كشف نتائج استطلاع حديث للرأي، أعده معهد "إيفوب" الفرنسي المتخصص في استطلاعات الرأس ودراسات التسويق لفائدة "راديو سود" و"باري ماتش"، عن تراجع جديد في شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بواقع نقطة وحيدة، لتسجل بذلك شعبية ساكن قصر الإليزيه أدنى مستوى لها خلال العشرة أشهر الأخيرة. وأظهرت بيانات الاستطلاع ذاته، الذي أُجري ما بين 3 و4 من شهر أبريل الجاري ونُشرت نتائجه أمس الأربعاء، أن 30 في المائة فقط من المواطنين الفرنسيين راضون عن أداء ماكرون كرئيس للجمهورية؛ فيما بلغت هذه النسبة 31 في المائة في مارس الماضي، و34 في المائة في بداية العام الجاري، وكانت هذه النسبة قد بلغت حوالي 66 في المائة في ماي 2017 إبان انتخابه كرئيس للبلاد. ولم يتعدّ أعلى معدل رضا شهري في صفوف الفرنسيين عن أداء رئيسهم خلال العام الماضي نسبة 37 في المائة؛ وهو الرقم الذي حققه في مارس 2023، فيما وصلت شعبيته إلى أدنى مستوياتها منذ توليه العهدة الثانية، خلال شهري أبريل وماي من السنة ذاتها، إذ لم تتعدّ حينها نسبة 29 في المائة، بينما بغلت أدنى مستوى لها منذ توليه رئاسة الجمهورية أواخر العام 2018، إذ لم تتعدّ حينها 23 في المائة، حسب ما كشف عنه المعهد الفرنسي الذي أنجز هذا الاستطلاع. في السياق، قالت ما نسبته 60 في المائة من الفرنسيين إن الرئيس ماكرون لا يدافع بشكل جيد عن مصالح بلادهم في الخارج؛ فيما أشارت ما نسبته 70 في المائة منهم إلى أنه لا يملك أي رؤية واضحة بشأن مستقبل الفرنسيين. وبالمثل أكد 78 في المائة من المستجوبين أن رئيس بلادهم ليس قريبا من انشغالات المواطن الفرنسي، في وقت لم يوافق 74 في المائة منهم على السياسة الاقتصادية لرئيسهم. على صعيد آخر، وبعدما كانت مستقرة خلال الشهرين الماضيين، سجلت شعبية رئيس الوزراء غابريال أتال تراجعا كبيرا بواقع خمس نقاط لتستقر عند 42 في المائة، بعدما سجلت نسبة 47 في المائة خلال مارس وفبراير الماضيين؛ بل وحظيت سياسته برضا أكثر من نصف الفرنسيين عند بداية العام الحالي. في السياق نفسه، قال 55 في المائة من الفرنسيين الذين جرى استطلاع آرائهم حول شخصية رئيس الوزراء إن هذا الأخير لا يدير عمل الحكومة بشكل جيد، بينما أكد ما نسبته 60 في المائة منهم أن رئيس وزرائهم بعيد عن الانشغالات اليومية للمواطن الفرنسي. وشهدت الدولة الفرنسية في عهد الرئيس الحالي مجموعات من التحديات والصعوبات على المستويين الداخلي أو الخارجي؛ بدءا بالاحتجاجات التي شهدتها البلاد على خلفية إصلاح أنظمة التقاعد، وصولا إلى تراجع النفوذ الفرنسي في القارة الإفريقية لصالح قوى إقليمية أخرى، فيما يصف متتبعون عهدة الرئيس ب"الأسوأ" في تاريخ فرنسا بالنظر إلى الانتكاسات التي راكمتها الدولة الفرنسية في عهده. وتأتي نتائج هذا الاستطلاع على مقربة من الانتخابات البرلمانية الأوروبية في يونيو المقبل؛ وهي هذه الاستحقاقات التي يراهن حزب "النهضة"، حزب ماكرون، من أجل الظفر بأكبر عدد من المقاعد ال81 المخصصة لفرنسا في البرلمان الأوروبي، فيما توقعت آخر استطلاعات الرأي المتعلقة بنوايا التصويت اكتساح أحزاب اليمين المتطرف لهذه الانتخابات.