اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الخميس، بالتشكيلة الحكومية الفرنسية الجديدة وبرفض الخضر المشاركة فيها، وبالأرقام الإيجابية التي قدمتها الحكومة الاسبانية حول معدل البطالة، وبقرار حلف شمال الأطلسي وقف جميع أشكال التعاون المدني والعسكري مع روسيا، وبرد فعل روسيا من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من جانب الغرب. ففي فرنسا، خصصت الصحف أبرز تعاليقها للتشكيلة الحكومية الجديدة التي أعلن عنها أمس برئاسة وزير الداخلية السابق، مانويل فالس، حيث كتبت صحيفة (ليبراسيون) أن هذه الحكومة التي دخلها وزيران جديدانº من بينهم، سيغولين روايال، احتفظت بالجزء الأكبر من وزراء الحكومة السابقة، معتبرة أن الوزراء ال16 المعينين يحظون بثقة رئيس الدولة ويجسدون الولاء له أكثر من التجديد السياسي. ومن جهتها، قالت صحيفة (لاكروا) أن التشكيلة الحكومية الجديدة توجه رسالة "جدية" إلى الفرنسيين، مضيفة أن هذا المنطق يهم أساسا (بيرسي) المكان المركزي لإعداد ميثاق المسؤولية ضمن السياسة التي ينهجها رئيس الجمهورية. وأشارت الصحيفة إلى أن التشكيلة الجديدة ضمت ثمانية وزراء من الحكومة المستقيلة، سواء بتثبيتهم في مناصبهم أو توسيع وزاراتهم، مضيفة أن هذا الأمر لن يطمئن أولئك الذين عبروا عن عدم رضاهم عن الحكومة السابقة. أما صحيفة (لوموند) فأكدت أن مانويل فالس شكل حكومته بناء على توازن دقيق بين تيارات الحزب الاشتراكي، في محاولة لوضع بصمته على الحزب. ومن جانبها، عادت صحيفة (لوفيغارو) إلى التعليق على رفض الخضر المشاركة في الحكومة، ملاحظة أن هذا القرار يلقي بظلاله على حكومة اجتماعية-اشتراكية أخذت على عاتقها مهمة إنقاذ فرنسا. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بالأرقام الإيجابية التي قدمتها الحكومة حول معدل البطالة وتطور سوق الشغل بعد سنة صعبة بالنسبة للاقتصاد الإسباني الذي رأى نهاية النفق أخيرا. وكتبت صحيفة (أ بي سي)، المقربة من الحكومة، في هذا الصدد، أنه "أفضل شهر مارس بالنسبة للشغل منذ سنة 2006"، مشيرة إلى أن إسبانيا سجلت في مارس الماضي تراجع عدد الباحثين عن العمل بنحو 17 ألف شخص مقارنة مع شهر فبراير الذي قبله. وأضافت أنه خلال سنة انخفض عدد الباحثين عن عمل ب240 ألف شخص، مما يؤكد المنحى الإيجابي للاقتصاد الاسباني الذي خرج من الركود في الربع الثالث من 2013، مؤكدة أن الحكومة التزمت بتعزيز هذا الخط من خلال سلسلة من التدابير الأخرى. وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (إلموندو) أن إسبانيا سجلت للشهر السادس على التوالي تراجعا في عدد الباحثين عن عمل، وخلقت 84 ألف منصب شغل جديد. وأضافت اليومية أن الوضع تحسن، لاسيما في قطاعات البناء والصناعة والخدمات، مشيرة إلى أن عدد المنخرطين في الضمان الاجتماعي زاد أيضا، والشيء نفسه سجل بالنسبة لعقود العمل المؤقتة (+26 في المائة). ومن جهتها، ذكرت صحيفة (إلباييس)، الواسعة السحب، أن مؤشرات تحسن سوق الشغل تتأكد، مشيرة إلى أن الاقتصاد الإسباني نجح في خلق فرص عمل خلال الشهرين الماضيين. وفي هولاندا، اهتمت الصحف بالأزمة الناتجة عن ضم شبه جزيرة القرم الى روسيا الاتحادية حيث أشارت صحيفة (فولكس كرانت) إلى التحذير الصادر عن منظمة حلف شمال الأطلسي ضد غزو محتمل لأوكرانيا من قبل القوات الروسية، مشيرة إلى أن 40 ألف جندي من الجيش الروسي كافية لغزو أوكرانيا في غضون ثلاثة إلى خمسة أيام. وفي السويد، اهتمت الصحف بالأزمة بين موسكو والغرب وبتشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة. ونقلت صحيفة (افتونبلاديت) تصريحات للقائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي، الجنرال فيليب بيريدلوف، يقول فيها إن القوات الروسية قد تدخل أوكرانيا في اثنتي عشرة ساعة، وأيضا تأكيده على أن الحلف الأطلسي سيتخذ خطوات عملية لمعالجة انشغالات الدول الأعضاء الذين يخشون عدوان روسيا. وقال بأن 40 ألفا من القوات الروسية لا تزال متمركزة بالقرب من الحدود الأوكرانية، مذكرا في هذا الصدد بموافقة البرلمان الروسي على قانون يسمح للرئيس الروسي بوتين باستخدام الجيش لحماية الأقليات الروسية "أينما كانت مهددة". وفي بولونيا، أشارت صحيفة (ريسبوبليكا ) إلى أن ضم شبه الجزيرة الأوكرانية من قبل الكرملين أدى إلى قرار حلف شمال الأطلسي وقف جميع أشكال التعاون المدني والعسكري مع روسيا، مع محافظته على الحوار وتبادل وجهات النظر مع موسكو حول الأزمة الأوكرانية. وأضافت الصحيفة أن حلف شمال