سيطرة مغربية في "الترياثلون الإيكولوجي"    مجلس الأمة الكويتي … المأزق بين السلطة التنفيذية والتشريعية    ثلاثة وزراء ثقافة يكرّمون أحمد المديني رائد التجريب في الأدب المغربي    عائلات "المغاربة المحتجزين بتايلاند" تنتقد صمت أخنوش وبوريطة    الرجاء والمغرب الفاسي يحجزان مقعديهما في نصف نهائي كأس العرش    النخبة السياسية الصحراوية المغربية عنوان أطروحة جامعية بالقاضي عياض    ماذا يقع بالمعرض الدولي للكتاب؟.. منع المئات من الدخول!    بلاغ جديد للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية    انعقاد الدورة ال12 لمهرجان الدولي "ماطا" للفروسية من 17 إلى 19 ماي    انتخاب الريفية فاطمة السعدي عضوا بالمكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة    دياز يهز الشباك مرتين في لقاء غرناطة    الشعباني يأمل فوز بركان بنتيجة مريحة    طوابير تنتظر المسلم في معرض الكتاب    الأمثال العامية بتطوان... (596)    العنف الغضبي وتأجيجه بين العوامل النفسية والشيطانية!!!    صورة مذهلة.. "ناسا" ترصد أكبر عاصفة شمسية تعرض لها كوكب الأرض    العوني تتأهل إلى نهائي أنطاليا للتنس    الأصالة والمعاصرة يشيد بحصيلة الحكومة وينتقد قساوة الأحكام السطحية الشعبوية    حزب الأصالة والمعاصرة يعلن بدء التحضير مبكرا لانتخابات 2026 بهدف "الحصول على المرتبة الأولى"    مشروع خط سككي بين الدار البيضاء وبني ملال    الرجاء يهزم الحسنية ويبلغ نصف نهائي كأس العرش    حماس تعلن وفاة أحد الرهائن الإسرائيليين متأثرا بإصابته في غارة جوية    تحذير وزاري لمستعملي الطرق السيارة    حضور متميز لأسود الأطلس في نهائيات المسابقات الأوروبية للأندية    انطلاق المهرجان الدولي للفروسية "ماطا" بمنطقة "بن مشيش"    الأزمي ينتقد تضارب المصالح في الصفقات العمومية الكبرى واستخدام قوانين المالية لذلك    القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية تكشف تفاصيل مناورات "الأسد الإفريقي"    مبابي يعلن رسميا مغادرته باريس سان جيرمان    جماعة طنجة تساهم بنحو 13 مليون درهم لتطوير وتوسيع مطار ابن بطوطة الدولي    البحرين تحضر لانعقاد القمة العربية    مركز الاستثمار يروج لمؤهلات جهة طنجة في ملتقى اقتصادي بالامارات المتحدة    نشرة إنذارية | زخات رعدية محليا قوية مصحوبة بالبرَد بعدد من مناطق المغرب    وزارة التجهيز تحذر مستعملي الطرق    اضطرابات في حركة سير القطارات بين الدار البيضاء والقنيطرة    القنصل العام للسنغال بالداخلة: لا وجود لمهاجرين عالقين في الصحراء المغربية    توقعات أحوال الطقس غدا الأحد    مكافحة الاتجار بالبشر.. الولايات المتحدة تمنح 2.5 مليون دولار للوكالات الأممية بالمغرب    المعرض الدولي للكتاب والنشر.. المجلس الأعلى للتربية والتكوين يناقش الرافعات الكبرى لحكامة المنظومة التربوية الوطنية    المغرب يشيد باعتماد الأمم المتحدة قرار دعم طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة        كونفدرالية الصيادلة تشتكي "مستشفى الشيخ زايد" بالرباط وتطالب بفتح تحقيق في توزيعه الأدوية    أمير الكويت يعلن حل مجلس الأمة وتعليق العمل ببعض مواد الدستور ويقول:"لن أسمح بأن تستغل الديمقراطية لتحطيم الدولة"    بنسعيد: المغرب منخرط في خلق صناعات ثقافية وإبداعية قوية وتنافسية    القضاء المغربي يصدر اول حكم لصالح مواطنة اصيبت بمضاعفات صحية بسبب لقاح كورونا    الفيضانات أفغانستان تودي بأكثر من 200 شخص    الخطايا العشر لحكومة أخنوش!    أطروحة نورالدين أحميان تكشف كيف استخدم فرانكو رحلات الحج لاستقطاب سكان الريف    الصين: 39,2 مليار دولار فائض الحساب الجاري في الربع الأول    اللعبي: القضية الفلسطينية وراء تشكل وعيي الإنساني.. ولم أكن يوما ضحية    هكذا ساهمت دبلوماسية روسيا والصين في مقاومة "طالبان" للضغوط الغربية    المغرب يسجل 26 إصابة جديدة ب"كورونا"    الشركات الفرنسية تضع يدها على كهرباء المغرب    المغرب..بلد عريق لا يبالي بالاستفزازات الرخيصة    الأمثال العامية بتطوان... (595)    بتعليمات ملكية.. تنظيم حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية لحج موسم 1445 ه    هل يجوز الاقتراض لاقتناء أضحية العيد؟.. بنحمزة يجيب    خبير في النظم الصحية يحسم الجدل حول لقاح أسترازينيكا    سابقة بالمغرب .. حكم قضائي يلزم الدولة بتعويض متضررة من لقاح كورونا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخمينية.. شذوذ في العقائد.. شذوذ في المواقف (2)
نشر في هسبريس يوم 14 - 12 - 2009

موقف أحد ابرز منظري حركة الاخوان المسلمين من الثورة الخمينية..
