طيلة الأشهر الماضية التي عرفت ومازالت نقاشا كبيرا بخصوص تعديل مدونة الأسرة، الذي أمر به الملك محمد السادس، بدا لافتا في مواكبة الإعلام العمومي للموضوع غياب واضح لعلماء الدين عن المساهمة في النقاش الخاص بالملف الذي يهم كافة المغاربة. وما زاد الطين بلة استضافة العلامة مصطفى بنحمزة في قناة عبر منصة "يوتيوب" لمناقشة الموضوع، الأمر الذي اعتبره البعض نوعا من التمرد على "الحصار" المضروب على علماء الدين في القنوات العمومية، ومشاركتهم في النقاش المفتوح بخصوص المدونة. جريدة هسبريس الإلكترونية تواصلت مع مصطفى بنحمزة حول الموضوع، فأكد أنه لم توجه له الدعوة للمشاركة والمساهمة في النقاش حول مدونة الأسرة في القنوات الرسمية، معتبرا أن هذا الأمر "واضح للجميع ولا يحتاج أي إظهار". وأضاف بنحمزة موضحا للجريدة: "لم يبحثوا عنا للمساهمة في النقاش حول الموضوع الذي يتطلب مشاركة جميع الحساسيات، لأنه يهم المجتمع بكل مكوناته"، مستدركا بأن القائمين على الإعلام "من حقهم أن تكون لهم خياراتهم". وتابع المتحدث: "نتساءل لماذا لم يحضر العلماء في القنوات العمومية لمناقشة موضوع مدونة الأسرة في وقت هناك من يستضاف أكثر من مرة؟"، مشددا على أن "من حق العلماء أن يكونوا حاضرين في كل نقاش"، في إشارة واضحة إلى أن صوتهم غيب من ساحة النقاش حول المدونة بشكل ممنهج. وتأتي إثارة موضوع حضور علماء الدين في النقاش العمومي الخاص بشأن مراجعة مدونة الأسرة المرتقب بعدما أنهت الهيئة المكلفة بالمهمة جلسات الاستماع التي دشنتها مطلع شهر نونبر الماضي، وأصغت فيها لآراء ومقترحات الهيئات الرسمية والفعاليات الحقوقية والمدنية والأحزاب السياسية حول الموضوع، التي حملت الكثير من الأفكار المختلفة والمتعارضة في أحايين كثيرة. كما أن هذا الموضوع يتزامن مع العد العكسي لرفع مقترحات التعديلات المنبثقة عن المشاورات التشاركية الواسعة إلى الملك محمد السادس، الذي كان حدد لعمل الهيئة أجلا أقصاه ستة أشهر، تنتهي نهاية شهر مارس الجاري. وتسود حالة من الترقب في الشارع المغربي وحساسياته المختلفة لنص المدونة والتعديلات التي يرتقب أن تطاله؛ فيما ينتظر بعد عرضه على الملك أن تقوم الحكومة بإعداد مشروع قانون في هذا الشأن، وعرضه على مصادقة البرلمان.
