احتج المئات من المغاربة ضمن تظاهرات غاضبة وسط مقاطعة مورسيا بجنوب إسبانيا، وذلك ضدا على الاستغلال الذي يمارس ضد المشتغلين بالأنشطة الفلاحيّة، مستجيبين في ذلك لنداء احتجاج وجهه صوب المتضررين حزب اليسار الموحد وكذا مجموعة من النقابات المعروفة بانخراطها في الدفاع عن حقوق الشغيلة. وقد تظاهر إلى جانب المغاربة مجموعة من العمال المنحدرين من بلدان أمريكيّة لاتينية، زيادة على ذوي أصول مغاربية وعربية، محتشدين أما مندوبية الحكومة المركزية بمورسيا ورافعين شعارات ضدّ "التعسف الممنهج الذي يستهدف الطبقة الكادحة بالقطاع الفلاحي في ظل اللامبالاة التي تهمّ بوضعها الصحي والمادي والمعنوي". وساهم في الاستياء الجماعي لأذرع الفلاحة بمورسيا، خاصة المغاربة منهم، ما قال الغضبون إنّه تهميش لهم من شركات إعارة العمال وكذا مقاولات العمل المؤقت بعدما جعلت الربح المادي هاجسها على حساب العمال الذين يطالبون بالاشتغال لعشر ساعات كل يوم، على طول الأسبوع دون راحة. ووفقا لبيان صادر عن الفيدرالية النقابية الواقفة وراء الاحتجاج البارز بالشارع العام في مورسيا فإن المشغلين لا يمنحون العمال غير 20 أورو مقابل كل يوم عمل، معتبرة أن ذلك لا يمكن أن يكون غير سرقة تنافي مقتضيات قانون الشغل والمقابل الذي يتطلب حتى في صرف الحد الأدنى للأجور. ووفق ذات بيان فإن التعسفات تتم دون أية مراقبة من طرف مفتشية الشغل، كما أن تصرفات سيئة لبعض المؤسسات المعنية بالمراقبة الصحية "La Mutua" تذكي الإشكال، زيادة على التحرش الجنسي الذي يطال العاملات أثناء قيامهن بمهامهنّ.. وتزيد الوثيقة: "العاملون بهذا القطاع سئموا من ابتزاز بعض المسؤولين حين يضطر الأجراء إلى دفع مستحقات التنقل من جيبه، كما أن البعض منهم ترفض طلباتهم لتجديد الإقامة أو طلبات التجمع العائلي بداعي قلة العمل".