شهرٌ ثانٍ منْ الاحتقان يدخلهُ طلبة المدرسة العليا للمعلُوميَّات وتحلِيل النظم، في الرباط، مع استمرار الإضراب لثلاثة أيَّام كلَّ أسبوع، بدءً من الثلاثاء حتَّى الخمِيس، دون انبلاجِ حلٍّ فِي الأفق، يعيدُ الدراسة إلى وتيرتها العاديَّة. نخبةُ طلبة ‘الأقسام التحضريَّة' ممنْ يلجُون إلى المدرسة العليا فِي الرِّباط، يشكُون ظروفًا غير مواتية للتكوِين والإيواء بالقسم الداخلِي "مطالبنا جدُّ بسيطة، لكن لا أحد أصغى إلينا، ولا هُو أولَى اهتمامًا لمعاناة الطلبة مع السكن والمطعم، وهي أمورٌ من الأساسيَّات"، تقول الطالبة في السنة الأولى، منية أمغَار. من النقاط الشائكة في الاحتقان بين الإدارة والطالبة، القانُون الداخليُّ للمؤسسة الذِي جرت المصادقة عليه في الخامس من دجنبر الجاري، الذِي يراهُ الطلبة غير مراعٍ لظروفهم الطبيَّة ولا الصحيَّة، "إذَا لمْ يجتز الطالب الامتحان في دورته الأولى، ستخصمُ نقاطٌ منه، عند الاستدراك، بالرغمِ من كون احتمال المرض واردًا" تضيفُ المتحدثة عن القانون الداخلِي. ويتساءلُ طلبة الENSIAS عمَّا إذَا كان من المفهُوم إبقاءُ طلبة الهندسة المعلوماتيَّة دون ربطٍ لاسلكي بالانترنت، بالرُّغم من حاجتهم الماسَّة إليه في إنجاز مشاريعهم الدراسية، وعدم سماح ظروف الطلبة المادية، ممنْ يدبرُون أمورهم بالكاد، تحمل أعباء إضافيَّة لتأمين الانترنت. وتكابدُ ثلاثون طالبة تتابعُ دراستها بالمدرسة العليا إشكال السكن، بسبب بعثهِنَّ إلى ملحقة كليَّة علوم التربية، في مدينة العرفان، "تلك الملحقة تقعُ بمنطقة خالية، تقعُ على بعد عشرين دقيقة من المؤسسة، وبسبب البعد، تعرضت الكثيرات منهن للتحرش الجنسي والاعتداء بالسلاح الأبيض"، تردفُ لبنَى بحنقٍ. أمَّا الغذَاء الذِي يفترضُ أنْ يكُون مسألةً مفروغًا منها، فلا يزَال مطلبًا صعب المنَال، تقول لبنى، بعدما حرم طلبة المدرسة من المطعم الجامعي، منذُ السنة الماضية، فيما لا يتوفرون على مطعم خاص بهم كباقي المدارس العليا للمهندسين. وعمَّا إذَا كان الحوارُ مع الإدارة في الطريق إلى أن يسفر عن حلِّ، تؤكد الطالبة أمغار أنَّ لا شيء سوى الوعُود، كمَا أنَّ اللقاء الذِي جمع طلبة المؤسسة بوزير التعليم العالي، لحسن الداودِي، لمْ يفضِ أيضًا إلى إيجاد حل. وإزاء تعثر الحل، يؤكدُ طلبة الensias عزمهم على مواصلة الإضراب، بالرُّغم من "هدر" زمن تكوينهم، بعدما بات التصعيدُ الحلَّ الأوحد أمامهم"، يقُول الطلبة في بيانٍ توصلتْ به هسبريس. وفي أعقاب نشوب حريقٍ بملحقة كليَّة علوم التربية، كاد أنْ يوقع ضحايا من ساكناته، قررت عددٌ من الطالبات الاعتصام بالمبيت في العراء، قصد الضغط على الإدارة للتعجِيل بإيجاد حلٍّ. "نخبركم، السيد الوزير، أنَّ مشاكلنا ليستْ بالجديدة، وأنَّ إضرابنا لمْ يأتِ إلَّا حين طفح بنا الكيل من غياب التواصل والشفافية منْ جانب إدارة المدرسة"، يوردُ الطلبة المهندسُون في رسالةٍ وجهُوهَا إلى وزير التعليم العالِي.