السيام 16 حطم روكور: كثر من مليون زائر    ماذا بعد استيراد أضاحي العيد؟!    لقجع والجامعة: مبروك لنهضة بركان التأهل لفينال كأس الكاف بعد انسحاب اتحاد العاصمة    البطولة الوطنية الاحترافية "إنوي" للقسم الأول (الدورة ال27).. المغرب الفاسي يتعادل مع ضيفه الوداد الرياضي 1-1    ولي العهد الأمير مولاي الحسن يترأس الجائزة الكبرى لجلالة الملك للقفز على الحواجز    اتحاد العاصمة ما بغاوش يطلعو يديرو التسخينات قبل ماتش بركان.. واش ناويين ما يلعبوش    تعميم المنظومتين الإلكترونييتن الخاصتين بتحديد المواعيد والتمبر الإلكتروني الموجهة لمغاربة العالم    الدرهم يتراجع مقابل الأورو ويستقر أمام الدولار    أشرف حكيمي بطلا للدوري الفرنسي رفقة باريس سان جيرمان    طنجة تتصدر مقاييس التساقطات المطرية المسجلة خلال يوم واحد.. وهذه توقعات الإثنين    بعد كورونا .. جائحة جديدة تهدد العالم في المستقبل القريب    حماس تنفي خروج بعض قادتها من غزة ضمن "صفقة الهدنة"    الاستقلال يترك برلمانه مفتوحا حتى حسم أعضاء لجنته التنفيذية والفرفار: الرهان حارق (فيديو)    جمباز الجزائر يرفض التنافس في مراكش    احتجاج أبيض.. أطباء مغاربة يطالبون بحماية الأطقم الصحية في غزة    مقايس الامطار المسجلة بالحسيمة والناظور خلال 24 ساعة الماضية    طنجة.. توقيف شخص لتورطه في قضية تتعلق بالسرقة واعتراض السبيل وحيازة أقراص مخدرة    لتخفيف الاكتظاظ.. نقل 100 قاصر مغربي من مركز سبتة    الأسير الفلسطيني باسم خندقجي يظفر بجائزة الرواية العربية في أبوظبي    بيدرو سانشيز، لا ترحل..    محكمة لاهاي تستعد لإصدار مذكرة اعتقال ضد نتنياهو وفقا لصحيفة اسرائيلية    "البيغ" ينتقد "الإنترنت": "غادي نظمو كأس العالم بهاد النيفو؟"    الفيلم المغربي "كذب أبيض" يفوز بجائزة مهرجان مالمو للسينما العربية    اتفاق جديد بين الحكومة والنقابات لزيادة الأجور: 1000 درهم وتخفيض ضريبي متوقع    اعتقال مئات الطلاب الجامعيين في الولايات المتحدة مع استمرار المظاهرات المنددة بحرب إسرائيل على غزة    بلوكاج اللجنة التنفيذية فمؤتمر الاستقلال.. لائحة مهددة بالرفض غاتحط لأعضاء المجلس الوطني        بيع ساعة جَيب لأغنى ركاب "تايتانيك" ب1,46 مليون دولار    نصف ماراطون جاكرتا للإناث: المغرب يسيطر على منصة التتويج    دراسة: الكرياتين يحفز الدماغ عند الحرمان من النوم    توقيف مرشحة الرئاسة الأمريكية بسبب فلسطين    حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على عزة ترتفع إلى 34454 شهيدا    الدورة 27 من البطولة الاحترافية الأولى :الحسنية تشعل الصراع على اللقب والجيش الملكي يحتج على التحكيم    التاريخ الجهوي وأسئلة المنهج    طنجة "واحة حرية" جذبت كبار موسيقيي الجاز    تتويج الفائزين بالجائزة الوطنية لفن الخطابة    شبح حظر "تيك توك" في أمريكا يطارد صناع المحتوى وملايين الشركات الصغرى    الفكُّوس وبوستحمّي وأزيزا .. تمور المغرب تحظى بالإقبال في معرض الفلاحة    المعرض الدولي للفلاحة 2024.. توزيع الجوائز على المربين الفائزين في مسابقات اختيار أفضل روؤس الماشية    نظام المطعمة بالمدارس العمومية، أية آفاق للدعم الاجتماعي بمنظومة التربية؟ -الجزء الأول-    مور انتخابو.. بركة: المسؤولية دبا هي نغيرو أسلوب العمل وحزبنا يتسع للجميع ومخصناش الحسابات الضيقة    خبراء "ديكريبطاج" يناقشون التضخم والحوار الاجتماعي ومشكل المحروقات مع الوزير بايتاس    الحبس النافذ للمعتدين على "فتيات القرآن" بشيشاوة    المغرب يشارك في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض    هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    صديقي: المملكة قطعت أشواط كبيرة في تعبئة موارد السدود والتحكم في تقنيات السقي    مهرجان إثران للمسرح يعلن عن برنامج الدورة الثالثة    سيارة ترمي شخصا "منحورا" بباب مستشفى محمد الخامس بطنجة    خبراء وباحثون يسلطون الضوء على المنهج النبوي في حل النزاعات في تكوين علمي بالرباط    رسميا.. نزار بركة أمينا عاما لحزب الاستقلال لولاية ثانية    ابتدائية تنغير تصدر أحكاما بالحبس النافذ ضد 5 أشخاص تورطوا في الهجرة السرية    السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأثم فاعله!    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (8)    الأمثال العامية بتطوان... (584)    انتخابات الرئاسة الأمريكية تؤجل قرار حظر "سجائر المنثول"    كورونا يظهر مجدداً في جهة الشرق.. هذا عدد الاصابات لهذا الأسبوع    الأمثال العامية بتطوان... (583)    بروفيسور عبد العزيز عيشان ل"رسالة24″: هناك علاج المناعي يخلص المريض من حساسية الربيع نهائيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعزيز الرّد النّاري في إسكات راعي الأعيارِ الطّاعن في الإمام البخاري
نشر في هسبريس يوم 28 - 04 - 2009

بسم من على العرش استوى ووجد الحبيب المصطفى يتيما فآوى من فيض وجده القلب نهل فارتوى ""
أيها القراء الأفاضل الأماجد ها نحن عدنا لعل العود بأحمد وصلى الله على النبي محمد
وكما عودتكم بادئ ذي بدء أحييكم بتحية الإسلام تحية سلامها أنضر من محيا الغلام ورحمتها أعذب من هديل الحمام وبركاتها أطهر من مزن الغمام فسلام من الباري عليكم ورحمات من لدنه وبركاته
نزولا عند رغبتكم في إتمام مقالنا : السهام الأمينية النّارية على شبهات المقصيدي الواهية ها نحن مرة أخرى نداعب اليراعة بالبنانْ ونسربل أحرف اللغة العنانْ لنخاطب الحجا والجنانْ
وقبل المضي قدما مستعينين بمن لا يغفل ولا ينام بغية إتمام ردّنا على الشبهات لإخراس الرّويبضات أرى لزاما على نفسي أن أرهف مخاذم البراعة وأرعف مخاطم اليراعة تعبيرا عن امتناني لكم على شكركم إياي ومؤازرتكم لي
فبارك الله فيكم ولكم وعليكم وجمعنا وإياكم في مستقرّ رحمته في مقعد صدق عنده ألا وهو المليك المقتدر
ولقد خيّل إلي وأنا أقرأ ردودكم التي فاحت عطرا وتضوّعت مسكا وكأن الأرض نسجت من تحت قدميّ بساطا من حياء؛ لأجد لساني يردد عبارة الصّديق الخالدة: اللهم لا تحاسبني بما يقولون واجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون
وإلى هؤلاء الذين انتقدونا انتقادا غير بنّاء خال من مقارعة الحجة بالحجة بل ظلّوا يتخبّطون في غياهب جهلهم ظلمات بعضها فوق بعض لا تتعبونا بقراءة ردودكم الفارغة وتجنّبوا الأخطاء اللغوية و الإملائية حتى لا يستهزئ بكم فلشفرة أحرفي مصقولة كالسّجنجل تُدرك ما لا يُدرك بالمِعْضَدِ فالسيف يقتل من يقربه والحرف عن قُربٍ وبُعْدِ
والآن
فلنمض بعون من الله وتوفيقه في ذكر تلكم الشبهات الواهية السّقيمة وردنّا عليها والله وحده أسأله السداد والتوفيق
...
