تناولت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء بمنطقة شرق أوروبا عدة مواضيع، من بينها التقارب الحاصل بين ألمانياوفرنسا بعد تولي إيمانويل ماكرون رئاسة فرنسا، والعلاقات الروسية الصينية بعد انعقاد منتدى "حزام واحد - طريق واحد" بالصين، ومستقبل التعاون التركي الأمريكي، والنقاش الدائر بالنمسا حول تنظيم انتخابات تشريعية سابقة لأوانها. ففي بولونيا، كتبت صحيفة "فيبورشا" أن التقارب السياسي بين فرنساوألمانيا ،الذي عززته قناعات إيمانويل ماكرون وأنجيلا ميركل الايديولوجية وتصوراتهما الاقتصادية المتقاربة، قد يشكل "نقطة تحول مهمة لمباشرة القضايا الحالية المطروحة على الاتحاد الأوروبي والاصلاحات التي يجب أن تطرأ على هذا المنتظم الأوروبي". وأضافت أن التقارب الفرنسي الألماني ،وإن كان يرتبط أساسا بمصالح الدولتين ،إلا أنه سينعكس "إيجابا بالضرورة " على حاضر ومستقبل الاتحاد الأوروبي ،لاعتبارات كثيرة أهمها وزن البلدين في الساحتين الدولية والقارية ،ومسؤوليتهما المعنوية في الحفاظ على مكون الاتحاد ،الذي يعتبران من مؤسسيه التاريخيين. وأكدت أن بولونيا "لها المصلحة في هذا التقارب"، بحكم ما يجمعها من علاقات سياسية وتعاون اقتصادي وطيد مع البلدين ،وتقاطع أفكارها ،خاصة مع الرئيس الفرنسي الجديد، حول ضرورة مباشرة إصلاح عميق للاتحاد الأوروبي ،حتى يكون في مستوى مواكبة التحولات التي تطرأ وستطرأ على الساحتين القارية والدولية . وفي نفس السياق ،اعتبرت صحيفة "فاكط" أن عجلة تطور الوضع السياسي والاقتصادي والأمني العالمي والأوروبي "تسير بسرعة خاطفة قد لا يدركها كل من تأخر عن الركب" ،وبالتالي فإن التقارب بين برلين وباريس ،الذي أبانت عنه نتائج زيارة إيمانويل ماكرون لألمانيا في مجملها ، توحي بأن البلدين "بلغا قناعة راسخة على أن أن إيلاء الاهتمام بشأن الاتحاد الأوروبي الداخلي يبقى أمرا عاجلا وضروريا إن لم يكن حتميا ". ودعت الصحيفة فرنساوألمانيا الى ضرورة الانفتاح على وجهات نظر كل الدول الأوروبية بدون استثناء ،حرصا على تحقيق الإجماع حول إصلاح منظومة الاتحاد ورص صفوف أعضاء الاتحاد لمواجهة كل التحديات ككتلة واحدة ،مبرزة أن ميزة الاتحاد الاوروبي هو أنه يضم دولا تحقق التكامل فيما بينها ،رغم التفاوت المنطقي والتاريخي في مجال الاقتصاد والاختلاف النسبي في المقاربات التي تخص السياسات الاقتصادية لكل بلد . ورأت الصحيفة أن "ما يجمع بولونياوفرنساوألمانيا أكثر مما يفرقها من حيث التصور الاقتصادي والسياسي والتوجه الأمني ومقارباتها لمعالجة القضايا الاجتماعية ،التي ترتبط بموضوع الهجرة الخارجية" ،وستشكل تلك البنيات جميعها "قاعدة صلبة لاستشراف مستقبل يطبعه التجانس" ،من أجل "تجاوز بعض اخفاقات الماضي وسوء التقدير في معالجة بعض القضايا الحاسمة". وفي روسيا، أوردت صحيفة (إكسباتيكا) تأكيد السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، أمس الثلاثاء أن توسيع السلطات الأوكرانية للعقوبات بحق روسيا يعد مظهرا آخر من مظاهر السياسة غير الودية وقصيرة النظر، مشيرا إلى أن مثل هذه التصرفات تظهر بجلاء من يعيق تنفيذ اتفاقيات مينسك. ونقلت عن بيسكوف قوله بهذا الشأن أن هذا القرار هو "مظهر آخر من السياسة غير الودية وقصيرة النظر تجاه الاتحاد الروسي، معتبرا أن إظهار مثل هذا العداء تجاه روسيا يؤكد مرة أخرى نوايا أوكرانيا ودورها في تدهور الوضع وتوقيف اتفاقيات مينسك". صحيفة (كوميرسانت) تناولت من جهتها المنتدى الدولي "حزام