بحضورعدد من ممثلي المنابر الإعلامية عقدت فدرالية التضامن الجمعوي بجهة سوس ماسة درعة مؤخرا ندوة صحفية لتسليط الضوء على أخرالإستعدادات لتنظيم أول مناظرة دولية بالمغرب أيام 17 و18 19 من شهر أبريل الجاري ، كان لأكادير عاصمة سوس السبق في تنظيمها موضوعها "الإعمار وسياسات المدن " ستعرف مشاركة خبراء مغاربة ودوليون إلى جانب باحثون أكادميون وأصحاب القرار ومؤسسات الدولة إضافة إلى عنصر أساسي في محور المناظرة وهو مشاركة حوالي 40 عمدة مدينة من إفريقيا أوروبا والشرق الأوسط والخليج العربي ، سيلتقون بأكادير لتبادل الخبرات والتجارب حول موضوع الإعمار وسياسة المدن وفتح نقاش واسع حول الإشكاليات الكبرى لتدبيرالشأن المحلي وإرتباطه بقضايا البيئة والثرات وقضايا تدبير المجال في علاقته مع الإنسان . أسئلة وسائل الإعلام إنكبت كلها حول موضوع الجهات المشاركة في المناظرة والتساءل حول جدية التوصيات وقابليتها لتفعيل بعدالمناظرة وكذلك التساءل حول مدى إدراج بعض الإشكالات المطروعة في موضوع الإعمار وسياسة المدينة من قبيل الزحف الإسمنتي على المجال الغابوي وكذلك الترامي على الأراضي السلالية ووضعية العديد من المأثر التاريخية بالجهة التي أصابها الإهمال . المنظمون للمناظرة أكدوا أن لقاء أكادير حول الإعمال سيتناول كل الإشكالات المطروحة بمشاركة المجتمع المدني وأصحاب القرار عبر الإعتماد على دراسات أنجزها باحثون في المجال وسيتم الخروج بتوصيات ستكون ملزمة للدولة بعد عرضها على نواب الأمة وإعتمادها ضمن السياسات العمومية . كما أكد المنظمون أن المناظرة سينضم جزء منها بكل من مدينتي تارودانت وتيزنيت من أجل أن يطلع خبراء وضيوف الندوة عن قرب من بعض النماذج وبعض التجارب الناجحة في تدبير الشأن المحلي على مستوى الحواضر او على مستوى الجماعات القروية وكذا مستوى تطور التعاونيات المنتجة والرائدة في مجال التدبير الذي استطاع ان يستحضر مختلف المقاربات البيئية والاجتماعية والاقتصادية منها تعاونية "كوباك " بتارودانت . هذا وصرح عبد الهادي الزكراوي عضو الفدرالية المنظمة للمناظرة للجريدة أن مدينة أكادير تستحق أن تستقبل مثل هذه التظاهرات لأنها تمثل ذلك التناقح بين الإعمار العصري والتقليدي كما أنها تعد نموذجا للتعمير وإرتباطه بمجال والإنسان والبيئة ، كما أن المدينة بحسب الزكراوي راكمت تجارب ممتازة لمدبري الشأن المحلي المتعاقبين على تسيير شؤون المدينة اللذين نجحوا بحسبه في تجاوز عقبات وإكرهات كبرى يعيشها مسيري شؤون مدن مجاورة رغم حداثة نشأتها. من جانبه أكد رئيس فدرالية التضامن الجمعوي لجهة سوس ماسة درعة سيدي علي ماء العينين أن المناظرة محفل دولي وفرصة للقاء بمجموعة من عمداء ومسيري مدن عالمية ونظرائهم المغاربة للتداول حول مجمل القضايا الكبرى التي تهم الإعماروفتح نقاشات بخصوص مايتعلق بالشأن المحلي . وقال ماء العينين أن الهدف الأساسي للمناظرة هو أن لا نكون معزولين عن أنفسنا ونعتبر أن كل ما يحدث في المغرب لايحدث في مكان أخر، مشيرا في دات السياق أن الغاية هو الإستفادة من تجارب الأخرين والعمل على ربطها بتجاربنا المحلية ومن خلال الحواروالنقاش يمكن أن نخرج بخلاصات تكون فعلا خارطة طريق . عضو اللجنة العلمية المشرفة على إعداد الورقة العلمية وبرنامج المناظرة الدولية حول الإعمار السيد ميلود أزرهون أكد للجريدة أن اللقاء يعد فرصة مهمة للنقاش وتبادل الأفكار والخروج بتوصيات تهم كيفية إعداد المجالات العمرانية دون التأثيرالسلبي على المساحات المسقية والطبيعية المحيطة بالمدن . هذا وكشف أزرهون أن الوضع الحالي لهوامش المدن غير منسجم عمرانيا كما أنه بات مهددا بالزحف الإسمنتي مؤكدا أن مشاريع كبرى للدولة أصبحت مهددة من قبيل مشروع سقي مليون هكتار الذي دشنه المرحوم الحسن الثاني والذي بحسب أزرهون تحول جزء من أراضيه السقوية إلى تجمعات سكنية خصوصا باشتوكة وأولاد تايمة أكبر المناطق الفلاحية بالجنوب المغربي . واعتبر أزرهون أن مخطط المغرب الأخضر الذي دشنه الملك محمد السادس أصبح بدوره مهدد بالزحف العمراني مشيرا أننا اليوم نعيش إشكالا كبيرا يستدعي تظافر جهود كل الفاعلين والمتدخلين وأصحاب القرار قصد وضع خارطة طريق للإعمار عبر سياسة تعميرية تضمن حق المواطن في السكن وتراعي عدم التأثير على محيطه الطبيعي .