تلقف اللبنانيون مناسبة "المونديال"، كما يتلقف الملهوف ساعة فرح، فحولوه الى "أنشودة" لبنانية تنطبق عليها موصفات "الهوس الكروي". المونديال، الذي انطلقت مبارياته مساء أمس الخميس، بالنسبة للبنانيين "فسحة فرح" يصنعون من خلالها "بهجتهم" ولكن بطريقتهم الخاصة، لا تشبه إلا اللبنانيين أنفسهم، المقبلين على الحياة بالرغم من "أوجاع" السياسة المفتوحة على كل "الاحتمالات". سبق اللبنانيون "فرح المونديال" بأزيد من شهر، إذ عاشت المدن أجواء التحضيرات لانطلاق مباريات كأس العالم 2014 ، بالنكهة البرازيلية "العجائبية"، فتزينت واجهات المحال التجارية وأسطح المنازل، بل وشرفاتها أيضا، بأعلام الدول المشاركة في بطولة "محبوبة الجماهير". وما يسترعي الانتباه في مظاهر "الهوس" بالفوت بول" بلبنان، هو ظاهرة تزيين السيارات والدراجات النارية بأعلام الفرق المتنافسة للفوز بكأس العالم، إذ تحولت الشوارع الى شبه ملاعب متحركة ترفرف فيها أعلام أشهر الفرق وأحبها الى قلوب اللبنانيين "البرازيل ، الأرجنتين، ألمانيا ....". وجاءت لحظة الافتتاح المنتظرة، "البرازيل في مواجهة كرواتيا"، فتحولت شوارع ومقاهي بيروت، على سبيل المثال، الى لوحة تشكيلية اختلط فيها الأصفر بالأخضر، ألوان الفريق البرازيلي "العتيد"، كدليل على "اتفاق" شبه كلي، على أن البرازيل، مهد عمالقة الكرة الساحرة، هي "المدعومة"، كليا، هذه الليلة، فتحقق الحلم وفازت البرازيل فاكتمل الفرح. ويبدو أن المونديال ""سينسي" اللبنانيين، ولو لحين، "الخلافات"، فاتفقوا على التماهي مع "حمى" الملاعب البرازيلية، عسى أن تكون "متعة الفرجة" بلسما ومتنفسا من "أحوال ضيق" ضاقوا بها درعا، فعلا "صوت" لعبة كرة القدم، بعدما كانت الأصوات "المفزعة" للتفجيرات الإرهابية هي الأقوى. ولم تخل مباريات المونديال من بعض من "السياسة"، إذ كان اللبنانيون ينتظرون أن يشاهدوا المباريات "مجانا" على شاشة "تلفزيون لبنان" الرسمي كما وعدوا، إلا أن الحلم لم يتحقق، فكان الحل هو بطاقة الاشتراك مع (شركة سما) الموزع الحصري لقنوات بث مباريات كاس العالم يواسطة الكابل، التي حددت مبلغ اشتراك الزبون في 100 دولار (الدولار يساوي ألف و 500 ليرة). ويظل المونديال، حتى في لبنان، مناسبة لتحريك عجلة الاقتصاد، خاصة المحلات التجارية والمقاهي التي تنتعش في مثل هذه المناسبات، حيث يتنافس أربابها في تقديم أجود الخدمات. * و.م.ع