الشيخ سعيد حوى يطلق النار على أفكار الخميني.. منذ عشرين عاما
الجزء 2
عقائد الشيعة الشاذة وتبني الخميني لها
تنبيه وتذكير: يجب أن الفت انتباه القراء الفضلاء إلى أن أغلب المسائل العقائدية والفكرية المتعلقة بالشيعة الاثناعشرية والخمينية التي تطرق إليها الشيخ سعيد حوى في كتابه كان قد سبق مني تفصيل الكلام فيها في سلسلة (اصول الفكر الشيعي ) التي تفضل موقع هيسبريس بنشرها، وأيضا في المقالة المتعلقة بموقف الخميني من الوحدة الإسلامية: ( الوحدة الاسلامية على الطريقة الخمينية )، وعليه لمن أراد التفصيل فعليه الرجوع لتلك المقالات والدراسات، حيث سيجد في عرضنا لما كتبه الشيخ سعيد حوى، بشيء من التصرف منعا للإطالة، عن تلك العقائد ليس إلا نماذج قليلة من نماذج الغلو والتطرف والشذوذ الخميني على مستوى العقائد وعلى مستوى المواقف، التي أوردها في كتابه: (الخمينية .. شذوذ في العقائد.. شذوذ في المواقف)
وأقول للمغرضين من القراء، والمتهافتين منهم خصوصا، أني ما قلت كلاما ولا أتيت بنقل منسوب، إلى الشيعة الاثناعشرية والخمينية، إلا وقد وقفت على موضعه في اصله من الكتب والمراجع، وهي على ضربين : كتب متوفرة لدينا وأخرى حصلنا عليها كنسخ مصورة من أخذناها من المكتبات الاكترونية خاصة تلك الموجودة في المواقع الالكترونية التي يشرف عليها مراجع وحوزات الشيعة في كل من ايران والعراق و الخليج العربي ولبنان، وبعض تلك المواقع يشرف عليها شيعة رافضة مقيمين بأمريكا واوروبا. وعليه نقول للتمكلمين بالجهل والسفاهة أن جعجعاتكم وضوضائكم وسوء أدبكم وعدم قدرتكم على رد حجة المخالف بالعلم الرزين والفهم والسليم والادب القويم، لن يوقفنا عن مشروع كشف أستار وخبايا الفكر الشيعي الباطني و تعرية من يقف وراءه من المشبوهين والخونة المتستترين بين أهل السنة والجماعة.
أولا - الغلوُّ في الأئمةِ
قال تعالى عن اليهود والنصارى : {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (31) سورة التوبة ، والمعروف أن النصارى قد اتخذوا المسيح ربا ، وقد فسَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم كيفية اتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله بأنهم أحلُّوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فأطاعوهم .