الأطلسي حذر من أن العلاقات مع موسكو سيتم استعراضها في الاجتماع القادم للحلف في يونيو القادم، وذلك في حالة غياب حل للأزمة حول أوكرانيا. ومن جانبها، قالت صحيفة (لاكازيت ايليكتورال ) أن قرار الناتو تعليق التعاون مع روسيا ردت عليه الكرملين بأنه يعود بالعلاقات إلى الحرب الباردة، مشيرة إلى أن موسكو تعتقد أن تعليق التعاون ليس في مصلحة أي من الحلف الأطلسي أو روسيا الذين يواجهون معا تحديات مشتركة تهم الأمن في العالم. وأضافت الصحيفة أن الأزمة الأوكرانية أحيت سباق التسلح في أوروبا الشرقية. وفي روسيا، وردا على العقوبات الاقتصادية المفروضة من جانب الغرب، سلطت الصحف الضوء على موضوع انتقال روسيا إلى استخدام الروبل خلال الحسابات الخارجية في تعاملها مع شركائها التجاريين من أوروبا والصين. وهكذا نقلت صحيفة (كوميرسانت) عن رئيس بنك (في تي بي) الحكومي، اندريه كوستين، قوله، خلال مؤتمر رابطة المصارف الروسية، إنه "يجب على الفور الانتقال إلى الحسابات الخارجية بالروبل بدلا من الدولار والأورو"، واصفا هذا الإجراء ب"المهمة الأولى والأساسية للمنظومة المصرفية الروسية وللمصرف المركزي والحكومة". وأشار إلى أن هذا الإجراء سيمكن روسيا من تقليص الارتباط بنزوات وأهواء سلطات الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وتلويحها المستمر بالعقوبات ضد روسيا في أي مناسبة كانت. ومن جانبها، أفادت صحيفة (ازفيستيا) بأن مجلس الدوما (البرلمان الروسي) دعا شركات النفط والغاز الوطنية الضخمة إلى الامتناع عن استخدام الدولار الأمريكي. وقال النائب ميخائيل ديغتياريوف من (كتلة الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي) إن أعضاء المجلس أعدوا رسالة إلى غرفة التجارة والصناعة وشركتي "غازبروم" و"روس نفط" وبعض الشركات التجارية النفطية الأخرى وكذلك إلى الشركات المتعاملة بالنفط، تتضمن طلب تنفيذ كل المعاملات بالروبل أو بعملة أخرى مفيدة للعلاقات الثنائية. ومن جهة أخرى، وتحت عنوان "التخلي عن الغاز الروسي سيكلف أوروبا غاليا"، استحضرت صحيفة (فيدوموستي) مضمون تقرير أعدته مؤسسة "بيرنيستين كو"º جاء فيه أن تخلي أوروبا الفوري عن الغاز الروسي سيتطلب توظيف استثمارات بقيمة 215 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة، مضيفة أن هذه الأموال يجب أن تنفق على تشييد منشآت وبناء مرافق لاستقبال الغاز الطبيعي المسال وتشييد محطات كهرو-ذرية ومنشآت للحصول على الطاقة البديلة واستثمار مناجم الفحم الحجري. وأكدت الصحيفة، في هذا السياق، أن الأمر يتعلق فقط بقسم من النفقات، وأنه في المقابل بمقدور أوروبا الحصول على 30 مليار متر مكعب إضافي من الغاز المسال من الولاياتالمتحدة، لكنه، برأيها، سيكون أغلى بكثير من الغاز العادي المستورد من روسيا، بما قد تصل معه النفقات الإضافية إلى حوالي 40 مليار دولار سنويا. وفي البرتغال، أشارت صحيفة (ايكونوميكو) أن البرتغال يأمل في أن يرى تصنيفا من قبل وكالات التصنيف الدولية لتحسين الديون السيادية في المستقبل القريب، مشيرة إلى أن للمعهد المسؤول عن إدارة الائتمان العام القدرة الكافية للضغط على هذه الوكالات للرفع من تصنيف البلاد. ووفقا للصحيفة، فإن "هناك اهتماما متزايدا من المستثمرين للديون البرتغالية"، مشيرة إلى أن الخزينة العامة وقبل شهر ونصف من انتهاء برنامج المساعدة المالية للترويكا أصبحت تتوفر على 15 مليار أورو من الاحتياطي المالي. وفي إيطاليا، اهتمت الصحف بالتعليقات على اجتماع بين الرئيس، جورجيو نابوليتانو، وزعيم فورزا ايطاليا، سيلفيو برلسكوني، وذلك بعد أيام من قرار محكمة ميلانو بخصوص المكان والتاريخ الذي سيقضي فيه برلسكوني فترة عقوبته لتسعة أشهر بتهمة التهرب الضريبي. وكتبت صحيفة (كورييري ديلا سيرا) أن المقابلة التي منحها الرئيس نابوليتانو لبرلسكوني هي "آخر محاولة من رئيس الوزراء السابق لتجنب آثار إدانته من التهرب الضريبي". وأضافت أنه بعد "عدة أيام من التفكير قرر زعيم فورزا ايطاليا أن ينقل إلى رئيس الدولة نابوليتانو التزام حزبه بتنفيذ الإصلاحات الجارية". وفي تركيا، اهتمت الصحف بالمناخ السياسي بعد الانتخابات البلدية في 30 مارس وحظر تويتر وسط فضيحة الفساد التي هزت حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم. كما اهتمت اليوميات التركية بصدى الاتهامات بتزوير الانتخابات بعد إعلان النتائج الأولية الأحد الماضي في العديد من المدن التركية، وطالبت الأحزاب المعارضة، خاصة حزب الشعب الجمهوري بإعادة فرز الأصوات.