نجحت الجمعيات الإسلامية في المانيا من إقناع السلطات بضرورة دفن المسلمين بالكفن هناك، ورغم معارضة بعض الولايات التي لازالت تحظر هذا الأمر، إلا أن المسلمين نجحوا في الحصول على الموافقة في برلين ومسألة موافقة الولايات الأخرى ستكون مسألة وقت. ونقلاً عن الإذاعة الألمانية فإن بعض الولايات ما تزال تحظر الدفن بالكفن، معللة ذلك بالحفاظ على البيئة والخوف من انتشار الأوبئة والأمراض المعدية الناتجة عن تحلل جثة المتوفى، إلا أن الأمر في حقيقته يخفي أبعاداً اقتصادية لاسيما وأن سعر التابوت الواحد يتراوح مابين (500 – 5000) يورو بحسب الحالة المادية للمتوفى. ويبلغ اليوم عدد المسلمين في المانيا 4 ملايين شخص، ما يعني ارتفاع أعداد الموتى الذين يدفنون هناك خصوصا من أبناء الجيلين الثاني والثالث. ويقول علي إيشك، المدير أحد مكاتب دفن الموتى، "70% من الوفيات تنقل لبلدانها الأصلية، و30 بالمائة يتم دفنها هنا. وهذا يعود إلى أن الجيل الثاني والثالث لم تعد له هذه الصلة مع بلدانهم ومعظم عائلاتهم هنا، بعكس الجيل الأول". إلى جانب الدفن بالكفن، تبقى مسالة إنشاء مقابر خاصة بالمسلمين موضع مطالبات من الكثير من الجمعيات والجهات الإسلامية. ويعود إيشك مدير شركة الموتى للكلام وبثقة تامة: "إنها مسالة وقت وسنحصل على مقابر خاصة بنا". وهناك مسألة أخرى يسعى لها المسلمون هنا وهي السماح بشراء قبور دائمة-كما كان عليه الأمر في السابق- وعدم الاكتفاء باستئجار القبور لمدة عشرين سنة قابلة للتجديد.