درءًا لأكذوبة الإستثناء المغربي، ووهم الإلدورادو المغربي المسوق له من طرف وسائل الإعلام المخزنية و التي ما فتئت تسوق لأطروحة : "أجمل بلد في العالم" ، "العام زين" و"المغرب دولة الحق و القانون و المؤسسات"، خرجت حركة شباب 20 فبراير كرد طبيعي منطقي على تردي المشهد السياسي و رافعة لشعارات إسقاط الفساد و الإستبداد. و لكونها تستمد روحها من عمق خصوصية الشعب المغربي باختلاف تلاوينهِ السياسية وَ الإجتماعية، فقد ضمت الحركة بين طياتها : إسلاميين و يساريين و ليبراليين ومستقلين، و كذا شيباً و شباباً، شباناً و شابات خرجو ليصرخو صرخة واحدة في وجه قوى القمع مطالبين بإصلاحات هيكلية عميقة و حقيقية. في بدايات الحركة كان شعار "بالوحدة و التضامن لي بغيناه إكون إكون" هي العملة و الفلسفة الجامعة لمختلف مكونات الحركة لكونها دينامية احتجاجية شعبية تذوب فيها مختلف العناصر متناسية انتماءَاتها الحزبية و التنضيمية و ملتزمة بالأرضية المتوافق عليها بالإجماع و التي تدور حول : الديمقراطية، الكرامة، الحرية و العدالة الإجتماعية .. لقد كان هذا هو الزمن الجميل .. "أيام العز" كما يقال .. بعد الإستفتاء المزعوم و الذي نعرف جميعا الظروف التي مر فيها أو بالأحرى التي مُرر فيها، و بعد التناقص النسبي للزخم الذي عرفته الحركة بفعل العزل و التشويه الذي طالها من طرف الإعلام الرسمي، بدأت تطفو على السطح تصرفات لاديمقراطية لأطراف محسوبة على التيار الإسلاموي تصاعدت حدتها تدريجيا لتصل في الأيام الأخيرة إلى حد تكفير محسوبين على تنضيم إسلامي لرفيقاتنا في الحركة ووصفهن ب"العريانات" و "العاهرات" خصوصا في مسيرة 23 أكتوبر الأخير!!، و هذا سلوك غير معقلن و غير مسؤول بل هو ضربٌ أرعن لقيم الديمقراطية التي تعد "المساواة بين الجنسين" مكوناً لا يتجزأ من كينونتها. إن هاته السلوكات الغير مبررة و اللامسؤولة من طرف "الجماعة المعنية" و المندرج في إطار "التعصب الجنسي" Sexisme المنبني على أطروحة اعتبار المرأة "ناقصة عقل و دين" ما هو إلا شوفينية جنسية مفضوحة و خرق سافر لأرضية الحركة التي تعتبر الديمقراطية قيمة مقدسة و حقيقة مطلقة لا غبار عليها. من جهة أخرى، كان العنصر الأنثوي و لا يزال ركيزة من ركائز الصمود و النضال في حراك الشعب المغربي بالخصوص و في جميع الحركات التحررية عبر العالم على وجه العموم، و لا ينتقص من دور المرأة و الفتاة في قيادة دواليب التغيير و تكريس الديمقراطية و القيم الكونية إلا مجنون أو ظلامي. لكل هاته الأسباب أعبر عبر صفحة هسبريس هاته عن تضامني المطلق و اللامشروط مع كل مكونات الحركة الذين يتعرضون للمضايقات و المناوشات و الإستفزاز من طرف الإسلامويين المعتبرين للديمقراطية مطية للوصول إلى الحكم لا غير. و لنا في التجربة الثورية الليبية درس ليعتبر أولي الألباب .. لنصرخ بصوت واحد كما كنا نصرخ في مسيراتنا دائماً : "النساء و الرجال، فالحقوق بحال بحال" ، و لنقل لكل حامل لمشروع مجتمعي لاديمقراطي مبني على العنف أو السوط أو على التمييزعلى أي وجه كان : "ماتقيسش رفيقتي"