وهو وجه آخر من أوجه المحنة و الحرمان .
الأمر لم يمر بسلام فبعد إستياء ساكنة المنطقة وضيقها درعا مما حدث
عرف مركز اغبالة ليلة 24 دجنبر 2011 احتجاجات خرجت عن سيطرة جمعية حقوقية كانت تحاول تأطير الوقفة بحيث عرفت أحداث عنف استنكرها المواطنون والرأي العام فتم الهجوم على إدارة المياه والغابات وإخراج ما بها من حطب التدفئة وإضرام النار فيه، كما تم قطع الطريق أمام المارة وإحراق شاحنة...جاءت الوقفة الاحتجاجية حسب احد المشاركين بعد إلقاء القبض على صاحب عربة تجرها دابة لنقل الأمتعة وهو يحمل على متنها عود اخضر، من قبل مصالح المياه والغابات الشيء الذي أثار استنكار الساكنة ليس ضدا على تطبيق القانون بل التغاضي على أصحاب الشاحنات والعصابات الليلية التي تهرب خشب الأرز بتواطؤ مع هذه الإدارة على حد قوله في حين يتم التضييق وتحرير محاضر زجرية للبسطاء
وبين هذا وذاك وأمام كل فصول المحنة الشاقة التي يعرفها ساكنة هذه الجبال الوعرة المسالك يبقى السؤال العريض مطروحا أمام الرأي العام المحلي والجهات المعنية والجمعيات الحقوقية ,,,,,,,,,,
كيف يمكن أن يتسنى لنا العيش في وطن تسوده الديمقراطية والنزاهة والشفافية ويضمن حقوق الإنسان كما هو مسطر في أجنداتنا الرسمية والمغرب يضم في ثناياه مناطق وقرى ومراكز نائية على غرار أغبالة نايت سخمان _ إميلشيل _ أيت عبدي بإقليم أزيلال..... وغيرها مما لا يعلمه إلا الله
صراحة الأمور كارثية للغاية فأين إذن هي تلك الجمعيات من فعاليات المجتمع المدني التي نصبت نفسها للدفاع عن حقوق الإنسان ,,,,؟؟؟؟؟
أجدد السؤال هل هي على غير علم بوجود هذه المناطق أصلا فوق الرقعة الجغرافية لمغربنا الحبيب ؟؟؟؟
أم أنها هي الأخرى متواطأة ؟؟؟ لا وألف لا . لا أريد التسليم بهذا ...المغاربة كلهم إخوة فالعفو والصفح وقليل من التضامن والكرامة ولنعطي لكل ذي حق حقه
فاس والرباط ... وأهلهما بمكانتهم وعيشهم وطبائعهم المختلفة وحتى هذه المناطق هي بدورها لا بد من الالتفات إليها لأنها تشكل بدورها هي الأخرى جزءا من الفسيفساء المتنوع للنسيج الاجتماعي المغربي الذي يتميز به طابع بلادنا الحبيبة
إستوحيت من تراث أغبالة مجموعة من المقولات ....أفتاني الأول وهو يحكي :
_ لم نندم أبدا أشد الندم كما ندمنا على أننا لم نقم بأي شيء يستحق الذنب في العذاب
_ قال الثاني : الحمد لله نحن شبه أموات
أما الثالث فكان لتعبيره علي بالغ الوقع ....قال بالحرف إن شئت أن تعرف المدن والقرى ...فانبش في ما تنتجه من كتابة ...
أفكار يرحل من أنجبها ومن حملها وحتى من حبسها لكنها تعود طليقة لتحط هنا وهناك ,تشاغب وتستفز وتحرض وربما تعاقب من أجرم في حقها
أثارني الواقع المزري فكان لدلالة العنوان أكثر من معنى واقع أغبالة كتاب عنونه صاحبه بالسفر إلى الجحيم
أعوذ بالله من الجحيم ومن الشيطان الرجيم ومن من حولوا واقع هذه البلدة إلى ما هو عليه الآن
لجأت إلى المقهى وغرقت في الذكريات عن ما سرده لي الناس عن سنوات الجمر والرصاص وسنوات الاعتقال في غياهب السجون ومنها سجن تازمامارت الرهيب قالوا لي أن هيئة للإنصاف والمصالحة زارت إميلشيل وهي ليست عنهم ببعيدة لكن قافلتها للأسف لم تفكر في الوصل إلى أغبالة حيث العديد من ضحايا الزمن الجميل
استفزتني الفكرة سمعت هذا الحديث ومعاناة الناس فخالجني شعور ماذا لو أنني بحث أكثر وأكثر لأسمع التجربة من أفواه أصحابها
راجعت الدفاتر وهاتفت الأصدقاء ودسست نفسي في الزحام ووسط غمامات الغبار التي لا تنتهي ففقدت الطريق إلى الحقائق لأن معاول التواطؤ الهدامة التي تعمل ليل نهار على إقبارها تنجح في ذالك ولأكثر من مرة
واسيت نفسي لأنني على علم أنني بصدد دق باب موصد ليس كغيره هذه المرة فعيون هذه اللوبيات يقظة وهي آخر من يفكر المرء في دق أبوابها ....لا يرحمون ولا تعرف الشفقة إلى قلوبهم طريقا , كل شيء في قاموسهم مشروع والغاية عندهم تبرر الوسيلة .... : شياطين في ثوب بشر لحقت لعنتهم الكثيرين ممن حاولوا كشف المستور والذي ليس رشيد نيني منهم ببعيد
أعرف أنه قد يأتي دوري أنا الآخر في يوم من الأيام فأنا لا أروقهم ولا يعجبهم أسلوبي البتة ولعل وابل التهديدات الذي أ تعرض له كل يوم زد على ذالك المضايقات وغيرها بوادر إعصار تلوح علاماته في الأفق ....لكن هذا كله لن يثنيني عن قول الحقيقة و مواصلة الدرب ,الصحافة من واجبها أن تتكلم خدمة لأمانة الخبر المقدسة ونحن لا نقول سوى ما يمليه علينا الواجب وما يسمح به القانون في إطار الأخلاقيات المنضمة للمهنة
ومن هذا المنبر نجدد العهد إخلاصا منا للشعار الذي نؤمن به دائما : الخبر مقدس والتعليق حر
تحقيق بقلم : علي بوعا
*تحقيق سينشر على صفحات جريدة المدينة في عددها :08 الخاص بينيو يوليوز 2012


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.