لقد راسلني على بريدي الالكتروني احد المتشييعن المغاربة بمجموعة احاديث منتقاة من صحيح البخاري يعتقد هو أن فيها كذبا على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، والحق أن أسئلته لم تكن سوى نقلا من بعض مواقع الشيعة الرافضة المتخصصة في الطعن في السنة النبوية الصحيحة المروية من قبل أهل السنة. والدافع لهم وراء ذلك هو تشكيك من لا علم له من البسطاء ، من أهل السنة بدينه وبشروحات كتب الحديث النبوي الشريف فيما هو عليه من عقيدة ومنهج من بين أركانه حب المؤمنين الأولين من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم إضافة إلى حبهم لآل بيت النبي محمد صلى الله عليه وآله، في عملية استقطاب مكشوفة للمعتقد الشيعي الرافضي. "" وقد تبين لي من خلال تعليقات الرجل المصاحبة للأحاديث التي يرسلها لي أنها من جنس تعليقات علماء الشيعة الرافضة على احاديث البخاري بالتحديد، وعليه نبهته خلال أجوبتي إلى ضرورة اطلاعه أولا على شروحات تلك الأحاديث من خلال مراجعة الكتب التي تخصصت في شرح البخاري ك فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر العسقلاني و عمدة القاري بشرح صحيح البخاري للحافظ العلامة بدر الدين أبي محمد محمودبن أحمد العيني وغيرها، وبعدها إن بقي عنده إشكال ممكن نناقشه على جنب، غير أني وجدت أن الرجل لا يأبه لهذا، بقدر ما يحرص على ارسال الأحاديث تترى عبر رسائل لاتنتهي، يتطلب الجواب عليها شرح كل أحاديث البخاري له عبر تلك المراسلات وهو ما لا يمكن الدخول فيه، خاصة أنه اتضح لي أن الرجل عنده إشكالية رئيسية وهي تكذيبه لكل ما رواه البخاري وليس فقط بعض ما رواه – على فرض ان تمت أحاديث كذبها الإمام البخاري على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم- وهذا من قبيل الحمق والسخافة، إذ لم ينفك الرجل عن تذييل كل مراسلته بفرض أن الكاذب البخاري أو الصحابة الذين رووا البخاري، ليجعلك أمام اختيارين لا ثالث لهما، وهذا لعمري منهج من لا يدري ما يقدم ولا ما يؤخر في مثل هذه المواضيع ويكتفي فقط بترديد ما يجده في مواقع الشيعة الرافضة دون أن يكلف نفسه عناء البحث والتنقيب في ثنايا كتب شرح الحديث النبوي الشريف، ليطلع على كلام أهل العلم في ذلك. وحتى لا أطيل على القراء الكرام، سأنقل لكم نماذج من أسئلة المتشيع المغربي وبعض ما حضرني من جوابي عليها بإذن الله الكريم، وسيكون ذلك على شكل سؤال وجواب كما كان عليه الحال في المراسلات بيني وبينه. وانا سأنقل فقط نماذج من تلك الرسائل بما فيها من سب ولعن لصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولعلماء المسلمين. السؤال الأول: From: [email protected] To: [email protected] Subject: نقلا عن البخاري وعائشة من الصحابة من يتنزهون ويشمئزون من فعل النبي Date: Sun, 3 May 2009 19:56:42 +0200 قالت عائشة : صنع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئاً فرخّص فيه : فتنزّه عنهُ قوم، فبلغ ذلك النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فخطب فحمد الله ، ثم قال: (( ما بالُ أقوام يتنزَّهون عن الشئ أصنعه؟! ، فوالله إنّي لأعلمهم بالله ، وأشدَّهم لهُ خشية)) [ صحيح البخاري: كتاب الأدب، رقم الحديث 5636] . http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=0&Rec=9117 وقال ابن حجر في فتحه: (( نقل ابن التين على الداودي أن التنزّه عما ترخّص فيه النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أعظم الذنوب، لأنه يرى نفسه أتقى لله من رسوله. قلت: لا شك في إلحاد من اعتقد ذلك)) [ فتح الباري: 13 / 216 - 217] . وكما تعلم أن التنزّه عن فعل شيء هو مثل الاشمئزاز من فعل هذا الشيء ومن صاحب الفعل فهل كان هؤلاء الصحابة ملحدين ام البخاري كذاب ام عائشة الكذابة؟؟؟؟؟؟؟ الجواب الأول: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فإنه لمن دواعي سروري أن أتفضل بالجواب على ما يعتقد بعض ممن أضلتهم شياطين الإنس والجن عن صراط الله المستقيم، صراط الذين انعم الله عليم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين أنه سبيل للطعن في رواة السنة النبوية الصحيحة من أعلام هذه الأمة المحمدية الرشيدة بإذن الله تعالى إن الانطلاق من خلفية تكفيرية للصحابة الكرام تجعل الإنسان أعمى عن رؤية الحقيقة وبعيدا كل البعد عن سبيل أهل العدل والإنصاف الأمر الذي يترتب عليه سوء في الفهم وضلال في القصد وحتى لا أطيل عليك فإن أقول وبالله أستعين: فإن الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه للإمام محمد بن إسماعيل البخاري جمع سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأخباره وأخبارأصحابه، تلك السنة والأخبار لم تقع في فترة زمنية واحدة، بل في فترة زمنية امتدت طوال 23 سنة من عمر الدعوة النبوية الشريفة، وعليه فإنه إذا غفلنا جانب العنصر الزمني في قراءة تلك الأخبار والآثار فإننا سنخرج بفهم سقيم لها وكنموذج على ما أقول هذا الحديث ستقول كيف ذلك؟ أقول لك: لا أشك أنك تعلم أن الإيمان درجات وأنه هناك إسلام وإيمان وإحسان ولا شك أيضا أن تربية المسلمين على هذه الدرجات تطلب مدة زمنية معينة، وبالتالي فإن المسلمين الأولون على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يرتقوا مرتبة الإحسان من الصفر بل تسلقوا سلم ذلك بالتدريج وحسب التربية النبوية لهم وهذا ما يفسر لنا وجود بعض المسلمين ممن لم يكن يعرف بعد قيمة الفعل النبوي لشيء ما وضرورة امتثال ذلك واتباعه فيه،فلا غرابة أن تكون مخالفتهم لبعض أفعال النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد صادف بداية إسلامهم وكون إيمانهم كان لايزال في درجاته الأولى، ومن ثم لما علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن بعض أصحابه قد خالف فعله، قام وصعد منبره الشريف ونبههم إلا هذا الأمر الخطير، بأنه لا يحق لأحدهم إذا رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوسمع عنه أنه فعل شيئا ما أن يستقذر ذلك الفعل أو أن يمتنع عن فعله، وهذا ما تبينه لنا هذه الرواية قالت عائشة : صنع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئاً فرخّص فيه : فتنزّه عنهُ قوم، فبلغ ذلك النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فخطب فحمد الله ، ثم قال: (( ما بالُ أقوام يتنزَّهون عن الشئ أصنعه؟! ، فوالله إنّي لأعلمهم بالله ، وأشدَّهم لهُ خشية)) [ صحيح البخاري: كتاب الأدب، رقم الحديث 5636] . وبين لهم صلى الله عليه وآله وسلم أنه أعلم بالله منهم أجمعين وأنه أشد خشية لله، وعمله ذلك لم يكن عن جهل منه صلى الله عليه وسلم أو عدم تقوى وحاشاه بأبي هو وأمي. ويستفاد من هذ الحديث فوائد نبوية تربوية لأصحابه وهي:أولا: تنبيهه عليه الصلاة والسلام أصحابه وتربيتهم على معرفة علو قدره صلى الله عليه وآله وسلم عند الله،وعلى ضرورة الاقتداء بهديه وسنته وعدم البعد عنها قيد أنملة، وأن ما يفعله من عمل هو نابع من خشيته لله وعلمه به. ثانيا: فائدة تربوية لطيفة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالتعريض وعدم ذكراسم من أخطأ مع معاتبته له ، وهذا من أكمل أساليب التربية والإصلاح لأصحابه صلى الله عليه وسلم ليتعلم منها المعلمون والمربون من المسلمين الذين يأتون بعده صلى الله عليه وآله وسلم، فلاغرابة إذن أن يورد البخاري الحديث في كتاب الأدب، وهذا