فعَنْ عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- وَفِى عُنُقِى صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ. فَقَالَ « يَا عَدِىُّ اطْرَحْ عَنْكَ هَذَا الْوَثَنَ ». وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِى سُورَةِ بَرَاءَةَ (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ) قَالَ « أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا اسْتَحَلُّوهُ وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا حَرَّمُوهُ » ( أخرجه الترمذي برقم(3378) وهو حديث صحيح لغيره)
والشيعة غلو هذا الغلوَّ فأسبغوا العصمة على أئمتهم ، فجعلوا القول بعصمة الإمام أصلاً من أصول مذهبهم كما أثبت ذلك الكليني في " الكافي " وابن بابويه القمي في " عقائد الشيعة الإمامية " والشيخ المفيد في كتابيه " أوائل المقالات " و " تصحيح عقائد الشيعة الإمامية " ، فإجماع أئمتهم من المتقدمين والمتأخرين يفيد أن الإمام معصوم عن الخطأ والسهو والإسهاء والنسيان عن قصد أو عن غير قصد ، وأن الإمامة أعلى مرتبة من النبوة (حياة القلوب للعلامة المجلسي : 3 / 10 ) .
وأن لهم حرية الاختيار في التحليل والتحريم ، فقد جاء في أصول " الكافي " لإمامهم الكليني القول بأن الله خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها وفوض أمورها إليهم ، فهم يحلون ما يشاءون ويحرمون ما يشاءون(- أصول الكافي : ص 287 . وقد صحح الخميني هذا الحديث في كشف الأسرار).
فهذا غلوٌّ من الشيعة في الأئمة جعلهم يشركون الله سبحانه في القدرة على تدبير هذا الكون وتسخيره ، والله عز وجل يقول جعل لذاته التدبير فقال تعالى : {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} (3) سورة يونس.
كما غلا بعضُ الشيعة فجعلوا الأئمة يشاركون الله في علم الغيب وفي علم كل شيء ، فقد أورد الكليني في " الكافي " باباً بعنوان (إن الأئمة يعلمون ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء ) (أصول الكافي : 160 ، ولمزيد من التفاصيل انظر كتاب " الباب الحادي عشر " وكتاب " كشف المراد شرح تجريد الاعتقاد " لابن مطهر الشيعي)
وهذا كله نقيض قوله تعالى : {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} (27) سورة الجن ، ونحن لا ننكر أن يطلع الله عباده على شيء من غيبه كرامه له ، ولكننا ننكر أن يكون هذا هو الأصل في حق أي مخلوق .
وجاء الخميني ليؤكد هذا الغلو ويعمِّقه ، وذلك جحودٌ لما هو معلوم من الدين بالضرورة ، وهو كفر بواحٌ ، فانظر إلى الخميني وهو يغلو في حق أئمته فيعطيهم العصمة والتدبير والعلم الإلهي ويرفعهم فوق مقام الأنبياء ، فيقول في كتابه " الحكومة الإسلامية " : ( إن للإمام مقاماً محموداً ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون ، وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه مَلَكٌ مقرب ولا نبي مرسل ، وبموجب ما لدينا من الروايات والأحاديث فإن رسول الله الأعظم صلى الله عليه وسلم والأئمة عليهم السلام كانوا قبل هذا العالم أنواراً فجعلهم الله بعرشه محدقين . . وقد ورد عنهم عليهم السلام : إن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل ) ( الحكومة الإسلامية : ص 52 . طبعة القاهرة 1979 ، وطبعة طهران ، مكتبة برزك الإسلامية ،)
وقال في موضع آخر من كتابه هذا : ( إن تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن لا تخصُّ جيلاً خاصاً ، وإنما هي تعاليم للجميع في كل عصر ومصر إلى يوم القيامة يجب تنفيذها واتباعها ) (تفاصيل أخرى في كتاب العلامة أبي الحسن الندوي " صورتان متضادتان " ص 77 فما بعد و الحكومة الإسلامية : 112 .) و ( إنه لا يتصور فيهم – أي الأئمة – السهو والغفلة ) (المصدر نفسه : 91 ).
ثانيا - قولهُم بتحريف القرآن
من المعلوم من الدين بالضرورة أن هذا القرآن محفوظ بحفظ الله سبحانه ، وأن ما قبله من الكتب موكول إلى حفظ أهله ، ولذلك حُرَّف ما قبله من الكتب السماوية ، أما هو فمحفوظ ، قال تعالى عن التوراة : {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (44) سورة المائدة ،فهذا يدل على أن حفظ التوراة قد وكِّل إلى من أنزلت عليه ، وأما القرآن فإنه محفوظ بحفظ الله ، قال تعالى : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (9) سورة الحجر ، فهذا القرآن بقراءاته المتواترة قد أجمعت عليه الأمة منذ عهد الصحابة حتى اليوم.
