ضجت صفحات الفايسبوك المغربي بردود فعل كثيرة إزاء الفيلم الذي أخرجه نبيل عيوش، وسماه "الزين اللي فيك"، حيث انقسمت صفحات الموقع الأزرق إزاء هذا الشريط إلى اتجاهين، صفحات أنشأها المؤيدون لقرار الحكومة بعدم الترخيص التجاري للفيلم، وصفحات عبرت عن تضامنها المطلق مع عيوش في "محنته". وفي جهة المعارضين لقرار منع فيلم عيوش، شحذ ناشطون صفحات عديدة تتضامن مع صاحب "علي زاوا"، أبرزها صفحة لاقت إعجاب أكثر من ستة آلاف شخص في أيم قليلة، بينما في الناحية الأخرى، فإن صفحات عديدة تناسلت لتهاجم عيوش وطاقمه التمثيلي، منها صفحة حظيت بأكثر من 7 آلاف معجب. تتويج عظيم الناشط عبد اللطيف حاجي، قال في هذا الصدد إن من يعتقد أن منع فيلم "الزين اللي فيك" هو قرار حكومي بالاستناد إلى دعوات محافظة، أو غيرها من الكلام الكبير الذي يتم ترديده اليوم، فهو واهم"، مبرزا أن قار الحكومة منع الفيلم يعتبر خطوة جبانة"، وفق تعبيره. وأما محمد بنميلود، فدبج رأيه في تغريدة فيسبوكية، اعتبر من خلالها أن "المنع الذي طال فيلم عيوش يعتبر تتويجا عظيما له يتجاوز لو توج في مهرجان "كان"، مضيفا أن "رواية الخبز الحافي منعت قبله، لكن ذلك لم يمنع شكري من الوصول إلى العالمية..". وتابع الناشط بأن منع الفيلم مكسب كبير للمدافعين عن الحرية بالمغرب، حيث سينسى التاريخ حكومة بنكيران سريعا، كما نسي الحكومات التي سبقتها، لكنه سيسجل بمداد من ذهب منع فيلم "الزين لي فيك"، مضيفا "هنيئا للسينما المغربية بهذا الإنجاز العظيم". الكاتب المقيم بالخارج، محمد بشري، أفاد بدوره بأن "معارضي الفيلم يحاربونه بشراسة لجرأته في تناول موضوع يثير حفيظة المجتمع، كأن مجتمعنا طاهر لا توجد به الدعارة"، مردفا أن "مشاهد الفيلم نزر قليل لما يقع داخل أسوار بيوت الدعارة والشقق الفاخرة". مطية حرية التعبير وفي الصفة المقابلة، اعتبر الدكتور عبد الكبير الصوصي العلوي، مستشار قانوني، أن الذين ينادون بحرية المرأة ليس غرضهم حريتها، بل حرية الوصول إليها، وتصويرها بأنها عاهرة ترقص أمام الأغنياء، ثم يسوقون صورة المغربيات كأنهن عاهرات في الملاهي". واستطرد الصوصي بأن "المغربيات شريفات، وهن براء من تصويرهن في أفلام جنسية من أشخاص همهم الوحيد السعي للربح المادي، ولو على حساب الآخرين، بداعي تجسيد الواقع"، متسائلا "لماذا لا يصورون أفلاما حول الرشوة، والبطالة، واستغلال النفوذ، والفساد السياسي.. وبادرت الشاعرة عفاف المصلوحي إلى بث قصيدة ألقتها باللغة العربية، في صفحتها الفيسبوكية، تنتقد فيها فيلم عيوش، وطريقة تصوير المرأة المغربية، فيما بثت شابات مغربيات تسجيلا يهاجمن فيه عيوش لإساءته للمرأة المغربية، بحسبهن، كما انتقدن أدوار الممثلين أبيضاء وديدان. وحاول البعض أن يقف موقفا وسطا، فقال أحدهم إن "الجميع مستفيد من الضجة التي أقيمت ضد الفيلم، مثلا عيوش استفاد من الضجة التي خلقها فيلمه، فكل ممنوع مرغوب، ويعلم بأن فيلمه سيثير ضجة تنتهي بقرار منع عرضه، بينما "الدولة مستفيدة لأنها ظهرت بمظهر المنتصر للشعب ضد من يريد تشويه سمعة المغربيات".