لم تترك الممثلة والمُخرجة المغربيّة لطيفة أحرار فُرصة لقائها بالجمهور في حفْلِ تكريمها ضمنَ مهرجان الفيلم الأمازيغي القصير بمدينة سيدي علال البحراوي، مساء أمسٍ السبت، دُونَ الحديثِ عن التطرُّف الديني، وأعمالِ العُنْفِ المُرتكبة باسم الدّين، والتي تنامتْ في الآونة الأخيرة. أحرار، التي اختيرتْ لتكونَ أوَّل الفنّانين المُكرّمين في مهرجان سيدي علال البحراوي، في دورته الأولى، التي تُختتم فعالياتها اليوم الأحد، حرصتْ على ختم الكلمة المقتضبة التي ألْقتها قبْل تسّلمها شهادة التكريم، بالدعاء ليعمّ السلام، قائلة: "الله يجعل السلام يعمّ جميع بقاع العالم". وعبّرتْ الممثلة والمخرجة المغربية في تصريح لهسبريس عن سعادتها بالحفاوة التي استُقْبلتْ بها من طرف جمهور سيدي علال البحراوي، الذي حجَّ لحضور حفْل تكريمها، معتبرةً أنّ الفعْلَ الثقافيَ باتَ تكثيفُ حضوره على الساحة أمرا مُلحّا، في وقْت يشهد العالم منزلقات خطيرة، على حدّ تعبيرها. وأضافت أحرار أنَّ الفعْلَ الثقافيَّ يجبُ أنْ يجدَ له مكانا في الساحة المغربيّة، لكونه هو الكفيل بتجنيب الشباب المغربيِّ الانزلاق نحوَ التطرّف، أو الإدمان على المخدّرات، وهوَ الكفيل بجعلهم شبابا فعالا ومُبدعا وطموحا "لا يضيعُ وقْته هدرا في أشياء تافهة وخطيرة"، تقول أحرار. وحرصتْ الممثلة المعروفة بأدوارها الجريئة على توجيهِ رسائلَ إلى المغاربة، خاصّة منهم الشباب، تحثّهم فيها على الحرْص على الاستقرار الذي يعيشه المغرب، وذلك من خلال تملّك فكر متنوّر، يجعل الفرد متقبلا للآخر، ويتعايش معها في سلام. واعتبرتْ أحرار، التي استُقبلتْ بالزغاريد من طرف جمهور سيدي علال البحراوي، أنَّ الساهرين على تنظيم المهرجان "فكروا في لطيفة ليس فقط كفنانة أمازيغية، بل كصوت حُرٍّ من أصوات الإبداع المغربي، وهذا اعتراف بالحساسية التي أمثلها"، وأضافت: "جميل أنْ تكونَ مُكرّما في هامش المركز". وبخصوص اختيارِ الاحتفاء بالسينما الأمازيغية في أوّل دورة لمهرجان الفيلم الأمازيغي القصير بسيدي علال البحراوي، قالتْ أحرار إنّ الاحتفاء بالفلم الأمازيغي هو احتفاء بالهوية المغربية وبجزءٍ كبير من المغاربة والجذور المغربيّة، ويؤكّد تعايش الثقافة المغربية بجميع تنوعاتها وحساسياتها. لطيفة أحرار، حرصتْ منذ لحظة وصُولها إلى مبنى دار الشباب بسيدي علال البحراوي حيثُ أقيمَ حفْل تكريمها، على أنْ تتفاعلَ مع جمهورها، إذْ رفضتْ إدخالَ سيارتها إلى داخل المبنى، وفضلتْ أنْ تدخل من الباب الذي يدخل منه الجمهور، قبْل أنْ تؤدّي رقصة إلى جانب فرقة أحيدوس. مدير مهرجان الفيلم الأمازيغي القصير بسيدي علال البحراوي، إبراهيم سويكن، وضفَ الفنانة المكرّمة، والتي تنحدر من إيموزار مرموشة، بسفيرة الثقافة المغربية في العالم، قائلا: "إنها إنسانة مثقفة بكلّ ما للكلمة من معنى، وتتحدّث عدّة لغات، وهذا ما يجعل منها سفيرةً للمغرب، ثقافيا، في العالم".