أما الشيعة الإمامية الاثنى عشرية فإنَّ غلاة متقدميهم ومتأخريهم مجمعون على أنَّ القرآن قد حرَّف وبدِّل وجرت عليه الزيادة والنقصان ، منهم كبير مؤلفيهم ومحدثيهم وأوثقهم عندهم الكليني في كتابه " الكافي " ، وخاتمة محدثيهم محمد باقر المجلسي في كتابه " مرآة العقول " وموسوعته الكبرى " بحار الأنوار "
فقد أورد الكليني مجموعة من الروايات تؤكد إيمانهم بالتحريف ، منها رواية نسبها إلى جعفر بن محمد الصادق ، قال فيها : ( إن عندنا مصحف فاطمة عليها السلام ، وما يدريهم ما مصحف فاطمة . . . مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ) (الكافي : 1 / 239- 241 ، طبعة طهران ، كتاب الحجة ، باب : ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة).
وقد نسب الشيخ المفيد – شيخ علماء الشيعة الإمامية في القرن الرابع الهجري – القول بالزيادة في القرآن والنقص فيه إلى جماعة كبيرة من أعيان متكلمي الشيعة الإمامية وأهل الفقه منهم والاعتبار (انظر أوائل المقالات في المذهب والمختارات : 93).
وقال خاتمة محدثي الشيعة محمد باقر المجلسي : ( إن كثيراً من الأخبار صريحة في نقص القرآن وتغييره ، متواترة المعنى ، وطرح جميعها يوجد رفع الاعتماد على الأخبار رأساً ، بل أظن أن الأخبار في هذا الباب لا تقتصر عن أخبار الإمامة ) (مرآة العقول : 253 .)، ومعلوم أن الإمامة عندهم ثابتة بالنص والتعيين وجاحدها كافر بإجماعهم .
ونقل عن السيد المحدث نعمة الله الجزائري قوله في كتاب " الأنوار " : ( إن الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن ؛ كلاماً ومادة وإعراباً والتصديق بها )، (- فصل الخطاب : 30 / 238 – 329 . ) وهذا كله كفر محضٌ ، لأنه مناقض لما هو معلوم من الدين بالضرورة ، أي ميزة تكون للإسلام إذا كان كتابه محرفاً أو مغيراً أو ناقصاً ؟؟!!.
وكنا نأمل أن يتصدَّى الخميني لمثل هذه الكفريات وينزه كتاب الله سبحانه عنها ويلعن القائلين بها ويصرح بكفرهم وخروجهم عن ملة الإسلام ، إلا أنه عاد فأكد هذا الشذوذ العقدي في كتابه " كشف الأسرار " حينما قال : ( لقد كان سهلاً عليهم – يعني الصحابة الكرام – أن يخرجوا هذه الآيات من القرآن ويتناولوا الكتاب السماوي بالتحريف ويسدلوا الستار على القرآن ويغيبوه عن أعين العالمين ، إن تهمة التحريف التي يوجهها المسلمون إلى اليهود والنصارى إنما تثبت على الصحابة ) (كشف الأسرار : ص 114 بالفارسية نقلاً عن كتاب الشيخ أبو الحسن الندوي : " صورتان متضادتان " ص 94 ، طبعة عمان )، وهذا من الخميني كفر بواحٌ ونقض للإسلام كله ، فهذا القرآن المعجز الذي حوى معجزات كثيرة إذا تُجُرَّئَ عليه ، فأيُّ سند في الإسلام يبقى له مكانة ، وأيُّ سند للإسلام يبقى بعد ذلك ؟!!.
ثالثا : موقفُ الشيعة من السنة النبوية المطهرة
من المعروف المجمع عليه عند علماء الشيعة ، بل من أصول مذهبهم ، أن الأمة قد كفرت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتدت عن دين الله – والعياذ بالله – إلا ثلاثة أو أربعة (- أنظر ما يأتي : الموقف من الصحابة ، ففيه تفصيل .)، لذلك فإنهم لا يعتمدون عليهم ولا يثقون بأخبارهم ويطرحونها جملة وتفصيلاً باعتبارها ساقطة مكذوبة موضوعة .