ها هو ذا فقيه هسبريس الشيخ مقصيدي الذي تتلمذ على يد العلامة غوغل يطالعنا بمقال جديد توحي نوعية شبهاته أن الرّجل استفاد من مقالنا الأول فعكف على القراءة والبحث والتنقيب والاجتهاد !
والذي أضحكني في مقاله هو تجنبه لذكر أرقام الأحاديث وكذا الكتاب والباب الذي أتت فيه وكأنه استفاد من أخطائه السابقة وأيقن أن شيخه غوغل راو مدلّس وكذّاب !
يا مقصيدي أنت تعلم يقينا أن شبهاتك سقيمة وواهية فتعمّدت
هذه المرة الإطناب في ذكر أسماء السّلف الصّالح من فقهاء ومحدثين ومفسّرين حتى يتوهّم السّذّج و الجهلة من القرّاء أنّك قرأت ففهمت وأجبت فأصبت.
والذي نفسي بيده أن المغاربة أجلّ قدرا وأكثر علما مما تتصوّر.
وبمقالاتك السخيفة وكأنّك تسخر من عقولهم وتستهزئ بذكائهم فما يكون منهم إلا أن يرموك بشآبيب من السباب والشتم.
ردّة فعل لا يمجّها ذوق ولا يستقبحها عقل فما الجزاء إلا من جنس العمل
قال سيادته ظانا منه أنه فقُه ولا هو فقِه ولا فقَه :
فقد أورد الخطيب في مؤلفه المشهور " تاريخ بغداد " أن أبي حنيفة رد حديث رض رأس اليهودي بحجرين الذي أورده البخاري والمروي عن أنس بن مالك وقال عن الحديث أنه هذيان .
معذرة يا أيها القرّاء على كثرة الأخطاء اللغوية في الشبهات فإني أكتفي بسردها كما جاء بها العبقري الفذ في مقاله البخاري بابا والأربعون إرهابي
الرّد
نثبت النص حتى يدركه القرّاء بأكمله لا كما أشار إليه المقصيدي إشارة مخلّة لمعناه
حدثنا موسى حدثنا همام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه أن يهوديا رض رأس جارية بين حجرين قيل من فعل هذا بك أفلان أفلان حتى سمي اليهودي فأومأت برأسها فأخذ اليهودي فاعترف فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فرض رأسه بين حجرين
صحيح البخاري
كتاب الخصومات
باب ما يذكر في الأشخاص والملازمة والخصومة بين المسلم واليهودي
وهذا نص صريح صحيح، في المماثلة في القصاص، فمن قتل بشيء قتل بمثل ما قتل به، وهو قول الجمهور .
وممّا يؤيّد ويعزّز صحة هذا الحديث قوله تعالى : " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به" وقوله سبحانه : "فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم" .
فأين الخلل في هذا الحديث ! عجبت لك ولمنهجيتك في التحليل.
في مقالك الأول اعترضت على بعض الأحاديث التي بدت لك لقلة علمك أنها تخالف صريح القرآن فأجبنا بتوفيق من الله على شبهاتك وها أنت تعود مرّة أخرى بمقال تافه تعترض فيه على البخاري لا لمخالفته صريح القرآن لكن لردّ أحد أهل العلم لهذا الحديث. هل تحولّت قداستك المزعومة للقرآن إلى تقديس الأشخاص !
ثمّ ليتك اتبعت بإنصاف ما قال إمامنا أبو حنيفة:
لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخدناه.
وقال: حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي.
وإني أطالبك بالنيابة عن إمامنا أن تسوق لنا أدلة ردّه للأحاديث التي ذكرت وإن كنت تجهل هذه الأدلة حرّم عليك بمنطوق كلام الإمام أبي حنيفة أن تستدلّ بقوله. ومنه تصبح الشبهة عليك لا لك !
وليتك سمعت ما قاله الإمام أبو حنيفة: إذا قلت قولا يخالف كتاب الله وخبر رسول الله فاتركوا قولي.
وقد بينت أن ما ذهب إليه الإمام مخالف للكتاب ولحبّي له اتبعته بترك قوله.
أما أنت لا اتبعت قوله رضي الله عنه ولا تحققت من أن الحديث له شواهد من كتاب ربنا. هل رأيت ماذا فعل بك الجهل والتعصّب !
ثم إني أعجب لقولك أيما عجب : ها هو ركيزة من أعمدة المذاهب مؤسس المذهب الحنفي يطعن في صحيح البخاري ويخرج أحاديثا منه .
الرّد
يا رجل إن الإمام أبي حنيفة توفّي سنة 150 ه و الإمام مالك بن أنس توفي سنة 179 ه والإمام الشافعي رحمه الله سنة 204 ه فمن الخطأ الفاحش والوهم الفاضح أن تقول بأنهم طعنوا في صحيح البخاري والرجل ما ولد إلا سنة 194 ه وتوفي سنة 256 ه !!!