يدل على فقه البخاري رحمه الله وعليه قال العلماء فقه البخاري في تبويباته وتراجمه. قال ابن حجر -رحمه الله- : أما المعاتبة فقد حصلت منه لهم بلا ريب, وإنما لم يُميز الذي صدر منه ذلك ستراً عليه, فحصل منه الرِّفق من هذه الحيثية لا بترك العتاب أصلاً. اه "الفتح 10/530" فلم يكن الصحابة رضي الله عنهم في هذه الواقعة ملحدين ولم يكن البخاري رحمه الله تعالى كذابا،ولم تكن حبيبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كذابة وحاشاها رضي الله عنها، ولكن : عين الرضى عن كل عيب كليلة/// وعين السخط تبدي لك المساوء وهذه قطعاعين الشيعة الرافضة مساخيط الله ورسوله وآل بيته الكرام. السؤال الثاني: Date: Sun, 3 May 2009 20:19:26 +0200 Subject: البخاري يتهم الرسول ص بأستعمال التعذيب بخاريكم ينسب الى الرسول ص القيام بأعمال القتل والتعذيب اللذي يندى له جبين احقر المجرمين في التاريخ . هل تؤكد كلام البخاري واللذي تعتبره صحيح ام تكذبه؟ صحيح البخاري,الجهاد والسير, الحديث 2795 http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=2795&doc=0 عن أنس بن مالك قال : (( أن رهطا من عكل ثمانية قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فاجتووا المدينة فقالوا يا رسول الله ابغنا رسلا قال ما أجد لكم إلا أن تلحقوا بالذود فانطلقوا فشربوا من أبوالها وألبانها حتى صحوا وسمنوا وقتلوا الراعي واستاقوا الذود وكفروا بعد إسلامهم فأتى الصريخ النبي صلى الله عليه وسلم فبعث الطلب فما ترجل النهار حتى أتي بهم فقطع أيديهم وأرجلهم ثم أمر بمسامير فأحميت فكحلهم بها وطرحهم بالحرة يستسقون فما يسقون حتى ماتوا )) اللهم العن كل زنديق ينسب هذا الكلام الى حبيبك المصطفى ظلما وبهتاناوالعن من يترحم على الزنادقة ويتبعهم. الجواب الثاني: للإشارة فإن البخاري رحمه الله تعالى أورد هذا الحديث في باب الطب والحدود والمغازي والزكاة والوضوء والديات والجهاد والسير اما العرنيين فهو قوم كفروا بعد إسلامهم وغدروا بعهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخانوا أمانته. فقد أتواإلى رسول الله بعد إسلامهم يشكون له ما ألم بهم من مرض،فأرشدهم إلى الأكل من إبل الصدقة والشرب من ألبانها وأبوالها فلما تعافوا ارتدوا بعد إيمانهم وليس هذا فحسب بل قتل راعي إبل الصدقة وهو مسلم وسرقوا مال المسلمين وارتحلوا. وعليه لو بقي الأمر هكذا دون عقاب وتركوا ليفروا بفعلتهم لاجترأت القبائل التي لاتزال على الكفر والشرك على رسول الله وعلى المسلمين ولهجموا عليهم في عقر دارهم استضعافا لهم واستخفافا بهم ، فكان ذلك العقاب لهم تربية وردعا لغيرهم من الكفار والمشركين وحماية للجماعة المسلمة الناشئة بالمدينة النبوية من أن تنتهشها القبائل العربية اللأخرى التي لا تزال على الشرك وكان فعل العرنيين من نوع الفساد في الأرض الذي أنزل الله عقاب من يقوم به في القرآن الكريم، ولا يخفى عليك أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم باعتباره منفذ الأمر الإلهي والحاكم الأول للجماعة المسلمة له السلطة التقديرة في إنزال العقوبة بكل من تسول له نفسه الاستهتار بأمن وسلامة الجماعة المسلمة فكان ذلك العقاب منه صلى الله عليه وآله وجزاء وفاقا ولعذاب الأخرة أشد وأبقى. قال الله سبحانه في الذكر الحكيم في سورة المائدة الآية 33: (( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ )) فكأن الأية الكريمة توضح فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وللنبي صلى الله عليه أن يضيف من العقوبة بهؤلاء المفسدين ما يراه مناسبا لحفظ أمن وسلامة الجماعة المؤمنة الفتية الناشئة في محيط الكفار والمشركين. السؤال