لذلك فإن الشيعة أجمعين – حتى المعتدلين منهم – لا يحتجون من السنة إلا بما صح لهم من طريق أهل البيت (- أنظر كتاب " أصل الشيعة وأصولها " لمحمد حسين كاشف الغطاء : 79 ، طبعة مؤسسة الأعلمي ببيروت .)، يقول الشيخ محمد حسن آل كاشف الغطاء – وهو من معتدليهم - : ( أما ما يرويه مثل أبي هريرة وسمرة بن جندب ومروان بن الحكم وعمران بن حطان الخارجي وعمرو بن العاص ونظائرهم فليس له عند الإمامية من الاعتبار مقدار بعوضة ، وأمرهم أشهر من أن يذكر ) (المصدر السابق .)، وقد درس الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي المتوفي سنة 984 ه في كتابه المشهور " وصول الأخيار إلى أصول الأخبار " – وهو من كتب مصطلح الحديث المشهورة المرموقة عندهم – هذا الأمر ، فتوصل إلى الحكم العام في كتب حديث أهل السنة حينما قال : ( فصحاح العامة كلها وجميع ما يروونه غير صحيح )( - وصول الأخيار : 94 ، طبعة سنة 1401 ه ، والصحاح هي كتب الحديث المعتمدة عند أهل السنة ، مثل صحيح البخاري ومسلم).
وقد صرح الخميني في كتابه " كشف الأسرار " أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قد وضع حديث : « لاَ نُورَثُ مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ » (صحيح مسلم (4676 ))، في معرض حديثه عن مخالفة أبي بكر للقرآن الكريم (كشف الأسرار : 112) ، كما صرح في كتابه " الحكومة الإسلامية " أن الصحابي الجليل سمرة بن جندب كان يضع الحديث أيضاً (الحكومة الإسلامية : 71 ) .
هذا هو رأي الشيعة وزعيمهم الخميني في السنة النبوية المطهرة التي رواها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه الأتقياء البررة ، وإن من المعلوم عند علماء الحديث أنه من أنكر حديثاً صحيحاً مع الأدب فقد فسق ومن أنكره مع سوء الأدب فقد كفر ، وكذلك من أنكر حديثاً متواتراً ، وقد تبين مما تقدم أن الخميني وشيعته ينكرون كل السنة التي رويت لنا بأسانيد صحاح ، وفي ذلك إنكار لأحاديث صحيحة كثيرة ، وبعض ما أنكروه يبلغ مبلغ المتواتر ، وجميع ما أنكروه يدخل ضمناً في حد التواتر ، وهم بذلك ينقضون الأساس الثاني لهذا الدين وهو السنة .
وهم بدلاً عن السنة الثابتة يعتمدون روايات عن أئمة الكذب والوضع مما جمعه الكليني وغيره ، وقد بلغنا أن بعضهم نقد رجال الكليني فذكر عدداً كبيراً منهم بأنهم كذابون ، وتلك شهادة الشيعة أنفسهم على ما في كتبهم المعتمدة من دس عند كثير من المنصفين منهم ( قلت: من الصعب جدا أن نجد في الرافضة منصفا إلا إذا تب ورجع للحق وترك الرفض كحسين الموسوي وأضرابه )، أما نحن فلا نقبل رواياتهم أصلاً لأنهم منحرفون في العقيدة يستحلون الكذب في نصرة أهوائهم .
وقد ثبت أنَّ الخميني الذي يقول بارتداد الصحابة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتهمهم بوضع الحديث، ويطعن في رواة الأمة الثقات ، لا يستدل في بحوثه إلا بكتب فرقته ، وهو أمر مشهور .
رابعاً - الموقف من الصحابة
من المعلوم أنه لم يبق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنافقين إلا نزر يسير ، وهذا النزر اليسير قد أعطي سرهم لحذيفة بن اليمان كي لا يلعبوا أي دور خسيس في الأمة الإسلامية ، ومن ذلك نشر الأكاذيب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لذلك فإن علماء هذه الأمة اعتبروا كلَ الصحابة في الرواية عدولاً ، ونظرت الأمة إلى جيل الصحابة الذي أكرمهم الله عز وجل بصحبة نبيه ونصرة دينه وحمل أمانته نظرة احترام وتقديس ، لأن الله عز وجل شهد لهم فقال تعالى : {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} (18) سورة الفتح ، وقال تعالى عن هؤلاء : {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ
وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} (26) سورة الفتح.
