هوية بريس – علي حنين هددت إسرائيل غير مرة باغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يحيى السنوار، محمّلة إياه مسؤولية الضربة الموجعة التي تلقتها على يد المقاومة في 07 من أكتوبر. وقال المتحدث باسم الجيش الصهيوني الغاشم، دانيال هاغاري، متحدثا عن القائد السنوار "سوف نستمر، سنلاحقه حتى نعثر عليه". * مَن يحيى السنوار؟ يحيى إبراهيم حسن السنوار، أو يحيى السنوار، القائد البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ينحدر من مدينة المجدل، عسقلان التاريخية التي تقع شمال شرقي قطاع غزة، التي سقطت في يد الاحتلال الصهيوني في عام 1948، وغيَّر اسمها إلى "أشكلون". وُلد السنوار في مُخيَّم خان يونس للاجئين في عام 1962، ونشأ في ظروف صعبة ومعاناة الفقر والقسوة. وتأثرت طفولته بالاعتداءات التي تعرض لها أهالي المُخيَّمات من الاحتلال الصهيوني الغاصب. ودرس السنوار في الجامعة الإسلامية بغزة وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية. ترأس الكتلة الإسلامية خلال فترة دراسته الجامعية، وهي الفرع الطلابي لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين. كانت تلك الفترة محورية في حياته وساعدته على الاستعداد للأدوار القيادية التي تولاها في حركة حماس لاحقاً. وعلى الرغم من أنه لم يكن من المؤسسين الأوائل للحركة، فإنه أصبح جزءاً من قيادتها، وأسهم في وضع التوجهات والأسس للمقاومة الإسلامية على مدار سنوات كثيرة. * نشاط يحيى السنوار السياسي بدأت النشاطات السياسية ليحيى السنوار بكونه واحداً من رواد القيادة الفلسطينية في مختلف أشكال المقاومة ضد الاحتلال منذ بداية الثمانينيات. كان يحيى السنوار يؤمن بأن هزيمة الاحتلال الغاشم تتطلب القضاء على جميع أدواته، وعلى رأس هذه الأدوات خنجر العملاء المسموم الذي يتسلل إلى النسيج الفلسطيني. ولذلك، اقترح يحيى السنوار في ذلك الوقت على الشيخ أحمد ياسين بعض الأفكار التي تعزز الجانب الأمني للمقاومة، ومن أبرزها تأسيس جهاز الأمن والدعوة الذي يُعرف ب"مجد". وقاد السنوار فريقاً من الكوادر الأمنية، وتتبَّع عدداً من العملاء الذين عملوا لصالح الاحتلال الصهيوني الغاصب. مع مرور الوقت، أصبح "مجد" النواة الأولى لتطوير النظام الأمني الداخلي لحركة حماس. وبالإضافة إلى إجراء التحقيقات مع عملاء الميان الصهيوني الغاصب، أصبح دور "مجد" يتضمن تتبع ضباط المخابرات وأجهزة الأمن الصهيونية بشكل مماثل. * اعتقال يحيى السنوار تعرض يحيى السنوار للاعتقالات المتكررة خلال نشاطه الداخلي. ففي عام 1982، اعتُقل لأول مرة وأُفرج عنه بعد عدة أيام، ثم اعتُقل مرة أخرى في نفس العام وحكم عليه بالسجن لمدة 6 أشهر بسبب نشاطه المقاوم. في عام 1985، اعتُقل مرة أخرى لمدة ثمانية أشهر بتهمة تأسيس جهاز الأمن الخاص بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) المعروف ب"مجد". كان هذا الجهاز يقاوم الاحتلال الغاشم في قطاع غزة، ومكافحة المتعاونين معه من العملاء المحليين. في عام 1988، اعتُقل للمرة الثالثة وحُكم عليه بالسجن المؤبد أربع مرات، بتهمة تأسيس جهاز "مجد" الأمني والمشاركة في تأسيس الجهاز العسكري الأول لحركة حماس. قضى السنوار 23 عاماً متواصلة في سجون الاحتلال الصهيوني، منها أربع سنوات في العزل الانفرادي. خلال فترة اعتقاله، تولى قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في السجون، وشارك في سلسلة من الإضرابات عن الطعام، بما في ذلك إضرابات أعوام 1992 و1996 و2000 و2004. * تحرير يحيي السنوار أُطلق سراح يحيى السنوار عام 2011 ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، حيث أُطلق سراح الجندي الصهيوني، جلعاد شاليط، مقابل الإفراج عن 1027 أسيراً فلسطينياً. احتُجز شاليط في 25 يونيو 2006 على يد مقاتلين من كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس، و"ألوية الناصر صلاح الدين" التابعة للجان المقاومة الشعبية، و"جيش الإسلام"، في عملية عسكرية متقدمة تُعرف باسم "الوهم المتبدد". وتعدّ هذه العملية من أكثر العمليات التي نفَّذتها الفصائل الفلسطينية تعقيداً منذ بدء انتفاضة الأقصى الثانية. صفقة "وفاء الأحرار" جرت بعد أكثر من 5 سنوات قضاها شاليط في الأَسْر في مكان سرِّي بقطاع غزة، حيث فشلت الكيان الصهيوني بكل قدراته الاستخبارية وعملائه في الوصول إليه. كما فشلت العملية العسكرية التي شنتها في نهاية عام 2008، وبداية عام 2009 في إنقاذه من الأسر. * بعد خروج يحيى السنوار من السجن بعد الإفراج عن يحيى السنوار من السجن شارك في انتخابات حركة حماس الداخلية عام 2012، وفاز بعضوية المكتب السياسي للحركة. كما تولى مسؤولية الجهاز العسكري لكتائب عز الدين القسام. في فبراير 2017، انتُخب يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة. ووفقاً لمقال نشرته جريدة الغارديان في عام 2017، كان وصول يحيى السنوار إلى هذا المنصب خطوة مهمة لإعادة تعريف سياسة الحركة. تعرض يحيى السنوار لضغوط من الولاياتالمتحدة، إذ صُنف مع اثنين من قادة حماس الآخرين (محمد الضيف وروحي مشتهى) على قائمة الشخصيات الإرهابية الدولية. كما وضع الكيان الصهيوني يحيى السنوار على قائمة المطلوبين للتصفية في قطاع غزة. وتعرض منزل السنوار، للقصف والدمار مرتين؛ مرة في عام 1989، ومرة أخرى خلال العدوان على قطاع غزة في عام 2014. * مؤلفات يحيى السنوار يتميز يحيى السنوار بإتقانه اللغة العبرية، وله الكثير من المؤلفات والترجمات في المجالات السياسية والأمنية، من بين أبرز مؤلفاته: 1. ترجمة كتاب "الشاباك بين الأشلاء"، وهو كتاب يتناول جهاز الأمن الداخلي الصهيوني. 2. ترجمة كتاب "الأحزاب الإسرائيلية عام 1992م"، وهو كتاب يتطرق إلى الأحزاب السياسية في الكيان الصهيوني خلال تلك الفترة. 3. كتاب "حماس: التجربة والخطأ"، وهو كتاب يتناول تجربة حركة حماس وتطورها على مر الزمن. 4. وبالإضافة إلى كتاب "المجد"، له رواية أدبية بعنوان "شوك القرنفل"، التي تحكي قصة النضال الفلسطيني منذ عام 1967 حتى انتفاضة الأقصى. تتسم مؤلفات السنوار بأسلوبه السياسي والتحليلي، وتعكس رؤيته وتجربته في الشؤون السياسية والأمنية.