كل الذين كانوا في القاعة رقم سبعة بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء هذا الصباح، لا بد أنهم توقفوا كثيرا عند مشهد سقوط الشاب أنس الخطابي أمام عشرات المحامين والنائب الأول للوكيل العام للملك. كل شيء حدث مباشرة بعد أن رفع القاضي الجلسة بعد أن أخبر الجميع، دفاعا ونيابة عامة، بتأخير الجلسة، وأثناء خروج المعتقلين إلى مكان آخر مخصص لهم خارج القاعة، حيث كان بعضهم يحيى عائلته أو يرفع شارة النصر لهيئة الدفاع، سمع صراخ كبير في القاعة بالضبط حينما سقط أنس الحطابي على الأرض. وازداد المشهد ألما حينما لم يتمكن كل الذين يوجدون في القاعة معرفة ما حدث، هل سقط أحد المعتقلين أم سقطت إحدى المحاميات، خاصة وصوت نسائي كان يعلو في القاعة، قبل أن يتبين أن أنس الخطابي هو الذي أغمي عليه، مما تطلب إحضار سيارة إسعاف حملت أنس الخطابي إلى أقرب مستشفى. أنس الخطابي الذي بلغ إضرابه عن الطعام يومه الثامن والثلاثين، هو واحد من الأربعة المضربين عن الطعام، حسب النيابة العامة، أو إثنى عشر مضربا عن الطعام حسب هيئة الدفاع، ومنهم من يوجد في حالة تستدعي الانتباه. وفي هذه النقطة بالذات طالب الدفاع الذي يترأسه النقيب عبد الرحيم الجامعي، أن تتحرى هيئة الجلسة في حقيقة الأربعة الذين تعتبرهم النيابة العامة الوحيدين المضربين عن الطعام، حيث ورد في رسالة توصلت بها النيابة العامة من إدارة السجون، أن الحالة الصحية لجل المضربين عن الطعام جد عادية، وهو ما دفع هيئة الدفاع طلب التحري في شأن عدد الضربين الحقيقيين عن طريق أحد مستشاري رئيس الجلسة.