وقد فهم أهل السنة والجماعة أنَّ الصحابة لا يجترئ عليهم إلا زائغ ، وذلك من قوله تعالى : {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (29) سورة الفتح.
وبعض الشيعة كُفَّروا بموقفهم من عائشة رضي الله عنه واتهامهم إياها وقد برأها الله عز وجل ،وبعض الشيعة لا يكتفون ببغض الصحابة وتفسيقهم وتضليلهم بل يزيدون على ذلك ويجهرون بالسوء في حق الصحابة ويخصون بمزيد من اللعن والسب أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وأبا عبيدة وعبد الرحمن بن عوف ، فإذا كان العشرة المبشرون بالجنة لا يسلمون منهم فما بالك بغيرهم ؟!، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَبُو بَكْرٍ فِى الْجَنَّةِ وَعُمَرُ فِى الْجَنَّةِ وَعُثْمَانُ فِى الْجَنَّةِ وَعَلِىٌّ فِى الْجَنَّةِ وَطَلْحَةُ فِى الْجَنَّةِ وَالزُّبَيْرُ فِى الْجَنَّةِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِى الْجَنَّةِ وَسَعْدٌ فِى الْجَنَّةِ وَسَعِيدٌ فِى الْجَنَّةِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِى الْجَنَّةِ ». وهو حديث صحيح مشهور (ففي سنن الترمذى برقم(4112)).
وأي اعتبار يبقى بعد الوقوع بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فإذا كانت تربية الرسول صلى الله عليه وسلم لم تصل بالناس إلى الكمال فما حال تربية غيره ؟
انظر إلى الكليني صاحب " الكافي " وهو يسوق رواية موثقة عندهم منسوبة إلى جعفر بن محمد الصادق تقول : ( كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة ، فقلت ؛ من الثلاثة ؟ فقال ؛ المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي ) (أصول الكافي : 3 / 85 .).وهذا الأمر مستفيض عند علمائهم وثقات محدثيهم من المتقدمين والمتأخرين .
أما الخميني الذي نادى في أول حركته بوحدة الأمة الإسلامية ، فقد كان من المفروض أن يسدل الستار على مثل هذه الضلالات بحق أطهار هذه الأمة ويعلنها حرباً على من يقول بها ويمنع الكتب المؤلفة في سبهم وتكفيرهم ، ولكنه بدلا من كل ذلك تبنى أعتى الشذوذ في هذا المجال .
وكان الخميني قد كتب فصلين في كتابه " كشف الأسرار " أحدهما في بيان مخالفة أبي بكر للقرآن (كشف الأسرار : 111 – 114 )، والآخر في مخالفة عمر لكتاب الله (كشف الأسرار : 114 – 117 )، فيهما من الكذب والافتراء والحقد على أئمة المسلمين ما لا يتصور وصفه من رجل يدعي العلم والمعرفة والدين ، فقال في حق الشيخين : ( إننا هنا لا شأن لنا بالشيخين وما قاما به من مخالفات للقرآن ومن تلاعب بأحكام الإله ، وما حلَّلاه وما حرماه من عندهما ، وما مارساه من ظلم ضد فاطمة ابنة النبي وضد أولاده ، ولكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله والدين . . . إن مثل هؤلاء الأفراد الجهال الحمقى والأفاقون والجائرون غير جديرين بأن يكونوا في موضع الإمامة وأن يكونوا ضمن أولي الأمر ) (كشف الأسرار : 107 – 108)
ووصف سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأن أعماله : ( نابعة من أعمال الكفر والزندقة والمخالفات لآيات ورد ذكرها في القرآن الكريم ) (كشف الأسرار : 116)
بل ذكر خلاصة كلامه عن سبب عدم ورود ذكر الإمامة في القرآن الكريم وما قام به الشيخان في زعمه من اغتصاب للخلافة ما نصه : ( من جميع ما تقدم يتضح أن مخالفة الشيخين للقرآن لم تكن عند المسلمين شيئاً مهماً جداً ، وأن المسلمين إما كانوا داخلين في حزب الشيخين مؤيدين لهما ، وإما كانوا ضدهما ولا يجرؤون أن يقولوا شيئاً أمام أولئك الذين تصرفوا مثل هذه التصرفات تجاه رسول الله وتجاه ابنته ، وحتى إذا كان أحدهم يقول شيئاً فإن كلامه لم يكن ليؤخذ به ، والخلاصة ؛ حتى لو كانت لهذه الأمور ذكر صريح في القرآن فإن هؤلاء لم يكونوا ليكفوا عن منهجهم ولم يكونوا ليتخلوا عن المنصب ) ( كشف الأسرار : 117).