فكيف لهؤلاء أن يطعنوا في البخاري وهو رحمه الله ما ولد إلا سنوات بعد وفاة معظمهم وما أتمّ صحيحه إلا في الخامسة والثلاثين من عمره فكيف اعترض هؤلاء على كتابه ! هل اعترضوا عليه في منامه أم أخرجهم مولانا من قبورهم للطعن في الصحيح !
لقد صدق سلفنا الصالح حين قالوا: إذا رأيتم الكذابين يضعون الأحاديث على رسول الله فاستعملوا معهم التواريخ.
ثم متى أصبح كلام الفقيه حجة على المحدث في التصحيح والتضعيف أو يعقل أن يترك أحدنا إن أرادت زوجته أن تضع حملها كلام طبيب اختصاصي في ولادة النساء ثم يلتجئ إلى طبيب في علم النفس بدعوى أنه طبيب أيضا!
هذه بلا شك فرية لا مرية لها ولا تصدر إلا عن جاهل أو مجنون.
فأبو حنيفة فقيه والبخاري أعلم من أبى حنيفة في الحديث وأدق منه تخصصاً
فتنبّه !
وهذا لا شك ليس تقليلا من شأن أبى حنيفة فهو علم من أعلام الأمة ولكنه رجل فقه فإذا طرأ جدل حول حديث صحة وضعفاً أو حول راو دراية ورواية فالبخاري مقدم قوله على أبى حنيفة .
وها هو ذا المقصيدي وكأنه يسعى جاهدا إلى إثبات جهله حتى نرد عليه ، راجيا أن يجعل له ردّنا قدراً فغاية مناه أن يعتبر مفكرا إسلاميا حتى ولو من باب تخطئته !
قال المقصيدي تلميذ غوغل :
ولنر موقف إمام المذهب المالكي مالك بن أنس من صحيح البخاري، قد أورد أبو إسحاق الشاطبي المالكي بالموافقات في أصول الشريعة أن مالك ضعف حديث غسل الإناء من ولوغ الكلب سبعا ويقول :" يؤكل صيده ، فكيف يكره لعابه ؟؟ " وهذا ليس قولي ، بل قول إمام المذهب المالكي الذي ضعف هذا الحديث.
الرّد
يا ناقلا من صفحات غوغل بغباء كيف لإمامنا مالك أن يضعّف الحديث الذي ذكرت وهو بنفسه أورده في الموطأ كتاب الطهارة، باب جامع الوضوء :
حدّثنا أبو مصعب، قال: حدّثنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرّات.
هل يضعف إمامنا مالك حديثا وهو الذي أورده في كتابه الموطأ وهو من رجال سنده !
ما المقصود إذن بقولهم كان مالك يضعفه وما المقصود بقول الإمام مالك: يؤكل صيده، فكيف يكره لعابه ؟
أما قولهم : وكان يضعفه فلا يراد به تضعيفه من الجهة الحديثية لذلك قال القاضي عياض في التنبيهات : قيل يضعف العمل به تقديما للكتاب والقياس عليه، وقيل يضعف العدد، وقيل إيجابه الغسل.
فالإمام مالك ما قال هذا حديث ضعيف فلا تفتري عليه بل قال: قد جاء هذا الحديث وما أدري ما حقيقته أي ما المراد به من الحكم.
أما قوله: يؤكل صيده فكيف يكره لعابه ففيه إشارة لمخالفة الحديث ظاهر قوله تعالى: فكلوا مما أمسكن عليكم.
إذ لو كان نجسا لنجس الصيد لمماسته.
فمالك لم يضعّف الحديث البتّة وإنما ذهب إلى عدم نجاسة سؤر الكلب لأن مذهبه يقدم ظاهر القرآن على خبر الآحاد
وتخريجه للحديث في كتابه خير دليل على عدم تضعيفه له ومما يعزز ذلك قول مالك: ويغسل الإناء الذي ولغ فيه الكلب تعبدا.
فليت شعري ! أين تجد تضعيف مالك للحديث !؟
أيها القراء الأفاضل الأماجد ها نحن عدنا لعل العود بأحمد وصلى الله على النبي محمد
وكما عودتكم بادئ ذي بدء أحييكم بتحية الإسلام تحية سلامها أنضر من محيا الغلام ورحمتها أعذب من هديل الحمام وبركاتها أطهر من مزن الغمام فسلام من الباري عليكم ورحمات من لدنه وبركاته
نزولا عند رغبتكم في إتمام مقالنا : السهام الأمينية النّارية على شبهات المقصيدي الواهية ها نحن مرة أخرى نداعب اليراعة بالبنانْ ونسربل أحرف اللغة العنانْ لنخاطب الحجا والجنانْ
وقبل المضي قدما مستعينين بمن لا يغفل ولا ينام بغية إتمام ردّنا على الشبهات لإخراس الرّويبضات أرى لزاما على نفسي أن أرهف مخاذم البراعة وأرعف مخاطم اليراعة تعبيرا عن امتناني لكم على شكركم إياي ومؤازرتكم لي
فبارك الله فيكم ولكم وعليكم وجمعنا وإياكم في مستقرّ رحمته في مقعد صدق عنده ألا وهو المليك المقتدر
ولقد خيّل إلي وأنا أقرأ ردودكم التي فاحت عطرا وتضوّعت مسكا وكأن الأرض نسجت من تحت قدميّ بساطا من حياء؛ لأجد لساني يردد عبارة الصّديق الخالدة: اللهم لا تحاسبني بما يقولون واجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون
وإلى هؤلاء الذين انتقدونا انتقادا غير بنّاء خال من مقارعة الحجة بالحجة بل ظلّوا يتخبّطون في غياهب جهلهم ظلمات بعضها فوق بعض لا تتعبونا بقراءة ردودكم الفارغة وتجنّبوا الأخطاء اللغوية و الإملائية حتى لا يستهزئ بكم فلشفرة أحرفي مصقولة كالسّجنجل تُدرك ما لا يُدرك بالمِعْضَدِ فالسيف يقتل من يقربه والحرف عن قُربٍ وبُعْدِ
والآن
فلنمض بعون من الله وتوفيقه في ذكر تلكم الشبهات الواهية السّقيمة وردنّا عليها والله وحده أسأله السداد والتوفيق
...
