زار يوم الثلاثاء الماضي 2 فبراير المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر ووالي جهة سوس ماسة و عامل اشتوكة آيت باها رئيس جهة سوس ماسة الذي يشغل في نفس الوقت مهمة رئاسة وكالة الحوض المائي وأيضا رئاسة وكالة تنمية مناطق الواحات و شجر الأركان . زيارة هدفها إعادة تأهيل المنطقة، نظرا لانقراض أنواع من الغطاء النباتي والوحيش، و الاشتغال على إزالة مسببات هذا الانقراض. وتم بالمناسبة توزيع معدات وبدلات على أعضاء جمعية و الاطلاع على تجربة تعاونية نسوية في إنتاج بلح البحر. ألا تحتاج ماسة إلى تأهيل ملح و مستعجل وضروري و هو الأساس و دونه لن يكون لأي تأهيل آخر معنى ولا جدوى وهو تأهيل البنية التحتية وتوفير الخدمات الضرورية و تقريب الإدارات و المصالح العامة من المواطنين و دعم الفئات الهشة عبر ضمان استفادتها من كافة البرامج التي يتم الحديث عنها بين الفينة والأخرى . هل يعلم الوفد الذي زار ماسة و من واجبه أن يعلم ذلك ، أن ماسة يبلغ تعداد سكانها حسب الإحصاء الأخير 28 ألف نسمة ثلثين منهم موزعين على قرابة المائة دوار على ضفتي وادي ماسة وثلث بالمركز وليس لديهم إلا مركز صحي واحد ووحيد بناه الاستعمار أواسط القرن الماضي؟؟ هل يعلم الوفد الذي زار ماسة و من واجبه أن يعلم أن "ماسة " التي تنطق ككلمة في اسم "الجهة " إلى جانب " سوس " لا تتوفر على قنوات الصرف الصحي و لا على ملعب واحد ولا على سوق مركزي و لا على فرع لإدارة عمومية واحدة و أنها تفتقر إلى شبكات طرقية تربط مختلف دواويرها بالمركز و إلى شبكة للأنترنيت و و و كنا ننتظر أن يأتي الزائرون و في جعبتهم أجوبة لأسئلة ساكنة ماسة عموما وفلاحيها الذين يشكلون أغلبها على الخصوص: ماذا فعلتم في شكاوينا و ماذا حملتم لنا معكم بعد الفيضانات التي ضربتنا وتضررت فلاحتنا وأراضينا ومواشينا واين ما وعدتمونا به من مساعدات و من برامج ؟؟ لماذا لم تتدخل مصالحكم لانقاذ أراضينا التي بقيت مغمورة بالمياه لأزيد من سنة؟ لماذا لم تحملوا معكم لنا شيئا من برامج تداعيات الجفاف لفلاحيي ماسة ؟ لماذا .... أنتم أهل التخصص في المياه و الغابات و الواحات و الأشجار و الحيوانات فلماذا يعيش الخنزير البري بحرية يعث فسادا في محاصيلنا وما هي سياستكم المائية التي سينعم فيها أرضنا ومواشنا و مساكننا بالأمن والأمان و أين القناطر و اين الطرق وأين وأين؟؟ ألا تستحق منطقة ماسة تأهيلا لإزالة مسببات الانقراض البشري من باب أولى و ليس الوحيش و الطيور العالمية فقط ، تأهيلا لكي لا ينقرض فيها الرجاء في استمرار عراقة حضارة ماسة على ضفتي الوادي ؟ هل يرضى أهل ماسة أن تكون أجوبة تساؤلاتهم و انتظاراتهم هو توزيع القفازات و تمويل جزئي لتعاونية لتربية المعز و الأرنبات ويعد ذلك إنجازا كبيرا يحظى من خلاله المستفيدون بتشريف الزيارات و الوفود الرسمية وتلتقط معه الصور التذكارية؟ هذا مجرد رأي لزائر يزور ماسة من حين لآخر و لأهل ماسة واسع النظر .