ومع أننا نعتقد أن الخميني كتب كتابه " الحكومة الإسلامية " وفيه الكثير من المداراة والتقية باعتباره برنامجاً حركياً له ولأتباعه ، فإنه حرص كل الحرص على أن لا يذكر اسم الشيخين وعثمان بن عفان رضي الله عنهم كلما اضطرته ضرورة التسلسل التاريخي ، بل يقفز من ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه (الحكومة الإسلامية : 26 ، 71 .)، ولكن الواضح من عقيدته التي نسوق نصوصها من كتابه " الحكومة الإسلامية " والتي معناها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد عين عليّا وصياً وخليفة من بعده تقضي بالنتيجة أن الصحابة عصوا أمر الرسول وخالفوه واغتصبوا الخلافة وعينوا أبا بكر بدلاً منه .
يقول خميني : ( نحن نعتقد بالولاية ، ونعتقد ضرورة أن يعين النبي خليفة من بعده ، وقد فعل )( الحكومة الإسلامية : 18 )، ويقول بعد قليل : ( وكان تعيين خليفة من بعده عاملاً ومتمماً ومكملاً لرسالته ) (الحكومة الإسلامية : 19 )، ثم يوضح ذلك فيقول : ( بحيث كان يعتبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لولا تعيين الخليفة من بعده غير مبلغ رسالته ) (- الحكومة الإسلامية : 23).
وهذا هو الشذوذ الذي يخرج قائله عن دائرة الإسلام ، فإن هؤلاء وقعوا في الضلال والإضلال ، وشاركوا أهل الكتاب فيما نهاهم الله عز وجل بقوله : {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} (77) سورة المائدة .
خامسا: مخالفتهم الإجماع
لقد نص القرآن على أن إجماع المسلمين حجة ، قال تعالى : {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} (115) سورة النساء ، ولم يحفل بعض الشيعة بالإجماع قط ، وكذلك شأن الخميني .
وأفظع مثال على مخالفتهم الإجماع إباحتهم لنكاح المتعة الذي لا زال قائماً في إيران بعهد الخميني ، وما نكاح المتعة إلا زنا صريح بعد انعقاد الإجماع على تحريمه ، وممن قال بتحريمه علي بن أبي طالب نفسه ففي صحيح مسلم برقم (3497) (عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَهَى عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ يَوْمَ خَيْبَرَ وَعَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الإِنْسِيَّةِ).
صحيح أن الإسلام لم يحرم نكاح المتعة في أول الأمر ، ولكن ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه حرمه أخيراً ، ثم أجمعت الأمة على ذلك ، وها هو نكاح المتعة الذي يهدم نظام الأسرة ويهدم أحد مقاصد الإسلام العظيمة في حفظه للأعراض والأنساب وفي رعايته للأبناء كي ينشئوا في وسط عائلي ما أمكن ذلك ، كل ذلك يهدمه هؤلاء الشيعة ، وها هو نظام خميني يشجعه ، وكفى بذلك علامة على أنهم لا يبالون بالإجماع كحجة شرعية .
والأمر في ذلك خطير وكبير ، فهم يخالفون الإجماع في كثير من أمورهم في العقيدة والعبادة ومناهج الحياة ، ألا تراهم يخالفون الإجماع في الصلوات وفي الصوم وفي الحج وفي غير ذلك من شعائر الإسلام وشرائعه.
والخميني يؤكد هذه المخالفة ، بل يكرسها في دستوره ، عندما يعتمد مذهب الاثني عشرية كمذهب وحيد وإلى الأبد ، ويجعل هذه المادة غير قابلة للبحث والتعديل.
سادسا: غلوهم في فاطمة الزهراء رضي الله عنها
كانت حبيبة النبي صلى الله عليه وسلم وريحانته وحافظة أسراره ؛ فقد جلست بجواره ( يومًا فأسرَّ إليها بنبأ جعلها تبكى وتبتسم، فسألتها السيدة عائشة -رضى اللَّه عنها- عن ذلك. فأجابتها: ما كان لى لأفشى سر رسول اللَّه (. فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم سألتها فقالت: إن أبى قال لى في أول مرة: "إن جبريل كان يعارضنى القرآن الكريم في كل سنة مرة واحدة، وإنه عارضنى إياه مرتين هذا العام، وما أراه إلا قد حضر أجلي". فبكيت، ثم أردف بقوله: "وإنك أول أهلى لحوقًا بي، نعم السلف أنا لك" فتبسمت. [متفق عليه].