ها هو ذا فقيه هسبريس الشيخ مقصيدي الذي تتلمذ على يد العلامة غوغل يطالعنا بمقال جديد توحي نوعية شبهاته أن الرّجل استفاد من مقالنا الأول فعكف على القراءة والبحث والتنقيب والاجتهاد !
والذي أضحكني في مقاله هو تجنبه لذكر أرقام الأحاديث وكذا الكتاب والباب الذي أتت فيه وكأنه استفاد من أخطائه السابقة وأيقن أن شيخه غوغل راو مدلّس وكذّاب !
يا مقصيدي أنت تعلم يقينا أن شبهاتك سقيمة وواهية فتعمّدت
هذه المرة الإطناب في ذكر أسماء السّلف الصّالح من فقهاء ومحدثين ومفسّرين حتى يتوهّم السّذّج و الجهلة من القرّاء أنّك قرأت ففهمت وأجبت فأصبت.
والذي نفسي بيده أن المغاربة أجلّ قدرا وأكثر علما مما تتصوّر.
وبمقالاتك السخيفة وكأنّك تسخر من عقولهم وتستهزئ بذكائهم فما يكون منهم إلا أن يرموك بشآبيب من السباب والشتم.
ردّة فعل لا يمجّها ذوق ولا يستقبحها عقل فما الجزاء إلا من جنس العمل
قال سيادته ظانا منه أنه فقُه ولا هو فقِه ولا فقَه :
فقد أورد الخطيب في مؤلفه المشهور " تاريخ بغداد " أن أبي حنيفة رد حديث رض رأس اليهودي بحجرين الذي أورده البخاري والمروي عن أنس بن مالك وقال عن الحديث أنه هذيان .
معذرة يا أيها القرّاء على كثرة الأخطاء اللغوية في الشبهات فإني أكتفي بسردها كما جاء بها العبقري الفذ في مقاله البخاري بابا والأربعون إرهابي
الرّد
نثبت النص حتى يدركه القرّاء بأكمله لا كما أشار إليه المقصيدي إشارة مخلّة لمعناه
حدثنا موسى حدثنا همام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه أن يهوديا رض رأس جارية بين حجرين قيل من فعل هذا بك أفلان أفلان حتى سمي اليهودي فأومأت برأسها فأخذ اليهودي فاعترف فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فرض رأسه بين حجرين
صحيح البخاري
كتاب الخصومات
باب ما يذكر في الأشخاص والملازمة والخصومة بين المسلم واليهودي
وهذا نص صريح صحيح، في المماثلة في القصاص، فمن قتل بشيء قتل بمثل ما قتل به، وهو قول الجمهور .
وممّا يؤيّد ويعزّز صحة هذا الحديث قوله تعالى : " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به" وقوله سبحانه : "فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم" .
فأين الخلل في هذا الحديث ! عجبت لك ولمنهجيتك في التحليل.
في مقالك الأول اعترضت على بعض الأحاديث التي بدت لك لقلة علمك أنها تخالف صريح القرآن فأجبنا بتوفيق من الله على شبهاتك وها أنت تعود مرّة أخرى بمقال تافه تعترض فيه على البخاري لا لمخالفته صريح القرآن لكن لردّ أحد أهل العلم لهذا الحديث. هل تحولّت قداستك المزعومة للقرآن إلى تقديس الأشخاص !
ثمّ ليتك اتبعت بإنصاف ما قال إمامنا أبو حنيفة:
لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخدناه.
وقال: حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي.
وإني أطالبك بالنيابة عن إمامنا أن تسوق لنا أدلة ردّه للأحاديث التي ذكرت وإن كنت تجهل هذه الأدلة حرّم عليك بمنطوق كلام الإمام أبي حنيفة أن تستدلّ بقوله. ومنه تصبح الشبهة عليك لا لك !
وليتك سمعت ما قاله الإمام أبو حنيفة: إذا قلت قولا يخالف كتاب الله وخبر رسول الله فاتركوا قولي.
وقد بينت أن ما ذهب إليه الإمام مخالف للكتاب ولحبّي له اتبعته بترك قوله.
أما أنت لا اتبعت قوله رضي الله عنه ولا تحققت من أن الحديث له شواهد من كتاب ربنا. هل رأيت ماذا فعل بك الجهل والتعصّب !
ثم إني أعجب لقولك أيما عجب : ها هو ركيزة من أعمدة المذاهب مؤسس المذهب الحنفي يطعن في صحيح البخاري ويخرج أحاديثا منه .
الرّد
يا رجل إن الإمام أبي حنيفة توفّي سنة 150 ه و الإمام مالك بن أنس توفي سنة 179 ه والإمام الشافعي رحمه الله سنة 204 ه فمن الخطأ الفاحش والوهم الفاضح أن تقول بأنهم طعنوا في صحيح البخاري والرجل ما ولد إلا سنة 194 ه وتوفي سنة 256 ه !!!
فكيف لهؤلاء أن يطعنوا في البخاري وهو رحمه الله ما ولد إلا سنوات بعد وفاة معظمهم وما أتمّ صحيحه إلا في الخامسة والثلاثين من عمره فكيف اعترض هؤلاء على كتابه ! هل اعترضوا عليه في منامه أم أخرجهم مولانا من قبورهم للطعن في الصحيح !
لقد صدق سلفنا الصالح حين قالوا: إذا رأيتم الكذابين يضعون الأحاديث على رسول الله فاستعملوا معهم التواريخ.
ثم متى أصبح كلام الفقيه حجة على المحدث في التصحيح والتضعيف أو يعقل أن يترك أحدنا إن أرادت زوجته أن تضع حملها كلام طبيب اختصاصي في ولادة النساء ثم يلتجئ إلى طبيب في علم النفس بدعوى أنه طبيب أيضا!
هذه بلا شك فرية لا مرية لها ولا تصدر إلا عن جاهل أو مجنون.
فأبو حنيفة فقيه والبخاري أعلم من أبى حنيفة في الحديث وأدق منه تخصصاً
فتنبّه !
وهذا لا شك ليس تقليلا من شأن أبى حنيفة فهو علم من أعلام الأمة ولكنه رجل فقه فإذا طرأ جدل حول حديث صحة وضعفاً أو حول راو دراية ورواية فالبخاري مقدم قوله على أبى حنيفة .
وها هو ذا المقصيدي وكأنه يسعى جاهدا إلى إثبات جهله حتى نرد عليه ، راجيا أن يجعل له ردّنا قدراً فغاية مناه أن يعتبر مفكرا إسلاميا حتى ولو من باب تخطئته !
