اقتداء بافتتاحية مارك أنطوني في خطبته البليغة خلال مسرحية " يوليوس قيصر " لشكسبير لتأبين الفقيد المغدور بقوله للحشد " جئت لا لأمتدح قيصر بل لأدفنه " واقتداء بهذه الحكمة أريد أن أؤكد ، انني أكتب هدا الموضوع حول موسم سيدي الحاج مبارك بمدينة انزكان ، بعد عشرة ايام من اختتام فعاليات الموسم الدي ثم احياءه بعد غياب دام اكثر من 14 سنة . اقول انني هنا اكتب لا لأمتدح أحدا أو لأهجوه ولا لادفنه حيا أو ميتا ، بل لأفهم الأفعال و أسبابها ، أقول هذا لأن الدين حاولوا ركوب مغامرات المدح و الهجاء عندنا كثرة كثيرة ،كذلك نفس الشيء بالنسبة للدين حاولوا اقناعنا بان اعلان الوفاة ثمت بعد اعلان الولادة مباشرة . لكن المطلوب في هذه اللحظة على ما يبدو لي هو فهم بعض الناس على حقيقتهم بعيدا عن الأقنعة و تفسيرهم بشكل أفضل و فهمهم قبل فوات الأوان وكل ذلك لا يمكن إلا من منطلق الصالح العام و النقد العلمي و معرفة الفضل لأهله ، وذلك هو هدف هذا المقال الدي اعتبره بمثابة وجهة نظر صحيحة ما لم يثبت العكس . " جسر للتواصل بين الاجيال و احياء ذاكرة المدينة " شعار اختاره الساهرون عن الموسم ، شعار لا شك ان واضعيه من المسؤولين بدواء يحسون مشكل التواصل بين الاجيال ، جيل شاب بطموحات تغيرية و عقلية جديدة شعارة الاساسي " انزكان اخر ممكن " و هدفه تحقيق القانون و العدالة الاجتماعية و السياسية و حتى الثقافية ، و جيل قديم راكم الكثير من الامتيازات و المكتسبات الشخصية على حساب تنمية المدينة و مستقبلها و شعاره " المواطن و المدينة ملكنا و من بعدنا الطوفان " و هدفه امتلاك البحر بعد الارض . شعار و استحضار جعلنا نحن فئة الشباب المهمش و المتسلح دائما بالأمل و المؤمن بان العفو عند المقدرة فضيلة ، نقول للوهلة الاولى ربما ما وقع من انتكاسات و انهزامات و صراعات ... داخل الجيل القديم بكل اطيافه المبعدة من التدبير كما الماسكة الان بهياكل التدبير المحلي ، جعل ضميرها يتحرك و يحس بالخطاء و خطورة و ضع المدينة و ساكنتها . امر جعلنا كعادتنا نسارع قبل حتى اعترافهم الرسمي ، بالقول " عفا الله عما سلف ، اتركوا لنا فقط مدينتنا ، اتركوا لنا ارضنا ، اتركوا لنا مستقبلنا ، اتركونا نحقق مصيرنا ، اتركونا نبني مدينتنا بسواعدنا " و الفاصل بيننا و بينكم قانون و عدالة الخالق الجبار قاهر الجبارين ، ما دامت العدالة و القانون الوضعي لا يخيفكم . ذلك كان اجتهادنا و دافعنا نحو مد اليد للصفح و التعاون على اعتبار مصلحة المدينة فوق أي اعتبار و فوق أي اختلاف سياسي او شخصي ، لكن للأسف الشديد حتى قبل الانطلاق الرسمي لفعاليات الموسم ، شاء البعض ان لا يتركنا نحن جيل التغيير نحلم كثيرا بان هناك ارادة للتغيير و البحث عن تواصل الاجيال خدمتا للصالح العام ، ففي الندوة الصحفية ليوم الاثنين 19 غشت 2013 ببهو مقر البلدية المؤقت حيث قدمت فيها اللجنة التنظيمية تاريخ و فقرات الموسم ، قدمت اللجنة كل شيء و أي شيء الا التفاصيل المادية و مساهمة الشركاء ، الا أقدم المسؤولون بالمجلس البلدي بإنزكان على تحويل الميزانية المخصصة للموسم الى حساب جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي البلدية، و هو ما اعتبره البعض اهانة لكل الجمعيات الثقافية بالمدينة و اعتبارها غير مؤهلة لتنظيم الموسم و صرف الدعم بشفافية ، بينما اعتبر البعض الاخر دلك طريقة حتى يتسنى للمنظمين التصرف بأريحية في صرف هذه الميزانية ،بعيدا عن أية رقابة محتملة ،بينما كان الاجدر فتح حساب خاص، و لما لا تأسيس جمعية خاصة بالموسم خاضعة للمراقبة المالية والمحاسبة الدقيقة لمالية أبناء الشعب. ففي الوقت الدي كنا نحلم فيه و من منطلق الشفافية ان نسمع من اللجنة التنظيمية عن تلك التفاصيل المادية ، هامت بناء اللجنة من خلال اطوار الندوة في حملة دعائية سابقة لأوانها حول فيها البعض اللقاء من لقاء صحفي لتقديم برنامج الموسم إلى لقاء لغرق عامل الاقليم ورئيس المجلس البلدي بالمدح و التشكرات وسرد “الإنجازات ”الوهمية " .