إنها السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي صلى الله عليه وسلم التي قالت فيها أم المؤمنين السيدة عائشة -رضى اللَّه عنها-: "ما رأيت أحدًا من خلق اللَّه أشبه حديثًا ومشيًا برسول اللَّه من فاطمة" [الترمذي].
وأخبر النبي( أنها سيدة نساء أهل الجنة [الترمذى والحاكم]. وأخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم أنها واحدة من خير نساء العالمين. فقال: "خير نساء العالمين أربع: مريم ابنة عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد" [ابن حجر في الإصابة]. وكان يقول عنها: "فاطمة بضعة مني، يؤذينى ما أذاها، ويريبنى ما رابها" [متفق عليه].
هذه فضائل الزهراء مبثوثة في كتب الحديث السنية، فأين هي فضائلها في كتب الشيعة الرافضة؟ إننا لا نجد لها أية فضيلة مروية عند الشيعة، اللهم روايات الغلو فيها وفي بنيها، ورفعها فوق الصفات البشرية حتى جعلوها فوق البشر، بل فوق مقام الأنبياء!!!.
إن محبتنا لفاطمة رضي الله عنها جزء من محبتنا لأبيها وزوجها وأولادها ، فلا غرابة أن نحبها ونحترمها ، ولكن الغرابة أن ينسب إلى فاطمة ما ليس لها ، وأن تُرفع فوق قدرها ، وهذه كتب الشيعة تنصُّ على أن الوحي تَنَزَّل على فاطمة بعد أبيها عليه الصلاة والسلام ، وزاد الخميني فرفعها إلى مقام فوق مقام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، يقول في خطابه الذي ألقاه في حسينية جماران ظهر يوم الأحد المصادف 2 / 3 / 1986 بمناسبة عيد المرأة وهو يوم مولد سيدتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها ، يقول تعليقاً على رواية وردت في كتاب " الكافي " للكليني ما نصه : ( وإن فاطمة الزهراء عاشت بعد وفاة والدها خمساً وسبعين يوماً قضتها حزينة كئيبة ، وكان جبرائيل الأمين يأتي إليها لتعزيتها وإبلاغها بالأمور التي ستقع في المستقبل ، ويتضح من الرواية بأن جبريل خلال ال 50 يوماً كان يتردد كثيراً عليها ، ولا أعتقد بأن رواية كهذه الرواية وردت بحق أحد باستثناء الأنبياء العظام ، وكان الإمام علي يكتب هذه الأمور التي تنقل لها من قبل جبريل ، ومن المحتمل أن تكون قضايا إيران من الأمور التي نقلت لها. . . لا نعرف من الممكن أن يكون ذلك ، أي أن الإمام علي كان كاتب وحي مثلما كان كاتب وحي رسول الله. . . فقضية نزول جبريل على شخص ما ليست بالقضية السهلة والبسيطة، ولا تعتقدوا بأن جبريل ينزل على كل شخص ، إذ لا بد من تناسب بين روح الشخص الذي ينزل عليه جبرائيل وبين جبرائيل الذي يعتبر الروح الأعظم ، وهذا التناسب كان موجوداً بين جبرائيل وأنبياء الدرجة الأولى مثل الرسول الأعظم وعيسى وموسى وإبراهيم وأمثالهم ، ولم ينزل جبرائيل على أحد غير هؤلاء ، حتى إنني لم أجد رواية تشير إلى نزول جبرائيل على الأئمة. . . إذن فهذه الفضيلة لم يحظ بها أحد بعد الأنبياء غير فاطمة الزهراء عليها السلام ، وهذه من الفضائل الخاصة بالصديقة فاطمة الزهراء ).
إن مثل هذه الأقوال تخرج صاحبها من الدين الإسلامي بإجماع المسلمين بمختلف مذاهبهم .
وبعد، فهذه بعض عقائد الشيعة الاثني عشرية، وهذه بعض العقائد الخمينية، ذكرناها لك باختصار،وفي كتب الشيعة أنفسهم وفي كتب الخميني المزيد الذي يدهشك بشذوذه وانحرافاته...
يتبع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.