ندوة صحفية للعمال تقابلها ندوة أخرى للباطارونا ردت بنفس الحدة. هذا هو حال أيت ملول المدينة الصناعية بأكادير الكبير، فلعبة شد الحبل مستمرة بين الكنفدرالية الديمقراطية للشغل وبين المستثمرين بالحي الصناعي، بدأت بالمناوشات والاحتجاجات العمالية، وبطرد بعض المستخدمين، ووصلت حد خوض اعتصامات أمام بعض الوحدات الصناعية، لتصل إلى مواجهات مع القوات العمومية عند رفض المستخدمين إخلاء الاعتصامات. في اللقاء التواصلي الإعلامي لمستثمري جهة سوس، ردت الباطرونا بقوة على الندوة الصحفية للكنفدرالية الديمقراطية للشغل، وما سبقها من حالات احتقان. تحدث يوم الثلاثاء الماضي ياسين الرحموني رئيس اتحاد مقاولات المغرب بقوة، ووصف فورة العمال الكنفدراليين ب«الاحتجاج المتوحش». وذكر أن الاستثمار في حاجة لمناخ اجتماعي سليم، أساسه مدونة الشغل. وأكد الرحموني أن الشركات تؤدي ضرائب وتساهم في الاستثمار وإنعاش الشغل، و«من حقها أن تحمى من هذه الإضرابات» التي يقوم بها العمال، ولا بد «من وجود نقابة مواطنة تراعي ظروف العمل». وقبل ندوة الباطرونا في شخص ياسين الرحموني، كان عبد الله رحمون الكاتب الإقليمي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل، قد عقد بدوره ندوة صحفية صب خلالها جام غضبه على الباطرونا، واتهمها ب«الجشع» على حساب العمال، وهدد بسنة جديدة ساخنة، وأضاف أن النقابة لن تتراجع رغم تهديدات المشغلين. النقابي رحمون يصف المشغلين ب«الاقطاعيين الزاحفين لضرب حقوق العمال». وياسين الرحموني يصف ما تقوم به هذه النقابة ب«العمل النقابي الخسيس للضحك على الذقون، والوصول إلى أهداف شخصية ضدا على مصالح العمال أولا ومصالح المشغلين ثانيا». الكنفدرالية في ندوتها خلال الأسبوع الماضي، عرضت بدورها شريطا كشف ما تعرض له العمال من «تعنيف»، نتجت عنه رضوض وجروح واعتقالات، غير أن الباطرونا جاءت للندوة بدورها مزودة بمجموعة من الأشرطة، والصورة لتوضح كيف يتم عرقلة العمل بمداخل بعض الشركات، وبداخل وحداث العمل، بشكل يعتربونه «انتقاميا»، مثل عرض صور مكتب نقابي يجتمع والآلات تشتغل لوحدها، كما يصف الشريط، كما تم الكشف عن عامل يرقص والآلة تشتغل بدون مراقبة للتدليل على «الاستهتار في العمل». لقاء الثلاثاء الماضي كان فرصة كذلك لعرض معطيات متفرقة حول واقع الاستثمار بأيت ملول، مثل ما جاء في كلمة إدريس السفياني رئيس جمعية مسيري الموادر البشرية، الذي تحدث عن وجود 30 ألف عامل بالحي الصناعي أيت ملول، و750 ألف باشتوكة أيت باها. إلى جانب حديث عمر منير رئيس جمعية المستثمرين بالحي الصناعي، الذي أورد أن 300 مؤسسة استثمارية كبرى توجد بإيت ملول، و350 مؤسسة متوسطة.