قال المقصيدي تلميذ غوغل :
ولنر موقف إمام المذهب المالكي مالك بن أنس من صحيح البخاري، قد أورد أبو إسحاق الشاطبي المالكي بالموافقات في أصول الشريعة أن مالك ضعف حديث غسل الإناء من ولوغ الكلب سبعا ويقول :" يؤكل صيده ، فكيف يكره لعابه ؟؟ " وهذا ليس قولي ، بل قول إمام المذهب المالكي الذي ضعف هذا الحديث.
الرّد
يا ناقلا من صفحات غوغل بغباء كيف لإمامنا مالك أن يضعّف الحديث الذي ذكرت وهو بنفسه أورده في الموطأ كتاب الطهارة، باب جامع الوضوء :
حدّثنا أبو مصعب، قال: حدّثنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرّات.
هل يضعف إمامنا مالك حديثا وهو الذي أورده في كتابه الموطأ وهو من رجال سنده !
ما المقصود إذن بقولهم كان مالك يضعفه وما المقصود بقول الإمام مالك: يؤكل صيده، فكيف يكره لعابه ؟
أما قولهم : وكان يضعفه فلا يراد به تضعيفه من الجهة الحديثية لذلك قال القاضي عياض في التنبيهات : قيل يضعف العمل به تقديما للكتاب والقياس عليه، وقيل يضعف العدد، وقيل إيجابه الغسل.
فالإمام مالك ما قال هذا حديث ضعيف فلا تفتري عليه بل قال: قد جاء هذا الحديث وما أدري ما حقيقته أي ما المراد به من الحكم.
أما قوله: يؤكل صيده فكيف يكره لعابه ففيه إشارة لمخالفة الحديث ظاهر قوله تعالى: فكلوا مما أمسكن عليكم.
إذ لو كان نجسا لنجس الصيد لمماسته.
فمالك لم يضعّف الحديث البتّة وإنما ذهب إلى عدم نجاسة سؤر الكلب لأن مذهبه يقدم ظاهر القرآن على خبر الآحاد
وتخريجه للحديث في كتابه خير دليل على عدم تضعيفه له ومما يعزز ذلك قول مالك: ويغسل الإناء الذي ولغ فيه الكلب تعبدا.
فليت شعري ! أين تجد تضعيف مالك للحديث !؟
ويستمرّ المقصيدي في هلوسته فيورد شبهة لا يتقن دلالة مصطلحاتها :
الغريب أن البخاري ذكر بعض الرواة بالضعف في كتابه الضعفاء
الرّد
(منقول )
يقول العلامة المعلمي رحمه الله في " التنكيل "
" إن الشيخين يخرجان لمن فيهم كلام في مواضع معروفة:
أحدهما : أن يؤدي اجتهادهما إلى أن ذلك الكلام لا يضره في روايته البتة ، كما أخرج البخاري لعكرمة .
الثاني : أن يؤدي اجتهادهما إلى أن ذلك الكلام إنما يقتضي أنه لا يصلح للاحتجاج به وحده ، ويريان أنه يصلح لأن يحتج به مقروناً ، أو حيث تابعه غيره ، ونحو ذلك.
ثالثها : أن يريا أن الضعف الذي في الرجل خاص بروايته عن فلان من شيوخه ، أو برواية فلان عنه ، أو بما سمع منه من غير كتابه ، أو بما سمع منه بعد اختلاطه ، أو بما جاء عنه عنعنه وهو مدلس ، ولم يأت عنه من وجه آخر ما يدفع ريبة التدليس .
فيخرجان للرجل حيث يصلح ، ولا يخرجان له حيث لا يصلح "
ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله في " هدي الساري "
" وأما الغلط فتارة يكثر في الراوي وتارة يقل ، فحيث يوصف بكونه كثير الغلط ، ينظر فيما أخرج له ، إن وجد مروياً عنده أو عند غيره من رواية غير هذا الموصوف بالغلط ، علم أن المعتمد أصل الحديث لا خصوص هذه الطريق ، وإن لم يوجد إلا من طريقه فهذا قادح يوجب التوقف فيما هذا سبيله ، وليس في الصحيح – بحمد الله – من ذلك شيء ، وحيث يوصف بقلة الغلط ، كما يقال : سيء الحفظ ، أو له أوهام ، أو له مناكير ، وغير ذلك من العبارات ، فالحكم فيه كالحكم في الذي قبله ، إلا أن الرواية عن هؤلاء في المتابعات أكثر منها عند المصنف من الرواية عن أولئك "
وخلاصة الكلام أن إخراج البخاري عن بعض الرواة الضعفاء أو المتكلم فيهم لا يخلو من الأحوال الآتية :
-1 إما أن الصواب في هذا الراوي هو التوثيق ، وأن تضعيف مَن ضعَّفه مردود عليه مثل : عكرمة مولى ابن عباس .
-2 أو أن الراوي مُضعَّف في الأحاديث التي يتفرد بها فقط ، أما ما وافق فيه الرواة الآخرين فيقبل حديثه ، فيخرج البخاري له ما وافق فيه الثقات ، لا ما تفرد به ، مثل: أفلح بن حميد الأنصاري ، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي ، وفضيل بن سليمان النميري.
-3 أو أن الراوي مُضعَّفٌ إذا روى عن شيخ معين ، أما إذا روى عن غيره فيقبل العلماء حديثه ، فتجد البخاري يجتنب روايته عن الشيخ المضعف فيه ، مثل: معمر بن راشد عن ثابت البناني .
-4 أو أن الراوي مُضعَّف بالاختلاط والتغير ، فيروي له البخاري عمَّن أخذ عنه قبل اختلاطه وتغيره ، مثل: حصين بن عبد الرحمن السلمي.
-5 أو أن الراوي ضعيف ، لكن البخاري لم يَسُق له حديثا من الأحاديث الأصول ، وإنما أورده في إسناد يريد به متابعة إسناد آخر أو الاستشهاد له به ، أو في حديث معلق .
ولذلك كله ينبه العلماء إلى عدم صحة الاستدلال على ثقة الراوي بإخراج البخاري له ، وإنما ينبغي النظر في كيفية إخراج البخاري له ، فإن أخرج له حديثا في الأصول صحيحا لذاته فهذا الذي في أعلى درجات التوثيق ، أما من أخرج له في المتابعات أو صحيحا لغيره فهذا يشمله اسم الصدق العام ، ولكن قد لا يكون في أعلى درجات التوثيق .
وعلى هذا فمن الخطأ الظاهر عند علماء الحديث الاعتراض بوجود بعض الرواة المتكلم فيهم في صحيح البخاري ، فهذا أمر لا يخفى على المحدِّثين ، ولا يخفى على الإمام البخاري نفسه، فالبخاري ينتقي من حديث المتكلم فيهم ما يجزم أنه صحيح مقبول ، سواء كان هذا الراوي مضعفا مِن قِبَل البخاري نفسه ، أو مِن قِبَل غيره مِن المحدثين .
