بسم الله الرحمن الرحيم إذا كان التنوع البشري يستدعي التعارف (يا أيها الناس إنا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)1،فإن المشترك الإنساني يستدعي التحالف،فعلى أي أساس يكون التحالف؟ - أعلى أساس المجاملة المُتذرِّعة بلغة انهزامية تُضحِّي بالحق لتطييب الخواطر والظهور بمظهر الاعتدال؟ - أم على أساس الغلبة والقهر اللذان يفرضهما تحكم الأقوياء في السياسة الدولية؟ - أم على أساس مقولة "دار الإسلام" و"دار الكفر" التي لا يفقه من يتبناها أسباب الورود ويَستعجِل الصدام؟ - أم على أساس التقليد البليد للغالِبين،والنظر باشمئزاز واحتقار لمظاهر الخصوصية البادية في المجتمع؟ إن قيم العدل والحرية والجمال والمحبة والسلام والحق والصدق والكرامة قيم مشتركة بين جميع البشر،لا وطن لها،تستوطن النفس البشرية،قد تُطمر حينا بفِعل الزلات والغفلات والأطماع وتشوف الأفراد والجماعات غير المشروع للسلطة والمال والتوسع،بل قد تُزهق أرواح وتُستعمر بلدان وتُذل شعوب- كما حدث في التاريخ- باسم تلك القيم التي يمكن على أساسها عقد "حلف فضول" جديد يشبه القديم الذي جاء عنه في سيرة ابن هشام:" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "لقَدْ شهِدتُ في دار عبد الله بن جُدعانَ حِلفاً ما أحِب أنّ لي به حُمْرَ النَّعَم، ولو أدْعَى به في الإسلام لأجَبْتُ"،وذلك أن بني هاشم وبني المطلب وبني أسد بن عبد العزى وبني زُهرة وبني تيم اجتمعوا في دار عبد الله بن جُدْعان زمان كان محمد صلى الله عليه وسلم لا يزال غلاما فتعاهدوا وتعاقدوا أن لا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها وغيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا قاموا معه وكانوا على من ظلَمه حتى تُرَدَّ عليه مَظْلِمَتُه،فسمّت قريش ذلك حلف الفضول،وهو حِلف للفضائل والمروءة يُحْمَى بمقتضاه الضعيف والغريب،إذا هو حلف لنصرة المظلوم والوقوف في وجه الظالم،تحوَّل بمرور الوقت إلى مرجع يَفزَع إليه المستضعفون،ذكر ابن إسحاق أن الوليد بن عُتبة الأموي والي المدينة لعمه معاوية نازع سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهما في مال، وتحامَل الوليدُ على الإمام رضي الله عنه، فقال له الحسين : "أحلف بالله لتُنْصِفَنَّنِي من حقي أو لآخذنَّ سيفي، ثم لأقومنَّ في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لأدْعُوَنَّ بحلف الفضول !". فقال له عبد الله بن الزبير وكان حاضرا : "وأنا أحلِف بالله لَإن دعا به لآخذَنَّ سيفي، ثم لأقومن معه حتى يُنصَف من حقه أو نموت جميعا ،فبلغ الخبرُ المِسْوَر بنَ مخرمة رضي الله عنه فقال مثل ذلك،وقال عبد الرحمان بن عثمان بن عبيد الله مثل ذلك،إنه نداء إلى إقرار العدالة لا تحتمل الاستجابة له التأخير أو التأجيل،ولو تطلب الأمر استعمال القوة. إن الذي يغمض عينية عن رؤية الاختلاف بين الناس في اللغات والثقافات والأديان ووسائل العيش وأنماط التفكير لن تكون نظرته إلى الأشياء إلى عوراء،وخطواته إلى الأهداف إلا عرجاء،وما أجمل التعبير القرآني عندما يهز هؤلاء الذين يواجهون الواقع والوقائع بالإنكار:(ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك)2،وينبؤهم باستحالة حسم مادة الخلاف نهائيا في هذه الدنيا بل في الآخرة (إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون)3،ولذلك أعتقد أن الفصل بين الخلائق يوم الحساب يشتمل أيضا على متعة فكرية كبيرة،فبإمكان المرء أن يتصور الفصل في الاختلاف بين مقالات