معتقلون إسلاميون يردّون على "مسرح الجريمة"

بعد عدد من الوقفات التي نفذتها اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين بالمغرب، احتجاجا على برنامج "مسرح الجريمة" الذي تبثّه قناة "ميدي 1 تي في"، عاد ثلاثة من المعتقلين الإسلاميين على خلفية قانون الإرهاب، وهم رضوان بن إبراهيم، وعزيز الدغوغي، وسفيان الغزوي، إلى الشكوى من استمرار البرنامج في تناول قضية المعتقلين، رغم كونها ما زالت معروضة على أنظار محكمة النقض، "مما سيترتب عن تناولها بهذا الشكل تأثير على مسارها". حسب ما جاء في بيان صادر عن المعتقلين الثلاثة وتتوفر عليه هسبريس.
وجاء إصدار المعتقلين الثلاثة للبيان إثر تناول حلقة يوم السبت 9 أبريل لقضيتهم، والتي وصفوا مضمونها ب"الحملة الإعلامية المضللة، المتّسمة بالكذب والافتراء، وممارسة الإرهاب النفسي والمعنوي على عائلاتنا، وتزوير الحقائق المنسوبة إلينا زورا".
وأوضح بيان المعتقلين أنّ قصة الخلية الالكترونية التي تناولتها الحلقة سالفة الذكر، والتي توبع على إثرها المعتقلون، وحوكموا بثلاث سنوات سجنا، "هي قصّة مفبركة، حيث ضربت القناة، على غرار الحلقات السابقة أدبيات العمل الإعلامي، عُرض الحائط، وتجاوزت ضمنيا وكليا ما جاء في محاضر الضابطة القضائية، التي فنّدْنا ما جاء فيها أمام الوكيل العام للملك، وأمام قاضي التحقيق وأمام المحكمة".
وانتقد الموقعون على البيان عدم استماع القناة إلى الطرف المعني بالأمر، وعدم تتبّع الحقائق عبر الرجوع إلى عائلاتهم، أو هيأة الدفاع، واصفين ما ورد في البرنامج ب"الافتراء والكذب".
وجاء في البيان أنّ المعتقل رضوان بن إبراهيم، اختطف و حوكم من أجل نشاطه داخل تنسيقية 20 فبراير فرع الرباط، ونشاطه مع الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني وداخل تنسيقية مناهضة مهرجان موازين، وكذا مشاركته في الوقفات السلمية التي تنظمها اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين.
وردّا على ما جاء في البرنامج، أوضح البيان أن المعتقل سالف الذكر لم يكن من زبناء مقهى الانترنت كما ورد في البرنامج، بل هو مالكه، ولم يكن يبيع الذرة المقلية بل صاحبَ متجر في حي حسان بوسط الرباط.
وأضاف البيان أنّ رضوان بن براهيم، لم يتمّ القبض عليه وسط الشارع، كما جاء في البرنامج، "بل اختطف من وسط متجره في الرباط، بعد أن عبث حوالي 50 عنصر أمن بمحتويات محله التجاري، وهناك شهود من الجيران شاهدون على ذلك".
البيان ذاته أوضح أن المعتقل سفيان الغزوي، الذي جاء في البرنامج أنه متخصص في المتفجرات هو أدبيّ التوجه في الدراسة، ولا معرفة له بالكيمياء ولا الفيزياء، ولم يُعتقل في الشارع، بل اختطف من داخل المؤسسة التعليمية حيث كان يدرس، والمدرّسون والتلاميذ شهود على هذه الواقعة".
بخصوص المعتقل الثالث، المسمى عزيز الدغوغي، فقد جاء في البيان أنه "لم يكن يعشق الأغاني الغربية الماجنة، كما صوّره البرنامج، بل كان كسائر الشباب المغربي الذي يبحث عن الخروج من مأزق البطالة وليس التمييع والأحلام الوردية، ولم يُعتقل في الشارع، بل اختطف فجرا من داخل بيت والده بدون إذن لوكيل الملك، حيث ضُرب وشُتم أمام عائلته، وما لم تذكره القناة هو أن أكثر من 100 شاب من أبناء حي عزيز الدغوغي شهدوا له بحسن سيرته وخلقه وانضباطه عبر شهادات قانونية ومصادق عليها لدى السلطات المختصة، وقد حصلت المحكمة على نسخة منها".
وأوضح المعتقلون الثلاثة أنّ ما ورد في برنامج "مسرح الجريمة"، بخصوص كرائهم لمنزل قصد التجمّع فيه والإعداد لأعمال تخريبية محْض كذب وبهتان، إذ لم يَردْ ذلك حتى في محاضر الضابطة القضائية، "كما جاء في البرنامج أننا نكفّر المجتمع ونستحلّ أمواله ونقوم بسلب المواطنين بطائقهم البنكية، وهو ما لم يأتِ ذكره أيضا حتى في محاضر الضابطة القضائية"، متسائلين "إذا صحّ، كما زعم أصحاب البرنامج، أن الشرطة توصلت بمئات الشكاوى، فأين هم المشتكون، وأين متابعتهم لنا، بل أين كانت أعين الأجهزة الأمنية؟".
وقال الموقّعون على البيان، موجهين كلامهم إلى الرأي العام، "ليعلم أبناء هذا الوطن أننا أبناؤهم وإخوانهم، ومستعدون أن نفديهم بالغالي والنفيس، فلمصلحة من يريدون تشويه صورتنا، ومن الطرف المستفيد من هذا الافتراء والتزوير، وهل باستطاعة الإعلام المأجور تغيير الحقيقة أو حجبها؟ و للاطلاع على جواب السؤال الأخير نحيل قناة Medi 1 tv إلى التعليقات الواردة على هذه الحلقات في المواقع الاجتماعية و على موقع اليوتوب".