عرفت دورة مجلس بلدية الجديدة المنعقدة أخيرا، شوطا إضافيا من الشد والجذب بين فرق الأغلبية والمعارضة، حول ما بات يُعرف بقضية تفويت المخيم الدولي للسياحة، حيث تم عقد الدورة الاستثنائية بشكل سري بناء على طلب بعض الأعضاء، لم تُكلل بالنجاح في الفترة الصباحية بسبب اقتحامها من طرف مواطنين باحثين عن الحق في المعلومة، إذ تم رفعها بشكل فوري واستئنافها في الفترة الزوالية، في الوقت الذي نظمت فيه فرق المعارضة اعتصاما داخل مقر الجماعة طيلة المدة الفاصلة بين اللقاءين. فرق الأغلبية واللقاءُ المُثمر خليل برزوق عن حزب التجمع الوطني للأحرار المنتمي للأغلبية، وفي تصريحه لهسبريس عقب انتهاء اللقاء، أوضح أن "الدورة الأخيرة كانت مراطونية، واختتمت باتفاق جماعي يقضي بإلغاء تدارس النقطة المتعلقة بتفويت المخيم الدولي للسياحة، مع ضرورة تكوين لجنة مُنبثقة عن المجلس ومُشَكَّلَة من مختلف مكوناته السياسية". وأضاف ذات المستشار أن اللجنة ستعمل في الأيام المقبلة على "تدارس وضعية المخيم الدولي للسياحة، والبحث عن الحلول الناجعة والصائبة التي تحترم القوانين المعمول بها، والمُرتكِزة أساسا على مصلحة المدينة، في أفق عرضها على المجلس البلدي للمصادقة عليها مستقبلا"، على حد تعبير خليل برزوق. فرق المعارضة واللقاء المَسْرحي في المقابل وصف مصطفى مرشيد عن حزب العدالة والتنمية دورةَ أمسٍ بالمسرحية، مُعبّرا عن عدم رضاه بالأجواء التي مرت فيها الدورة التي تحولت إلى سرية بطلب من ثلاثة أعضاء من الأغلبية، حيث ربط مرشيد الأمر "بالنية المبيتة للقيام بأعمال البلطجة والفوضى التي عرفتها الدورة في الفترة الصباحية". وأشار ذات المستشار إلى أن "المعارضة فقدت الثقة في رئيس المجلس البلدي الذي يحاول ما أمكن ربح الوقت"، مستدلا في ذلك باستغراق اليوم بأكمله في مناقشة نقطة واحدة وبسيطة ضمن جدول الأعمال، مضيفا أن "السلطة المحلية لم تكن محايدة، ولم تتدخل بالشكل المطلوب أمام الخروقات التي عرفتها الدورة"، وفق تعبير مرشيد. الرئيس.. ارتياحٌ وتفاؤلٌ عبد الحكيم سجدة رئيس بلدية الجديدة، عبر في تصريحه لهسبريس عن "ارتياحه لنتائج اللقاء الأخير الذي مر في جو متميز، أخذ فيه الجميع الوقت الكافي في النقاش، بهدف الخروج بنتيجة مرضية لمختلف أقطاب المجلس خدمة للصالح العام"، مضيفا أن "رئاسة المجلس للجميع وليست مع طرف ما ضد الآخر". واعتبر سجدة تشكيل اللجنة بدايةً لحل المشكل، سواء كان مقترح اللجنة في الاتجاه الذي يسير فيه المكتب أو غيره من الاختيارات الموازية، مبديا يقينه التام في قدرة اللجنة على على التوصل لحلول صائبة ومتميزة، نافيا أن تكون له نية ربح الوقت بالصورة السلبية للموضوع. لا مُناورات.. ولا حُروب وأكد رئيس بلدية الجديدة أنه " لو أراد المناورة لربح مزيد من الوقت لتم تأجيل النقط واحدة تلو الأخرى إلى موعد لاحق يصل إلى أسبوع، نظرا لتوفر مجموعة من الأسباب والمسببات التي يمكنه الاعتماد عليها"، مستطرداً أن تشكيل لجنة للحسم في موضوع المخيم هو "ربح للوقت بمفهومه الإيجابي، والذي سيمكن المجلس من البث في مختلف القضايا بشكل استعجالي، إذا ما تبنى الجميع سياسة التوافقات خدمة لمصلحة المدينة". وعن الاحتقان الذي عرفته العلاقة بين الأغلبية والمعارضة ورئاسة المجلس البلدي في الأسابيع الأخيرة، فقد نفى رئيس البلدية أن تكون "حربا بين الأعداء أو معركة طاحنة كما تصورها البعض، وفقدان ثقة المعارضة في الرئيس أمر طبيعي وواقع يعيشه المجلس منذ بداية الولاية الانتدابية"، وفق تعبير عبد الحكيم سجدة.
