يقع هذا الاقليم المنسي في الجهة الجنوبية الشرقية للمغرب أو ما عرفه المستعمر بالمغرب غير النافع وللأسف ما فتئ يكرر هذه العبارة المشينة مسؤولنا الأفاضل بوعي او بغيره. منطقة زاكورة يتعايش فيها الكل في انسجام وتعاون قل نظيره وعز مثيله في وطننا فزاكورة تأوي الأمازيغ والعرب وغيرهم... اناس طيبون بشهادة الجميع، المحافظة والالتزام هو الأصل فيهم، مع بعض الظواهر الغربية التي دخلت المنطقة مع الثورة الإعلامية لكن تبقى محصورة وقليلة. الوطنية في زاكورة لها معنى خاص ووقعا مختلف على النفوس. فالمغرب بالنسبة لأبناء المنطقة هو كل شيء رغم التجاهل غير المبرر من قبل مسؤولينا إلا أن وطنية هؤلاء لن تجد لها مثيل. وإن وجدت فستكون قليلة جدا، فاذا كان الذي يجمع الوطن بكثير من أبنائه هذه الأيام هو عمل أو ومصلحة فيها من الأنانية والذاتية الشيء الكثير فان غالبية سكان زاكورة المعزولة عن المغرب تعتز بوطنيتها رغم التفقير والتهميش والنسيان الذي يعانيه ابناؤها. معاناة زاكورة بالجملة فمن التعليم الى الصحة مرورا بالشغل والخدمات مشاكل إن كانت في "المغرب النافع" بالعشرات فهي في هذه المنطقة بالآلاف. فالمستشفيات قليلة إلى منعدمة والمركزي منها فيه من الممارسات والقسوة على أناس أخذ المرض منهم ما ترك الزمن ومصائبه الشيء الكثير. والمدارس مكتظة قد يتعدى عدد أفراد القسم الواحد منها الخمسين وقد تعكس الآية لتجد أربع مستويات في حصة واحدة وبإطار واحد، أما خدمات المنطقة فلك أن تتصور كل ما بدا لك من بشاعة واسترزاق على أناس غالبيته من البدو وأهل القرى الذين لم يعرفوا للمدرسة سبيلا . أن يناقش المرء مشاكل من حجم تلك التي تتخبط فيها زاكورة فلن يكفيه مجلد أو اثنين لكن سنحاول تحريك مستنقع راكد من المشاكل اذا دخله الواحد فلن يخرج منه. لكن يبقى هذا نداء موجه للذين يملكون القرار بضرورة الاهتمام بالمنطقة مخافة أن تظهر فيها أمور لم يعتد عليها مسؤولنا الكرام في منطقة طيبوبة أبناءها تظهر لك منذ الوهلة الأولى وأنت تلتقي أحدهم. فالضغط لايولد الا الانفجار. فمهما سكت أبناء المنطقة على التفقير والتهميش فلا أعتقد أنهم سيسكتون على الإهانة والذل. فكرامة الزاكوري وشرفه هو رأس ماله في عالم لم يعد يعير للشرف والكرامة أهمية. لتبقى زاكورة مركزا هاما لتخريج الوطنيين ومورد للطيبوبة تغطي واحات نخيلها سكينة الصابر على أذى الأهل في انتظار غد مشرق يعيد للمنطقة اعتبارها ويخرجها من معاناتها المستمرة. [email protected]