فكل راو يُنقَل عن البخاري تضعيفه ، لا بد في دراسته من التثبت من عدة أمور:
-1التأكد من تضعيف البخاري له حقا ، ولتحقيق ذلك يجب التنبه إلى أن ذكر البخاري المجرد للراوي في كتابه " الضعفاء " لا يلزم منه أنه يميل إلى تضعيفه تضعيفا مطلقا، فقد يكون يرى ضعفه في بعض الأحاديث دون أخرى ، أو في بعض الشيوخ دون آخرين ، أو في حال دون حال ، وهكذا ، وهذه مسألة دقيقة أيضا تحتاج شرحا وبسطا ولكن ليس هذا محله ، مع العلم أن للبخاري كتابين في الضعفاء ، وهما " الضعفاء الكبير " وهذا الكتاب ما زال مخطوطا ، وكتاب " الضعفاء الصغير " وهذا هو المطبوع اليوم .
2-النظر في كيفية إخراج البخاري عنه في صحيحه تبعا للأمور التي سبق ذكرها في الجواب أعلاه ، هل أخرج له في الأصول ، وما هي الأحاديث التي أخرجها ، هل لها شواهد ومتابعات ، وإن كان الراوي مختلطا ينظر كيف أخرج البخاري عنه ، قبل الاختلاط أم بعده ، إلى غير ذلك من التفاصيل التي يتقنها أهل الحديث .
وللتوسع في هذا الموضوع يمكن الرجوع إلى فصل بعنوان : " موقف البخاري من الرواة الضعفاء "، من كتاب " منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها " لأبي بكر كافي
ويستمر الرجل في جمع الشبهات من شيخه وما أظنه يقرؤها قبل نشرها :
لقد أورد البخاري حديثا في صحيحه أن الرسول روى أنه جاء تلاثة نفر قبل أن يوحى الله ...حيث يتحدث أن الإسراء كان قبل الوحي ، وهذا تناقض سافر. فالمنطق والتاريخ وأحاديث كثيرة تروي أن حادثة الإسراء وقعت بعد الوحي حيث فرضت الصلاة . إذ لا يمكن أن تكون الصلاة قد فرضت قبل الوحي . إلا إذا كان صاحبنا البخاري يريد أن يقول أنه وقع الإسراء مرتين ، وهذا مستحيل
الرّد
أنا أعلم أنك لم تقرأ حتى مقالك فكيف لك أن تقرأ مقالا يردّ على ترهاتك!
و الله ما كلفت نفسي مؤنة الردّ رغم ضيق وقتي إلا من أجل المغاربة المؤمنين الصادقين الذين حاروا وسط هذا الهجوم الشرس للإسلام وأسأل الله سبحانه أن ينفعني وإياكم بما علمني :
لقد كذبت كعادتك فالحديث ليس فيه أدنى إشارة على أن الإسراء كان قبل الوحي وإليكم نصّ الحديث كما أورده البخاري في كتاب المناقب باب كان النبي صلى الله عليه وسلم تنام عيناه ولا ينام قلبه.:
حدثنا إسماعيل قال حدثني أخي عن سليمان عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر سمعت أنس بن مالك يحدثنا عن ليلة أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في مسجد الحرام فقال أولهم أيهم هو فقال أوسطهم هو خيرهم وقال آخرهم خذوا خيرهم فكانت تلك فلم يرهم حتى جاءوا ليلة أخرى فيما يرى قلبه والنبي صلى الله عليه وسلم نائمة عيناه ولا ينام قلبه وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم فتولاه جبريل ثم عرج به إلى السماء
إقرأ ما تحته سطر دون أن تعربه فقط اقرأه :
فلم يرهم حتى جاءوا ليلة أخرى
أي بعد ذلك ، ومن هنا يحصل رفع الإشكال في قوله قبل أن يوحى إليه
ويستمرّ الخبيث دون استحياء في طرح ضلالاته فيقول :
وروى ابن عبد البر في التمهيد عن عائشة أنها لما سمعت أبا هريرة يتحدث على أن الشؤم في ثلاثة في المرأة والفرس والدار قالت كذب والذي أنزل الفرقان على أبي قاسم
الرّد
يا رجل ألم ينبّهك شيخك غوغل أن حديث الشؤم الذي أوردت في مقالك السابق والموجود في الصحيحين هو من رواية ابن عمر وليس عن أبي هريرة !
ثم عائشة ما سمعت كما ذكرت أبا هريرة يتحدث على أن الشؤم في ثلاثة بل قال ابن عبد البرّ في التمهيد الذي يفترض أنك تنقل منه ما يلي : حدثنا الوليد بن مسلم عن سعيد عن قتادة عن أبي حسان أن رجلين دخلا على عائشة وقالا إن أبا هريرة يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما الطيرة في المرأة والدار والدابة فطارت شقة منها في السماء وشقة في الأرض ثم قالت كذب والذي أنزل الفرقان على أبي القاسم من حدث عنه بهذا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول كان أهل الجاهلية يقولون الطيرة في المرأة والدار والدابة ثم قرأت عائشة : ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير.
