ليس الشيخ سار وحده من أقر أن فاطمة النجار أمه. كثيرون فعلوا ذلك. ومنذ أن انفجرت الفضيحة وأبناؤها يظهرون الواحد تلو الآخر. وكم من ابن لها الآن، وكم من ولد لها لم تلده، تعرفنا عليه، وكنا نظن أن امرأة أخرى أنجبته. وطبيعي جدا أن يكون لها مئات الأولاد. فتلك المرأة مربية وداعية وتقدم الدروس والشباب يحبونها ويقدرونها ولا يقبلون أن تتكسر الصورة أو تخدش، أو أن يمس أحد سمعتها، أو يسيء إليها. وكنوع من التضامن صاحوا جميعا يا أمي. والغريب أن لا أحد قال إن مولاي عمر بنحماد والدي. لا أحد قال له أبي. ولا حتى يا أخي الذي لم تلده أمي. كلهم تخلوا عنه، وتنكروا له، باستثناء السلفيين، الذين كفر البعض منهم حركة التوحيد والإصلاح ورئيسها، ووصف البعض الآخر كل من كتب في الموضوع بالكلاب. وإلى جانب السلفيين أوجد أنا. وأعتبر مولاي عمر أبي. ولطالما عبرت عن إعجابي به. وكنت أتوقع أنه يوما ما سيقوم بشيء خطير، وسيتحدث عنه الجميع. ولم يخيب ظني فيه. مشكلة هؤلاء القوم الحقيقية هو الأم والأب في درجة ثانية. الأصل هو الطاهر وهو النقي، ولا يؤمنون بأي شيء غيره، والأم هي ذلك الأصل. وينكرون الواقع والقانون، وينكرون ذواتهم ويقمعونها، وإذا حدث خطأ، ينكرونه، وإذا حدثت فضيحة لا يرونها. إنها أمهم والعقوق حرام كما هو معروف ولمواجهة العالم فإن الحل هو إنكار العالم ونفيه. فلا شيء حدث في نظرهم، لأن الأم لا تخطىء، ولا ترغب، ولا نزوات لها. كما كانت تقول لهم وكما في الدروس الدعوية. والأم هي الماضي وهي التقليد وهي الأخلاق والقيم التي كانت ولم تعد موجودة. وكل الذين قالوا لها يا أمي لا يصدقون ويرفضون تصديق ما حدث ويرفضون رؤيته لأن الأم قالت لهم أن هذا يحدث فقط عند الآخرين. وما وقع لم يقع في نظرهم، بسبب حبهم الجارف للأم. وبسبب هذه التربية التي لقنتها لهم. كل ما حصل في العالم من تقدم، وكل ما وصلت إليه البشرية، وكل الاختراعات، وهذا العصر الرائع الذي نعيش فيه، كان الفضل فيه للعقوق. وللأبناء الذين يتنكرون لآبائهم، ويواجهونهم. يواجهون الحقيقة الثابتة يواجهون الأصل يواجهون المقدس يواجهون كل الأكاذيب التي كان يروجها الآباء يواجهون أمهم لكنها للأسف ورطة أبناء حركة التوحيد والإصلاح وورطة الإسلام السياسي عموما وورطة كل من يقدس الآباء من مختلف الإيديولوجيات وورطة كل من لا يعول على نفسه ويغيب ملكة العقل ويعتبر أن الماضي هو الحقيقة ويقول له يا أمي ويغمض عينيه ولا يرى ما يحدث حوله أما الذين رأوْا فهم مجرد كلاب كما قال الشيخ السلفي وكم من أم أفسدت أبناءها وكم من أب حرمهم من الحب ومن الحياة بينما هو يمارسهما في السر وكم هي طاغية الأم في ثقافتنا وفي سياستنا وفي مدرستنا وفي حياتنا اليومية ومهما وقع نقول لها يا أمي ويخطىء الجميع إلا أنت يا أم الشيخ سار ويا أم هذا الشعب الغريب الذي يزحف على المغرب ويرفض القانون ويرفض الحقوق ويرفض الحرية ومن كثرة رفضه وإنكاره سينفجر يوما ما وستحل الكارثة بنا جميعا.