اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الإثنين بجملة مواضيع في مقدمتها الإرهاب خاصة تنظيم (داعش) المتطرف وسبل مواجهته والقضاء عليه، والأزمة السياسية في لبنان، فضلا عن مواضيع إقليمية ومحلية. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان (تطوير التعليم أولوية عاجلة) عن ما أسمته تصاعد الاهتمام والحوار حول أهمية تطوير التعليم فى مصر، باعتباره أولوية عاجلة مشيرة إلى الاجتماع الذي ترأسه رئيس الحكومة ل(صندوق تطوير التعليم) بوصفه من الأدوات التى يمكن من خلالها "إحداث طفرة تعليمية" في البلاد. وأكدت أن عملية تطوير التعليم عملية مستمرة، وتحظى باهتمام الحكومة والرأى العام وقالت إن عملية تسريب أسئلة امتحانات الباكالوريا دفعت بقضية التعليم إلى تصدر النقاش العام فى مصر، وتحاول الحكومة المصرية استحداث آليات جديدة للقضاء على هذه الظواهر السلبية. وفي سياق متصل اشارت صحيفة (الأخبار) في مقال ، إلى ما طرحه وزير التعليم العالي من أن وزارته تدرس حاليا وضع نظام جديد للقبول بالجامعات، لا يعتمد على نتائج امتحانات الثانوية العامة - المجموع - فقط، بل يعتمد على قياس قدرة الطالب الذهنية مشيرا إلى أن الوقت حان " كي يتم تقسيم مصر إلى خمس مناطق اقليمية في امتحانات الثانوية العامة"، بحيث يكون لكل منطقة امتحان الثانوية العامة خاص بها، وبذلك تنتهي مشكلة الامتحان الموحد . ودعت الصحيفة لتشكيل لجنة متخصصة من الخبراء والمتخصصين لدراسة هذه الرؤية من جميع جوانبها قبل الشروع في تطبيقها . أما صحيفة (الوطن) المستقلة فتحدثت عن مواصلة الجيش المصري مطاردة فلول الجماعات المسلحة في سيناء وقالت إن مروحيات (الأباتشي) قصفت بؤرة لعناصر تنظيم ما يسمى (بيت المقدس) الإرهابي في مزارع جهاد أبو طبل جنوبالعريش (شمال سيناء)،بعد رصد تجمع عدد كبيرمن عناصر هذا التنظيم استعدادا للقيام بعمليات إرهابية بالمدينة، مما أسفر عن مقتل 30 عنصرا وإصابة 40 آخرين. وفي البحرين، قالت صحيفة (الوطن) إنه حتى نهاية الثمانينات من القرن العشرين على الأقل لم تكن مصطلحات "سني، وشيعي" شائعة كثيرا في مفردات قاموس اللهجة المحلية، فالبحرينيون كما هم بتنوع أصولهم، وأديانهم ومذاهبهم، مستطردة أن حركة الاحتجاج السياسي العنيفة في التسعينات كرست تلك المفاهيم، واستمرت إلى ما بعد الإصلاح عندما تحول القائمون على تلك الاحتجاجات إلى تنظيم سياسي مرخص، فعملوا على "ترسيخ مفاهيم عنصرية بين السنة والشيعة (..)". وأوضح رئيس تحرير الصحيفة أن الإشكالية ليست في وجود تنوع إثنو طائفي في البحرين، بل في وجود هويات فرعية أقوى بكثير من الهوية الوطنية الجامعة، ولا توجد جهود لإذابة تلك الهويات الفرعية، ما يعني تحديا كبيرا بدأ الآن وسيزداد مستقبلا، مشددا على أن بداية التصحيح يجب أن تكون شاملة، بحيث يشعر المواطن بالدولة وسيادتها في كل مكان، "بدلا من تركها لتنظيمات أو رجال ثيوقراطيين يضللون الجماهير، ويمتلكون حق تشكيل هوية البحرينيين على أمزجتهم وأجنداتهم". وعلى صعيد آخر، أوضحت صحيفة (أخبار الخليج) أن أقل ما يمكن أن يوصف به رد فعل أمريكا وبريطانيا على تعليق أنشطة (جمعية الوفاق)، أنه "تجسيد للنفاق الفاضح"، مع الأخذ في الاعتبار سعي البلدين الحثيث وحرصهما الكبير على ضمان مصالحهما في البحرين وفي المنطقة، بما في ذلك الحرص الشديد على توقيع الاتفاقيات العسكرية والاستثمارية. وبعد أن أشار رئيس تحرير الصحيفة إلى أن حل (جمعية الوفاق) كان أمرا ملحا لا مفر منه، بعد أن "تمادت في نهج التطرف واللجوء إلى العنف (..)"، أبرز أن توجيه الانتقادات إلى البحرين، بناء على معلومات مغلوطة ومضللة، يمكن أن يلحق ضررا فادحا دائما بالعلاقات بين أمريكا وبريطانيا والبحرين. وقالت الصحيفة إنه لا يمكن وصف ما قاله جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إلا بأنه "قمة السخف والاستفزاز"، وذلك عندما أعلن أنه "منزعج أشد الانزعاج" من قرار حكومة البحرين تعليق أنشطة (جمعية الوفاق)، ودعوته الحكومة إلى التراجع عن القرار. وبالأردن، اعتبرت صحيفة (الرأي) أن الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الأمة العربية اليوم غير مسبوقة مبرزة أن هذه الهجمة وإن كانت تحمل عنوان محاربة (داعش) وضرب الإرهاب فإن الحقيقة تقول غير ذلك، "لأن الثابت من الحقائق