فعائشة كما ترى في التمهيد الذي لم تقرأه هو الآخر سمعت رجلان يرويان ما سمعا من أبي هريرة ولم تسمع من أبي هريرة مباشرة
وإن كنت قد قرأته فأنت حينها خبيث ومنافق لأن ابن عبد البرّ شرح في نفس الفقرة التي ساق فيها كلام أمنا عائشة عبارتها :
كذب والذي أنزل الفرقان على أبي القاسم
حيث قال :
قال أبو عمر أما قول عائشة في أبي هريرة كذب والذي أنزل الفرقان فإن العرب تقول كذبت بمعنى غلطت فيما قدرت وأوهمت فيما قلت ولم تظن حقا ونحو هذا وذلك معروف من كلامهم موجود في أشعارهم كثيرا قال أبو طالب كذبتم وبيت الله نترك مكة ونظعن إلا أمركم في بلابل كذبتم وبيت الله نبرا محمدا ولما نطاعن دونه ونناضل ونسلمه حتى نصرع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل وقال بعض شعراء همدان كذبتم وبيت الله لا تأخذونها مراغمة ما دام للسيف قائم
وقال زفر بن الحرث العبسي أفي الحق أما بجدل وابن بجدل فيحيا وأما ابن الزبير فيقتل كذبتم وبيت الله لا تقتلونه ولما يكن يوم أغر محجل ألا ترى أن هذا ليس من باب الكذب الذي هو ضد الصدق وإنما هو من باب الغلط وظن ما ليس بصحيح وذلك أن قريشا زعموا أنهم يخرجون بني هاشم من مكة إن لم يتركوا جوار محمد صلى الله عليه وسلم فقال لهم أبو طالب كذبتم أي غلطتم فيما قلتم وظننتم وكذلك معنى قول الهمداني والعبسي وهذا مشهور من كلام العرب ومن هذا ما ذكره الحسن بن علي الحلواني قال حدثنا عارم قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال سألت سعيد بن جبير عن الرجل يأذن لعبده في التزويج بيد من الطلاق قال بيد العبد قلت إن جابر بن زيد يقول بيد السيد قال كذب جابر يريد غلط وأخطأ والله أعلم
ويعقّب العلامة المقصيدي على مالك بقوله :
ولعل أغرب الفتاوى هي فتوى مالك صاحب المذهب المالكي في تحليل زواج الابن بابنته من الزنا ومن أخته وبنت بنته مستدلا بأنها أجنبية ولا تنتسب له شرع
الرّد
ذكرت قول مالك في الموطأ وهو قول اللشافعي في كتابه الأم وبه أفتى ابن عباس وعروة بن الزبير وأبي ثور وهذا ما أرجّحه والجمهور على خلاف ذلك حيث ذهبوا إلى أن الزنا يحرم ما يحرمه الوطء في النكاح الصحيح، أو الشبهة، وبهذا أفتى الإمام أبو حنيفة والثوري والأوزاعي والإمام أحمد.
وسبب الاختلاف في هذه المسألة الاشتراك في اسم النكاح أي في دلالته على المعنى اللغوي أوالشرعي ، فمن اعتبر الدلالة اللغوية قال: يحرِّم الزنا ومن أخد بالدلالة الشرعية قال: لا يحرّم.
الذي أعجب له هو وصفك لفتوى مالك بالغرابة وما قدّمت دليلا لا من الكتاب ولا من السنة يبطل ما ذهب إليه إمامنا. لعمري هذا في القياس بديع.
ثم نحن نسلّم لك جدلا أن مالك قد أخطأ فبنص حديث رسول الله له أجر ولو أصاب له أجران.
عن عبد الله بن عمرو وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا حكم الحاكم ، فاجتهد وأصاب ، فله أجران . وإذا حكم ، فاجتهد فأخطأ ، فله أجر واحد » . متفق عليه .
فلو أتيتنا بدليل على بطلان قول الإمام نردّ عليك بقوله رحمه الله : إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي؛ فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه.
وبقوله أيضا: ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم.
فاعمل بقول مالك وكفاك تخبطا في ظلمات جهلك فلو اتبعت قوله بعد أن بيّن لك أهل العلم أنه مخالف للكتاب والسنة فقد خالفت الإمام
ولو خالفت قوله لمخالفته الكتاب و السنة فقد وافقت الإمام.
إخوتي وأحبتي في الله أرى عقارب الساعة تطاردني وبساط الزمن يسحب من تحت قدمي فأضطر إلى الإكتفاء بهذا القدر وإن كان لبعضكم أسئلة عالقة في ما ذكرت أو غير ذلك فليتوجه بطرح سؤاله في العنوان الآتي :
[email protected]
لست من أهل العلم ولا من أهل الصلاح وكيف لي أن أدعيهما وقد قال من هو خير منكم ومني :
كلما أدبني الدهر أراني نقص عقلي وإذا ما ازددت علماً زادني علماً بجهل
وقال أيضا ( الإمام الشافعي ) :
أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة وأكره من تجارته المعاصي ولو كنا سواء في البضاعة
فما أخوكم إلا رجل ينهل من كتب أهل العلم ويتردد بين الفينة والأخرى على مائدة العلماء حتى يجمع الفتات المتساقط على الأرض.
وأسأل الله لي ولمعظمكم هداية توفيق منه سبحانه وللشرذمة من الحاقدين الطاعنين الجاهلين هداية إرشاد أولا فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخواننا حينها نسأل لهم هداية عامة وخاصة.
وأسأل العليم الحكيم أن يبصرنا بعيوبنا و أسأله عز وجل أن يغنينا بالافتقار إليه وألا يفقرنا بالاستغناء عنه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الغريب أن البخاري ذكر بعض الرواة بالضعف في كتابه الضعفاء
الرّد
(منقول )
يقول العلامة المعلمي رحمه الله في " التنكيل "
" إن الشيخين يخرجان لمن فيهم كلام في مواضع معروفة:
أحدهما : أن يؤدي اجتهادهما إلى أن ذلك الكلام لا يضره في روايته البتة ، كما أخرج البخاري لعكرمة .
الثاني : أن يؤدي اجتهادهما إلى أن ذلك الكلام إنما يقتضي أنه لا يصلح للاحتجاج به وحده ، ويريان أنه يصلح لأن يحتج به مقروناً ، أو حيث تابعه غيره ، ونحو ذلك.
ثالثها : أن يريا أن الضعف الذي في الرجل خاص بروايته عن فلان من شيوخه ، أو برواية فلان عنه ، أو بما سمع منه من غير كتابه ، أو بما سمع منه بعد اختلاطه ، أو بما جاء عنه عنعنه وهو مدلس ، ولم يأت عنه من وجه آخر ما يدفع ريبة التدليس .
فيخرجان للرجل حيث يصلح ، ولا يخرجان له حيث لا يصلح "
ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله في " هدي الساري "
" وأما الغلط فتارة يكثر في الراوي وتارة يقل ، فحيث يوصف بكونه كثير الغلط ، ينظر فيما أخرج له ، إن وجد مروياً عنده أو عند غيره من رواية غير هذا الموصوف بالغلط ، علم أن المعتمد أصل الحديث لا خصوص هذه الطريق ، وإن لم يوجد إلا من طريقه فهذا قادح يوجب التوقف فيما هذا سبيله ، وليس في الصحيح – بحمد الله – من ذلك شيء ، وحيث يوصف بقلة الغلط ، كما يقال : سيء الحفظ ، أو له أوهام ، أو له مناكير ، وغير ذلك من العبارات ، فالحكم فيه كالحكم في الذي قبله ، إلا أن الرواية عن هؤلاء في المتابعات أكثر منها عند المصنف من الرواية عن أولئك "
وخلاصة الكلام أن إخراج البخاري عن بعض الرواة الضعفاء أو المتكلم فيهم لا يخلو من الأحوال الآتية :
-1 إما أن الصواب في هذا الراوي هو التوثيق ، وأن تضعيف مَن ضعَّفه مردود عليه مثل : عكرمة مولى ابن عباس .
