اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الخميس، بجملة مواضيع ،في مقدمتها الإرهاب وسبل مواجهة الجماعات المتطرفة خاصة تنظيم (داعش) الإرهابي، وعلاقات تركيا مع كل من إسرائيل وروسيا، فضلا عن مواضيع أخرى محلية. ففي مصر ركزت الصحف على الاحتفال بذكرى (ثورة 30 يونيو) 2013 وقالت صحيفة (الأهرام) إن المصريين خرجوا في مثل هذا اليوم "بالملايين يدافعون عن هويتهم ووحدة وسيادة دولتهم، التى كانت على شفا الانقسام والتفتت(..)". واعتبرت أن هذا اليوم " يطل علينا وقد مرت ثلاث سنوات على هذا الحدث، الذى لم يغير وجه مصر فقط، بل هز المنطقة العربية والشرق أوسطية بالكامل، وأوقف مسلسل نشر -الفوضى الهدامة- فى الدول العربية" مؤكدة أن هذه الثورة أعادت " تصحيح مسار الدولة المصرية ورسخت هوية الدولة التى كان يتم تزييفها". بدورها كتبت صحيفة (الأخبار) ،في مقال، أن مصر كانت ،في مثل هذا اليوم قبل ثلاث سنوات، على موعد مع القدر كي تسجل بحروف من نار ونور نهاية فترة مريرة وثقيلة من تاريخها، وبدء مرحلة جديدة من مسيرتها الوطنية نحو البناء والتنمية . وأكدت أن الثلاثين من يونيو كان وبحق " ثورة شعبية كاسحة وشاملة وغير مسبوقة في تاريخ الأمم والشعوب، هبت فيها الملايين من أبناء مصر لإعلان إرادتها و"إنقاذ مصر من المصير الأسود والكارثة المؤكدة التي كانت الدولة تنحدر إليها ". أما صحيفة (الجمهورية) فكتبت في افتتاحيتها إن قيمة هذا اليوم ستبقى " عظيمة وهائلة في قلوبنا وعقولنا (...) لقد كانت ثورة 30 يونيو 2013.. حتمية تاريخ.. أنقذت مصر وشعبها من مخاطر الفوضى والإرهاب.". لقد اكتشف المصريون –تقول الجمهورية- قوتهم الحقيقية في هذا اليوم الخالد من التاريخ ،حين وقف الشعب وقواته المسلحة" يدا واحدة قوية تدافع عن شرف الوطن، وتعيد للمصريين الاحساس بالعزة والكبرياء القومي." وبالأردن كتبت صحيفة (الدستور) أنه يمكن فهم العمليات التي قامت بها (داعش) مؤخرا، سواء في تركيا أو في لبنان أو الأردن، في سياق التحولات التي جرت على استراتيجية هذا التنظيم، مشيرة في مقال إلى أن هذه المرحلة ربما ستكون الأخطر والأكثر شراسة في مواجهة (داعش) مع محيطها الخارجي، كما أنها ستفرز نسخة جديدة من الإرهاب الأشد توحشا. وترى الصحيفة أنه بالنسبة ل (داعش) هذا ليس مكلفا لأن من يقوم بهذه العمليات عدد من المتعاطفين المؤمنين بالفكرة أو المجندين، كما أنها من جهة ثانية تمنحها طاقة للتجدد والتمدد وجذب المؤيدين وإرباك العالم وإلحاق الخسائر به، وهذا، بالضبط، - تضيف الصحيفة - ما يريده التنظيم الذي أصبح يمتلك شبكة من الفروع وعشرات الآلاف من المقاتلين وأرضية سوسيولوجية تغذيه، ومصالح إقليمية ودولية تتواطأ معه، "والأهم من ذلك إيديولوجيا يتغطى بها، وتوحش أصبح يثير الرعب في العالم كله" . وارتباطا بنفس الموضوع، ترى صحيفة (السبيل) أنه من المستبعد أن يصمد (داعش) كثيرا في الأراضي العراقية والسورية والليبية، فالعالم كله يتوحد ضده عسكريا، ولكن - تضيف الصحيفة في مقال - أنه من المستبعد أيضا أن تكون ذلك نهايته، حيث توزع أفراده على أنحاء العالم، وانتشار أفكاره المؤذية، ستجعل من القضاء عليه عملية صعبة، وطويلة الأمد. أما صحيفة (الرأي)، فكتبت، في مقال، أن المصالح المتبادلة المشتركة، بين تل أبيب وأنقرة، دفعت أردوغان إلى التخلي عن حليفه (حماس)، فأنكر شرط رفع الحصار عن غزة، واكتفى بالحديث عن توفير شروط إنسانية تخفف من الحصار، مع وعد بحل مسألة الجنود الإسرائيليين المفقودين، كما وضع أزمة سفينة "مرمرة" خلفه ، واكتفى بالتعويض وبيع الغاز الإسرائيلي في أوروبا. وأشارت إلى أنه في الوقت الذي بدأت فيه مراحل المصالحة الأردوغانية مع إسرائيل وتطبيع العلاقات معها، رأى أردوغان ضرورة المجازفة باتخاذ خطوته المفاجئة التالية باتجاه موسكو لإنهاء الخلافات ونتائجها المتراكمة، بعد تبخر حلمه بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وأضافت الصحيفة أن موسكو يبدو أنها كانت في انتظار هذه الخطوة فالتقطتها بسرعة، بهدف مقاومة الحصار الاقتصادي الغربي لموسكو وفي هذا الصدد ترى الصحيفة أنه في المشهد السوريالي اليوم، المصالح تتحكم في المواقف" "وعندما يتقدم الاقتصاد تتراجع السياسة، وينقلب الحليف على الحليف، وبالتالي الكل يكتب التاريخ حسب ما يناسبه". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوطن) إن الدولة البحرينية تركت على مدى عقود طويلة فكرة بناء هوية وطنية للقوى السياسية المختلفة، كان التعويل فيها على أن البحرينيين سيتعايشون تلقائيا مع بعضهم بعضا، موضحة أنه خلال العقد الأول من الإصلاح السياسي، اعتمدت الدولة على أن القوى السياسية كفيلة ببناء الهوية الوطنية الجامعة، لكن النتيجة كانت أن هذه القوى صنعت مجموعة من الهويات الفرعية، فهناك الهوية السنية، والهوية الشيعية، والهويات المناطقية، إضافة إلى مستوى أصغر من الهويات الدقيقة. وأكد رئيس تحرير الصحيفة أن تعدد الهويات ليس مشكلة في مجتمع البحرين التعددي، لكن المشكلة أن تكون الهويات الفرعية أقوى بكثير من الهوية الوطنية الجامعة، مبرزا جدوى تبني تجربة إستراتيجية مختلفة تعتمد على تحويل مهمة بناء الهوية إلى مسؤولية جماعية تشترك فيها كافة الأطراف، وأن تكون هناك قناعة بأن هذه المهمة لن تنتهي في أسبوعين أو سنتين، بل ستستغرق فترة لن تقل عن ربع قرن من الآن. وعلى صعيد آخر، أشادت صحيفة (أخبار الخليج) بالبيان الذي أصدره 54 عالما شيعيا بحرينيا، أول أمس، مبرزة أن هؤلاء "أطلقوا صرخة مدوية تقول (لا) لاختطاف طائفة وإلحاقها بمشروع طائفي سياسي توسعي، و(لا) لاستغلال فرائض الدين وتطويعها لمشاريع خاصة تستهدف ضرب الوطن، و(لا) للقمع الذي قوبل به أصحاب الدين السمح والفكر الوسطي المستنير على يد جماعة متشددة ومتطرفة تقصي الآخرين وتسعى للاستحواذ على كل شيء". وأوضحت الصحيفة أن الأثر الذي تركه هذا البيان في نفوس الكثيرين ليس بالشيء الهين، وخصوصا في مجتمع مثل مجتمع البحرين، شهد على مدى سنوات طويلة "محاولة جماعات مسيرة خارجيا من قبل النظام الإيراني للهيمنة على طائفة بأكملها"، معتبرة أن بيان رجال الدين الشيعة هو "مكسب كبير للوطن، ولجميع مكونات المجتمع البحريني، وخطوة شجاعة ستؤدي بلا شك إلى تشجيع الآخرين الذين يطبق الصمت عليهم جراء الخوف والرعب، على التحرر من الخوف والتحدث ضد القمع والإقصاء واستغلال الدين". وبلبنان، كتبت (الجمهورية) أن الهاجس الأمني يبقى "متقدما على كل ما عداه" خاصة وأن البلد في ظل هذا الجو القلق واقع على خط المعاناة، في منطقة تغلي، وتعصف بها موجات كثيفة من العنف والارهاب. وأشارت الصحيفة الى استمرارا التحقيقات العسكرية في الهجوم الإرهابي ليوم الاثنين الماضي، مع إجراءات ميدانية مكثفة للجيش اللبناني وعمليات عسكرية متصاعدة على الحدود اللبنانية السورية. وتزامن هذا، تضيف الصحيفة، مع مداهمات متتالية تنفذها الوحدات العسكرية بحثا عن الإرهابيين في العديد من المناطق اللبنانية، مبرزة ما حققه الجيش بإلقاء القبض على شخص يوصف ب(الرأس الكبير)، كتدليل على خطورته، وله ارتباط مباشر بعمليات إرهابية كانت قيد الاعداد. أما (الأخبار)، فأكدت نقلا عن مسؤولين أمنيين وسياسيين أن لبنان دخل " مرحلة أمنية هي الأخطر منذ عام 2011"، موضحة أن المعطيات التي يتناقلها أمنيون ومسؤولون في السلطة السياسية، فإن الحديث عن أعمال إرهابية في لبنان :لم يعد سيناريو محتملا وحسب، بل خطة عمل كانت جريمتا بلدة القاع الاثنين الماضي بداية لها". وأبرزت أن ما يثير القلق، هو أن المؤشرات الأولية للتفجيرات التي وقعت ترجح دخول لبنان دائرة الصراع والاستهداف عبر موجات تستهدف عددا من الدول، بعدما قرر تنظيم (داعش) الهجوم أمنيا في عدد من الدول، نتيجة تراجعه العسكري في سوريا والعراق. من جهتها قالت (السفير) إنه سيتم إعادة تموضع للجيش على خلفية تعزيز الجبهة الحدودية الشرقية التي يسهر الجيش على حمايتها، مشيرا الى أن عشرة "انغماسيين" إرهابيين تم تدريبهم في أحد مخيمات اللاجئين السوريين في منطقة (وادي ميرا) لمدة ستة أشهر، قبل أن يتم إرسالهم، حيث تستمر محاولة العثور على إثنين لم ينفذا حتى الآن المهمة المطلوبة منهما (8 نفذوا تفجير الاثنين الماضي)، مشيرة الى أن سبعة من الانتحاريين الثمانية، تتراوح أعمارهم بين 16 و19 عاما فقط، وهم سوريون فيما يراوح عمر الانتحاري الثامن نحو 25 عاما وهو من جنسية عربية .