كشف الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون الاقتصادية والحكامة محمد الوفا، أنّه تلقّى رسالة بُعثتْ إليه من الرباط يوم كانَ سفيرا في الهند، عقبَ وقوه زلزال الحسيمة سنة 2004، وطُلبَ منه التدخّل لدى الحكومة الهندية من أجل إرسال مساعدات من أغطية وموادّ غذائية إلى المتضرّرين من الزلزال، لكنّه رفَض الاستجابة لذلك الطلب. وأفْصح الوفا لأوّل مرة عن تفاصيل هذه الواقعة خلال يوم دراسيّ نظمه فريقا حزب الأصالة والمعاصرة بمجلسي البرلمان، حوْل "أيّ إستراتيجية وطنيّة لتدبير المخاطر الطبيعية بالمغرب"، وقال مُعلّقا على الرسالة التي وصلتْه من الرباط "جاني ميساج فالصباح كايقول بغينا تدخّْل عند الحكومة، بغينا كذا وكذا... قلت له بلادي في 2004 وْصلاتْ لهاد الحالة؟". وأَضاف الوفا أنّه اتّصل عقبَ اطلاعه على فحوى الرسالة بمسؤول مغربية "كبير"، وأخْبرَه أنّه لن يتدخّل لدى الحكومة الهندية منْ أجل إرسال أغطية وموادّ غذائية إلى المتضررين من زلزال الحسيمة، "حيتْ هاداكشّي كايْن في درب عمر"، يقول الوفا، غيْرَ أنّه لم يعترض على إخبارِ الحكومة الهنديّة بما وقعَ في مدينة الحسيمة ووضعها في الصورة. وقالَ وهو يتحدّث عن فحْوى محادثته مع المسؤول المغربي "الكبير" الذي قال إنّه اتصل به "أنا غادي نمشي عندهم (الحكومة الهندية) ونقول لهم ها اشنو وقع في الحسيمة، أمّا يْبداو ينزّلو عليّا الغطيان وينزّلوا عليا الخبز وأتاي وانا عندي فدرب عمر الغطيان وعندي أتاي هادي لا"، وتابعَ الوفا أنّ المسؤولَ "الكبير" ردّ بالقول "آش هادشي آسي الوفا، حنا مزاوكين فيك ما تفضحناش". وأتَى رفْضُ السفير الوفا، وقتئذ، التدخّل لدى الحكومة الهندية قصْدَ إرسال أغطية وموادّ غذائية إلى المتضررين من زلزال الحسيمة، بناءً على الأوامر التي وصلتْه من الرباط أكْله، إذْ أنّ اكتفاءه بإحاطة رئيس الحكومة الهندية بما وقع في الحسيمة جعل هذا الأخيرة يقدّم له شيكا باسم المملكة المغربيّة، "وقال لي ديرْ فيه اللي بغيتي"، يقول الوفا، مضيفا "هكذا يكون التعاون الدولي". إلى ذلك، اعترف الوفا، وإنْ بشكل غير مباشر، عنْ وجود "تواطؤ" من طرف السلطات للسماح للمواطنين بتشييد المساكن في أماكن يُمنع فيها البناء، مثل الودْيان، مع ما يشكّله ذلك من خطر على حياتهم في حال وقوع فيضانات، كما حدث في أوريكة، وقال في هذا الصدد "هادوك اللي بْناو فالوادْ حتى هوما مخلّصين شي حاجة ما نعرفش اشناهي، وفي أوريكة تركوهم يبنون".