-2 أو أن الراوي مُضعَّف في الأحاديث التي يتفرد بها فقط ، أما ما وافق فيه الرواة الآخرين فيقبل حديثه ، فيخرج البخاري له ما وافق فيه الثقات ، لا ما تفرد به ، مثل: أفلح بن حميد الأنصاري ، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي ، وفضيل بن سليمان النميري.
-3 أو أن الراوي مُضعَّفٌ إذا روى عن شيخ معين ، أما إذا روى عن غيره فيقبل العلماء حديثه ، فتجد البخاري يجتنب روايته عن الشيخ المضعف فيه ، مثل: معمر بن راشد عن ثابت البناني .
-4 أو أن الراوي مُضعَّف بالاختلاط والتغير ، فيروي له البخاري عمَّن أخذ عنه قبل اختلاطه وتغيره ، مثل: حصين بن عبد الرحمن السلمي.
-5 أو أن الراوي ضعيف ، لكن البخاري لم يَسُق له حديثا من الأحاديث الأصول ، وإنما أورده في إسناد يريد به متابعة إسناد آخر أو الاستشهاد له به ، أو في حديث معلق .
ولذلك كله ينبه العلماء إلى عدم صحة الاستدلال على ثقة الراوي بإخراج البخاري له ، وإنما ينبغي النظر في كيفية إخراج البخاري له ، فإن أخرج له حديثا في الأصول صحيحا لذاته فهذا الذي في أعلى درجات التوثيق ، أما من أخرج له في المتابعات أو صحيحا لغيره فهذا يشمله اسم الصدق العام ، ولكن قد لا يكون في أعلى درجات التوثيق .
وعلى هذا فمن الخطأ الظاهر عند علماء الحديث الاعتراض بوجود بعض الرواة المتكلم فيهم في صحيح البخاري ، فهذا أمر لا يخفى على المحدِّثين ، ولا يخفى على الإمام البخاري نفسه، فالبخاري ينتقي من حديث المتكلم فيهم ما يجزم أنه صحيح مقبول ، سواء كان هذا الراوي مضعفا مِن قِبَل البخاري نفسه ، أو مِن قِبَل غيره مِن المحدثين .
فكل راو يُنقَل عن البخاري تضعيفه ، لا بد في دراسته من التثبت من عدة أمور:
-1التأكد من تضعيف البخاري له حقا ، ولتحقيق ذلك يجب التنبه إلى أن ذكر البخاري المجرد للراوي في كتابه " الضعفاء " لا يلزم منه أنه يميل إلى تضعيفه تضعيفا مطلقا، فقد يكون يرى ضعفه في بعض الأحاديث دون أخرى ، أو في بعض الشيوخ دون آخرين ، أو في حال دون حال ، وهكذا ، وهذه مسألة دقيقة أيضا تحتاج شرحا وبسطا ولكن ليس هذا محله ، مع العلم أن للبخاري كتابين في الضعفاء ، وهما " الضعفاء الكبير " وهذا الكتاب ما زال مخطوطا ، وكتاب " الضعفاء الصغير " وهذا هو المطبوع اليوم .
2-النظر في كيفية إخراج البخاري عنه في صحيحه تبعا للأمور التي سبق ذكرها في الجواب أعلاه ، هل أخرج له في الأصول ، وما هي الأحاديث التي أخرجها ، هل لها شواهد ومتابعات ، وإن كان الراوي مختلطا ينظر كيف أخرج البخاري عنه ، قبل الاختلاط أم بعده ، إلى غير ذلك من التفاصيل التي يتقنها أهل الحديث .
وللتوسع في هذا الموضوع يمكن الرجوع إلى فصل بعنوان : " موقف البخاري من الرواة الضعفاء "، من كتاب " منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها " لأبي بكر كافي
ويستمر الرجل في جمع الشبهات من شيخه وما أظنه يقرؤها قبل نشرها :
لقد أورد البخاري حديثا في صحيحه أن الرسول روى أنه جاء تلاثة نفر قبل أن يوحى الله ...حيث يتحدث أن الإسراء كان قبل الوحي ، وهذا تناقض سافر. فالمنطق والتاريخ وأحاديث كثيرة تروي أن حادثة الإسراء وقعت بعد الوحي حيث فرضت الصلاة . إذ لا يمكن أن تكون الصلاة قد فرضت قبل الوحي . إلا إذا كان صاحبنا البخاري يريد أن يقول أنه وقع الإسراء مرتين ، وهذا مستحيل
الرّد
أنا أعلم أنك لم تقرأ حتى مقالك فكيف لك أن تقرأ مقالا يردّ على ترهاتك!
و الله ما كلفت نفسي مؤنة الردّ رغم ضيق وقتي إلا من أجل المغاربة المؤمنين الصادقين الذين حاروا وسط هذا الهجوم الشرس للإسلام وأسأل الله سبحانه أن ينفعني وإياكم بما علمني :
لقد كذبت كعادتك فالحديث ليس فيه أدنى إشارة على أن الإسراء كان قبل الوحي وإليكم نصّ الحديث كما أورده البخاري في كتاب المناقب باب كان النبي صلى الله عليه وسلم تنام عيناه ولا ينام قلبه.:
حدثنا إسماعيل قال حدثني أخي عن سليمان عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر سمعت أنس بن مالك يحدثنا عن ليلة أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في مسجد الحرام فقال أولهم أيهم هو فقال أوسطهم هو خيرهم وقال آخرهم خذوا خيرهم فكانت تلك فلم يرهم حتى جاءوا ليلة أخرى فيما يرى قلبه والنبي صلى الله عليه وسلم نائمة عيناه ولا ينام قلبه وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم فتولاه جبريل ثم عرج به إلى السماء
إقرأ ما تحته سطر دون أن تعربه فقط اقرأه :
فلم يرهم حتى جاءوا ليلة أخرى
أي بعد ذلك ، ومن هنا يحصل رفع الإشكال في قوله قبل أن يوحى إليه
ويستمرّ الخبيث دون استحياء في طرح ضلالاته فيقول :
وروى ابن عبد البر في التمهيد عن عائشة أنها لما سمعت أبا هريرة يتحدث على أن الشؤم في ثلاثة في المرأة والفرس والدار قالت كذب والذي أنزل الفرقان على أبي قاسم
الرّد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.