نددت منظمات دولية غير الحكومية بالوضعية غير الإنسانية التي تعيش في ظلها النساء الصحراويات بمخيمات تندوف، داعية المجتمع الدولي إلى مساعدتهن لاسترجاع حقوقهن المغتصبة. ورسمت هاته المنظمات، خلال تدخلاتها أمام اللجنة الرابعة للأمم المتحدة، صورة قاتمة عن وضعية الصحراويات في تندوف، منددة بالممارسات غير الآدمية في حقهن، معددة العبودية، والزواج والإنجاب القسريين، وكذا فصل الآباء عن أطفالهم عبر إرسالهم إلى بلدان أخرى، حيث يتم شحنهم بإيديولوجية الكراهية. وفي هذا السياق، أبرزت آنا ماريا ستامي سيرفوني، رئيسة منظمة "إنترناشيونال فيمينال ديموكراتيكا دي سينترو"، أنه في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم إلى الأزمة الإنسانية في الشرق الأوسط، فإن السكان المحتجزين في مخيمات تندوف، وخاصة النساء والأطفال، " لا يزالون يعانون في صمت ويتحملون تبعات نزاع عمر طويلا". وعبرت سيرفوني عن أسفها لكون "النساء في هاته المخيمات لا يزلن يعانين في ظروف مزرية، لاسيما عندما يتم إرسال أطفالهن، قسرا، إلى بلدان حيث يتم شحنهم بإيديولوجية الكراهية ،التي تروج لها الجزائر والبوليساريو"، مضيفة أن "هؤلاء النساء، اللائي يعانين من الهشاشة، يتم إرغامهن على السكوت حيال أعمال العنف الجسدي والنفسي الممارسة عليهن". من جانبها، استنكرت جين باحيجوب، التي تمثل منظمة "فاميلي بروتيكشن"، انتشار حالات الاعتداء الجنسي والزواج القسري بين الفتيات والنساء الصحراويات في هذه المخيمات، وأبرزت أن "العديد من الصحراويات، اللاتي تمكن من الفرار من المخيمات، أكدن أنهن كن ضحايا للاعتداء الجنسي، والزواج والإنجاب القسريين، في سياق سياسة غير إنسانية تهدف إلى خلق ساكنة متشبعة بإيديولوجية الكراهية للمملكة المغربية"، معربة عن الأسف لأنه، أمام رفض الجزائر إجراء إحصاء للساكنة التي تعيش في المخيمات، سيكون من الصعب معرفة العدد الحقيقي لحالات الولادة والزواج المبكر والقسري، والعنف والقتل. بالمقابل، تقول باحيجوب، فإن النساء اللاتي يعشن في الوطن الأمّ "يستفدن من التشريعات الوطنية التي تضمن حمايتهن، وتمتعهن بكامل حقوقهن"، مضيفة أن "هاته الحالات تم توثيقها في شهادات المقررين الخاصين لمنظمة الأممالمتحدة". من جهتها، حثت إليسا فاليسكا كروجر ألفيس دا كوستا، الاختصاصية في علم النفس والخبيرة في مجال الجريمة والعنف، المجتمع الدولي على التحرك لوضع حد لمعاناة النساء الصحراويات في مخيمات تندوف، حيث "يعاني معظمهن من اضطرابات ما بعد الصدمة، المرتبطة بكافة أشكال العنف البدني والنفسي" وفق إفادتها أمام اللجنة الأممية الرابعة. وفي هذا الصدد، استنكرت الخبيرة الدولية عملية استغلال النساء الصحراويات من قبل آلة الدعاية التي تمارسها البوليساريو، لإثارة انتباه المنظمات غير الحكومية الدولية، والحصول على المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أن "الوضعية الإنسانية في مخيمات تندوف ما فتئت تعرف تدهورا، في ظل غياب أي زيارة ميدانية للمنظمات غير الحكومية، من أجل الحصول على معلومات حقيقية حول محن النساء، والتي دامت أزيد من 40 سنة". بدورها، سلطت المتدخلة فاطمة لامين الضوء على ممارسة العبودية في مخيمات تندوف، وخاصة تجاه النساء من ذوات "البشرة الملونة" اللاتي يتم "بيعهن أو إجبارهن على الزواج دون موافقتهن"، معتبرة أن الأمر يتعلق بواقع لا يمكن إخفاؤه إلى الأبد من قبل "البوليساريو" ومناصريهم من الجزائريين، وقالت الناشطة إن العديد من المنظمات غير الحكومية الدولية، مثل منظمة العفو الدولية، نددت بالعبودية وطالبت بفتح تحقيق بشأن ظروف العيش المزرية والمعاناة التي يتكبدها النساء من ذوات" البشرة الملونة" بالمخيمات على التراب الجزائري.