واحد - طريق واحد" الذي احتضنته بكين يومي 14 و 15 ماي الجاري، مؤكدة أن المنتدى كان بمثابة إعلان صريح عن الزعامة الإقليمية التي تعرب بكين عن الاستعداد لتقاسمها مع الشركاء باقتراحها المشاركة في التنمية وفتح الحدود الاقتصادية من دون الإخلال بالتزاماتها السيادية. وأضافت الصحيفة أن العلاقات الروسية الصينية دخلت مرحلة جديدة مشيرة إلى أنه يتعين على البلدين البحث عن سبل تحسين نوعية التعاون بينهما والرقي بالعلاقات الثنائية إلى مستوى تحالف رسمي، وهي الفكرة التي "تعارضها بعض الأطراف في الصينية وأصبحت موضع نقاش حاد ومستمر داخل الصين". وبحسب الصحيفة، فإن ما يهم روسيا، خلافا للدول الصغيرة والمتوسطة في أوروبا وآسيا، ليس مسألة التحالف في حد ذاتها وإنما المساهمة التي يمكن للتحالف الروسي–الصيني أن يقدمها في استقرار أو عدم استقرار الأوضاع في العالم، وخاصة في ضوء السياسة المتهورة للولايات المتحدة والمواقف السلبية غير الودية لأوروبا. وفي تركيا كتبت يومية (ستار) أن اللجوء ومنح صفة لاجئ للعسكريين المتورطين في المحاولة الانقلابية الفاشلة التي عرفتها تركيا في يوليوز الماضي يعتبر "تطورا أدى إلى تدهور العلاقات بين تركياوألمانيا". وأضافت الصحيفة نقلا عن رئيس الحكومة بنعلي يلدريم أنه يتعين على ألمانيا أن تقرر أنها إذا كانت ترغب في تطوير علاقاتها التاريخية وتعاونها مع تركيا، فإن عليها التوجه نحو تركيا وليس شطر الانفصاليين (حزب العمال الكردستاني أو حركة فتح الله غولن المتهمة بتدبير الانقلاب العسكري). وفي موضوع آخر، نقلت (دايلي صباح) تصريحات الرئيس أردوغان بعد المباحثات المباشرة التي أجراها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن استخدام ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية كمخاطب "لن يكون مقبول ا"، مؤكدا أنه "ليس هناك مكان للمنظمات الإرهابية في مستقبل منطقتنا". من جهتها، أكدت صحيفة (الفجر الجديد) أنه ليس مقبولا رؤية الولاياتالمتحدة البلد الصديق والحليف داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) يتعاون مع منظمة إرهابية من أجل القضاء على منظمة إرهابية أخرى. وفي النمسا، أوردت صحيفة (كوريير) أن رؤساء المجموعات النيابية لأحزاب المعارضة بالنمسا اتفقت أمس الثلاثاء على تنظيم انتخابات تشريعية سابقة لأوانها يوم 15 أكتوبر المقبل ، على إثر انهيار الائتلاف الحكومي المكون من الاشتراكيين الديمقراطيين والمحافظين. وأضافت الصحيفة أن ستتم المصادقة على هذا التاريخ يوم الأربعاء من قبل المجلس الوطني (الغرفة السفلى للبرلمان). وفي حال لم يتم هذا الأمر، يمكن للبرلمان أن يؤجل تصويته إلى غاية متم يونيو المقبل أي بعد انتهاء التحقيق البرلماني الجاري حول الظروف المشبوهة التي تم فيها اقتناء طائرات مقاتلة من نوع يويوفايتر سنة 2000. من جهتها، أجرت صحيفة (دير ستاندار) حوار مع كريستوف هوفينغر، محلل سياسي بمعهد الدراسات "سورا" حول حظوظ الأحزاب خلال الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها المقبلة، معتبرة أن المنافسة ستكون على أشدها بين أحزاب التحالف الحكومي السابق، الاشتراكيين الديمقراطيين والمحافظين من جهة، وأقصى اليمين من جهة أخرى. وتوقع المحلل أن تعرف هذه الانتخابات تسجيل نسبة مشاركة مرتفعة، معربا عن اعتقاده بأن الزعيم الجديد لحزب الشعب النمساوي سيباستيان كورز سيكون مطالبا بعدم ارتكاب أي خطأ يذكر كي يتصدر استطلاعات الرأي ويحصل على نسبة مهمة من الأصوات.