تعدّ سنوات ما يبعد التخرّج أكثر السنوات التي يبحث فيها الناس عن عمل، بما أن معظم خريجي المعاهد والمدارس والجامعات، لا يتجاوزون سن الثلاثين، وغالبًا ما يكون المتخرّج حديثًا دون خبرات مهنية في سوق العمل تسمح له بمقارعة بعض المرّشحين الخبراء الذين يغادرون شركاتهم لأسباب متعددة، فينافسون شبابًا لا يتوّفرون في سيرهم الذاتية سوى على اسم دبلومهم، وبعض الفترات التدريبية هنا وهناك. لذلك، تخصّصت الكثير من الدراسات والمقالات في مساعدة الشباب المتخرّج على تجاوز الفترة الصعبة التي يمرّون بها بعد تخرّجهم مباشرة، فكثيرًا ما تنتاب الأحاسيس السلبية هؤلاء الشباب، ويتحوّل الحصول على عمل قارٍ مهمة صعبة، خاصة وأن الكثير من الشركات، لا تثق كثيرًا في المتخرّجين حديثًا، وتضع الشرط الأساسي للتقدم لوظائفها هو التوّفر مسبقًا على خبرة. إحدى خريجات جامعة ميشيغان الأمريكية الشهيرة، نشرت مقالًا قيما على موقع levo، قدمت فيه عشر نصائح أساسية للخريج قصد الحصول على عمل، أوّلًا اتباع مسارات الخريجين السابقين والاستفادة من الخطوات التي قاموا بها لأجل التوظيف. ثانيًا: عدم ترك اليأس يدب بسرعة في نفسك، فحتى خريجو كبار الجامعات الغربية يعانون من عدم تواصل المقاولات مع طلباتهم بالعمل. ثالثًا: الاستفادة بعد التخرج من بعض التكوينات السريعة التي تدعم الدبلوم المحصل عليه. رابعًا: البحث عن تداريب مجانية عند الشركات الكبرى التي تعلن عن التوظيف من حين لآخر. خامسًا: إظهار قدراتك في التدريب وطلب القيام بمهمات صعبة تؤكد كفاءتك. سادسًا: الاستفادة من هذا التدريب كي تعرف حقيقة قدراتك وطبيعة المهام القادر عليها حتى تكون متأكدًا من توجهك المهني مستقبلاً. سابعًا: تطوير مهارات موازية أثناء التدريب، يمكن أن تشكّل دفعة لسيرتك الذاتية. ثامنًا: الاستمرار في المطالعة وتوسيع المعارف. تاسعًا: الابتعاد عن الحزازات التي يمكن أن تقع بين الأصدقاء بسبب مآل تخرجهم وحظوظهم في إيجاد الوظائف المطلوبة. عاشرًا: لا تنسى أنك شاب في أزهى مراحل الاستمتاع بالحياة، لذلك لا تجعل كل همك في إيجاد عمل. ويقدم موقع instructables سبعة نصائح أخرى للمتخرّجين الجدد. أوّلًا الاعتناء بالسيرة الذاتية والتدقيق فيها وطلب تقييمها من لدن المتمرّسين على الترشيح للوظائف. ثانيًا: تقوية العلاقات مع المحيط، ويمكن البدء هنا بمصالح التدريب في المؤسسة التي درست بها، فيمكن أن تدلك على بعض العناوين لمقاولات تبحث على الدوام عن الكفاءات. ثالثًا: التوفر على موقع خاص أو مدونة تحتضن أعمالك ومنجزاتك أو على الأقل تقوية حساباتك في المواقع الاجتماعية، خاصةlinkedin . رابعًا: البحث عن وظائف بشكل دائم في مواقع التوظيف. خامسًا: البدء في ترشيح نفسك قبل تخرّجك لربح الوقت. سادسَا: الاستعداد الجيّد لمقابلات العمل ومعرفة الأسئلة الشائعة وكيفية الإجابة عنها. سابعًا: الإصرار والمثابرة. في مقال جميل نُشر على موقع huffingtonpost، يقول David Geller وهو صاحب مؤلفات تحفيزية، إن أفضل شيء يمكن أن يقع للمتخرج حديثًا هو الفشل، بمعنى أن الفشل هو قوة حقيقية، تدفع إلى مزيد من المثابرة، بل إنه طريق الحكمة، يقول الكاتب، مقدمًا مجموعة من النماذج الناجحة التي بدأت مساراتها بالفشل قبل أن تحقق ما تصبو إليه، منها الراحل Steve Jobs الذي طُرد من شركة أسسها، ولاعب كرة السلة الشهير Michael Jordan الذي فشل في 9 آلاف رمية كرة طوال حياته. بقي أن نشير إلى واحدة من أهم السمات التي تشفع للخريجين الباحثين عن عمل دون أن يملكوا خبرة، وهي العمل التطوّعي، إذ تشير Jacquelyn Smith، في مقال بموقع Forbes، إلى أن واحدًا من كل خمسة مكلفين بالبحث عن كفاءات في موقع Linkedin، يعتبر العمل التطوعي سمة مهمة للاتصال بالمرشح، خاصة وأنه ينمي قدرات الإنسان ويؤكد مقدار تضحياته الجسام من أجل المؤسسة. وليس ضروريًا أن يكون التطوّع فقط في العمل الخيري كرعاية الأطفال المتخلى عنهم وجمع التبرعات، بل يمكن أن يكون مع الجمعيات التي تعمل في مجالات تهم المرّشح، ويمكن من خلال تطوّعه معها تطوير قدراته المهنية. اكتشفوا قافلة Renault