الخوارج والشيعة،ومقالات السنة والشيعة،ومقالات العلمانيين والإسلاميين،ومقالات الحسين وتقولات يزيد،ومقالات أنصار الطاعة المطلقة للحاكم وإن ظلم وتسلط على رقاب العباد ومقالات الذين قيدوا الطاعة بعدم الخروج عن جادة الحق والعدل والصواب،ومقالات دعاة الحماية المطلقة "لإسرائيل" ومقالات الذين قُتلوا وشُرِّدوا،ومقالات الذين يُزكون تقتيل الشعب السوري بدعوى الوقوف إلى جانب معسكر الممانعة والمقاومة،ومقالات الذين ينصرونه انتصارا لإنسانيتهم،ومقالات الذين يرجعون بأصل الإنسان إلى القرود ومقالات الذين يرجعون به إلى الخلق والتكريم الإلهيين،وغيرها من مقالات المختلِفين على مدار التاريخ الذي عرف أنواعا من التمركز حول الذات،وهو تمركز جرَّ على البشرية صنوفا من الحروب والمآسي والكوارث: - فالبعض تمركز حول ذاته المسيحية فشن حروبا صليبية ما زالت آثارها النفسية ورواسبها الصدامية بارزة في الكثير من جوانب الحضارة الغربية،ليس الاستعمار إلا أهون جرائمها وشرورها. - والبعض تمركز حول ذاته اليهودية (شعب الله المختار)4 فأسس سياسته على أساطير عنصرية يبرر بها اقتلاع شعب بأكمله من أرضه،ولا يسمح حتى بمجرد النقد لتلك السياسة. - والبعض تمركز حول ذاته الإسلامية فلم ير في العالم إلا "دار الإسلام" و"دار الكفر"،وهو تصنيف ابتدعه بعض الفقهاء ولم يَرِد لا في الكتاب ولا في السنة،فظهر المتمنطقون بقنابل العنف،والجاعلون من محاربة الغرب أولى الأولويات بينما التخلف يَنخُر مجتمعاتهم،أما المقابل الموضوعي لتصنيف"دار الإسلام" و"دار الكفر" فهو التصنيف الإنجيلي الصهيوني "محور الخير" و"محور الشر"،ولا تبعد عنه خرافة "نهاية التاريخ". إننا في عالم يراد أن يُختلق الصِّراع فيه ويُعمَّق بين ثلاثة من الأنبياء الكبار عليهم السلام:موسى وعيسى ومحمد،وهو صراع يفتعله أناس لا يؤمنون بالدين أصلا،وإنما تهمهم مصالحهم ونزواتهم،وسيظل المسلمون ينظرون بعين الريبة والشك والحذر إلى مجلس أمن ذي لون ديني واحد (باستثناء الصين)،يمارس عنفا خارجيا لا يُشكِّل في الحقيقة إلا انعكاسا وظلالا لعنف داخلي ينبعث من نفوس مهووسة بأجندة الهيمنة. ولكي نقارب الموضوع بتدقيق أعمق وننفتح على مجال أرحب نتساءل: - هل توفرت جميع ضمانات العدالة والإنصاف للأفراد والشعوب والدول في ميثاق الأممالمتحدة بعد أن تمت المصادقة عليه عام 1945 من طرف الدول الخمسة المؤسسة للمنظمة الدولية (الصين،فرنسا،بريطانيا،الولاياتالمتحدةالأمريكية،الاتحاد السوفياتي)،أي الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية،فكان الجو الذي وضع فيه الميثاق مفعما بالشعور بنشوة الانتصار،فلا جرم أن يَستَصحِب ذلك الشعورَ من وضعوا القوانين والمعاهدات والاتفاقيات لتنظيم العلاقات الدولية. - هل الفلسفة التي تحكمت في وضع القوانين والمعاهدات لها علاقة بالحق أم بالقوة لاسيما وأن الكثير من الشواهد تحمل على الاعتقاد بأن القوة كانت غالبا هي الفيصل والمرجع. - هل روعيت الخصوصيات الثقافية والدينية والجغرافية للدول أو اتُخذت الأممالمتحدة وسيلة لفرض ثقافة المنتصرين؟ - هل فعلا تحقق الأمن والسلام الذي نص ميثاق المنظمة الدولية على نية تحقيقه،أو أن الأمن والسلام لم يسبق لهما أن انتهكا مثلما هما منتهكان الآن، - هل يستفيد الناس كلهم من ثروات الأرض في ظل تَغوُّل الرأسمالية المتوحشة،واحتكار فئة قليلة لأكثر من 70% من الخيرات؟ ولأن معظم الأجوبة على هذه الأسئلة كانت سلبية تعالت أصوات الكثير من الدول بضرورة القيام بإصلاح شامل للأمم المتحدة: أولا :على صعيد الهيكلية العامة من حيث إعادة النظر في عدد الدول الذي تتمتع بحق الفيتو،ومن حيث إعادة النظر في مؤسسات المُنظَّمة الزائدة على الحاجة،ولم لا التفكير في مؤسسة جديدة بعد إعطاء الانطلاقة لنقاش عالمي تشارك فيه الدول والشعوب،ويواكب التطورات العالمية الجديدة المخالفة تماما لتلك التي أعقبت الحرب العالمية الثانية،وأعقبت "الحرب الباردة" وأعقبت "الحرب على الإرهاب"،للتعايش مع "ربيع الشعوب" والانفلات من قبضة اللوبيات الصهيونية والعلو الكبير لبني "إسرائيل". ثانيا :على صعيد خلق التوازن في اتخاذ القرارات بين مجلس الأمن الذي يمثل الأقلية وتكون قراراته ملزمة،والجمعية العمومية التي تمثل الأغلبية ولا تكون قراراتها ملزمة ( أكثر من 170 دولة)،فالدول المتحكمة في مجلس الأمن تتخذ منه غالبا وسيلة لتصفية الحسابات مع مخالفيها،وفرض سياساتها،ويصير كل تهديد لمصالحها تهديدا للسلم والأمن الدوليين،مما يتطلب النص على الحالات التي يمكن فيها استخدام حق النقض بما يقلل منها ويؤدي إلى توسيع قاعدة التشاور والتحاور. ثالثا:على صعيد احترام التنوع البشري والكف عن عولمة القيم الأمريكيةوالغربية المتصلة بقضايا حقوق الإنسان والإسكان والبيئة والمرأة،نعم يوجد من بين تلك القيم ما هو مشترك بين الناس ولكنه لأسباب سياسية يصير هامشيا لا وزن له. رابعا:على صعيد آليات تنفيذ القرارات وفض النزاعات،بما يضمن السرعة والجدوى والفاعلية. نأتي الآن على ذكر دليل واحد من دلائل الإيضاح التي تبين المخالفة الظاهرة للشعارات المرفوعة،وتؤكد الحاجة إلى الإصلاح: لقد تعايشت الأممالمتحدة بعد ثلاث سنوات من تأسيسها إلى الآن مع مشكلة عويصة معالم الحق فيها بادية وهي قضية فلسطين،إذ تعلق الأمر بشعب طُرد من أرضه (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق)،وتعرض لمجازر ومذابح وعمليات تطهير عرقي ممنهج على يد عصابات صهيونية لا تخفي دوافعها العنصرية،لذلك صدر قرار أممي اعتبر الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية تمكنت أمريكا من إرغام المنظمة الدولية على حذف ذلك القرار،وصدرت قرارات عدة منصفة للشعب الفلسطيني ظلت حبرا على ورق لأن"إسرائيل" وانطلاقا من مقولة"شعب الله المختار" كانت وما زالت تعتبر نفسها فوق القانون،واستخدمت الولاياتالمتحدة الفيتو أكثر من مائة مرة لحماية ولايتها الحادية والخمسين "إسرائيل"،لكن حدث أمران مهمان أبرزا أن الإنسانية طفح بها الكيل ولم تَعُد تُعلِّق وجود الحلول على منظمة ظهرت منحازة،بل علقتها على المبادرات الذاتية: - الأول:نجاح المقاومة الفلسطينية الأسطوري في خلق توازن الرعب مع الكيان الصهيوني،وهو توازن انبثق من قوة الصمود والاستماتة في الدفاع عن الحق لا من وجود سلاح تقليدي أوغير تقليدي. - والثاني:تنامي الإحساس بوجود صحوة في الضمير العالمي تجلَّت في حركات التضامن الدولية والإنسانية مع الشعب الفلسطيني،أي أن المشترك الإنساني بدأ يأخذ زمام المبادرة في إقامة اعوجاج السياسات الدولية المنحازة والظالمة،فأي شيء غير المشترك الإنساني يحمل المتضامنة العالمية "راشيل كوري" (وهي الأمريكية اليهودية) على قطع آلاف الكلمترات لتحتج على هدم الصهاينة لبيوت الفلسطينيين وتقف في وجه الجرَّافة لتمنعها من الهدم،فما كان من السائق إلا أن داسها ومر على جسدها بالجرافة مرتين بعد أن لفظت أنفاسها. إن العالم اليوم في حاجة إلى وضع ميثاق جديد لعدم الاعتداء على الإنسان،ميثاق - يقطع مع سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير،ويُشرِك في اتخاذ القرارات جميع الدول. - يحترم خصوصيات الدول والشعوب - يعهد إلى مراكز البحث والدراسات والخبرة باستقراء تفاصيل المشترك الإنساني لصياغتها في قواعد كلية لا خلاف عليها - يحرم التعرض للأديان بالتحقير والتشهير والازدراء وإذا لم تنح سياسة المنظمة نحو الإصلاح والعدالة فإن ربيع شعوب العالم سيطولها كما طال الربيع العربي المستبِدِّين،وأخذت تباشير ربيع شعبي عالمي تلوح في الأفق ليعانق الإنسان فطرته الأولى التي فطره الله عليها،تلوح احتجاجا على جشع الشركات،وعلى الديمقراطيات الشكلية،وعلى العولمة الرأسمالية،وتضامنا مع المظلومين المستضعفين الذين اعتبر القرآن الكريم نصرتهم قتالا في سبيل الله (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها)5 ،وإن تدبير المدينة العالمية ليحتاج إلى "دستور" كوني يحتفل بالمشترك الإنساني،ولن يهتم أحد بالمواد التي يقترح المسلمون تضمينها فيه ما لم يكونوا مسنودين باقتصاد قوي مبني على العدل في قسمة الثروات والأرزاق، ،وسياسة راشدة مبنية على العدل في الحكم، وجبهة داخلية موحدة لا تتنكر للتنوع والاختلاف،وإنسان مكرَّم ومُحصَّن ضد عوادي الجهل والفقر والمرض والاستلاب والإلحاق والتبعية،ويَصلُح القرآن الكريم أن يكون مصدر إلهام لإغناء ذلك الدستور وإرساء قاعدته الأخلاقية التي تهم الناس جميعا بغض الطرف عن أديانهم وأعراقهم وأجناسهم وألوانهم: - من حيث الدعوة إلى اجتناب الازدواجية في المعايير(أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)6،(ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون)7 - من حيث تحري الرفق والحكمة في الخطاب (وقولوا للناس حسنا)8 - من حيث تحري العدل في المعاملة في حالتي الحرب والسلم (ولا يَجرِمنَّكم شنآن قوم على ألا تعدلوا،اعدلوا هو أقرب للتقوى)9،(إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)10. - من حيث اعتبار دائرة أهل الكتاب هي الدائرة الأقرب (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله)11 فتلاحظ أنه لم يُدرج في خانة المتفق عليه "محمد رسول الله"،ومن الأرباب التي اتُخِذت من دون الله ما سماه جارودي "ربوبية السوق" ونعتها بالجريمة التي أصبحت ديانة.12 - من حيث التأكيد على قيمة التواضع والحرص على توسيع دائرة الصداقات وتقليص دائرة العداوت (ولا تُصعِّر خدَّك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور)13،(ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)14،،(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم)15 فليس من الوجيه مثلا تحميل اليهود المغاربة الذين مازالوا هنا في المغرب وزر يهود "إسرائيل" الذين أخرجوا شعبا كاملا من دياره. - من حيث نصب ميزان العلم والعدل (الكتاب والميزان)،وإقرار ضابط انتفاع الناس في الصناعات العسكرية والمدنية (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس)16 - وأخيرا وليس آخرا من حيث الاشتراك في معنى الإنسانية (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة)17 مما يوجِب صلة الرحم الإنسانية. الفهرس 1 الحجرات/13 2 هود/118 3 السجدة/25 4 أنظر للتفصيل:روجي جارودي،الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية 5 النساء/75 6 البقرة/44 7 المطففون/1 8 البقرة/83 9 المائدة/8 10 النساء/58 11 آل عمران/64 12 روجيه جارودي،الإرهاب الغربي،ص 226 13 لقمان/18 14 فصلت/34 15 الممتحنة/8 16 الحديد/25 17 النساء/1