الثالث: Subject: البخاري يكفر كل الصحابةالا القليل Date: Sun, 3 May 2009 19:54:49 +0200 يكفربعض اهل السنة الشيعة لانهم لايتبعون بعض الصحابة لانهم في اعتقاد الشيعة ليسوا بمسلمين إنما مجرمين و لدين الله محرفين ومدلين وعلى اعقابهم مرتدين ولكن هل رأيت ما قاله بخاريكم عن جل الصحابة واكثرهم حيث انه يكفرهم ويدخلهم النار http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=0&Rec=5184 صحيح البخاري - البخاري - ج 4 - ص 110 وان أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول أصحابي أصحابي فيقال انهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم إلى قوله الحكيم تم . . . الجواب الثالث: حتما أولئك المرتدون ليسم منهم واحد ممن توفي رسول الله وهو عنهم راض من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وعلى رأسهم صحابته العشرة المبشرون بالجنة وآل بيته الأطهار وأزواجه أمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين قال الله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ فلا تقل لي أن الله لما ترضى عنهم لم يكن يعلم أنهم سيرتدون بعد وفاة نبيه الكريم؟؟؟ قبح الله الجهل، ولا نامت أعين الجبناء من الرافضة وعباد الصليب واليهود الملاعين. السؤال الرابع: Subject: محمدكم ومحمد البخاري ليس محمدنا ص Date: Sun, 3 May 2009 19:49:08 +0200 كفر أبائه و انه تولد من أبوين كافرين http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=1&Rec=474 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رجلا قال يا رسول الله أين أبي قال في النار فلما قفى دعاه فقال إن أبي وأباك في النار . اللهم العن من نسب هذه الاكاذيب الى حبيبك والعن من يترحم عليه ويتبعه اما محمدنا فهو طاهر المولد متولد من أبوين مؤمنين سيد العرب و سيد بني البشر الجواب الرابع: محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليس بدعا من الرسل حيث كان قبله رسل وأنبياء مات أباؤهم وامهاتهم أوأحدهما أو أبناءهم على الشرك بالله والكفر به ومنهم من ولد من والدين كافرين ولم ينقص ذلك من قدرهم عند الله سبحانه أو عند المؤمنين بدعوتهم ولم يمنعهم ذلك من ان يبلغوا رسالات ربهم لأقوامهم، ولم يشكل ذلك لهم عقدة نقص ولا مطعنا فيهم، وكان من الأنبياء من هم من أولوا العزم من الرسل مثل نبي الله إبراهيم ونبي الله نوح و غيرهم من الأنبياء والرسل. لكن كما قلت لك في أول جوابي لك على رسائلك التي هي في الحقيقة يمكن أن يجب عنها طالب علم سني بسيط ولله الحمد، فإن البغض والحقد الذي تربى عليه الشيعة الرافضة لأصحاب وتلامذة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولعلماء المسلمين الذي قضوا أعمارهم في تمييز الصحيح من الضعيف ممن ينسب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم يشكل فعلا حاجزا لهم عن العدل والانصاف ومعرفة الحق والاقرار به قال الله تعالى مخبرا عن أب نبي الله إبراهيم عليه السلام أنه عدو لله:(( وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ)). وقال سبحانه مخبرا عن نبي الله نوح عليه السلام مبرءا إياه من ابنه الذي مات على الكفر :(( قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)) وإذا كان أب وأم نبينا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ماتا ولم يلحقا دعوة ولدهم للإسلام والتوحيد فقد ماتا على ما كانا يعبدان من الأصنام مثل أبائهم وأجدادهم الذين عبدوا الأصنام من دون الله فهل في هذا طعن في خاتم الأنبياء والمرسلين أو حط من قدره بأبي هو وأمي؟ اللهم فلا . إلا أن يكون حقد الرافضة المساخيط على الإمام البخاري وصحيحه الجامع وتلك شنشنة نعرفها من أخزم والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات السؤال الخامس: Subject: رؤية الله تثبت كذب البخاري Date: Mon, 4 May 2009 21:38:53 +0200 ارجوك تابع معي هذه الاحاديث والموثقة من الموقع السني صحيح البخاري , التوحيد , الحديث 6882 http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=6882&doc=0 صحيح البخاري , مواقيت الصلاة , الحديث 539 http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=539&doc=0 صحيح البخاري , تفسير القرآن , الحديث 4473 http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=4473&doc=0 عن جرير بن عبد الله قال : (( كنا جلوسا ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم قرأ ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ) )) الجواب الخامس: بتجربتي مع الشيعة الرافضة أقوالهم وكتبهم لم أجد أكذب منهم ولا أجهل منهم بأمور الدين ، ستقول لي كيف ذلك ؟ وأقول لك كالتالي ما أدري هل تعلم مكانة السنة النبوية الشريفة من القرأن الكريم أم لا ؟ لن انتظر جوابك لأنه يظهر لي أنك لا تعلم مكانتها واعذرني على هذا الحكم المسبق لكن عندي مبررات حكمي قال الله تعالى:(( بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)) فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم عليه واجب التبليغ وعليه واجب البيان للناس لعلهم يتفكرون. وكثير من القضايا في القرأن الكريم تأتي مجملة أوعامة أومطقلة فتأتي السنة النبوية لتبين ذلك إما بالتعيين أو التخصيص أو التقييد . وعليه ففهم أمر رؤية الله سبحانه وتعالى لا يمكن إداركه دون معرفة دور النبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وتقريراته التي هي سنته في شرح القرآن وبيانه للناس، حيث لا يمكن أن تصادر قول النبي صلى الله عليه وسلم في مسألة رؤية الله سبحانه في الجنة، فقط لأن ذلك لا ينسنجم و الاتجاه الاعتزالي الذي تتبناه فرقة الشيعة اللاثناعشرية في مسائل الأسماء والصفاة ورؤية الله سبحانه. وعليه فالآية القرآنية الكريمة وهي قوله تعالى:( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) ينصرف فهمها على أهل هذه الدنيا الذين قد يعترضون على عدم وجود الله سبحانه وتعلى فقط لأنهم لا يستطيعون إدراك ذلك بأعينهم البشرية الضعيفة ،وليس فيها نفي رؤية الله سبحانه في الجنة. قال ابن كثير في تفسيره : (( وَقَوْله " لَا تُدْرِكهُ الْأَبْصَار " فِيهِ أَقْوَال لِلْأَئِمَّةِ مِنْ السَّلَف . " أَحَدهَا " لَا تُدْرِكهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنْ كَانَتْ تَرَاهُ فِي الْآخِرَة كَمَا تَوَاتَرَتْ بِهِ الْأَخْبَار عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْر مَا طَرِيق ثَابِت فِي الصِّحَاح وَالْمَسَانِيد وَالسُّنَن . كَمَا قَالَ مَسْرُوق عَنْ عَائِشَة أَنَّهَا قَالَتْ مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا أَبْصَرَ رَبّه فَقَدْ كَذَبَ وَفِي رِوَايَة - عَلَى اللَّه - فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ " لَا تُدْرِكهُ الْأَبْصَار وَهُوَ يُدْرِك الْأَبْصَار". وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم ذَكَرَ مُحَمَّد بْن مُسْلِم حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِيّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن مَعِين قَالَ : سَمِعْت إِسْمَاعِيل بْن عُلَيَّة يَقُول فِي قَوْل اللَّه " لَا تُدْرِكهُ الْأَبْصَار " قَالَ هَذَا فِي الدُّنْيَا وَذَكَرَ أَبِي عَنْ هِشَام بْن عَبْد اللَّه أَنَّهُ قَالَ نَحْو ذَلِكَ . وَقَالَ آخَرُونَ " لَا تُدْرِكهُ الْأَبْصَار" أَيْ جَمِيعهَا وَهَذَا مُخَصَّص بِمَا ثَبَتَ مِنْ رُؤْيَة الْمُؤْمِنِينَ لَهُ فِي الدَّار الْآخِرَة وَقَالَ آخَرُونَ مِنْ الْمُعْتَزِلَة بِمُقْتَضَى مَا فَهِمُوهُ مِنْ الْآيَة أَنَّهُ لَا يُرَى فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَة فَخَالَفُوا أَهْل السُّنَّة وَالْجَمَاعَة فِي ذَلِكَ مَعَ مَا اِرْتَكَبُوهُ مِنْ الْجَهْل بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ كِتَاب اللَّه وَسُنَّة رَسُوله . أَمَّا الْكِتَاب فَقَوْله تَعَالَى " وُجُوه يَوْمئِذٍ نَاضِرَة إِلَى رَبّهَا نَاظِرَة " وَقَالَ تَعَالَى عَنْ الْكَافِرِينَ" كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبّهمْ يَوْمئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ " قَالَ الْإِمَام الشَّافِعِيّ فَدَلَّ هَذَا عَلَى أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ لَا يُحْجَبُونَ عَنْهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى . ومما يؤكد هذا وجود أية في كتاب الله تقول: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ففرق الله سبحانه بين عدم ادراك الأبصار له في الدنيا وبين رؤية وجوه المؤمنين له في الجنة بإذن الله سبحانه. ثم إن هذا الجسد البشري الدنيوي لن يكون هو نفسه من حيث التكوين وجمال الحواس وقدرتها للمؤمنين في الجنة ونفس الشيء بالنسبة لأجساد الكفار في النار بحيث تكون من الضخامة ما يجعلها تذوق العذاب الأليم كما وردت بذلك الأحاديث الصحيحة. أما قول عائشة رضي الله عنها بعدم رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه ليلة المعراج فالأمر كما هومعروف فيه خلاف بين أهل العلم يمكن ان ترجع له في كتب العقيدة مثل العقيدة الطحاوية لتعرف ذلك وعليه فأحاديث البخاري الصحيحة هي اخبار من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعباد الله المؤمنين بأن الله سينعم عليهم بإمكان رؤيته سبحانه وتلك بشارة لهم امره ربهم بأن يبلغها لعباده المؤمنين وهي كما قال أهل التفسير أي تلك الأحاديث جاءت مصداقا لقول الله سبحانه : وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ وذلك رغم أنوف المعتزلة والروافض الذين هم على شاكلتهم في معتقد الأسماء والصفاة وما ولاهم من منكري الصفات كالجهمية والمعطلة . فليس البخاري كذاب وحاشاه أن يكذب على رسول الله ، كيف وهو قد أخرج حديث أبي هريرة رضي الله عنه واتفق معه فيه مسلم في صحيحه و اللفظ لمسلم: ( عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) وأيضا أخرج مسلم بسنده إلى علي رضي الله عنه أنه خطب يوما فقال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا تكذبوا علي فإنه من كذب علي يلج النار) انتهى. وعليه فإن الكذاب من يُكذب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما صح عنه بالسند المتصل إلى منتهاه. وأما تأويلك للآية فلا محل له من الإعراب لأن دخول الجنة ثابت للمؤمنين وذلك من رحمة الله لهم وأما الرؤية فهي زيادة من الله للمؤمنين ليتمتعوا بالنظر إلى وجهه الكريم وقد استخرج المفسرين من قول الله تعالى: ((للذين أحسنوا الحسنى وزيادة أنها رؤية الله سبحانه)). قال ابن كثير: وَقَدْ رُوِيَ تَفْسِير الزِّيَادَة بِالنَّظَرِ إِلَى وَجْهه الْكَرِيم عَنْ أَبِي بَكْر الصِّدِّيق وَحُذَيْفَة بْن الْيَمَان وَعَبْد اللَّه بْن عَبَّاس وَسَعِيد بْن الْمُسَيِّب وَعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي لَيْلَى وَعَبْد الرَّحْمَن بْن سَابِط وَمُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَعَامِر بْن سَعْد وَعَطَاء وَالضَّحَّاك وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق وَغَيْرهمْ مِنْ السَّلَف وَالْخَلَف وَقَدْ وَرَدَتْ فِيهِ أَحَادِيث كَثِيرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد : حَدَّثَنَا عَفَّان أَخْبَرَنَا حَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ ثَابِت الْبُنَانِيّ عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي لَيْلَى عَنْ صُهَيْب رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا هَذِهِ الْآيَة " لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَة " وَقَالَ " إِذَا دَخَلَ أَهْل الْجَنَّة الْجَنَّة وَأَهْل النَّار النَّار نَادَى مُنَادٍ يَا أَهْل الْجَنَّة إِنَّ لَكُمْ عِنْد اللَّه مَوْعِدًا يُرِيد أَنْ يُنْجِزكُمُوهُ فَيَقُولُونَ وَمَا هُوَ أَلَمْ يُثْقِل مَوَازِيننَا ؟ أَلَمْ يُبَيِّض وُجُوهنَا وَيُدْخِلنَا الْجَنَّة وَيُجِرْنَا مِنْ النَّار ؟ - قَالَ - فَيَكْشِف لَهُمْ الْحِجَاب فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَوَاَللَّهِ مَا أَعْطَاهُمْ اللَّه شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَر إِلَيْهِ وَلَا أَقَرَّ لِأَعْيُنِهِمْ " وَهَكَذَا رَوَاهُ مُسْلِم وَجَمَاعَة مِنْ الْأَئِمَّة مِنْ حَدِيث حَمَّاد بْن سَلَمَة بِهِ وبالتالي فأحاديث الرؤيا لم يروها فقط البخاري رحمه الله تعالى بل هي في كل كتب أهل السنة الحديثية: كمسند الإمام أحمد و صحيح مسلم وغيرها من كتب السنن. وانظر هذه الروابط لعلها تزيدك علما ، رابط تفسير ابن كثير http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?nType=1&bm=&nSeg=0&l=arb&nSora=10&nAya=26&taf=KATHEER&tashkeel=0 رابط تفسير القرطبي وفيه ما يلي: رُوِيَ مِنْ حَدِيث أَنَس قَالَ : سُئِلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْله تَعَالَى : " وَزِيَادَة " قَالَ : ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْعَمَل فِي الدُّنْيَا لَهُمْ الْحُسْنَى وَهِيَ الْجَنَّة وَالزِّيَادَة النَّظَر إِلَى وَجْه اللَّه الْكَرِيم ) وَهُوَ قَوْل أَبِي بَكْر الصِّدِّيق وَعَلِيّ بْن أَبِي طَالِب فِي رِوَايَة تفسير القرطبي http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KORTOBY&nType=1&nSora=10&nAya=26 وعليه فلا مانع ان تكون أحاديث الرؤيا التابثة عن النبي صلى الله عليه وسلم من طرق أخرى غير طريق الامام البخاري هي جاءت لتخصص وتقيد أية نفية إدراك الأبصار لله سبحانه وأن الأية لا تعني عدم إمكانية رؤية المؤمنين ربهم في الجنة، وقد قلت لك أن لاتأخذ في الحسبان هذا الجسم البشري الدنيوي وإلا فإن أهل الدنيا يأكلون ويشربون وبالتالي يتبرزون ويتبولون لكن في الجنة هناك أكل وشرب لكن لابراز ولا بول ،يعني ان الله يحدث تغييرات على أجسام المؤمنين لتتوافق والنعيم الرباني في جنان الله رب العالمين، فإذا كان الجسم البشري لايقدر على رؤية الله سبحانه في هذه الدنيا لما يعتري هذا الجسم من عوامل الضعف والنقص والقصور، فإن أجسام المؤمنين وأبصارهم في الجنة ستكون من الحسن والجمال والكمال ما يتوافق والنعيم الذي وعدهم به ربهم الكريم سبحانه ، ولم لا يشمل ذلك حتى قدرتهم على رؤية ربهم الكريم تفضلا منه إليه وزيادة في إكرامه لهم، ومنهم من قضى حياته مجاهدا طائعا لربهم مشتاقا لرؤيته طوال حياته مصدقا لكتبه متبعا لرسله ممتثلا لأوامره ونواهيه فكيف يبخل المحبوب على حبيبه بلذة النظر إلى وجهه الكريم وهو الكريم الجواد ذو الإحسان سبحانه عما يصفون ؟ والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