متحدثا عن “الثورة” العمرانية والهيكلية بالمدينة في عهد المجلس الحالي ، ثار غضبنا من دلك و اعتبره البعض منا استغباء و اتفقنا في النهاية ان لا نتسرع في الحكم و نترك الايام تعلمنا ما جهلنا : ستبدي لنا الايام ما كنت جاهلا / ويأتينا بالأخبار من لم نزود صدمة كبيرة تلك التي اصيب بها الكثير من متتبعي الندوة الصحفية تلك ، غابت الشفافية المالية و حضر المدح حتى قيل في عامل الاقليم و رئيس المجلس البلدي ، ما لم يقله الشاعر العباسي مدعي النبوة " المتنبي " في سيف الدولة الحمداني . و العيب هنا ليس في المدح بل من الفضيلة معرفة الفضل لأهله ، و لكن ان يكون المدح غالبا عن الهدف ، و بين كل كلمة و كلمة و بين كل حرف و حرف ، فداك امر اخر و له حكم اخر . و الغريب في الامر ان المدح داك يتناقض مع اطوار فعاليات المهرجان ، و هنا اريد ان اهمس في ادن " متنبي انزكان " ، اذا كان تنظيم الموسم هدفة ترسيخ تواصل الاجيال و احياء ذاكرة المدينة و كان دلك من بنات افكار السيد عامل الاقليم ، فلمادا لم يقام الموسم تحث اشرافه تكريما له على فكرته تلك و دعمه لكل الانشطة الجمعوية بالإقليم مند تعينه ؟؟ لماذا اقتصر حضور السيد العامل فقط على حفل الافتتاح بالضريح و غاب عن الحفل الختامي ؟؟ نعم الكل يسجل اللمسة العاملية على اطوار المهرجان ، فلا احد ينكر مجهودات رجال الامن خلال اطوار المهرجان ، و لا احد يستطيع ان ينكر الاقبال الكبير للزوار على فقرات المهرجان رغم انا البعض و تحسبا لأي مشكل في الامر جعل من الموسم حفل " شواية الاسماك " بالمجان لاستقطاب الزوار ؟؟ و كم سيكون الامر اجمل لو ثم فعل نفس الشيء و فتح الباب امام الجميع في و لائم المسبح البلدي و بدلك يتحقق بالفعل سواسية بني البشر بالمدينة امام السادة المسؤولين ، اما منطق " السردين للفقراء و ابناء الشعب ، و الكروفيت للنخبة " فتلك كانت الصدمة الاخرى لنا نحن جيل التغيير . اما الصدمة القوية و التي لا يمكن تقبلها بل يجب ان تكون موضوع حوار و تدارس بين كل الشباب و كل الفاعليين ، هي تلك المهزلة التي حصلت في اليوم الثالث في المهرجان بالمسرح البلدي ، حيث كان من المنتظر تنظيم ندوة علمية بعنوان " التراث الثقافي بإنزكان و سبل رد الاعتبار و التثمين " من تأطيركل من المدير الجهوي للثقافة المستقيل الدكتور عز الدين بونيت و السادة الأساتذة عبد الله ابودرار المتخصص في قانون التراث و الاستاد احمد اموس المتخصص في المحافظة و الترميم ، الا ان المفاجأة الكبرى هي حضور السادة الأساتذة الى عين المكان قبل الوقت المحدد بنصف ساعة و انتظارهم لما يزيد عن ساعة و نصف من الزمن بداخل المسرح لوحدهم اللهم ادا استاتنينا اربعة اشخاص اخرون على راسهم رجال الامن . و قبل مغادرة السادة الأساتذة المسرح البلدي علق احد الحاضرين عن ما وقع بنوع من الاستهزاء : " شوف اسي عز الدين و اش بغيتوا المجلس البلدي كولوا احظر دابا و يحظر الجمهور ، بدلوا عنوان الندوة و ديروا ، اهمية الاسواق بالمدينة و حاجة المدينة الى اسواق جديدة " و علق اخر هل من يصوت على الغاء اتفاقية شراكة مع الجامعة بخصوص تكوين اطر خاصة بالمحافظة و تثمين التراث سيسعى لإنجاح ندوة تخص التراث ؟؟ فذلك اخر ما يفكر فيه المجلس عندنا بإنزكان ، ضحك الجميع و غادروا المسرح البلدي معبرين عن اسفهم لما و قع و مصابين بحالة من الحسرة و الاسف لغياب أي مسؤول لا عن اللجنة التنظيمية و لا عن المجلس البلدي حامل المشروع . و هنا فتح باب كبير امام الاشاعات حيث يشير البعض ان مجموعة من الجهات كانت اصلا تخشى من اتارة موضوع التراث الثقافي بالمدينة على اعتبار انا مجموعة من الملفات لا تزال شائكة و يسعى البعض لأبعاد النظر عنها و هي كثير لعل اهمها : هدم مكتب البريد القديم " البوسطا " و هدم مدرسة الفضيلة ، و كدلك ما تتعرض له الان القصبة مقر العمالة القديم من اهمال . بدلك يسدل الستار عن اطوار فعاليات الموسم و مع دلك تستمر الفجوة بين جيل الشباب و بين الجيل المسيطر على دواليب التسيير المحلي . و هنا يطرح السؤال : من المستفيد من تنظيم الموسم ، مجموعة من المنظمون ام المدينة و ساكنتها ؟؟