يقود إلى مشروع كبير يهدف إلى تقسيم المنطقة بشكل يضمن مصالح الدول الكبرى ويحفظ أمن إسرائيل". وأشارت الصحيفة، في مقال، إلى أن ما يجري الآن في العراق وسورية، هو مشروع التقسيم، وبالتالي قيام الشرق الأوسط الجديد، الذي بشرت بقيامه الإدارة الأمريكية قبل عقد من الزمن، وبالتحديد خلال غزو العراق، وما بعده خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في حرب (يوليوز) عام 2006. ومن جانبها، كتبت صحيفة (الغد) في مقال، أن "داعش" التنظيم يتقلص إلى حد الانهيار في معقليه الرئيسيين العراق وسورية، لكن هذا الإنجاز، تضيف الصحيفة، يعيد طرح السؤال عن مصير "داعش" الفكرة، الإرهابية المتوحشة، والتي تكاد تصبح عالمية الإلهام، ومن ثم الانتشار، تتبناها تنظيمات في إفريقيا وآسيا وأوروبا، وأسوأ من ذلك تبنيها من قبل أفراد يشكلون "ذئابا منفردة"، قادرين على قتل العشرات، بقرار ومجهود ذاتيين. وأضافت الصحيفة أنه بعد خبرة سنوات مع "داعش"، فإن الإجابة عن السؤال السابق، أي إمكانية ظهور "داعش" جديد أو أكثر مستقبلا، من عدمه، تبدو معلقة على نتيجة التفاعل وحتى الصراع بين تيارات ثلاثة، مبرزا أن انتصار تيار "الإصلاح الشامل" أو تسيده المشهد هو "الضمانة الوحيدة للقضاء على (داعش) فكرة كما تنظيما للأبد، وبما يحمي الدول العربية، شعوبا وأنظمة". وفي قطر اعتبرت صحيفة ( الشرق) في افتتاحيتها أن زيارة العمل القصيرة التي قام أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، أمس إلى تركيا ،" جاءت لتؤكد متانة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والأهمية البالغة التي توليها القيادة في قطروتركيا للأمن والاستقرار في المنطقة، والحاجة الملحة في ضوء ذلك إلى التنسيق والتشاور لمواجهة التحديات الإقليمية ". و ترى الصحيفة أن القمة القطرية التركية التي بحثت سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وآخر تطورات الأحداث في المنطقة والمستجدات على الساحة الدولية، "تأتي وسط تجانس وتناغم في الإرادة السياسية، والرؤية للقضايا الإقليمية، وتوافق في التقييم حيال الأزمات والقضايا التي تشهدها المنطقة، وفي مقدمتها الأزمات في سوريا، وليبيا، واليمن، والوضع في العراق، وتعثر عملية السلام" . و تعليقا على المذكرة التي كتبها 51 دبلوماسيا أمريكيا مؤخرا ،و التي تضمنت مطالبة الرئيس أوباما بتنفيذ تحرك عسكري ضد نظام بشار الأسد، لاحظت صحيفة ( العرب ) في مقال لها أن هذه المذكرة "لم تحظ بالاهتمام الذي تستحقه من قبل الدوائر الحكومية الامريكية ، فهي ليست الأولى، إذ سبقها أربع إلى خمس مذكرات تمردية بين عامي 2014-2015"، معتبرة أن المهم هو أن المذكرة "عكست إحباط بيروقراطية الخارجية الأمريكية تجاه ما يجري " . و أكدت الصحيفة أن مثل هذه المذكرة "ليست موجهة إلى إدارة أوباما وهي في آخر أيامها، وإنما للحكومة المقبلة لعلها تضع الأساس مع الوضع السوري"، مضيفة أنه "حين نتحدث عن الإدارة المقبلة فنحن نتحدث عن إدارة هيلاري كلينتون الداعية إلى تسليح المعارضة وفرض مناطق آمنة للسوريين في الشمال" . وبلبنان، أشارت ( الجمهورية ) الى أن الاسبوع الحالي يبدأ بمجموعة من الملفات المعقدة، بدءا بالحوار الوطني ( بين رئيس الحكومة والكتل النيابية ) العالق في الانقسامات الحادة بين القوى السياسية، والملف الرئاسي الذي ستعقد الخميس المقبل جلسة انتخاب إضافية الى مسلسل الجلسات الفاشلة، والقانون الانتخابي النيابي المحبوس في قفص السلبيات والرؤى المتناقضة التي تحكم جلسات اللجان النيابية المشتركة، وصولا الى الوضع الحكومي الذي بلغ في الآونة الأخيرة أعلى مستويات الإرباك والهشاشة باعتراف رئيس الحكومة تمام سلام . أما ( الأخبار ) فاهتمت باعترافات أحد أبرز أفراد المرتبطين بتنظيم ( داعش ) الإرهابي، الذين أوقفوا خلال الأشهر الماضية بلبنان، مبرزة أن اعترافات الأخير كانت المصدر الأساسي للمعلومات التي استندت إليها الأجهزة الأمنية اللبنانية لإعلان حالة الطوارئ . وذكرت الصحيفة أنه جرى التكتم على مضمون هذه الاعترافات من قبل جهاز الأمن طوال الفترة الماضية، كي لا يخلق حالا من الهلع، موضحة أن هذا الإرهابي تحدث عن عمليات انتحارية وانغماسية يهيأ لها في شهر رمضان ضد أهداف في الضاحية الجنوبية لبيروت وعن عمليات تفجير يعد لها ضد سفارات أجنبية .